* التكريم يعطيك الأحساس بالثقة في نفسك وفي اختياراتك، ويؤكد لك إنك على الطريق الصحيح
* مسلسل (الملك السنوسي) يجسد رحلة كفاحه وكفاح الشعب الليبي من أجل الاستقلال
* السنوسي لم يكن ساعيا إلى السلطة أو الملك، لكن مجتمعه والأحداث أجبرتهم على أنه يتصدر المشهد
كتب : أحمد السماحي
بعد سنتين من الانقطاع بسبب جائحة كورونا، اختتم منذ يومين مهرجان (ربيع الفنون الدولي) الذي يقام في تونس، وكرم في دورته الرابعة والعشرين التى أقيمت في الفترة من 24 إلى 29 يونيو الجاري، النجم العربي المبدع (جمال سليمان)، الذي قدم على مدى مشواره الفني مجموعة من الأدوار التى سكنت الذاكرة العربية، وعبر من خلال وجه يتكون من ملامح الألم والمعاناة والشقاء والسهر، من الأحلام والأمنيات، من تجارب الجوع والبرد والتشرد في دروب العوز، عن حال المواطن العربي شابا ورجلا، وفي كل الأعمال التى جسدها لم يكن يمثل دورا من الأدوار إنما يقوم بتشخيص المشاعر، كما يقوم الطبيب الشاطر بتشخيص المرض، والملاحظ أن (جمال) في كل أعماله يقوم بتشخيص المشاعر يعني اكتشاف الشعور الحقيقي للشخصية الفنية، واكتشاف الشعور الصحيح للشخصية هو الأساس في فن التمثيل.
(شهريار النجوم) دق باب النجم العربي المبدع (جمال سليمان) وهنأه بتكريمه في تونس، وسأله عن جديده الفترة القادمة، فأكد لنا في البداية أنه مع كل تكريم جديد يشعر أنه الأول في حياته، مضيفا: لقد سعد جدا بالتكريم في مهرجان (ربيع الفنون الدولي) لأنه مهرجان محترم وراقي وله قيمة، وسبق وكرم مجموعة كبيرة من رموز الفكر والفن منهم (نزار قباني، أدونيس، سميح القاسم، كمال الشناوي، محمود ياسين، يحيي الفخراني، عزت العلايلي، سميحة أيوب، سهير المرشدي، سلوم حداد، صباح فخري، وديع الصافي) وغيرهم.
وبسؤالنا عن هل مازالت التكريمات تسعده بعد مشوار طويل وحافل من التكريمات أم أصبحت شيئا عاديا بالنسبة له؟، قال: بالتأكيد مازالت تسعدني وبالتأكيد ليست شيئا عاديا لأنها تمنحك الشعور بالرضا وتعطيك الأحساس بالثقة في نفسك وفي اختياراتك، وتحصد فيها ثمرة جهدك وتأكد لك إنك على الطريق الصحيح، وأن الناس مازالت على عهدها بك وإنها تحبك وتحب أعمالك، وفي كل مرحلة تمر بها وتقدم من خلالها أعمال تأتي الجوائز والتكريمات لتعطيك دفعة معنوية هائلة إلى الأمام لتقديم المزيد من الأعمال.
وعن جديده الفترة القادمة قال: مسلسل (الملك السنوسي) الذي يجسد رحلة كفاحه وكفاح الشعب الليبي من أجل الاستقلال، وستبدأ الأحداث من نهاية الثلاثينات، خلال فترة الحرب العالمية الثانية وهزيمة دول المحور، وخروج المستعمر الإيطالي وحضور الإنجليز، والتحديات الكبرى التى واجهتها الحركة الوطنية الليبية من أجل الحرية والإستقلال، وينتهي المسلسل بوفاة الملك (إدريس السنوسي).
وأضاف بطل مسلسل (الناصر صلاح الدين): العمل أيضا يتحدث عن الجانب الشخصي والإنساني والعائلي لهذا الملك الزاهد، لما عرف به من ترفع عن ماديات الحياة، حيث نراه في الأحداث كيف يتعامل مع زوجته وأسرته، ومع السياسيين المصريين الذي عاش جانبا من حياته وسطهم، ورؤيته لمستقبل ليبيا، لأنه كان هناك صراعا بين فكرة الملكية والجمهورية، وهو بالمناسبة من الملوك الذين لم يكن ساعيا إلى السلطة أو الملك، لكن مجتمعه والأحداث أجبرتهم على أنه يتصدر المشهد.
وصرح (أحمد أبو صالح) بطل مسلسل (التغريبة الفلسطينية): المسلسل فيه لمحات إنسانية، ووقائع تاريخية، فهو مزيج من المسلسل السياسي والتاريخي والإجتماعي، وستدور كاميرته قريباً ليتم تصويره مابين تونس ومصر، دون تحديد اسم المخرج الذي سيكون العمل تحت إدارته، حيث تتفاوض حاليا الشركة المنتجة مع أكثر من مخرج للاستقرار على أحد المخرجين ليقوم بإخراج هذا العمل المهم المقرر عرضه في شهر رمضان القادم، وسيشارك في البطولة مجموعة كبيرة من نجوم سوريا ومصر، والمغرب العربي، عن سيناريو للكاتب السوري (عدنان عودة) الذي سبق وتعاون معه في أكثر من مسلسل كان آخرهم مسلسل (فنجان الدم).
جدير بالذكر أن الملك (محمد إدريس السنوسي) أول ملك يحكم ليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا عام 1951، وساهم بقيادة المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي، حتى أعلنت هيئة الأمم المتحدة استقلال ليبيا في 24 ديسمبر عام 1951، وتربع (السنوسي) على عرش ليبيا في الفترة بين 1951 و1969 حتى إسقاط حكمه في انقلاب عسكري بقيادة الملازم حينها (معمر القذافي) في الفاتح من سبتمبر عام 1969.
أصدر (القذافي) عام 1977 حكماً بالإعدام بحق السنوسي الذي قضى حياته في مصر حتى وفاته عام 1983؛ ليتم دفنه بناء على وصيته في البقيع بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.