بقلم : محمد شمروخ
ممكن تزعل منى لما تعرف إنى أخيرا اضطريت أن اعترف بإعجابي الشديد بضابط الموساد الإسرائيلى المسئول عن مجموعات متابعة صفحات فيسبوك العربية، خاصة في مصر باعتبارها الأعلى كثافة على الموقع ومن خلالها يتم إثارة وتوجيه الرأى العام العربي كله.
وسر إشادتى وإعجابي رغم بغضى ورفضي وعداوتى ولكن كما قيل (الفضل ما شهدت به الأعداء) هو أنه خلال أقل من ساعة من استشهاد المراسلة الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص الغدر، سيطرت القصة الحمضانة بتاعة كل مرة على الأجواء الفيسبوكية والتويترية (هل يجوز الترحم على المسيحي وهل يجوز وصفه بالشهيد وهل وهل وهل؟).
ولكن يجب أن أنبهك أننى لن أناقش هذا الأمر ولو جدلا أو هزلا، فهذه هى (الخية) التى وضعت فيها قدمك فوقعت في الشراك واصطادتك الشباك التى نصبها جناب العقيد وليكن اسمه (أدون مزراحى)، أو زى ما يطلع، ونسينا أو تناسينا جريمة الغدر التى أصابت قلب كل مسلم ومسيحي حر، برصاصة أشد إيلاما من الرصاصة التى قتلت شيرين أبو عاقلة!.
ماتت شيرين وكان لابد لموتها من أصداء مدوية في المشارق والمغارب، فلعلها تحرك ركود الدم العربي في عروق كادت تنسى نبضها إذ ربما تستيقظ الهمم العربية وتستشيط غيظا ويترجم الغيظ إلى ما لا تحمد عقباه فيتعكر صفو إسرائيل، فرأى (مزراحى) ذلك غير حسن فقال لتكن فتنة فكانت فتنة.
وها ماتت شيرين أبوعاقلة بينما الجنون يجتاح رؤوس الشباب والشيوخ العرب على فسبوكاتهم، فهم مهمومون بما هو أهم لديهم من دم شيرين أبو عاقلة، وهو ذا قد اشتبكنا في معارك تافهة يشعلها المغرضون على شاشات القنوات التلفزيونية أو حسابات المواقع الإليكترونية.
وأما شيرين.. فما شيرين؟!.. وفلسطين ؟! ما فلسطين؟! والعرب؟!.. ما العرب؟!
وليتنا انكفأنا على بدائل ذات قيمة، فقد انشغلنا كل يوم بقضية أشد تفاهة من الأولى!
لقد اسبق نشغل المواطن عندنا بين ليلة وضحاها بقطعة ملابس داخلية خلعتها ممثلة في مشهد فيلم لم يبق من ذكراه القريبة غير ذلك المشهد المتعسف، فقد كان حديث الفيلم أكثر ضجيجا من موت شيرين.
لكن فجأة لم تعد فلسطين أرض الرسالات، فلقد اكتشف بعض المفكرون والأئمة وقادة الرأي في بلادنا، أن القدس ليست هى القدس وأن المسجد الأقصى لا علاقة له بأورشليم ولا بليلة الإسراء، أما المعراج فهو من أساطير الأولين، فلا إسراء ولا معراج ولا أقصى ولا قدس، فما صلتنا بمراسلة تلفزيون تسقط برصاصة في أقصى شمال الضفة؟!
فما علاقتنا بفلسطين، التى لم يثبت علميا ولا جغرافيا ولا تاريخيا أن هناك بلد يدعى فلسطين.. هناك إسرائيل لا غير!.
فهى أرض الميعاد التى وعد بها رب الجنود شعبه المختار من بين العباد!، ومالنا والعرب؟!
علميا وواقعيا لا يوجد بلد اسمه العرب فنحن كنا ومازلنا مصربين، سورييين، أدرنيين، سعوديين، عراقيين، يمنيين، سودانيين، لا بل نحن فراعنة، فينقيون، أشوريون، بابليون، إفريقيون، فمالنا ولشيرين وما لنا ولفلسطين؟!
من حقك يا (أدون مزراحى) أن ترفع الكأس وتشرب نخب نجاحك العظيم، ففي كل مرة تلقى لنا الطعم عبر شبكتك المحترفة فيهرع إليه المتفاعلون وتشتعل المواقع بأى حديث فيه يهرتلون، إلا حديثا عن الأقصى والقدس والضفة وفلسطين والعرب!
دعنى أتهمك بأنك أحمق كبير.. أنت يا من صدقت أن المتعصبين من السلفيين هم الذين أشعلوا من تلقاء أنفسهم، قصة الترحم على شيرين أبوعاقلة أو دخولها الجنة، ولو زعلت من وصف الأحمق، لأنك انجررت إلى هذه المناقشات الخرقاء والتى ارتبطت بكل حدث وحديث.
