* المخرج حسين المنباوي هو الذي رشحني لتلحين (التتر) ووضع الموسيقى التصويرية
* القراءة للعمل مهمة للغاية فمن خلالها أكون تصور كامل للشخصيات، ويؤلف موسيقى تشبهها
* سهرة جمعتني لأول مرة بإبراهيم عبدالفتاح وفي اليوم التالي فوجئت بطرح اسمه للتعاون معي
* عبدالرحيم كمال تتحدث عن علاقة العبد بربه، وكتب رباعيات تقول حب ربنا ولا تخاف منه!
كتب : أحمد السماحي
حط الغمام ع الجزيزة بدل هواها وطباعها
دارعلي النفوس الفقيرة، بالذل والخوف طمعها
وبدر ما بين الخلق سيره مين ضدها ومن تبعاها
وقت اما تعمي البصاير، ما حيلتنا غير البصيره
هذه بعض كلمات مقدمة مسلسل (جزيرة غمام) سيناريو وحور عبدالرحيم كمال، وإخراج حسين المنباوي، الذي يعرض حاليا وطوال شهر رمضان بنجاح كبير، كتب كلمات المقدمة المبدع إبراهيم عبدالفتاح، وألحان القادم بقوة الموسيقار شادي مؤنس، وغناء شاعر المطربين علي الحجار، العائد بتجلياته وابداعه بعد سنوات عجاف إلى عالمه الرحب (التترات) التى صال فيها وجال من قبل مع كبار الشعراء والملحنيين.
(التتر) حصد إعجاب الجمهور من اليوم الأول لإذاعته، وأعاد البريق والتوهج إلى (التترات) التى ترملت بعد رحيل الموسيقار العبقري عمار الشريعي، وكادت تلفظ أنفاسها بعد هجرة ياسر عبدالرحمن، وابتعاد عمر خيرت، حتى جاء (شادي مؤنس) هذا الموسم ليعيطيها قبلة الحياة من خلال عمل موسيقي وغنائي رائع سيعيش طويلا في وجدان المصريين.
ورأيي المتواضع أن (شادي) في أعماله التى يغنيها أو يلحنها تحمل رسائل (شعورية، نفسية، تصويرية، تعبيرية، فنية، تقنية، عقلية، فكرية) يطلق من خلالها موهبته على سجيتها دون أن يتقيد بمدرسة ما، فعلى حسب المزاج يأتي اللحن شرقيا خالصا أو يمتزج بين الشرقية والغربية ليصبح التعبير الأكثر وضوحا عن الشرقية بروح علمية وعصرية، ويمكن النظر إلى معظم إنتاجه الموسيقي والغنائي الراقي على أنه ارتجال منظم ومبدع في لحظات حب.
عن ظروف تقديمه لـ (تتر) وموسيقى مسلسل (جزيرة غمام) قال الموسيقار شادي مؤنس لـ (شهريار النجوم): تربطني علاقة قوية بالمخرج (حسين المنباوي) الذي عملت معه من قبل الموسيقى التصويرية لمسلسل (الفتوة) للنجم ياسر جلال، ورشحني للشركة المنتجة، وبدأنا نشتغل على العمل الذي قرأت منه 20 حلقة، وغرقت في تفاصيله، وبعد القراءة كلمت (المنباوي) وتناقشت معه، حول الشخصيات الرئيسية التى ترمز إلى عوالم مختلفة، فـ (خلدون) يمثل الشر، و(عرفات) الصوفية، و(عجمي) التشدد الصعيدي، فلعبت ثلاثة (مودات)، (مود) صعيدي، وآخر غجري، وثالث صوفي.
