في يوم مولده (عادل إمام) في عيون (محمود عوض، وموسى صبري، وأنيس منصور)
كتب : أحمد السماحي
(إذا لم يكن الفنان صاحب مبدأ ورسالة فلا يعتبر فنانا أو حتى إنسانا، وحين تلتقي وجهة نظري مع وجهة نظر الحكومة في قضية مثل الإرهاب فهذا ليس معناه أنني مرشد، بل هو تحالف مشروع في قضية قومية لمواجهة تيار متطرف يريد ضرب استقرار مصر، واقتصاد مصر، وأمن مصر، وهذا الاتهام ليس صحيحا، ولكنه شرف لي أن يحدث تحالف بيني وبين وطني ووزارة الداخلية لمواجهة الفساد والإرهاب وهو شرف لا يدعيه عادل إمام).
هذه بعض كلمات الزعيم (عادل إمام) التى قالها في أحد حوارته في مطلع التسعينات، والتى نذكرها اليوم في عيد ميلاده، لأنها مازالت كلمات حية استشرفت المستقبل، فالكلمات التى صرح بها مازالت (طازجة) وكأنه صرح بها اليوم وليس من حوالي 30 عاما!.
وبهذه المناسبة نتوقف مع بعض شهادات صرح بها ثلاثة من أكبر كتاب مصر هم (محمود عوض، وموسى صبري، وأنيس منصور) فتعالوا بنا نقرأ ماذا قالوا هؤلاء الكبار عن الزعيم:
كتب عنه كاتبنا المبدع (محمود عوض) قائلا: عبدالحليم قال لي عن عادل إمام: (ده ولد هايل)، فحليم وعادل يتشابهان فى أشياء كثيرة، والحقيقة أن عادل إمام لديه ميزة واضحة عن عبدالحليم حافظ وهى التوازن النفسي، ففى حالة الخسارة تلاقيه عامل انضباط فى حياته، هذا التوازن النفسي لم يكن موجودا بنفس القوة والدرجة عند عبدالحليم بسبب اختلاف الظروف، يعنى وجود هالة كزوجة لعادل خلق درجة من التوازن، وتماثلا فى ثلاث حاجات، الأولى عادل إمام هو هو لم يتغير وابن بلد شهم، الجزء الصادق فيه أنه هو نفسه وكانت هذه ميزة خطيرة جدا فى حليم وعادل، الحاجة الثانية: هى علاقته بفنه فهو سيحصل من الناس بقدر ما يعطيهم فنه لا أكثر ولا أقل، الحاجة الثالثة: هى هذه الحالة الشديدة من الاعتزاز بالشخصية بحيث أنه لا يسمح لنفسه أن يوضع فى موقف يستنطقه بما ليس فيه أي أنه يضع فى مخه فلتر (مصفاه) يفصل بها بين النفاق والمجاملة والصدق.
أما الكاتب الكبير (أنيس منصور) فقال عن الزعيم: إذا كنت تريد من عادل إمام أن يكون فيلسوفا أو رجل دين أو مصلحا اجتماعيا فلا تتفرج على أفلامه، ولكن إذا ذهبت لمسرحه فسوف يضحكك دون مجهود كبير، فقد تجاوز عادل مرحلة أن يكون أراجوازا يتشقلب على رأسه ليضحك الأطفال ثم تضحك أنت مجاملة لهؤلاء الصغار، عادل سوف يضحكك بسهولة، أنت تذهب إليه وعندك استعداد للضحك ومن المؤكد أنه سوف يفعل.
وكتب الكاتب الكبير موسى صبري هذه الكلمات في حق (عادل إمام) فقال : قال لي جلال الشرقاوي فى حوار جرى بيننا عن أجواء الفن وشجونه: هناك عقدة لدى عدد كبير من الفنانيين المجيدين أسميها (عقدة عادل إمام)، إن نجاح المسرحيات التى يقوم ببطولتها عادل إمام يعتم على شعبيته الخرافية ويريد البعض أن يصل إلى هذه النتيجة أي أن يكون نجاح المسرحية معتمدا على بطولته فقط، ويبذلون فى ذلك محاولات فاشلة، ومن ذلك الخروج على النص والاعتماد على الحركات الجنسية والنقد السياسي المباشر الذى يتحول إلى شتائم، وهولاء وقعوا فى مطب عقدة عادل إمام.
يجب على الجميع أن يتقبلوا ما يسمى بظاهرة عادل إمام، إنها ظاهرة لا تتكرر إلا نادرا على مدى الأجيال إن مجرد ظهور عادل إمام على المسرح دون أن ينطق بكلمة واحدة يثير ضحك جمهور بلا حدود.. كيف تعلل ذلك؟! لا تعليل منطقي إلا أنها علاقة عجيبة نشأت بين الجمهور وعادل إمام تدعوا الجمهور إلى أن يعجب بمجرد ظهور عادل إمام تكلم أو لم يتكلم.. تحرك أو لم يتحرك وليس من السهل أن يتوفر ذلك لغيره من الفنانيين رغم أنهم ممتازون ومجيدون.