بقلم : محمد حبوشة
(السعادة إتقان فن الاختزال، أن تقوم بفرز ما بإمكانك أن تتخلص منه، وما يلزمك لما بقي من سفر، آنذاك تكتشف أن معظم الأشياء التي تحيط بها نفسك غير ضرورية، بل هى حمل يثقلك)، بهذه المقولة، اختصرت (أحلام مستغانمي) الكاتبة والروائية الجزائرية كثيرا عن فن الاختزال، ويمكن اعتبار المسرح بأنه تطبيق لفن الاختزال، فالاختزال في المسرح يكون في نص العرض المسرحي الذي يجب أن يقال وينفذ على خشبة المسرح، أو من خلال العملية الإخراجية، ولكن الممثل كما يشير أغلب المسرحيين في العالم هو أساس العرض المسرحي.
إن العملية التمثيلية بالنسبة للممثل هى عبارة عن تطبيق عملي لمقولة (أحلام مستغانمي)، فهناك عديد من الأشياء التي يستطيع أن يختزلها إذا استطاع ان يقرأ شخصيته المسرحية بحرفية تامة، يحتاج الممثل عند تسلمه الدور المنوط به إلى تحليل هذا الدور، ليكون على وعي تام بما يستطيع أن يختزله من الشخصية في ظل وجود عديد من التفاصيل في النص الذي بين يديه، وبوسع الممثل الفطن أن يختزل كثيرا من تلك التفاصيل ويستخرج من النص ما يود المؤلف قوله من خلال الشخصية، وهذه الخطوة لا تتم طبعا دون إجراء تفاهمات مستمرة مع المخرج.
تشخيص لكل المشاهد
وضيفتنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع النجمة الكبيرة والقديرة (ميمي جمال) هى ممثلة فطنة بالفطرة حيث تستطيع أن تختزل كثيرا من تفاصيل الشخصية التي تؤديها على نحو احترافي من خلال تحديد الهدف العام من وجود الشخصية داخل المسرحية كاملة، وبحكم خبرتها الطويلة في المسرح يمكنها دراسة الحالة النفسية للشخصية المراد تشخيصها لكل المشاهد التي تظهر بها الشخصية، وعند تحديد هذه الأهداف واختزالها يكون بوسعها أن تقبض على الشخصية المسرحية تماما وتؤديها على أفضل وجه، ولعل أحد وجوه الاختزال المنوطة بالممثل تلك العلاقات القائمة بين الشخصيات داخل النص المسرحي، هذه العلاقات يختزلها الممثل بتعاونه مع الممثلين الآخرين في المسرحية لكشف طبيعة العلاقة ما بين كافة الشخصيات، خصوصا إذا كانت هناك شخصيات محورية في العمل إلى جانب شخصيات مساندة، لذلك، دائما ما يحرص طاقم العمل التمثيلي على أن تؤدى العلاقات ما بين الشخصيات على أكمل وجه.
ملمح آخر من ملامح الاختزال لدى الممثل المسرحي يكمن في تعابير الوجه وحركة الجسد، عند أداء الشخصية، وهذا ما تجيده (ميمي جمال)، حيث تدرس هذه الجوانب بعناية فائقة من قبلها كممثلة متمكنة، لأن هناك أشياء يستطيع أن تختزلها إما بتعبير بسيط للوجه أو بحركة جسد معينة، تغني عن كثير من الكلمات، وبالطبع، يمكن لها أيضا، وبالتعاون مع المخرج، أن تختزل كثيرا من الحركة لشخصية على خشبة المسرح عندما تؤدي دورها، ولعل إلمامها بأدواتها وتمكنها منها، مثل إمكانات الصوت وقوة الذاكرة والتعامل مع مكونات العمل المسرحي الأخرى من ديكور وإضاءة ومؤثرات صوتية، هو ما يمنحها الثقة والقدرة على اختزال ما تريد داخل النص المسرحي أو العملية الإخراجية، وكل هذا لا يتحقق إلا بوجود العديد من البروفات للعرض المسرحي قبل أن يرى النور على خشبة المسرح كنتاج نهائي.
