بقلم : محمد حبوشة
الكاميرا.. ذلك الكائن الثابت المتحرك، الصامت المتحدث ، الهادئ المزمجر، يقف أمامها المشاهير ويقف خلفها المبدعون، خلقها الله سبحانه بحجمها الصغير والكبير في محاجر أعيننا بإمكانات هائلة ونقاوة عالية لنبصر الجمال ونسبح الخالق البديع، وقلدها البشرلتصبح آلة محمولة وثابتة تلتقط إبداع الكون عبر فن التصوير!، وأرفع الناس ذائقة وأرهفهم إحساسا هم الفنانون الذين يحملون من كل فن قطرة ومن كل إبداع ثمرة، فهل هم حقا موهوبون في التصوير الحي لمشاهد سينمائية ودرامية فاتنة تجلب الأبصار والعقول المحلقة في الخيال والذاهبة إلى مواطن الدف والألم؟، ومعروف أن الإنسان عادة ترهبه الكاميرا، فالكاميرا كائن حساس يحتاج إلى تذوق وبراعة في التعامل معه سواء مع من يقف أمام الكاميرا أو خلفها (المصور) لذلك فقد أبدع الفنان (طارق التلمساني) أمام الكاميرا وخلفها بروحه الخلاقة السابحة في ملكوت الإبداع.
وطارق التلمساني هو من يجيد استخدام الكاميرا والتواصل الجيد معها، وبالنسبة له فإنه يتذوق كل شيء له علاقة بالفن، ويمكن للإنسان أن يكون متعدد المواهب الفنية، ولكن نشاطه يركز على جانب واحد منها، وهو ما اختلف مع (التلمساني) حيث برع في التواصل مع الكاميرا من أمامها وخلفها، ومن خلال تجربته نلحظ براعته في التصرف بإحساس المصور، فأستشعر دوما ما قد يحتاجه الممثل محاولا لفت نظره إلى أشياء لم تخطر بباله وتفتح له الآفاق للإبداع، ومن هنا قدم أجمل صورة تركز على التفاصيل وتوصل الفكرة الخفية خلف مكونات الصورة فأسشعر بأهميتها كمتلقٍ أولا، وأهم مقياس لحرفية ونجاحه كمصور أنه يعرف ما يثير انتباه وإحساس المتلقي فيشبعه بالصورة، ولعل أكثر ما جذبه في الصورة التي أحبها هو ما يطلق عليه المصورون (التجريد) و(التصوير المفاهيمي)، وهي تلك اللوحات المبهمة التي ليس لها معنى واضح ففهمها بمعنى يخص ذائقته ويفهمها الآخر بطريقة مختلفة وهذا فن راق جدا.
التصوير في بادئ الأمر
أحب (طارق التلمساني) التصوير في بادئ الأمر، فعندما كان يرى منظرا جميلا يستمتع بتسجيله بكاميرته المتواضعة ويشعر بالرضا والسعادة لأنه استطاع الخروج بهذه النتيجة، وهو لايحبذ إخراجها للمحترفين (لئلا يضحكوا على صوره)، فمن جهة نظره يرى أن كل إنسان هو مصور بعينه التي خلقها الله له ليستشعر الجمال ويعظم الخالق، كما أن كل شخص عندما يجلس يتأمل مشهدا معينا في الطبيعة تتكون لديه حالة استمتاع وتذوق تختلف درجتها من شخص لآخر، فالمصور ليس فقط من يحمل كاميرا وإنما من ينظر للكون بنظرة فنية متأملة ويسجلها في ذاكرته في المخ.
يعتقد (طارق التلمساني) أن الفنان الحقيقي ليس بالضرورة أن يكون متعدد المواهب، ولكن يفترض أن تكون ذائقته رفيعة في كل المجالات الشعر والرسم والموسيقى .. إلخ ويتذوق الفن في كل زواياه، وبالنسبة للتصوير فالإنسان بشكل عام يحب أن يوثق اللحظة ويعتقد أن هناك حبا جارفا للتصوير عند كل الناس، أما التعمق في فنياته وتقنياته هذا أمر خاص بالمصور، فمثلا صور ألبوم العائلة لها أهمية كبيرة في إحساسنا حيث تجتمع العائلة في نشوة استرجاع اللحظات الجميلة واستعادة الحياة فتجمعهم اللحظة أكثر ما يجمعهم المكان!.
