مكالمة من سيدة مجهولة ادعت علاقة بين (كارم محمود وشريفة فاضل) كانت سبب الطلاق (2/2)
* عاشت (شريفة فاضل) أجمل لحظات عمرها مع زوجها الفنان (السيد بدير)
* كانت تستعذب ساعات الانتظار لزوجها الذي كان مشغولا طول الوقت نظرا لتعدد مواهبه، ومسئولياته
* (ليلة رهيبة) كان سببا في عودتها لزوجها وللسينما
* أغنية (أمانة ما تسهرني يا بكره) كانت حديث مصر وقت إذاعتها، وأعقبتها بـ (روح إنساني روح)
* (مفتش المباحث) لفتت أنظار المخرجين والملحنيين إلى موهبتها التمثيلية والغنائية
* اتصال من سيدة مجهولة هدم العش الجميل وكان سببا في الطلاق.
كتب : أحمد السماحي
يا حب ماذا فعلت بالقلوب؟، ماذا منحت للذين يعيشون قصصك على الشاشة ويبحثون عن الحقيقي منه في الحياة؟، ماذا فعلت يا حب بين (شريفة فاضل، والسيد بدير)؟.
في الأسبوع الماضي عرفنا أن قصة الحب بينهما بدأت في الاستديوهات، ونمت عبر أثير التليفون، ونضجت في الإسكندرية، واكتملت بسبب الغيرة، وهذا الأسبوع نستكمل القصة التى بدأت متوهجة وانتهت مطفئة.
عاشت (شريفة فاضل) أجمل لحظات عمرها مع زوجها الفنان (السيد بدير)، كان عندما يحدثها في التليفون أثناء عمله وتسمع صوته يكاد قلبها يقفز من صدرها، وترتعش السماعة في يدها وهى تنصت لكلماته، ومرت شهور العسل بسرعة شديدة وأنجبت من حبيبها طفلا جميلا ملأ حياتهما بالفرح والسعادة، وكانت أثناء ذلك تشغل نفسها بالقراءة والاستماع إلى الإذاعة المصرية والأسطوانات الجديدة، وكانت تستعذب ساعات الانتظار لزوجها الذي كان مشغولا طول الوقت نظرا لتعدد مواهبه ومسئولياته بين برامج الإذاعة وبلاتوهات السينما.
وغير الحب (السيد بدير)، فمن كان يعرفه لم يكن يتوقع أن يدق قلبه لامرأة أو تقتحم مشاعره أحاسيس الرومانسية فكان عاقلا وعمليا يحسب كل شيئ ويتحكم جيدا في مشاعره، أخيرا رآه الناس حالما، عاشقا، مهذبا، خفيض الصوت، كأنه نفض عن نفسه رداء الجبابرة واتشح بملابس الرهبان.
بداية الخلافات
بعد حوالي سنتين من الجلوس في البيت بدأت (شريفة فاضل) تمل من الوحدة والفراغ وطلبت الرجوع إلى الفن، خاصة وأن ابنها كان مسئولا من (دادة) ولكنه رفض وطلب منها أن تلازم بيتها وتهتم بابنها ولا تخرج إلا للذهاب إلى أسرتها، وما ضايقها أكتر أنها شعرت أنه حاصرها وأصبح يراقب حركاتها ويتتبع خطواتها، شعرت في وقت ما أنها تريد أن تهرب من جنة (بيت الزوجية)، خاصة وأن كل خطواتها محسوبة وكل كلماتها مراقبة وكل حركاتها موضع سؤال أو تحقيق.
وكان يثور بطريقة مخيفة إذا كذبت عليه، ذات مرة رأت أن تذهب إلى (جروبي) مع بعض صديقاتها دون أن تخبره وفوجئت به أمامها وكان عقلها صغيرا، فلم تفهم من كل هذا انه دليل على هواه الجامح بل فهمته على أنه غيرته العمياء، لم تفهم أنه يحاصرها ليحتفظ بها وإنما فهمت أنه يضيق عليها الخناق ليخنقها فغضبت منه وتركت بيت الزوجية مع ابنها!