تأكل شخصية الممثل
فن التمثيل والممثل، الشخصية المسرحية لا تتمثل بسهولة بل هى تكاد تأكل شخصية الممثل بأن تحطمها وتفتتها على مهل لتحل محلها، مثل حالة (ميمي جمال) حيث إنها تتسرب عبر الصوت والعينين والأعصاب والجسد، إن فن المسرح عندها هو بالدرجة الأولى فن التمثيل؛ فعلى الخشبة تكون قضية الممثل أي الممارسة العملية التي تتم على الخشبة، وهى ليست من فعل الكاتب، أو من فعل المخرج، وإنما هي تعتمد على فعلها كممثلة ناضجة؛ لأنه العنصر الوحيد الذي يقابل الجمهور ويواجهه، هنا نجد أن صلة المؤلف أو المخرج تضعف على الخشبة ويبقي الممثل وحده مواجها الجمهور، وجوده وجود مباشر، وحضوره حضور حي بهيئته الجسدية، وينوب عن المؤلف لأنه ينطق بكلماته، وكذلك ينوب عن المخرج لأنه يجسد التفسير الدرامي الذي يطرحه المخرج على الخشبة.
ولأن الممثل هو (السيد) على الخشبة، وهو من يخلق الشخصية برمتها، كما يقول (جون جولسورذي) في وصفه للممثل المسرحي: إن خلق الشخصية مسألة غامضة، بل لعلها أشد غموضا عند الشخصية الذي يخلقها منها عند أولئك الذي يبتسمون أو يكتئبون وهم يشاهدون خلق الشخصية؛ فهي عملية لا ضابط لها ولا مرجع نرجع فيها إليه، ولكن هل الممثل مجرد شخص يتظاهر بأنه شخصية أخرى؟ وهل هو ذلك العصابي المريض الذي يخفي خلف براعته في تقمص الشخصيات المختلفة، ويقدم أشكالا هستيرية كامنة وجدت تعريفها الآمن فوق خشبة المسرح وأمام الجمهور؟ أم هو، على العكس، فنان واع يعزف بمهارة نوع المشاعر المركبة على أوتار أعصابنا المشدودة دون أن يحس؟ ولو بظل من تلك المشاعر؟، تلك الأسئلة لا تنتهي في هذا المجال عند (ميمي جمال) ممثلة المسرح التي برعت في السينما والتلفزيون.
التعبير عن المفارقة
يقول (أجوستو بوال) المسرحاتية هى تلك القدرة على تلك الخاصية الانسانية التي تسمح للإنسان بمراقبة نفسه في أثناء قيامه بفعل ما، أو بنشاط ما؛ وهي بالتحديد ما يجعل من المسرح مسرحا فالازدواجية المسرحية تنشأ بمجرد استخدام فنان المسرح وسائط تقنية مادية لتجسيد النص الدرامي المطبوع، المسرحاتية عند (ميمي جمال) أيضا هى التعبير عن المفارقة التي تنشأ بفعل الاداء الدرامي في مقابل القراءة، فالنص المكتوب لا يكون في الواقع إلا خطابا مغلقا، لا تفصح عنه الحروف والكلمات المنظومة شعرا أو نثرا؛ تلك التي قد لا تكون إلا رموزا أو مفاتيح سرية تكشف لكل قارئ على حدة ما وراءها من صور أو عوالم خيالية لا نهائية تتراءي على جدران وحدته وصمته في تقليبه للكتاب المطبوع، ولكن على حس تمائم، كما يحدث في الأحلام بتعبير (ستانسلافسكي)؛ في حين أن هذه الكلمات نفسها تصبح عالما محسوسا بمجرد تجسيدها داخل إطار مشهدي سينموغرافي، يضعه مخرج بواسطة الممثلين؛ فتكون طريقة التأويل مقبولة من خلال أفعال الممثلين ومعبرة عما يحتويه النص من معان باطنة وإشارات خفية تفسر لنا التفاصيل والسلوكيات.
