بقلم النجمة الكبيرة : فريدة سيف النصر
لما اتسمرت لوزة وسمعت أبوها وهو بيعيط عينيها دمعت وماحبتش تقول إنها سمعت حاجة.. غريبة الطفلة اللي عمرها أصغر منها دي ماحبتش تجرح إحساس أبوها اللي كان بيقول لنينا فاطمة: احنا نعتبر شبه خسرنا فلوسنا حطيتها شراكه مع تجار المراكب للخشب ومع الأسف ربنا مش رايد.. ردت نينا: أوعي تقول كده (رب الخير مابيجيبش إلا الخير).. دي جملة نينا فاطمة دائما اللي بقت تكررها لوزة أمي مستقبلا.. واللي أنا فريدة باكتبها دائما في بوستاتي.
ماعلينا نرجع للوزة لما سمعت أبوها بيقول المصاريف زادت والعيال يافاطمة وأمك في رقبتي.. أنا لازم أعمل حاجه انشالله أتوظف أي حاجه تبقي ثابتة.. لازم الشغل بقي ضرورة.. نينا فاطمة تقريبا فتحت الدولاب وقالت له التعابين الذهب دوول والغوايش والماشاء الله وأدي الحلق من خيرك ياسي محمد خدهم واتصرف لحد ماربنا يفرجها.. قال أبدا ولايمكن.. قالت له يبقي أنا مش شريكتك ولا بتحبني.. المفروض احنا واحد (لوزة وسعيد وعنايات) ولادي زيك ولا ايه؟.
ياحبيبتي يانينا أنا بقي لوزة روحت للباب تاني وفتحته وقفلته أبويا قال مين.. قولت أنا لوزة.. قاللي تعالي ونينا قالت ايه ياحبيبتي حصل حاجة أومال سعيد واختك فين؟.. قولت لها مع دادا حربية ومامتك نايمة.. (نسيت أقول لكم أن أم نينا طيبة أوي.. بس ماقدرتش أقول كلمة ستي لحد أي حد).. قالت لي طيب روحي اقعدي معاهم وخللي بالك وأنا جايه وراكي نعمل الغدا علي بال سي محمد مايريح شوية.
وعدت أيام مش عارفه عددها من كتر ما كل يوم في حكاية لو حكيتها عايزين عمر تاني يافريدة.. ده كلام حب عمري أمي ليا.. وكمان لوزة الصغيرة .. مشي الحال وماعرفش أبويا اتصرف ازاي لأن دهب نينا كان معاها.. بس الصرف قل شوية حتي شرا اللبس أو حلويات.. لكن أكل البيت أبويا كان بيجيب بزيادة.. ونينا تقول له بالراحه ياسي محمد يقول لها ولادي لازم يطلعوا شبعانين ومتربيين علي العز هما مالهم بظروفنا.
أبويا كان معاه بكالوريا واشتغل في شركه كبيره صاحبها خواجه محترم جدا أبويا كان بيقول كده أن أخلاقه والزكاة اللي بيعملها ولا كأنه مسلم وبقوا صحاب جدا هو ومسيو (توني) وزوجته (إيفا) وعندهم ولد وبنت تؤم في عمري أنا وكانوا يسيبوهم عندنا.. بقي ليا أصحاب في سني واتعلمت منهم إنجليزي تمام وهما اتغدوا عندنا كتير واتغدينا عندهم بس كانوا يقولوا أكل حربيه عالمي.
بصراحه نينا كانت بتعمل برضه بس من باب الوجاهة.. كانت تسكت ماهو مرات الخواجه عندها طباخ.. بصراحه كنا بنصحك كتير بالذات علي (أم نينا) لما تحب تقول (ثانك يو).. كانت تقول (سكيو).. وكلام كتير كله غلط .. نينا كانت تقول لها النبي عربي بلاش اللغه بتاعتك ياماما.. أحلي حاجه أبويا بقي له مواعيد نزول ورجوع ومابقاش ينزل بعد الظهر بقي يقعد معانا وكله بينام بدري.. وكانت الدنيا ماشيه حلوه.. وكانت نينا وأبويا بيناموا في أوده وأنا في أودة ستي.. ركنوا السرير عالحيطه بقي سعيد ينام جوه وأنا وأنا جنبه وحطوا سرير صغير لأختي.. ولو ان عندنا تلات أود نوم واحدة مسافرين.. زمان أودة المسافرين يعني الضيوف لازم نمسك فيهم يباتوا وياكلوا.. وتكمل أمي وهي كبيره ليا: مش دلوقتي الناس عايزه تقولك أهلا وسهلا مع السلامة.. تتعشي ولا تنام خفيف.. ونضحك أنا وهى.. وحشتني لوزة الكبيره ياجماعه.
المهم لوزة الصغيره بتكمل: كنت باحب اخواتي أوي.. واحكي لسعيد عن ستي أم أبونا حواديت علشان ينام.. وكل يوم أكلم ستي وأمي في الصور لدرجة سعيد بقي يعمل زيي.. لحد ما مرة بالليل خبط جامد عالباب وبعدين بقي بقيت اترعب كلنا قومنا جري.. دادا حربيه بتقول الحقوني الست الكبيره وهي بتتوضا وقعت ومش قادره اشيلها ومابتردش عليا.. وفجأه بعد مابقينا نضحك في كل لمة وعزومة علي خفة دم أم فاطمة.. بقي البيتين ناس داخله وناس خارجه لابسين أسود وقرٱن وعزا.. والله الست كانت كويسة.. مش باقول أنا بقيت مابحبش الموت بيفرق ويزعل.. وطبعا دادا حربيه بقت تنام عندنا والبيت اتقفل.. وكل الناس عزتنا حتي الخواجه وزوجته.
وعدت شهور كتير.. ولقينا الخواجة ومراته بيقولوا لأبويا أن أخت مراته الكبيرة اسمها (إستر) جايه مصر.. عايزة بيت فيه أمان تشتغل وتنام فيه ويبقي ونس لها.. وقال له قدام نينا انت هتعمل ايه في الشقه دي.. أبويا بص لفاطمة وقال صاحبة الشئ تحكم.. وردت مرات الخواجه وقالت فاطمة مش هايقول لأن إستر أختي أنا وهى.. بس كده اتدبسوا بالذوق.. ووافقت نينا.. ومرت أيام مش كتير وشرفت الست إستر والبيت بالسلالم انقلب.. من لون الحيطان للزرع والورود والألوان والدور بتاعنا كله إيشي مراية وكراسي على جنب وزرع كتير ولا شقة أم فاطمه ايه الجمال ده.
وفجأه يافطة عالباب (أتيليه إستر).. شكرا وبدأت نينا فاطمة المشاكل المهذبة مع أبويا لكن تتكسف من إستر لأنها كانت ست كبيره لها طلة وهيبه ومهذبه وصوتها واطي.. وإزيك يافاطمة هانم خبيبتي ودموازيل لوزة.. حتي دادة حربيه خدت لقب مدام.. بس نينا فاطمة بتغير مش من إستر لاااااأأ من ستات وهوانم وقمرات وفنانين بيعملوا فساتينهم عندها وكانت مقصدار أكبر المحلات شيكوريل وبنزايون عدس وحاجات كتير.. انقلب الهدوء لكرنفال.. ياتري نينا هاتسكت وأبويا هايعمل ايه.. ياتري هايزعلوا الخواجه الطيب ومراته اللي بقت أنتيم نينا.. هانشوف .. طولت المرة دي بس نطيت سنين.. يا مسهل!.