ذكرى آمال فريد التى أنقذت صديقتها من الانتحار بحيلة ذكية جدا !
كتب : أحمد السماحي
نحيي خلال الأيام القادمة وبالتحديد يوم 19 يونيو الجاري ذكرى الفنانة الرقيقة (أمال فريد) فتاة أحلام جيل الخمسينات من القرن الماضي، والتى رحلت عنا في مثل هذا اليوم عام 2018، رغم قلة أفلامها السينمائية التى لم تتعدى الثلاثين بدأتها عام 1954 بفيلم (موعد مع السعادة) بطولة فاتن حمامه، إخراج عزالدين ذوالفقار، وأنهتها عام 1968 بفيلم (جزيرة العشاق) إخراج حسن رضا، وبطولتها مع سهير المرشدي وزيزي البدراوي، إلا أن معظم هذه الأفلام جاءت متميزة وتعرض حتى اليوم على الفضائيات ومن خلال التليفزيون المصري.
ومن بين هذه الأفلام (ليالي الحب، شياطين الجو، بنات اليوم، إسماعيل ياسين في جنينة الحيوان، صراع في الحياة، إمسك حرامي، ماليش غيرك، إمرأة في الطريق، من أجل إمرأة، إسماعيل ياسين في الطيران، حماتي ملاك، أم رتيبة، نساء محرمات، إحنا التلامذة، بنات بحري، أبو أحمد، التلميذة، أنا وبناتي، الابن المفقود، حكاية جواز) وغيرها.
هذا الأسبوع ومن خلال باب (صورة وذكرى) نتوقف مع قصة طريفة رواتها (آمال فريد) بنفسها في مجلة (الكواكب) عام 1957 تعالوا نعرف ماهي هذه القصة؟ وماهي الحيلة التى لجأت إليها الفنانة لتنقذ صديقتها، تقول آمال فريد: كانت صديقتي (ف) من الصنف الذي لا يعرف الألم على الإطلاق، لقد نشأت في عائلة موفورة الثراء، وترعرعت في أحضان النعومة حتى لقد كانت تظن أن الناس كلهم مثلها ينامون فوق حاشيات من ريش النعام.
ثم جاء اليوم الذي عرفت فيه الألم، فلم يكن لديها أي رصيد من المقاومة بل استسلمت لليأس في أول جولة، كان أهلها قد أرادوا تزويجها من ابن عمها، بينما كانت هى تود أن تتزوج من شاب آخر تحبه، ولم تفلح توسلاتها على الرغم من أن أسرتها لم تقف مرة في سبيل رغباتها، واقترب موعد القران وكان الحزن واليأس قد قتلا فيها كل معنى من معاني الأمل في الحياة فقررت أن تضع لحياتها حدا فاصلا، وهو الانتحار!.
وجاءتني والدموع تحفر نهرا على وجهها، وناولتني رسالة مختومة، ثم أنهت إلى بقرارها الجرئ وتوسلت إلي أن أوصل الرسالة إلى أهلها في اليوم التالي، وحرت ماذا أفعل؟! وحاولت في بادئ الأمر أن أثنيها عن تنفيذ هذه الفكرة الجنونية ولكن كان إصرارها أقوى من علم المنطق كله، وفكرت في أن أبلغ أهلها ولكن سرعان ما ردت هذه الفكرة عن خاطري عندما وجدت أنها لن تفلح في شيئ سوى إذكاء النار، وأخيرا وتحت تأثير الغضب قلت لها: عايزة تنتحري مفيش مانع بس حاتنتحري إزاي؟
قالت: حارمي نفسي في النيل.
وعدت أناقشها: ماعدتش الطريقة دي تنفع، الكباري دلوقت عليها حراس، والنيل فيه مراكبية كثير، ضروري حد فيهم حايشوفك وحاينقذك، وما تطلعيش منها بغير الفضيحة!
وعادت تقول: لا أنا حارمي نفسي في حتة مافيهاش حد.
قلت لها: موافقة وهو كذلك بس إبقي خلي بالك كويس أحسن ولاد الحلال كثير، وغرقي نفسك من سكات.
وأقفلت فمي برهة لأراقب دموعها.
ثم قلت لها: على كل حال عندك حق تنتحري، إزاي يجوزوكي ابن عمك؟! الأصول كانوا يجوزوكي الشخص اللي بتحبيه ومسيره في يوم راح يطلقك وبعدين تتجوزي ابن عمك، وعلى كل حال كلنا حانموت مهما عشنا واتمتعنا بالدنيا، صحيح الواحدة مننا قدامها عمر ومستقبل وصحيح أن الجواز ده مسألة قسمة ونصيب لكن نعيش ليه؟، يعني حانزود الناس اللي عايشين روحي يا حبيبتي انتحري قوام قبل ما ترجعي في كلامك.
ومضيت أحبذ لها فكرة الإنتحار حيث قالت : بس يا ترى (فلان) حايفضل يحبني؟ فقلت لها مؤكدة: طبعا لازم يحبك لحد الأربعين.!، وعادت تقول: متهيألي أنه حاينساني بعد مدة ويتجوز، فقلتلها : وماله؟! انتي مش يهمك أنه يعيش سعيد، أمال بتضحي حياتك علشانه ليه؟، المهم أنه راح يزعل عليكي جدا، وبعدين حاتصادفه واحدة تفكره بيكي فيتجوزها علشان تبقي دايما في باله!.
قالت: وأهلي وبابا وماما وأخواتي؟!
قلت لها: ماتخافيش برضه حايزعلوا مدة وبعدين ينسوا، ثم ما تنسيش أنك حاتوفري عليهم كثير أقله حاتوفري مصاريف الجامعة والملابس والمصروف بتاعك قومي يلا ما تضيعيش وقت أحسن ترجعي في كلامك!.
وإلى هنا كانت دموع صديقتي (ف) قد اختفت وارتسمت على وجهها علامات التساؤل والتفكير العميق، وبعد برهة صامتة قالت وهى تمد يدها إلى: أديني الجواب مافيش انتحار فيه جواز!!