(ميمي جمال) ممثلة كوميدية تراجيدية تتقن أداءها بشكل تلقائي وعفوي، فتزدوج شخصيتها بالشخصية الأدائية، ومن ثم في تؤثر في جمهورها تأثيرا مباشرا، وإن أداء الممثل له من الأسس والقواعد التي تجعل منه فنا، وليس تقليدا أو نسخا للواقع المعاش؛ أي أنه فن يرتبط بالفكر، والهدف المراد تجسيده وطرحه على الخشبة، في إطار فني ممتع هو أداء الممثل، الذي يعتبر عنصرا اساسيا في خلقه، وليس مجرد حركات أو إشارات لتسلية الجمهور وإضحاكه بدون هدف، وهى هنا تعبر بشكل علمي وفني يتفق مع طبيعة العلوم والفنون، وتدرك أدوات مهنتها، وجميع متعلقاتها التي تتيح لها عملا ناجحا يتسم بالجدية؛ لهذا يفترض في الممثل أن يكون مثقفا واعيا متشبعا بمدارس المسرح المختلفة وأن تكون لديه معرفة عملية أساسها الاحتكاك والممارسة والتجريب.
تضحي بالكثير على الخشبة
يعتقد الكثيرون أن مهنة الممثل بسيطة وسهلة، ولا يدركون أن حياة الممثل تختلف عن حياة أصحاب المهن الأخرى؛ لأنها تتعلق بالظروف وبساعات التمرين الطوال، فالممثل من أجل أن يكون مقنعا وناجحا على الخشبة فهو يضحي بالكثير، لذا أحيانا يستلزم حضور (ميمي جمال) أن تقوم التجارب والتمارين أيام العطل والاجازات، وتحملها لبعض الملاحظات التي أحيانا تكون لاذعة أثناء التمارين، وهذا يجعل منها أكثر إصرارا وتصميما لتقدم أفضل ما لديها لإنجاح عرضها، على الممثل لكي يكون عظيما أن يكون قادرا على التعبير كيفما شاء عن مشاعر لا يحسها فعلا بكل أحاسيسه ومشاعره.
أقول إن الممثل الجاد لا يستطيع أن يستهين بحالة التمثل التي تسبق لحظات التمثيل؛ إذ أن التمثل هو دراسة استبطانية للشخصية من الداخل والخارج في نفس الوقت، وترديد الحوار الذي تنطق به ليس هو ترديد كلمات فقط، وليس هو فعل أو شروع في فعل فقط، إنه حالة من التلبس كاملة؛ هى استعادة لتجسد ونبض حياة يستعين عليها الممثل بما في أعماقه من أحاسيس متجسدة؛ هي حالة ميلاد جديدة، ومن هنا تتذكر (ميمي جمال) ملاحظة لأفلاطون التي يقول فيها: (أنه يوقظ الاحساسات ويغذيها ويقويها ويعرقل حركة العقل، إن رأي أفلاطون في الشاعر ينطبق تماما على الممثل في حالة التمثل)، تلك التي عاشتها (ميمي جمال) على خشبة المسرح وعلى شاشتي السينما والتلفزيون.
ولدت الفنانة ميمي جمال من أب مصري وأم يونانية الجنسية، عشقت الفن والتمثيل منذ الصغر، وبدأت عملها في السينما وهي لا تزال طفلة صغيرة، وظهرت في دور ابنة الفنان عماد حمدي، والفنانة مديحة يسري في فيلم (أقوى من الحب)، وظهرت بعدها في السينما في عدة أدوار قصيرة، وانضمت للعمل في مسرح الفنانين المتحدين، وفي مسرح نجم، كما عملت مع العديد من الفرق المسرحية الخاصة، وبدأ ظهور النجمة ميمي جمال في السينما في عام 1953 عندما اكتشفها المخرج عبد الله بركات، وأعطاها دورا في فيلم (المستهترة) مع الفنان شكري سرحان وكان عمرها آنذاك 15 عاما، وتعد النجمة (ميمي جمال) الفنانة الأنثى الأكثر حضورا في الوسط الفني، فهي تحتل المركز الرابع في عدد الأعمال الفنية بعد الفنان محمود المليجي، وصبري عبد المنعم، والفنان حسن حسني، حيث بلغ عدد أعمالها الفنية ما يقرب من 530 عملا في مشوار فني طويل بلغت عدد سنواته ما يزيد عن الـ 70 عاما.