ولأن علاقة (طارق التلمساني) حميمة مع التصوير من الأساس فقد أحب فن التصوير ومارسه وامتلك كاميرا احترافية بحكم قربه من والده المصور الكبير، وأحب الفن داخل الصورة بمعنى أنه أحب تصويراللحظات الخاصة في الدراما داخل المشهد، أعجبته اللقطة التي توثق لحظة حياتية عفوية في في السينما والتلفزيون، كذلك في تصويرالطبيعة تعتبر أيضا توثيق لحظة حياة لأن الطبيعة تتغير وليست ثابتة، كذلك مع الألوان والتوقيت والسلويت تظهر لمسات جميلة، بعض الصور في بعض المشاهد الدرامية العفوية داخل العمل الدرامي تحكي حكاية شيء والآثاركذلك، وذلك بحكم أنه عرف من أين يلتقط اللقطة والتوقيت المناسب والزاوية المهمة.
خلق لذاته أسلوبا خاصا
كان الوقوف وراء الكاميرا مصورا عشق (طارق التلمساني) الأول، لهذا استطاع أن يقفز بكاميراته مبكرا ليخلق لذاته أسلوبا خاصا في التصوير يعتمد فيه على رصد العمق النفسي للشخصيات، وجعل للكاميرا حالة فعاله ومتحدثه مع المشاهد وليس مجرد آلة تصوير ومجرد ميراث بل موهبة حقيقية، يبتعد عن التكلف والتفلسف الذي يلجأ إليه الكثيرون من أجل الحصول على شهرة، فالبساطة هى عنوانه الذي نجح فيها في رصد المشاعر والانفعالات الإنسانية لوجوه أبطاله، مع منح مساحة متوازية لصورة المشهد كاملا بما يحيطة من طبيعة أو ديكور، ولكن طموحاته أكثر كانت أن يقف وراء الكاميرا مخرجا مرة، ومرات يقف أمام الكاميرا ممثلا، كما أنه أخرج فيلما واحدا (ضحك ولعب وجد وحب)، ورغم كل التعضيد النقدي الذي حظي به، افتتح به مهرجان القاهرة السينمائي الدولة عام 1993.
الحديث عن كادراته وحيويته في التصوير لا تنتهي ويتطلب المزيد من السطور التي لن تفي هذا المبدع حقه، فهو في حالة فريدة وخاصة تحمل البساطة وتخاطب الروح أولا قبل العقل، نجح عى مدار رحلة عمله التي امتدت على مدار خمسين عاما أو أكثر بالتطوير وتقديم الأفضل، بدايته كانت مع عمه (عبد القادر)، ولاقتناعه التام أنه تشرب المهنة كان هو المصور الأول على خريطة أهم المخرجين في السينما التسجيلية والروائية، أسند له تصوير أفلامه الأخيرة وكانت بداية مشرفة، بعدها بدأ في السينما الروائية وقام بتصوير ثلاثة أفلام للمخرج محمد خان ، فيلم (خرج ولم يعد ، ومشوار عمر ، ويوسف وزينب)، أما الفيلم الذي حقق قفزة ابداعية على مستوى الصورة فيلم لخيرى بشارة (الطوق والأسورة)، حيث لعبت الإضاءة دور البطولة في الفيلم .
أكبر تحدى لخيري بشارة
اختاره خيري بشارة مجددا في فيلمه التالي مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة (يوم حلو ويوم مر)، وكان أكبر تحد للمخرج بشارة ليحظى بثقة الفنانة فاتن حمامة التي أرادت أن تتغير إبداعيا، وعليها أن تخوض التجربة حتى نهايتها، بعد عملها مع مدير التصوير (وحيد فريد) صاحب القسط الأكبر من أفلامها، ووفقت أن تقدم مع بشارة وتكمل حتى النهاية، فلمست اللقطات الداخلية الحميمة الدافئة داخل البيت الفقير المتهالك بشبرا، وكيف عبرت الإضاءة عن معاناتها وخرج الفيلم بنجاح ساحق للجميع، ومن ثم أضاف للفنانة فاتن حمامة مكسبا جديدا من نوعه، والفضل يرجع للعمل مع فريق العمر ومدير التصوير (طارق التلمساني).
