* نهلة القدسي استولت على مقتنياته الشخصية وباعتها بثمن بخس ولم يكن همها التوثيق لفنه أبدا
* عبدالوهاب حاول منع بيع فيلا أم كلثوم بكل ما يملك
* تمثاله الشهير يعاني من الإهمال والنسيان فى حديقة ستديو (عبدالعزيز صعب) بالمطرية.
* الفضائيات مقصرة في حق (موتسارت الشرق) عبدالوهاب.
كتب : أحمد السماحي
اليوم ذكرى الموسيقار (محمد عبدالوهاب) الـ 31 ، وبهذه المناسبة أجرينا حوارا طويلا مع صديقته الكاتبة والفنانة التشكيلية الكبيرة الدكتورة (لوتس عبدالكريم) التى ربطت بينها وبين موسيقارنا المبدع صداقة وطيدة، في الجزء الأول من الحوار، تحدثت عن دور (فريد الأطرش) في تعريفها بعبدالوهاب، ونفت بالدليل القاطع كل ما تردد عن بخل موسيقار الأجيال، وأحب المطربين إلى قلبه، وفي الجزء الثاني من الحوار كشفت عن حب المبدع الكبير للمطربة (ميادة الحناوي) ودور (نهلة القدسي) في ترحيل (ميادة) من مصر.
وإليكم تفاصيل الجزء الثالث والأخير من الحوار الذي كشفت فيه لوتس عبدالكريم ولأول مرة لـ (شهريار النجوم) عن جريمة تخص مقتنيات عبدالوهاب، حيث أكدت أن كل مقنيات الراحل الشخصية بداية من ملابسه وصوره الشخصية والفنية قد تبددت، ولم يعد لها آثر، وفي آخر مرة ذهبت إلى منزله تأملت المكان فوجدت البيت خاليا من أشيائه الثمينة، وبات فقيرا، وتساءلت أين اللوحات التى كانت تزين منزله؟، وأين الأباجورة الزرقاء التى كانت دوما بجوار مقعده، وبجوارها صورته؟، والفازات السيفر، والصينيات والعلب الفضية، والسجاد الغالي الثمن أين كل هذا؟!
وما أحزنها أكثر أنها علمت أن شقيقة وزير سابق اشترت بعض هذه المقتنيات!، بينما زوجته الراحلة (نهلة القدسي) كانت قد أخذت كل شيئ وتصرفت فيه قبل أن تستقر مع ابنها فى إحدى الدول العربية، وكان يجب أن تجمع كل هذه المقتنيات بما فيها صور أفلامه وتسجيلاته الموسيقية والغنائية النادرة وتوضع فى متحف خاص بالموسيقار الراحل بحيث يكون مزارا وقبلة لكل عشاق فنه الأصيل.
وتتذكر الدكتورة (لوتس عبد الكريم) والألم يعتصرها موقف حدث أمامها للراحل وكانت شاهدة عيان عليه، فتقول: عندما تسرب إليه خبر بيع فيلا (أم كلثوم) بعد هدمها رأيته بنفسي يتحدث مع أحد أصدقائهما المشتركين المليونير (محمود كامل ياسين) قائلا : (أرجوك يا حبيبي تمنع المصيبة دي، اشتري الأرض أو اشترك مع أحد أصدقائك لشرائها، أو شوف حل، دى كرامة مصر وكرامتنا كلنا!).
أولاد عبدالوهاب
تشير الكاتبة الكبيرة إلى أن الراحلة (نهلة القدسي) لم تخفي أبدا عدم حبها لأولاد (عبدالوهاب) من زوجته إقبال نصار، لهذا كانت تعاملهم بطريقة فظة، فلم تكن تستقبلهم عندما يزورن والدهم بالشكل المناسب، وتقول فى إحدى المرات كنت في زيارة للموسيقار وحضرت ابنته (عفت) وجلست كضيفة فى الصالون، وعندما علم (عبدالوهاب) بوجودها ذهب للجلوس معها في الصالون كأي ضيفة غريبة!، ابنه (محمد) الوحيد الذى كان يتحمل ذلك الجفاء وكان على اتصال بوالده بصفة منتظمة، والحقيقة أن الأولاد نظرا لتربيتهم الجيدة والمحترمة لم يحبوا أن يسببوا لوالدهم أي مشاكل لذلك كانت حياتهم بعيدة عنه طول الوقت، ولم يكن لديهم شهوة حب الظهور فى وسائل الإعلام ، وبالتالي لم تأخذ ذكرى (عبدالوهاب) نصيبها مثل (أم كلثوم أو عبدالحليم حافظ)!.
إهمال تمثاله
تتطرق الدكتورة (لوتس عبد الكريم) إلى تمثال الموسيقار (محمد عبدالوهاب) الذي يعاني من الإهمال، فتقول : هذا التمثال الكبير انبثقت فكرته عام 1987 ، حين طلب المركز القومي للفنون التشكيلية من المثال الكبير (عبدالعزيز صعب) عمل تمثال نصفي شبيه بالتمثال الذى صنعه للراحل لهيئة المسرح والموسيقى، وتطور الحوار بين (عبدالعزيز صعب ومحمد عبدالوهاب) والمركز القومي إلى الاتفاق على تنفيذ تمثال برونزكامل بحيث يكون أكبر من الحجم الطبيعي، يتوسط الحديقة الفسيحة أمام دار الأوبرا.
ولما رأت الوزارة أن ميزانيتها لا تتحمل تكاليف البرونز التى تصل إلى خمسين ألف دولار فى هذا الوقت، عرض الموسيقار (محمد عبدالوهاب) مساهمته بنصيب لاستكماله، وبدأ العمل بالفعل حتى رحل العبقري فجأة قبل أن تكتمل قاعدة التمثال ويبدأ التنفيذ، لكن مايؤلم أنه الآن مهملا فى حديقة ستديو (عبدالعزيز صعب) بالمطرية! يستظل بأشجارها، يعاني من عوامل التعرية التي أصابته بالتآكل، حيث مازال تمثالا من الطين الأسواني، ينتظر معجزة كمعجزة تمثال (نهضة مصر) ذلك الذى اكتتب الشعب المصري كله بكل فئاته لإقامته من الجرانيت سنة 1928.
وتضيف الدكتورة لوتس: ما يحزني حقيقة أن الراحل الكبير كان معجبا بهذا التمثال وراضيا عنه تماما حيث يعبر عن خلوده، وقال: (أنه وجد نفسه فيه، وشعر أنه جالس يحوطه الجمال من كل جانب).!
تقصير وسائل الإعلام
بمرارة شديدة تلفت الدكتورة (لوتس عبد الكريم) بصفتها كانت صديقة مقربة من موسيقار الأجيال إلى أن وسائل الإعلام بكل أجهزتها مقصرة جدا في حق (موتسارت الشرق) عبدالوهاب، فأغانيه لا تذاع باستمرار كما كانت في حياته، ولا تعرض الفضائيات ولا حتى التليفزيون المصري أغنياته وأفلامه بصورة جيدة، خاصة فى ظل التراجع المخيف فى الذوق العام، والتدني الرهيب الذى حدث للأغنية المصرية.. وبهذا ينتهي حوارنا مع الدكتورة لوتس عبد الكريم التي تقدم باقة ورد لروح مسوسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في ذكراه.