زواجها من حسن مصطفى
في بداية حياتها الفنية وقعت (ميمي جمال) في قصة حب مع واحد من الشباب الأثرياء، وطلب منها أن تترك الفن ليقنع أهله بالزواج منها، ولكنها تمسكت بالتمثيل، وبعدها تزوجت من الفنان الكوميدي الراحل حسن مصطفى، وأشهرت إسلامها بعد الزواج منه، وأنجبت منه بنتين توأم وهما نجلاء حسن مصطفى، ونورا حسن مصطفى، واستمر زواجهما حوالي 66 عاما، حتى وفاة زوجها في عام 2015، وكان قد التقى حسن مصطفى بميمي جمال لأول مرة خلال عملهما معا على مسرح الدولة، وكان وقتها حسن يمر بأزمة عاطفية نتيجة لانفصاله عن زوجته الأولى بثينة حسن، وقد أعجب بميمي جمال، وانجذبت هي الأخرى له نتيجة لطيبة قلبه ورقته وحنيته وظله الخفيف وروحه المرحة، وأصبحا صديقين مقربين، وتحولت الصداقة إلى قصة حب قوية، كللت بالزواج في يوم عيد ميلاد الفنان حسن مصطفى الثالث والثلاثين في اليوم الموافق 26 يوليو في عام 1966.
وبحسب المؤرخ المسرحي الكبير الدكتور عمرو دوارة، بدأت الفنانة أمينة مصطفى جمال، المشهورة بـ (ميمي جمال وهى طفلة صغيرة بفيلم (أقوى من الحب)، وبالرغم من عدم حصولها على دراسات أكاديمية إلا أنها استطاعت أن تصقل موهبتها وأن تكتسب كثير من الخبرات من خلال عملها مع كبار المخرجين السينمائيين والمسرحيين، خاصة بعدما أتاح لها كل من جمالها وحضورها الفني فرصة العمل بكبرى الفرق المسرحية والوقوف أمام كبار نجوم الكوميديا، ويستطيع المتتبع للمسيرتها الفنية أن يرصد مدى نضجها المستمر وتطور أدائها من عمل فني لآخر، وكذلك مدى قدراتها السريعة على اكتساب الخبرات اللازمة للتعامل مع طبيعة وتقنيات كل قناة فنية سواء مسرح او سينما أو تلفزيون أو إذاعة، وبما يتناسب مع طبيعة كل دور.
البساطة والصدق والطبيعية
وأوضح (دوارة) إنه وبصفة عامة يتميز أداؤها بالبساطة والصدق والطبيعية، خاصة بعدما أمدتها خبراتها الطويلة بوعي وحساسية في تجسيد مختلف الشخصيات الاجتماعية الخفيفية التي تتسم بخفة الظل، وتقتضي الحقيقة أن أقرر أنها وخلال مشوارها الفني اهتمت كثيرا بالكم على حساب الكيف، حتى أنها حققت أرقاما قياسية في عدد الأعمال التي شاركت فيها ويكفي أن نذكر مشاركاتها في أكثر من 130 مسرحية، و 150 فيلمًا، و 250 مسلسلا وسهرة تلفزيونية.