ليلة رهيبة
عاشت (شريفة فاضل) مع ابنها و(الدادة) الخاصة به أسبوعا في بيت أسرتها، وفي أحد الأيام حضر (السيد بدير) وطلب أن يجلس منفردا مع زوجته، فحديث العشاق دائما ما يكون أعظم من مؤتمرات الملوك والرؤساء، لا كذب فيه ولا نفاق، لا مناورات ولا مؤامرات، لا شعارات ولا بيانات، ولا قرارات، ودائما الجلسات سرية، أثناء حديثهما وبعد نقاشات مليئة بالحب والعتاب أخرج (السيد بدير) عقد فيلم جديد بعنوان (ليلة رهيبة) من جيب الجاكت الخاص به وطلب منها التوقيع!.
لم تصدق (شريفة) مارأته!، مسكت العقد وتأملته مرارا وتكرارا وقالت له وهى مذهولة: سأعود للسينما بفيلم (ليلة رهيبة) المأخوذ عن المسلسل الإذاعي الذي كتبه (محمد كامل حسن) المحامي وأذيع وكسر الدنيا؟!، رد عليها وقال: (ومش بس كده، إنتاج رمسيس نجيب وجمال الليثي، وهتغني فيه أغنية من ألحان محمد الموجي، بعنوان (أمانة ما تسهرني يا بكره)، فقامت (شريفة) من على حافة السرير الذي كانت تجلس عليه ووضعت قبلة على جبين زوجها وسألته ومن مخرج الفيلم؟ فقال لها : أنا طبعا، ولا منفعش؟!
فصمتت ثواني وقالت: هو فيه زيك يا يا أبوالسيد يا حبيبي، ده أنت مخرج ومؤلف عظيم!
مفتش المباحث
تم تصوير فيلم (ليلة رهيبة) وعرض بنجاح كبير نظرا لأن جمهور السينما كان مشتاقا لمشاهدة الفيلم بعد أن استمع إلى المسلسل الإذاعي، كما حققت أغنية (أمانة ما تسهرني يا بكره) نجاحا كبيرا وكانت تتنقل بين محطات الإذاعة وكانت مطلب جماهيري يومي من خلال برامج الإذاعة، وأمام هذا النجاح الجارف الذي حققته (شريفة فاضل) قرر (السيد بدير) أن يسمح لزوجته بالعودة للفن، تحت مراقبته، وعلى أن يقرأ كلمات الأغاني التى ستغنيها، وموضوعات الأفلام التى ستقوم ببطولتها!.
وفي هذه الفترة قدمت أغنية (روح إنساني روح ياللي مليتني جروح) فحققت نجاحا ساحقا، وأثناء ذلك عرض عليها المنتج والمخرج (حسين فوزي) بطولة فيلم (مفتش المباحث) فقرأه (السيد بدير) وطلب حذف بعض المشاهد العاطفية الحارة التى ستجمع زوجته ببطل الفيلم (رشدي أباظة) ووافق (حسين فوزي) وقام بإجراء التعديلات، وفي هذا الفيلم طلبت (شريفة) زيادة عدد الأغنيات عن فيلمها الأخير (ليلة رهيبة) الذي تضمن أغنية واحدة، فقام (حسين فوزي) بوضع ثلاث أغنيات وهى (اللي انكتب على الجبين)، كلمات محمود فهمي إبراهيم، ألحان سيد مكاوي، (يابني يا ضنايا، والله الله) كلمات السيد زيادة، ألحان بليغ حمدي.
الشعور بالغياب والثورة
عرض فيلم (مفتش المباحث) وحقق نجاحا كبيرا وبدأت عيون المنتجين، والملحنيين ومؤلفي الأغاني تتجه إلى (شريفة) التى حولت بيتها إلى ورشة عمل وبدأت تتجه بقوة وبطلب من (السيد بدير) إلى الأغنية الشعبية، فحققت نجاحا أكبر وشاركت في هذا الوقت في حفلات (أضواء المدينة) لجلال معوض، وسافرت مع هذه الحفلات إلى بعض الدول العربية.
