كتب : محمد حبوشة
الفن شكل من أشكال التعبير الإنساني، ووسيلة لإثراء التجربة الإنسانية و(الترفيه) والتقدير الثقافي وتحسين الشخصية وحتى التغيير الاجتماعي، فهو يؤثر بالحياة بطريقة أو بأخرى، ومن تعزيزات الفن للإنسانية، التقدير: فهو يعمل على إعادة النظر في قيمة الأشياء مما يؤدي إلى تثمينها، الذاكرة: فهو تسجيل وحفظ المقصد الذي يحمله العمل الفني يخزن في الذاكرة على شكل مجموعة من الأحاسيس، الحزن: يوفر الفن منظورا مختلفا للمشاعر، فهو لا يمنح الفرح فقط ولكنه يعمل على إيجاد طريقة للتعامل مع الحزن أيضا، وفوق كل ذلك هو تعزيز تحقيق الحرية، فالفن شكل من أشكال الحرية، وهو بالأساس طريقة للتعبير عن الذات وتحقيق الحرية، وهو عمل يتميز بالإيمان بالذات فهو مرآة لانعكاسات الروح ورغباتها.
ومعروف أن كل مجتمع يتميز عن غيره بالتعبير الفني عن أوضاع البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسمات معينة، فبعض الفنانين لا يبدعون من أجل المال فحسب وإنما لهدف التغيير للأفضل، فالفن طريقة أخرى للتعبير عن الآراء بصورة قوية من غير الحاجة إلى استخدام الكلام، وهدفه نشر قيم التسامح والأخلاق، بل يعتبر الفن أساس للأخلاق، فهو عبارة عن عمل غير مؤذي بحد ذاته إذ يخدم في جلب المتعة والراحة، فبعض الأعمال الفنية تعزز المعتقدات والمواقف الأخلاقية بما تستعرضه، فلها تأثير فعال على سلوكيات الأفراد في امتصاص القيم والتوجيهات المقصودة من قبل الفنان والحد من انتشار الجرائم، والفن أولا وأخيرا هو أحد الحلول المجدية لمنع الجريمة، وذلك يتم عن طريق توفير الفن للجميع، مما سيؤدي إلى إبعاد الناس عن الشوارع وإلهائهم بأعمال تعبر بطرق إيجابية عنهم، فالمشاركة في الأعمال الدرامية والغنائية والرقص والفنون البصرية وغيرها، قد أثبت فاعليته في الحد من انتشار الجريمة.
ومعروف أن للعمل الفني قيمة تتغير عبر التاريخ وباختلاف الثقافات، فهنالك العديد من الفنانين ترك كل منهم بصمة في التاريخ المجتمعي، التي تجلت بأشكال عديدة في إبداع الفنان إما بالمسرح أو السينما أو الأدب أو الفنون البصرية أو الغنائية، أو حتى كما يرى البعض بأن الفن هو عبارة عن قطعة قماشية على جدار متحف يظل وسيلة للمعرفة، ويرتبط الفن بالتراث ارتباطا وثيقا، فإن القطع الأثرية كاللوحات والرسومات والمطبوعات والفسيفساء والمنحوتات والصور الفوتوغرافية والوثائق والكتب والمخطوطات والأدوات تدل على الإبداع البشري، فإن هذا التراث ليس مجرد مجموعة من القطع الثقافية أو التقليدية من الماضي، إنما هو لتميز كل مجتمع بشري عن آخر.
ولعل أهم أهداف الفن هو تعزيز الصحة النفسية (أي الترويح عن النفس) – الذي يطلق عليه ترفيه – فللفن تأثير على النفس حيث يعتبر الفن نشاطا مريحا وملهما لكثير من الناس سواء أكان العمل من إبداع الشخص أو من إنجاز شخص آخر، ففوائد التعبير الفني أعمق من مجرد الاسترخاء والتمتع به فقط، بل إنه يتجاوز ذلك ليصل لمرحلة العلاج بالفن، وإنها طريقة رائعة للتخلص من الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة وحتى بعض أنواع الرهاب، فالفن طريقة للتعبير عن المشاعر دون كلمات أو مواجهة للمشاعر المعقدة لإيجاد الراحة.
لكن تلك الرسالة وذلك الهدف قد اختفيا تماما عن مفهوم الترفيه الذي قصده المستشار (تركي آل شيخ) في المملكة العربية السعودية الشقيقة، حينما اختار الرديء من الفن وأرسى قواعده لتعزيز الجانب الاقتصادي فقط، حيث يتم تصنيف معظم أنماط الفن عنده على أنه سلعة، مؤكدا على أن الفن عبارة عن شغف وإلهام وإبداع وعواطف، تلفت انتباه هواة الجمع بين محبي الفن والاقتصاديين بناءا على الأهواء والأزياء المتغيرة، بحيث أن تعليق بلا معنى من الفنانين أو المشاهير قد يؤثر على السوق وقيمة الأعمال بالأخص إن كان العمل مرتبط بتاريخ أو ثقافة أو نشاط سياسي، أو ذا معنى اجتماعي، بالإضافة إلى العلاقة ما بين الفنانين والمشتريين والعارضين والزوار التي تساهم في الاقتصاد.