ودخل مع الفنانة سعاد حسني في فيلم (الراعي والنساء) للمخرج على بدر خان، ورغم أن سعاد أيضا لها مدير تصوير حميم ودائم في عملها وهو (محسن نصر)، ولكنها أرادت أن تتعامل مع طارق، ولا ينسى لقطة غضبها في حجرتها وكيف عبرت عنها تفاصيل الإضاءة على وجهها، وهنا أصبح من أشهر السينمائيين في مصر بأعمال تعد محفورة في أذهان المشاهد بتصويرها القريب من الواقع، وعمله كمدير تصوير للعديد من الأفلام المهمة، منها (المواطن مصري) للمخرج صلاح أبو سيف وبطولة كل من عمر الشريف وعزت العلايلي .
هذا العمل الذي يمثل حالة ملحمية وإنسانية رصد بها التباين الواضح بين قوة أصحاب المال وسيطرته على الضعفاء والمهمشين بكادرات كانت تحاكينا دوما عن قصة العمل من خلال نظرات (العمدة) التي تحمل جبروت القوة والغطرسة، و(عبد الموجود) الفلاح المقهور المغلوب على أمره، وبرع في تصويرمشهد وفاة (مصري) ونظرة والده اليه التي تمتلئ بالدموع والصمت وكلما تقترب الكاميرا منه يزداد المشاهد تفاعلا وتأثرا بالمشهد، وكذلك الحال في (أيام السادات) للفنان أحمد زكي والمخرج محمد خان ،وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحا كبيرا .
كازيزما تمثيلية خاصة
في سنوات الألفية الجديدة، برع في تصوير عدة أمال ماتزال محفورة في ذاكرة السينما المصرية مثل (الأولى في الغرام ، حرب أطاليا)، ومارس التمثيل الذي أضاف بريقا بكاريزمته التي تضعه في مصاف مجسدي الطبقات الارستقراطية عن حق أصيل ، في أكثر من عمل فني ، ويكمل مشواره الحيوي مع الكاميرا، بالتحرر والتجديد الذي يبرزه بأعماله التي صاحب فيها الأجيال الجديدة من المخرجين، ولم يجعل نفسه في دائرة مفرغة يقف فيها عند مراحل عمله مع العظماء من الجيل الراحل مثل (صلاح أبو سيف)، ولكنه طورمن أسلوبه ليواكب لغة العصر بما يحمله من تكنولوجيا مبهرة في التصوير، مع الاحتفاظ بثوابته الأساسية في التصوير التى تتمثل في لغتها الفاعلة بينها وبين المشاهد.
ينتمي الفنان طارق التلمساني لعائلة (التلمساني) الفنية، والعائلة من أصول جزائرية، فوالد الفنان طارق التلمساني هو المصور السنيمائي الشهير حسن التلمساني، وعمه هو المخرج الروائي كامل التلمساني، أما عمه الثاني فهو المخرج التسجيلي عبد القادر التلمساني، وولد طارق في القاهرة وحصل على ليسانس الألسن في عام 1973، ثم سافر إلى موسكو ليحصل على ماجستير في العلوم السنيمائية من معهد موسكو السنيمائي، وورث طارق حب فن التصوير السنيمائي من والده، وبدأ العمل معه، وقام عمه عبد القادر التلمساني بإسناد تصوير الأفلام التسجيلية له، ثم بدأ في تصوير الأفلام الروائية الطويلة، ثم خرج بعدها طارق التلمساني من عباءة التلمسانية، وبدأ العمل منفرداً وحقق نجاحاً منقطع النظير.
عمل مساعدا لوالده
في بداية الأمر عمل طارق التلمساني مساعدا لوالده المصور القدير حسن التلمساني، وبعده قام بتصوير الأفلام التسجيلية مع عمه عبد القادر التلمساني، ثم بدأ في إخراج الأفلام الروائية الطويلة، وكان أول فيلم من تصويره هو فيلم (خرج ولم يعد) ثم قام بتصوير فيلمين آخرين مع المخرج محمد خان وهما (مشوار عمر، ويوسف وزينب)، ثم قام بتصوير الفيلم الذي حقق قفزة على مستوى الصورة والإضاءة وهو فيلم (الطوق والأسورة) للمخرج خيري بشارة، ويعد تصويره لفيلم (يوم حلو ويوم مر) مع الفنانة فاتن حمامة نقطة فارقة في مشواره الفني، ثم قام بتصوير فيلم (الراعي والنساء)، وظل طارق التلمساني لمدة 40 عاما هو المصور المفضل للمخرج محمد خان، وخيري بشارة، ورضوان الكاشف، وأسامة فوزي، وهالة خليل.