فهؤلاء المتعصبون من السلفيين أنت تعرف أنهم فقط أصحاب (فتة)، فإذا ما فت لهم مزراحى في الأوانى وألقى إليهم بالهبر انهمكوا فيها يغمسون أيديهم حتى أكتافهم، وعلى الجانب الآخر يقف العلمانيون المستنيرون يشاركونهم في الفت والعجن واللت حتى حمى وطيس المعركة وانجلى عن هذه المهزلة.
شيرين في الجنة؟!.. شيرين في النار؟!
فأنت بمشاركتك في هذه المهزلة، صرت من صميم أهل الفتة وإن لم تزدرد مرقها ولم تذق بهاريزها أو تلوك هبرها فأنت لم تلحق إلا بمصمصة العظام، بينما العبقرى مزراحى يمسك بطنه من الضحك والقرف معا منك ومن أمثالك، سواء كنت مع هؤلاء أو من بين أولئك!.
ياخى مش كنت تتكسف على دمك وأنت راجل كبير وعاقل، بقى بالذمة مش مكسوف من نفسك وأنت تحرق وتحزق كل يومين في حكاية الرد على السلفنجية أو البحث في مواقع الإنترنت لكي تعرف (هل تجوز الرحمة على الكتابي والمبتدع).
جرجروك وارءهم وقد أعمتك حماقتك، وما النتيجة؟!
نجاح العبقرى مزراحى بامتياز شأن كل مرة، فالأخ مزراحى وكل زملائه المزاريح القابعين في طرقة على شمالك وأنت داخل مبنى الموساد الإسرائليى وهو يوجهون عملاءهم من السلفنجية والعلمانجية.
أنت يا حج حنوف اعترض على صفحتك ببوست على الترحم على شيرين، وأنت يا شيخ جهلان بسرعة سجل فيديو يبين رأى الشريعة في حرمة الترحم على الكفار، وأنت ياواد يا روش يا أبو شعر منبت ع الخدين امدح شيرين بكلمتين لكن افقعهم برأى بعدم جواز الترحم عليها.
مش كده بس !!
الطرقة اللى على يمينك فيها ضباط شغالين تحت إيدين (مزراحى) يوجهون الدكتور العلمانجى الكبير حاتم مشمأنط الذي سيشتبك من الشيخ جهلان والواد الكيوت (سمسمة) لازم يلضم في خناقة مع الحج حنتوف.. وهوبا الدنيا تولع وأنت يا عينى تروح تندب زي عوايدك وتشغلها بكائيات على التخلف والتعصب والظلامية وارقع بالصوت
ــ لا والله براوه عليكم يا عيال.. مزراحى مبسوط منكم لأنكم ولعتوها والناس نسيت شيرين والقضية من أساسها.
صدقونى ما حدث من حماقات حول المعركة التافهة عن بحث شرعية توزيع أقراص الرحمة على روح شيرين، لهو تدبير موسادى، أفلح في شغل العقل العربي بسفاهات القول وسفاسف الفكر، لن أعفيك من اتهامي الذي اتهمتك إياه بمجرد مشاركتك في هذه المهزلة حول (شيرين أبو عاقلة)، وهل هى شهيدة أم قتيلة مرحومة أم مجحومة؟!
سامحينا يا شيرين يا بنتى والله أنا خجلان منك ومن وقوفى عاجزا عن الدفاع عنك وعن ما قدمت روحك دفاعا عنه وفداء له.
قالوا إنك تحملين جنسية أمريكية وكأنهم نسوا أن هويتك الفلسطينية على أرضك وبين أهلك هى صك إدانتك، قالوها وكأن موتك كان بحادث سير على إحدى الطرق في ولاية ميسورى.
قالوا إنك مسيحية وكأن الذين قتلوك كانوا في طريقهم لتحرير القدس بينما تصديت أنت لهم وحدك بميكروفون وكاميرا وقلب يقاوم المستحيل، فلابد من أن يتوقف هذا القلب حتى يستريح كثيرون لا يهنأون بعيش ابدا ما دام هناك قلب يضخ مع الدم الأحلام!
سامحينا يا زهرة فلسطين الندية، فنحن نثبت كل ساعة أننا حمقى ونترك عقولنا يلعب بها كل يوم الأخ مزراحى الذي قد يضحك هذا المقال أحد جنوده من جحافل السلفنجية الفيسبوكية أو كتائب التنويريجية التويترية الذين يشعلونها في الصغيرة والكبيرة ليعلو الضجيج على باب مصر، وليعلوا هم ويرتقوا فوق عقولنا ليمهدوا لركوب إخوانهم المزراحيين الأصليين ليملكوا وحدهم نواصى هذه العقول.