بقلم : علي عبد الرحمن
منذ أن تم تداول مصطلح الجمهورية الجديده وبثه أعلى شاشات البث الكل يتساءل: مالمقصود بهذا الشعار، وهل هو تنويه عن عمل درامي أو برامجي أوحدث ما؟، ولماذا ترفعه الشاشات، وماالمقصود به، وما المطلوب منا؟.
كل هذه التساؤلات لم تدفع مسئولا حكوميا للظهور وشرح هذا المفهوم وخطوات تحقيقه، ولماذا الآن؟، وماهى مبادئ هذه الجمهورية الجديدة، وأيضا لم يكترث أهل الميديا بشروح وتنويهات معبرة عن شكل الحياة المنتظرة في هذه الجمهورية، ولا مبادئ العيش فيها، ولا مواصفات مواطنيها، وترك الإعلام مواطنينا يتخيلون ويضعون تفسيراتهم الشخصيه لهذا الشعار، والكل لايفهم تحديدا لماذا هذا الشعار الآن؟، وماهي ملامح الجمهورية الجديدة؟، وماهي مواصفات المواطن فيها، وماهي شكل الحياة بها؟.
وقد يقصد بها أنها جمهورية الإنجازات أو التوسع في العمران أو دولة المؤسسات أو دولة الحريات أو الدولة الفتية الشابة، أو الدوله الطامحه المتطلعه لدور أفضل، أو دولة حقوق المواطن والمواطنة، أو الدولة المحورية الرائدة، أو دولة كل ذلك، أو ماشئت من مواصفات الدوله العصرية، ولقد انتشر المصطلح عربيا حتي وصل تونس التي تصبو إلي جمهورية جديدة أيضا، ولقد سبقنا دول في مصطلح الدخول لجمهوريات جديدة كالجمهورية الفرنسية بعد مرحلة شارل ديجول والصين بعد الزعيم ماو، وروسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي،ودول كثيره بعد موت زعماء تاريخيين لها،او بعد ثورات وحراك شعبي وتغيير.
ولعل فضل الله علينا أن تم طرح فكرة الحوار الوطني من السيد الرئيس، في إفطار (بيت العائلة) وتكليف الأكاديمية الوطنيه للتدريب وتأهيل الشباب لتنظيمه، وبدء حراك الأحزاب والهيئات والنقابات والنخب السياسية، لطرح رؤاها للتناول عبر جلسات الحوار الوطني، ولقد ذكرنا سابقا مبررات نجاح هذا الحوار وجدية نقاشاته وتنوع المدعين من كافة أطياف الوطن، وتنوع موضوعاته بلا سقف من مناقشة بعض مواد الدستور وحتى الظروف الاقتصاديه الطاحنة الراهنة.
ولما كان الحوار الوطني قد توافرت له مقومات النجاح والجدية من مصدر دعوته ومكان إطلاقها، مرورا بأسماء المشاركين وانتماءتهم، وحتي الموضوعات المطروحة للنقاش داخل جلساته، واللجنة المستقلة المحايدة لإدارته وصياغة توصياته ورفعها للسيد الرئيس ومتابعة تنفيذها، فإنني أري أننا امام فرصة قومية سانحة، ليست لحوار وطني فقط، ولا لحالة توافق فكري فقط، ولا لترتيب أولويات العمل الوطني فقط، ولا لوضع أجندة عمل وطني مستقبلي متفق عليها فقط، ولكن الحوار ونقاشاته وتوصياته هو بمثابة خارطة طريق لمصر الجديدة، وعقد اجتماعي للجمهوريه الجديدة ودستور شعبي لدولتنا الفتية القوية فهل يمكن أن نخرج من حوارنا الوطني القومي هذا بمايلي:
(١) دستور متفق عليه من أوصياء الوطن ونخبته الممثلة له والمشاركه في الحوار.
(٢) أجندة عمل وطني تحدد الملفات العاجله في مرحلتنا القادمه باتفاق وطن.
(٣) آليه للمتابعه فيما تم الاتفاق خلال توصيات الحوار الوطني.
(٤) طريقه مثلي للنقاش الوطني الدوري لصالح الوطن وأهله.
(٥) التوازن في التحرك في ملفات العمل داخليا وخارجيا دون أن يطغي ملف على ملفات أخري متفق عليها.
(٦) طريقه للتواصل مع الشعب لإطلاعه دوريا بما يحدث ولماذا؟.
(٧) تحديد دور كل قطاع في إنجاز الملفات المتفق عليها وآليات متابعة وتقييم ذلك.
(٨) توضيح مفهوم الجمهورية الجديدة وملامحها ومبادئها ومواصفات مواطنيها ومميزات العيش فيها.
(٩) دور أجهزة الدولة والأحزاب والنقابات والمجتمع المدني والمواطن في إطار الدخول للجمهورية الجديدة.
(١٠) خارطة طريق واضحة المعالم والأهداف والأدوار والنتائج المتوقعة تكون في شكل دستور متوفر لأهل مصر للسير عليه والالتزام به.
وأخيرا ماهى لغات وأدوات الخطاب مع الداخل والخارج لنقل صورة حقيقية لما يحدث في مصر بشكل يدعم تطلعات مواطنيها في غد أفضل، ويدعم صورتها كدولة محورية فتية أمام العالم في جمهوريتها الجديدة.
إن حدث هذا فلله الحمد ولمصر التقدم والتآزر ولصورتها الرفعه والريادة، ولأهلها الغد الأفضل، ولجمهوريتها الجديدة النجاح والرسوخ، ولطريقتها بين دول العالم الريادة والنقل عنها والتقدير.. حما الله مصر وشعبها، ووفق أهل حوارها لما نحلم ونتمني، وتحيا دوما مصر دولة للحوار والإتفاق والإنجاز، وتحيا مصر.