خاض الفنان طارق التلمساني تجربة الإخراج السنيمائي في مشواره الفني مرة واحدة فقط، عندما قام بإخراج فيلم (ضحك ولعب وجد وحب)، من بطولة النجم عمرو دياب، وعلى الرغم من أنه بدأ (التلمساني) حياته الفنية كمصور سنيمائي له أسلوب خاص في العزف بالكاميرا، إلا أنه دخل عالم التمثيل بالصدفة، تم اختياره لينضم لفريق عمل فيلم (الكابوس) مع الفنانة يسرا، وكان ذلك في عام 1982.
ومن أهم أعماله في مجال التصوير أفلام (خرج ولم يعد، مشوار عمر، الطوق والإسورة، الحدق يفهم، الأوباش، الأقزام قادمون، عشماوي، سكة سفر، زمن حاتم زهران، يوم حلو ويوم مر، نهر الخوف، أيام الرعب، المغتصبون، المواطن مصري، الصرخة، الراعي والنساء، الحب والرعب، البحث عن سيد مرزوق، اشتباه، آيس كريم في جليم، الهجامة، عفاريت الأسفلت، البطل، عرق البلح، الوردة الحمراء، أيام السادات، حالة حب، بحب السيما، خالي من الكوليسترول، حرب أطاليا، قص ولزق، احنا اتقابلنا قبل كده، أدرينالين).
ومن الأعمال التمثيلية للفنان طارق التلمساني أفلام (كابوس، الحب والرعب، امرأة آيلة للسقوط، السلم والثعبان، فيلم ملك وكتابة، أوقات فراغ، استغماية، غرفة 707، ليلة في القمر، آسف على الإزعاج، تلك الأيام، مصور قتيل، ابن موت، كدبة كل يوم، حسن وعزيزة قضية أمن دولة)، وفيلمين قصيرين هما (أما أنا، وحكاية الثورة)، ومن أهم مسلسلات (مسألة مبدأ، محمود المصري، لقاء على الهوا، بنت من شبرا، قاتل بلا أجر، جبل الحلال، نظرية الجوافة، الداعية).
وعكة صحية شديدة
منذ عام 2014 توقف الفنان طارق التلمساني عن العمل، كما انقطع عن التواصل مع زملائه وأصدقائه الفنانين إلا مع مجموعة قليلة من الأصدقاء وعلى رأسهم الفنانة يسرا نظرا لعلاقة الصداقة القوية بينها وبين طارق التلمساني، وذلك نتيجة لتعرضه لوعكة صحية شديدة، خضع لجراحة في القلب في عام 2014، أصيب على إثرها بجلطة في المخ كان من مضاعفاتها الإصابة بعمى مؤقت، وتلقى طارق التلمساني جلسات للعلاج الطبيعي في المنزل.
ومن المواقف الصعبة التي مر بها (طارق التلمساني) هو تعرض صفحته الشخصية للسرقة على يد هاكر إخواني قام بتغيير الصورة الشخصية لطارق التلمساني ووضع مكانها شعار جماعة الإخوان المسلمين، كما وضع صور للرئيس السابق محمد مرسي، ولم يكتفي الهاكر بذلك، بل فتح الرسائل الخاصة بطارق التلمساني ونشر رقم هاتف الفنانة (نيللي كريم) الخاص على الملأ، وكتب على الصفحة مع تحياتي هاكر أكونت بسمة حسن، وطارق التلمساني، ونشر الهاكر صور بعض السيدات من ضمن رسائل طارق الخاصة.
أشهر أقوال طارق التلمساني :
** المخرج هو المسئول عن الفيلم، ومدير التصوير من أهم المشاركين للمخرج في مرحلة التنفيذ، وهو المسئول عن الصورة من الناحية الضوئية، والمسئول عن تنفيذ وجهة نظر المخرج من خلال الإضاءة والتكوين في اللقطة واختيار العدسات.