وبدأ (السيد بدير) يحس بغياب زوجته وابتعادها عنه، فكشر عن أنيابه واشتعلت نار الغيرة في قلبه إذا حدثها منتج أو مخرج على انفراد، وفي أحد الأيام وفي عز فرحة (شريفة) بنجاحها قرأت (شريفة) في عيني (زوجها) كل تساؤلاته وحيرته وردت عليه بالدموع التى اندفعت من عينيها كالشلالات المتدفقة، أمسكت يده لتحفظ توازنها ولاذت بالصمت والبكاء، طلب منها الاعتزال! فرفضت وثارت وقالت له: طلبت مني ابتعد عن تقديم الأغاني العاطفية ابتعدت وقدمت اللون الشعبي، طلبت عدم التمثيل في السينما وافقت، رغم أن فيلمي الأخير (مفتش المباحث) حقق نجاحا كبيرا، ماذا أفعل أكثر من هذا حتى أراضيك وأحافظ على بيتي؟!
وشاية كارم محمود
نظرا لحب (السيد بدير) لزوجته وافق على استمرارها في الفن على أن يكون من خلال الإذاعة والحفلات فقط، لكن حدث ما لا يحمد عقباه وتفرق العاشقان، وكتبت مجلة (الكواكب) عام 1960 تفاصيل هذه اللحظات فتعالوا بنا نقرأ ماذا حدث؟
العش الجميل الذي يجمع بين (شريفة فاضل، والسيد بدير) كان هناك من يتمنى هدمه!، ففي أحد الليالي اتصلت سيدة مجهولة بـ (السيد بدير) وسردت له بعض الشائعات عن زوجته (شريفة فاضل) وبين المغني (كارم محمود) الذي كان يجمعهما مشاهد في أوبريت (العشرة الطيبة)، وادعت المتصلة أن (كارم، وشريفة) يتبادلان الحب، ورغم أن (السيد بدير) كان يثق في (شريفة فاضل) ثقة عمياء لكن تحركت بداخله مشاعر الرجل المحافظ الحريص أن تبقى زوجته فوق مستوى الشبهات.
وأخذ قرارا مجددا بأنها ستعتزل الفن وتتفرغ لبيتها وأولادها رغم أن جميع المحيطين بـ (شريفة) أكدوا أن هذا الكلام ليس له أساس من الصحة، وأصر (السيد بدير) على قراره وأعطى لـ (شريفة فاضل) مهلة حتى تعيد حساباتها إما الفن أو حياتها الزوجية؟، وسافر إلى الإسكندرية وطلب منها عند عودته أن تكون أخذت قرارا.
العصفور يخرج من القفص الذهبي
اختارت (شريفة فاضل) الـ 8 سنوات التي قضتها مع (السيد بدير) وحياتها الزوجية وأولادها على عشقها للفن وذهبت لتعتذر لمدير المسرح وتعلمه بانسحابها من الدور إلا أنه رفض فبينهما عقد ينص أنها ليس من حقها التخلف عن العمل لأي سبب كان.
وعاد (السيد بدير) وقصت له ما دار بينها وبين مدير المسرح وأنها لا تستطيع الاعتزال في الوقت الحالي، واعتبر(السيد بدير) أنها اختارت الفن عن حياتها الزوجية فأصر على الطلاق وبكت (شريفة) عشرة 8 سنوات، ورغم محاولات العديد من الزملاء للصلح بينهما إلا أن (بدير) أصر على الطلاق وتم الطلاق بينهما.
غادرت (شريفة فاضل) عش الزوجية الذي شهد أجمل سنوات عمرها، فور طلاقها إلى منزل أسرتها، حملت أشياءها وحاجياتها في فرحة سجين يغادر زنزانته، أسرعت إلى سلم العمارة كطفل ينطلق إلى اللعب واللهو، ركبت سيارتها وكأنها بساط الريح الذي سيعبر بها الآفاق إلى دنيا كانت تحلم بها وهي دنيا الفن بكل مجالاته إذاعة وسينما وتليفزيون ومسرح.
وفي هذه الفترة قالت (شريفة فاضل) للصحافة: (أنها كانت تتمنى أن الخلافات العائلية بينها وبين زوجها لا تكون على صفحات الجرائد، مؤكدة أنها أحبت السيد بدير من أعماق قلبها وكان نعم الزوج).
وبهذا تكون أكتملت قصة حب الفنان العبقري (السيد بدير)، ومطربة الأفراح، و(أم البطل) شريفة فاضل.