شاركت (ميمي جمال) بأداء أدوار البطولة وبعض الأدوار الثانوية بعدد كبير من المسرحيات المتميزة بكبرى الفرق المسرحية، فقد انضمت في بداية حياتها الفنية إلى فرقة (المسرح الحر)، وانتقلت بعد ذلك للعمل بفرق التلفزيون المسرحية واستمرت بالعمل بها لعدة سنوات، حتى تنقلت بعدة فرق خاصة، وإن كان المتتبع لمسارها المسرحي يمكنه رصد أن أكثر مشاركاتها المسرحية كانت من خلال فرقتي (أحمد ويسري الإبياري)، وقدمت مع فرقة (المسرح الكوميدي) عدة عروض منها: (أصل وصورة، وحادث قطار، ومقالب محروس عام 1963، العبيط – 1964، أخلص زوج في العالم – 1965، نمرة 2 يكسب، وجوزين وفرد، وعسكر وحرامية، وعطوة أفندي قطاع عام – 1966، مين قتل مين – 1967، سفاح رغم أنفه – 1970.
أما في مسرح القطاع الخاص فقدمت مع فرقة (المسرح الحر) عرضين: (مراتي نمرة 11 – 1959، بين القصرين – 1960؛ ومع فرقة (الريحاني): الستات ما يعرفوش يكدبوا – 1963، في بيتنا طفل – 1972؛ ومع فرقة (الكوميدي المصرية) عرضي: (كلام رجالة – 1971، حب ورشوة ودلع – 1975؛ ومع فرقة (المتحدين): (وكالة نحن معك – 1972، مدرسة المشاغبين – 1973؛ ومع فرقة (الهنيدي): (أنا آه أنا لأ، وعشرين فرخة وديك – 1977؛ ومع فرقة (يسري الإبياري) مسرحيات: (عش المجانين – 1979، وراك وراك، وزكي على نار – 1984، الدبابير – 1992، المشاكس – 1995، زوزو تروح وشوشو تيجي – 1996؛ ومع فرقة (نجم) عروض: (طار فوق عش المجرمين – 1981، أصل وخمسة – 1987، المشاكس -1995.
لعبت أدوارا مهة بالمسرح
ومع فرقة (أحمد الإبياري) مسرحيات: (القشاش – 1985، خد الفلوس وإجري – 1987، فيما يبدو سرقوا عبده – 1997، دو ري مي فاصوليا- 2001؛ ومع فرقة (نجوم الكوميديا) مسرحية (طباخ بالعافية – 1970؛ ومع فرقة (مينوش) عرض (الصعايدة وصلوا – 1988؛ ومع فرقة (أوسكار) مسرحية (حمري جمري – 1990؛ ومع فرقة (النهار) عرض (سوق الحلاوة) – 1993؛ ومع فرقة (عصام الحوت) مسرحيتي (العين الحمرا – 1994، دربكة همبكة – 1998؛ ومع فرقة (مينوش) مسرحية (الواد ضبش عامل لبش – عام 1999.
ومن بين المسرحيات المصورة التي شاركت في تمثيلها: (كوبري المزلقان،احنا إللي أخدنا الجايزة، سباكين آخر زمن، حكاية من كل بيت، والمرحوم رجع في كلامه، مجانين فوق العادة، والزوجة آخر من يعلم، احترس من زوجتي، تلامذة آخر زمن، دكتور مزيف وغريب في الدار، عائلة عصرية جدا، تزوير في أوراق عاطفية، البيه السباك، الملاحيس، أنا عايزة مليونير، ثلاثين يوم في السجن، راجل فوق النخلة، حرامي واتنين لصوص، ليلة جواز الشغالة، فندق المجانين، والطلاينة وصلوا، وقارئة الفنجان، وجعلوني مطربا، ومين جوز مين، احترس من البلدوزر) وغيرها.
وتعاونت (ميمي جمال) من خلال مسرحياتها السابقة مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل من بينهم: (فتوح نشاطي، السيد بدير، محمد توفيق، كمال يس، سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، حسن عبد السلام، السيد راضي، عبد المنعم مدبولي، محمود السباع، أحمد حلمي، سعيد مدبولي، عبد الغني زكي، عادل هاشم، أحمد توفيق، بدر الدين جمجوم، نبيل خيري، عادل صادق، فهمي الخولي، محمد أبو داود، سيد خاطر، وأسامة رؤوف).