** مدير التصوير يوجد الوهم بالبعد الثالث عن طريق الإضاءة، أي أنه يبني في الفراغ بالضوء، ويظهر إبداعه في التأثير الدرامي بالإضاءة علي وجدان المشاهد.
** عن الاختلاف يقول: أكيد يوجد اختلاف، ولكنه اختلاف بديهي بسبب اختلاف الأجيال، وخاصة أنني أنتمي لجيل بشارة وخان، ولكن مع وجود هذا الاختلاف أجد متعة في معرفة هذا الجيل والتطلع لرؤيته المختلفة للسينما المصرية.
** هذا الجيل لا يخلو من المبدعين فكل جيل له ما يميزه عن غيره، وأنا أرى أن الإبداع هو تقديم الجديد والمختلف وهذا ما يستهوينى.
** (ليلة في القمر) كان تجـربة خاصة تنتمي إلى أفلام منخفضة التكاليف، صورت أجزاء منه بـ (دى فى كام)، وأجزاء أخـرى بكاميرا فيديو بيتا كام، تكلف الفيلم نحو أربعمائة ألف جنيـه مصري، فيلم استغـللنا فيه الفيديو كوسيط تكنولوجي لتحقيق فيلم سينمائي، كما استغللنا إمكانيات الفيديو في صنع المؤثرات البصرية والجرافيك.
** (كليفتى) مختلف عن فيلم (ليلة في القمر)، ففريق العمل لم يزد على عشرة أشخـاص، معظم الممثلين غير محترفين، مواقع التصوير حقيقية، وليس هناك أي تغييرات جوهرية، الموضوع يعتمد على الشخصية الواحدة One Man Show مثل مواضيع سابقة لخان.
** عن تجربة الديجيتال في مصر، يقول: (لاحظت أن غرض البعض من إقدامهم على التجربة هو مجرد التوفير من دون أن تكون هناك تجربة فنية.. فقد كان أحد السيناريوهات المقترح تنفيذه بالديجيتال، كان لفيلم موسيقى حتى يوفَّر في الموازنة.. أنا أرى أن معايير صلاحية السيناريو للديجيتال لا تتوافر في هذه الحال.
** أما عن معايير ملائمة السيناريو لتجربة الديجيتال، فيقول: (إضافة لملائمة السيناريو للتجربة، هناك أيضاً المعرفة بتقنيات الديجيتال، العمل بجهود ذاتية وتعاونية، عدم إجراء تدخلات جذرية في المكان، العمل مع ممثلين لديهم متسعاً من الوقت، وهناك جزء ارتجالى في التجربة خاص بالتعامل مع المكان أثناء التصوير, وهذا له أهمية كبيرة.
** هناك إمكانات كبيرة تساعدك في إجراء بعض التغييرات في أسلوب الفيلم أثناء المونتاج مثل الجرافيك والتصوير البطيء وغيرها، كل هذه الإمكانات المتاحة تزداد كلفتها في السينما عنها في الفيديو.
وفي النهاية لابد من تحية تقدير واحترام لمدير التصوير، والممثل والمخرج (طارق التلمساني)، صاحب الأداء البسيط، بعيد عن التكلف والفلسلفة، وفضلا عن كونه ابتدع طريقة في التمثيل، كان له أسلوبه في بعض الأعمال التي شارك في تصويرها، والتي رصد من خلالها المشاعر والانفعالات الإنسانية لوجوه أبطالها، فقد وجد مدير التصوير نفسه أمام الطبيعة المفتوحة، حيث الخضرة الكثيفة وأشجار الفاكهة والزينة، فانطلقت الكاميرا تنهل من الطبيعة الجميلة وتصور لوحات حية أشبه بالبطاقات التذكارية في كل أفلامه السينمائية، وتبقى تجربته كمخرج ذات سمات خاصة، تستحق الالتفات إليها والكتابة عنها، كما يجدر القول بأنه عام 2016 تعرض لأزمة قلبية ودخل المستشفى على أثرها، ثم واجه جلطة في الدماغ كان لها أثر سلبي على مستوى البصر لديه، وما زال يعالج حتى الآن بعيدا عن الأضواء التي عشقته .. نتمنى له من الله الصحة والعافية كي يضئ الشاشة من جديد بالتصوير الذي امتهنه من بداية حياته والتمثيل الذي برع فيه أيضا.