تعرف على الكلمة التى بسببها تم منع إذاعة أغنية (المسيح) للأبنودي وحليم سنة ونصف !
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها .
كتب : أحمد السماحي
من أجمل الأغنيات الوطنية التى قدمها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ فى مشواره مع الغناء الوطني أغنية (المسيح)، كلمات شاعرنا الكبير الراحل (عبدالرحمن الأبنودي) الذي نحيي الذكرى السابعة لرحيله غدا الخميس، والتى طلبها منه حليم عندما قرر عام 1967 وبعد النكسة الغناء فى قاعة (ألبرت هول) فى لندن للقضية الفلسطينية وقام بتلحينها العبقري (بليغ حمدي)، ورغم النجاح الكبير الذى حققته الأغنية عندما قدمت لأول مرة فى الحفل الذى حضره ستة آلاف متفرج بينهم أربعة آلاف عربي وآلفا إنجليزي وتناقلها الشباب بينهم وبين بعض، لكن هذه الأغنية تم منعها لأكثر من عام ونصف فى وسائل الإعلام المصرية – الإذاعة والتليفزيون – بسبب كلمة (صلبوه)!
فكلمات المقطع الأول الأصلي من الأغنية كان كالتالي:
يا كلمتي لفي الدنيا طولها وعرضها
فتحي عيون البشر للي حصل على أرضها
على أرضها طبع المسيح قدمه على أرضها نزف المسيح آلم
فى القدس فى الخليل فى طريق الآلام
رنت تراتيل الكنايس فى الخلا وصبح الوجود إنجيل على أرضها
تاج الشوك فوق جبينه وفوق كتفه الصليب
دلوقتي يا قدس ابنك زي المسيح غريب
وفوق كتفه الصليب (صلبوه) نفس اليهود
ابنك يا قدس زي المسيح لازم يعود.
وقد أعترضت لجنة النصوص فى إذاعة القاهرة على كلمة (صلبوه) وذلك لتعارضها مع ما جاء بالقرآن الكريم، فطلب (حليم) من (الأبنودي) تعديل كلمة (صلبوه)، وتردد الخال كثيرا، وبعد إلحاح (حليم) غيرها إلى (خانوه نفس اليهود)، وعندما توصل العندليب إلى حل مشكلة اعتراض لجنة نصوص إذاعة القاهرة جاءت الإذاعة الأولى للأغنية فى المنطقة العربية بأسرها من خلال إذاعة لبنان، حيث قدمتها الإذاعة اللبنانية ولأول مرة فى يوم الجمعة العظيمة خلال أسبوع الآلام عام 1968، بعدها عرضها التليفزيون المصري مرات قليلة وأخفى شريط الحفل الذى غنى فيه حليم (موال النهار، على حسب وداد قلبي، التوبة، وسواح)، لكن مع ظهور شريط الكاسيت وطبع أعمال العندليب الوطنية فى عصر الرئيس الراحل (حسني مبارك) وبالتحديد عام 1982 تم انتشار الأغنية بقوة.