وأكد صاحب رائعة (ليلى): أن القراءة للمسلسل قبل وضع الموسيقى مهمة للغاية فمن خلالها يكون تصور كامل للشخصيات، ويؤلف موسيقى تشبه الشخصيات الموجودة، والحمد الله أنه كان مرتاحا أثناء العمل في هذا المسلسل، حيث بدأ القراءة والتنفيذ قبل شهر رمضان بثلاثة شهور مما ساعده على التعديل والتغيير قبل الأستقرار على الشكل النهائي، وكان لديه وقت كاف للاستماع إلى شغله مرة واتنين، وإعادة ما لا يعجبه، لهذا حقق (التتر) والموسيقى ردود فعل قوية لم يتوقعها من قبل الجمهور العادي.
وعن كيفية تعاونه مع فريق عمل أغنية (التتر) سواء الشاعر المبدع إبراهيم عبدالفتاح، أو المطرب الكبير علي الحجار قال صاحب (مسير الجاي): مؤلف العمل (عبدالرحيم كمال) هو الذي رشح الشاعر (إبراهيم عبدالفتاح) الذي جمعتني صدفه سهرة به، قبل يوم واحد من الاتفاق، وفي اليوم التالي للسهرة وجدت المخرج (حسين المنباوي) يُفاجئني دون أن يدري بحكاية السهرة وبأنه تم ترشيح (إبراهيم) لكتابة أشعار التتر فسعدت جدا بهذا خاصة أنها المرة الأولى التى نتعاون فيها معا، وكان عندي رؤية طالما نحن دراما وصعيدي فلا يوجد أفضل من المطرب الكبير (علي الحجار) الذي سبق ولحنت له أكثر من أربع أغنيات، وتجمعني به علاقة جميلة جدا، وأيد وجهة نظري (عبدالرحيم كمال).
وصرح صاحب رائعة (ابني حبيبي): أن الصعوبات التى قابلها أثناء العمل على تتر وموسيقى مسلسل (جزيرة غمام) تتلخص في سؤال كيف تكون لك بصمتك الخاصة دون أن تشبه أحد، ودون الدخول في مقارنة مع أحد؟! خاصة وأن الأعمال الصعيدية تم تقديمها من قبل بنجاح كبير على يد أساتذة كبار مثل (عمار الشريعي، وياسر عبدالرحمن، وعمر خيرت، وعبدالرحمن الأبنودي، وسيد حجاب)، هذا كان مكمن الصعوبة، خاصة وأن كل ما يحيط بالصناعة تغير، ولم يعد مثل الأول، ولم تعد كثير من شركات الإنتاج تهتم بعمل (تتر) يتضمن أكبر الأسماء من حيث الكتابة والتلحين والغناء.
وأضاف ملحن (ضي القمر) قائلا: في مسلسل (جزيرة غمام) توفرت كل الظروف التى تخرج العمل في أفضل صورة، فلا أنسى مثلا أن الشاعر (إبراهيم عبدالفتاح) لم يتركني لحظة أثناء العمل وكنت عندما ألحن شكلين للجملة وأسأله رأيه عن أيهما فيقول لي رأيه الذي يشعر به بحكم خبرته الطويلة، لهذا حقق العمل النجاح الكبير والحمد الله.
وأشار الموسيقار (شادي مؤنس): أنه لحن ثلاثة رباعيات صوفية فقط كتبهم المؤلف (عبدالرحيم كمال) تتحدث عن علاقة العبد بربه، وتقول حب ربنا ولا تخاف منه! فديننا دين حب، وليس دين ترهيب، وكان يتمنى تلحين أكثر من هذا، وأنه المسئول عن اختيار الأغنيات الفلكلورية التى يقوم بغنائها الغجر في المسلسل.
وعن الجديد الذي يقدمه الفترة القادمة قال مؤنس: أغنيتين الأولى للمطرب الكبير (علي الحجار) بعنوان (شيئ من كل شيئ) كلمات ناصر رشوان، توزيع أسامة عز الدين (أوزو)، والثانية للمطربة (مريم نوح) التى تعود للغناء بعد انقطاع طويل بأغنية (هتتعافى) كلمات منتصر حجازي، وألحان رفيق عدلي.