مثلت في السينما بعمر 9 سنوات
ولأن (ميمي جمال) بدأت حياتها الفنية أثناء مرحلة الطفولة بعمر 9 سنوات بالعمل في السينما فقدمت أفلام: (أقوى من الحب – عام 1953، انتصار الحب – 1954، ما ليش غيرك – 1958، واستمرت في العمل خلال فترة المراهقة والشباب فشاركت في أفلام: (بين الأطلال، المرأة المجهولة – 1959، بنات بحري، الفانوس السحري، زوج بالإيجار، الخطايا، آخر شقاوة، لصوص لكن ظرفاء، الحب سنة 70، فتاة الاستعراض، نحن لا نزرع الشوك، عالم عيال عيال، البعض يذهب للمأذون مرتين، رجب فوق صفيح ساخن، خلي بالك من جيرانك، بنات حارتنا، أبو كرتونة، بوابة إبليس، كروانة، قدارة، الرجل الأبيض المتوسط، محترم إلا ربع) وغيرها، وكان آخرها (لف ودوران – عام 2016.
استطاعت الدراما التلفزيونية الاستفادة من موهبتها وخبرتها، فشاركت بأداء الأدوار الرئيسة والبطولات الجماعية بعدد كبير من المسلسلات منها: (بعد الضياع، الشك، أحلام الفتى الطائر، أهلا أهلا بالسكان، ألف ليلة وليلة، فوازير المناسبات، بوجي وطمطم، بوابة الحلواني (ج 1، ج2، ج3، ج4)، ساكن قصادي (ج1، ج2)، وجمهورية زفتى، أوراق مصرية (ج1، ج2)، عائلة الحاج متولي، العطار والسبع بنات، البحار مندي، بنت من شبرا، السيرة العاشورية (الحرافيش ج2)، حدائق الشيطان، سوق الخضار، قمر 14، قانون المراغي، الباطنية، حدف بحر، اللص والكتاب، شيخ العرب همام، قضية صفية، شارع عبد العزيز (ج1،ج2)، الأخوة الأعداء، الزوجة الرابعة، كيد النسا، زي القمر، ورا كل باب، قانون العمل، آخر دور)، كما ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية بكثير من برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار ما يقرب من 50 عاما، ومن هنا يصعب حصرها منها مسلسلات: (هذه زوجتي، صلاح الخير، برازيل يا هوا، زكي لاكي، فرقة سيكا) وغيرها من أعمال إذاعية أخرى آخرها مسلسل (توبة 2022).
أشهر أقوال ميمي جمال:
** أول مرة أقف فيها أمام الكاميرا اتخضيت لأنى كنت واقفة قدام (مديحة يسرى وعماد حمدى وشادية)، صحيح كنت فرحانة لكن أول ما دخلت البلاتوه خفت وحسيت برهبة وأنا داخلة على الفنانة الكبيرة (مديحة يسرى) وكانت تقوم بدور والدتى وكنت بترعش، وأستاذ عز الدين ذو الفقار قال لى: ده مشهد مهم، فقلت له أنا مذاكرة وحافظة الكلام، فقال: مش مهم الكلام المهم تدخلى مش بتترعشى).
** حسن كان زوجي وصديقي وحبيي، ومنذ رحيله أشعر بفراغ كبير، وهذا جعلني أشعر بوحدة كبيرة، فهو كان الزوج والسند والأب وكل شئ، ولم أعتزل لأي أسباب أخري كما انتشر، ولكنني قررت أن يكون العمر المتبقي لصالح أسرتي وعائلتي فقط.
** أعيش حياة طبيعية ما بين بيتى وبيت بناتى، فمثلا أدخل المطبخ وأشاهد البرامج وأرتاح قدر الإمكان ولا أخرج كثيرا فى ظل انتشار فيروس كورونا.. باختصار أعيش حياة هادئة بعيدة عن الصخب والأضواء والزحمة.
