(فاتن أمل حربي) .. آخر قضايا (غاوي شهرة) ضد مسلسلات رمضان !
كتب : أحمد السماحي
هل حقا من الممكن أن نفاجأ بتوقف عرض بعض المسلسلات التي تتنافس في مارثون رمضان هذا العام بعد عرض بعض حلقاتها؟ خاصة أن مسلسلات رمضان لعام 2022 ضربت الرقم القياسى فى الدعاوى القضائية المقامة ضدها؟، سؤال تبادر إلى ذهني وذهن كثيرين عندما علمنا أن كثير من المسلسلات رُفع عليها قضايا خلال الأسبوعيين الماضيين.
فمع بداية الموسم الرمضاني، تقدمت النقيبة العامة للتمريض – لن نذكر اسمها – بدعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، لوقف عرض مسلسل (الكبير أوي 6) بحجة إساءته للممرضة المصرية!.
وتقدم عضو فى مجلس النواب – لن نذكر اسمه أيضا حتى لا يحقق غرضه من الشهرة – بتقديم بمذكرة عاجلة لرئيس المجلس المستشار (حنفى جبالى) يطالب فيها باتخاذ إجراءات ضد مسلسل (انحراف)، بسبب مشهد قتل (حور) الشخصية التي تجسدها (روجينا) لزوجها رجل الأعمال (طلعت الدقاق) الشخصية التي يجسدها الفنان (محمد لطفي).
وطالب عدد كبير من أبناء محافظة بورسعيد بضرورة وقف مسلسل (توبة) بسبب إساءته لأهل بورسعيد، وقام المجلس الأعلى للإعلام بوقف عرض الحلقة الأولى من مسلسل (دنيا تانية) بعد إذاعتها والتي تضمنت مشهد به إيحاء بزنا المحارم.
وآخر القضايا التى تم رفعها ضد المسلسلات كانت من نصيب المسلسل الرائع (فاتن أمل حربي)، حيث تقدم أمس محامي – لن ذكر اسمه أيضا – ببلاغ للمستشار (حماده الصاوى) النائب العام، ونيابة أمن الدولة العليا ضد المسلسل بحجة ازدراء الأديان، والتشكيك فيها وإهانة الرموز الدينية، مما تتوافر معه أركان جريمة ازدراء الأديان طبقاً لنص المادة 98 من قانون العقوبات.
وقال هذا المحامي في بلاغه: إنه في حملة شبه ممنهجه وكعادته يتعمد الكاتب (إبراهيم عيسي) وفي سابقة ليست الأولى له في خطاياه السابقة التي تسبق اسمه، فيتعمد المبلغ ضده الظهور على شاشات التليفزيون مهاجماً الدين الإسلامي والعلماء الأزهريين مشككاً في العديد من الثوابت الدينية، ولكن في تلك المرة ظهر علينا كمؤلف لمسلسل (فاتن أمل حربي).
وأضاف أن المبلغ ضده قد خالف نصوص قانون الدستور والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 180 لسنة 2018، وخالف نصوص المواد أرقام (17،19) وذلك بنشر أفكار تتعدى على القيم الدينية، وكذلك لم يلتزم بأحكام ميثاق الشرف المهني والوسيلة الإعلامية وآداب المهنة وتقاليدها، وكذلك استخدام الوسيلة الإعلامية من تأليف مسلسل الهدف منه نشر وبث أخبار كاذبة.
والسؤال الذي نطرحه لماذا كل هذه الزوبعة التى تصاحب مسلسلات رمضان وكل هذا الجدل؟!، خاصة أن القضايا طوال السنوات الماضية لم تتوقف ولم ينتج عنها شيئ!، ولم تنجح قضية واحدة في وقف مسلسل!.
إذن لماذا تحدث هذه الضجة كل عام؟!، إلا إذا كان الغرض من أصحاب رفع هذه القضايا هو الشهرة، ولفت الأنظار إليهم، كما فعل محامي سابق كلنا نعلمه جيدا كان لا يتوقف يوميا على رفع قضايا على الفن ونجومه!.
كل ما أخشاه أن تؤثر هذه القضايا على الكتاب والمنتجين الجادين وتجعلهم ينصرفون عن تقديم الموضوعات المهمة الشائكة مثل التى يناقشها مسلسل (فاتن أمل حربي)، ويسارعون بتقديم أوراق اعتمادهم لموضوعات البلطجة والعنف، ورجال الأعمال الفاسدين والراقصة التى تبدأ حياتها خادمة وتتحول إلى نجمة كبيرة، وغيرها من الموضوعات المستهلكة التى أغرقت حياتنا في السنوات الماضية وما زالت.
لست مع وقف أي مسلسل طالما لا يحمل إساءة أو افتراءات لأحد، أو لا يحمل أخطاء تاريخية في حالة لو مسلسل تاريخي أو ديني، لكن مسلسل يناقش قضية من قضايا قانون الأحوال الشخصية ويحلم بتجديد الخطاب الديني وعدم الانغلاق على أفكار قديمة بالية وينعش ذاكرتنا ويجعلنا نفكر ونحلم بمستقبل أفضل لنا و لأولادنا فأهلا وسهلا به، وهذا ما يفعله المسلسل المتميز الذي يحمل أفكارا رائعة وفكر تنويري مستنير (فاتن أمل حربي)، وذلك من خلال سيدة تشبه معظم سيدات مصر، والتى تحلم رغم كل ما تعانيه وتتعرض له من إهانات وافتراءات بمستقبل مشرق وغد أفضل لبناتها ولبناتنا أيضا.