** السينما قدمت فيها أدوارا قليلة لكن المسرح أعطيته معظم اهتمامى، فبعد مسرح التليفزيون طلبونى فى مسرح الريحانى الذى وقف على خشبته كبار النجوم، وكان من أهم الفنانين الذين عملت معهم الفنانة العظيمة (مارى منيب) التى وقفت أمامها فى مسرحيتين وللأسف هذه الأعمال لم يتم تصويرها!.
** أعتز بشغلى أيضا مع (المتحدين)، فمثلا قدمت دور الفنانة (سهير البابلى) فى (مدرسة المشاغبين) لمدة أسبوعين إنقاذ موقف حيث سافرت للخارج لإجراء عملية فى عينيها، ثم جاء محطة مسرحية مهمة مع نجم الكوميديا (محمد نجم) بداية من (عش المجانين) واستمريت على المسرح حتى آخر محطاتى مع الفنان (سمير غانم).
** في الحقيقة الشباب الممثلين أصبح عددهم كتير وبيقدموا أعمال حلوة، فمثلا (نضال الشافعي) ممثل ممتاز جدا و(صابرين) أيضا باستمتع عندما أشاهدها، فهناك فنانين كثيرين على الساحة حاليا جيدين ولا أريد أن أنسى أحد.
** لا أعتقد أن هناك أحد يتعمد أن يُجلس فنانين فى المنزل، فلا أتصور ذلك، فأنا لا أستطيع أن أدخل فى قلوب كل إنسان وما يشعرون به، ولكن عموما أرى أن هناك أدوارا كثيرة لفنانين كبار وأنهم مازالوا يعملون، وأحيانا تكون المسألة سوء حظ ولكن لا يوجد أحد يتعمد أن يجلس غيره فى المنزل.
** كنت أعيش حياة طبيعية جدا حيث أقضى وقتى مع بناتى وأحفادى، ولم يكن هناك شىء خارج عن المألوف وعشت فترة استرحت فيها من الشغل والحقيقة الشغل كان متعب جدا بالنسبة لى، ولذلك أصف الفترة التى ابتعدت فيها عن التمثيل بـ (الراحة)، ولكن بعد أن انتهت هذه الفترة أريد أن أعود للتمثيل من خلال أدوار تناسبنى.
** لا أرغب فى الاعتزال وعندما أجد العمل الجيد سأعود للشغل مرة أخرى، فأنا جلست فى المنزل 5 سنوات ولكن سأعود، فالممثل لا يستطيع أن يقول أنا سأعتزل، ولكن يقول أريد أن استرح من العمل، وأحيانا يكون هناك دور ينادى صاحبه وإذا وجدت دور مناسب لى سأقدمه على الفور.
** عودتي للتمثيل مرهونة بالمشاركة في أدوار مناسبة لتاريخي الفني، ومن الوارد أن أرفض أدوارا أخرى قد تكون ضعيفة أو لا تقدم جديدا لي.
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام لـ (ميميي جمال)، فنانة من زمن الفن الجميل، استطاعت أن تمتعنا طوال مسيرتها الفنية الطويلة بأدوار وأعمال فنية لا تنسى، بحضورها وخفة دمها استطاعت أن تدخل قلوب المشاهدين، سنوات طويلة قضتها في الفن الذى دخلته وهى طفلة عمرها 9 سنوات قدمت من خلالها عشرات الأدوار الناجحة، وحفرت اسمها بشخصيات مهمة، وبرغم حبها الشديد للتمثيل الذى احترفته أكثر من 70 عاما كانت فيها طيفا جميلا، صنعت من خلال حالة من الحب والبهجة والسعادة تصاحب كل ظهور لها في عمل مسرحي أو سينمائي أو تليفزيوني، على جناح الكوميديا التي تعد نوعا من أنواع التشخيص الجميل ذات طابع خاص، خيث جسدت شخوصا معينة في صور وقوالب مرحه تنهض على المفارقة والإفيهات الخالدة لصنع حالة من البهجة والسعادة للجمهور، حتى أنه يشعرالملايين أن هذه الفنانة الجميلة قريبة منهم تجمعها بهم عشرة طويلة وذكريات لا تنسى وود لا ينقطع حتى وإن غابت لفترة.