لقد آمن (آل شيخ) بأنه لابد من تعزيز صناعة الترفيه بمزجها بالفن في قالب واحد، بحيث يسهم الفن في تعزيز هذه الصناعة من خلال مجالات عديدة، إذ يمكن أن يستخدم بعض الفنانون المهارات أو الخبرات التي يمتلكونها في تحقيق دخل مادي، وذلك عن طريق (الغناء والتمثيل والرقص وتصميم أزياء ومهرجانات الشو) وما إلى ذلك، مما يدعم الصناعة الحرفية، كما يمكن أن يستخدم الفن في تصميم الماركات التجارية لبعض أنواع المصنوعات، ولا يقتصر الفن في الصناعة على المهارات اليدوية بل يشمل الفنون الرقمية كالصور المتحركة وفنون الحاسوب، وهو ما أحسن استخدامه من جانب (آل شيخ) على جناح الإبهار والإثارة والتشويق على طريقة دراما الأكشن.
الكلام السابق قصدت به أن يكون مقدمة لملاحظاتي حول جوائز (Joy Awards) تلك التي انحازت في اختيارتها للردئ من الفن باسم الترفيه، مع أن مفهوم الترفيه في حد ذاته لاينفي الهدف والرسالة من الفن، فتعد الثقافة والترفيه من مقومات جودة الحياة، حسبما جاء في (رؤية المملكة العربية السعودية 2030) ولا يقتصر أمرها (على دعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة تتناسب مع الأذواق والفئات كافة).. بل تلعب دورا اقتصاديا مهما من خلال توفير عديد من فرص العمل، كما يستشرف نص الرؤية نفسه، ولقد شهدت صناعة الترفيه تحولات كبيرة على مستوى العالم خلال العقود القليلة الماضية، تمثلت من جهة بتعاظم غير مسبوق لحجمها الاقتصادي الذي تقدره بعض المصادر بنحو (تريليوني دولار)، ومن جهة أخرى بظهور مكونات جديدة بفعل التطور التقني الذي أضاف كثيرا إلى عناصرها التقليدية المعهودة منذ مئات السنين، لكن كل ذلك لايأتي على حساب جودة الفن وسمو ونبل هدفه ومقصده في الارتفاع بالقيم الإنسانية ومخاطبة الروح التواقة للفن الجميل.
لقد شاهدت حفل جوائر (Joy Awards) وأنا أضرب كفا بكف جراء هذا العبث الذي خلط القيمة والرسالة بالرداءة والقبح على جناح الترفيه الذي أراده (آل شيخ) أن يكون النموذج المثالي الذي ينبغي أن تنتهجه دول العالم العربي حاليا، عندما راح يقدم الجوائز بلا أدني تقييم موضوعي، أو تفريق بين الغث والثمين، فكانت النتيجة هي خلط الحابل بالنابل في مهرجان كرنفالي صبغه بجو من الإثارة المشبعة بالتقزز، فقد جاءت القائمة الكاملة لجوائز Joy Awardsعلى النحو التالي:
أفضل ممثل عن فئة المسلسلات
فاز الفنان السعودي يعقوب الفرحان، بجائزة أفضل ممثل عن فئة المسلسلات، عن مشاركته في مسلسل (رشاش)، بعدما نافس كلا من: خالد صقر عن مسلسل (اختطاف)، وقصي خولي عن مسلسل (لا حكم عليه)، ومعتصم النهار عن (صالون زهرة)، والحقيقة أن مسلسلي (لاحكم عليه وصالون زهرة) بينهما سنوات ضوئية وبين (رشاش) على مستوى جودة صناعة الدراما والهدف والرسالة والقيمة، فلايصح أبدا مقارنة مسلسل باعث على البهجة ويقدم الترفيه الحقيقي مثل (صالون زهرة) مع (رشاش) بأجوائه الكئيبة، كما لايجوز مقارنة فنان بحجم (قصي خولي) بممثل ناشئ (يعقوب الفرحان) لمجرد أنه سعودي، ناهيك عن أبطال مصريين لم يرد ذكرهم مثل (أحمد عز، طارق لطفي، كريم عبد العزيز، أحمد مكي) من أصحاب الأعمال الوطنية الهادفة.
أفضل ممثلة عن فئة المسلسلات
فازت السعودية (إلهام علي بجائزة) أفضل ممثلة عن فئة المسلسلات، عن مشاركتها بمسلسل (اختطاف)، بعدما تنافست عليها كلا من: نادين نسيب نجيم عن (صالون زهرة)، وشجون الهاجري عن (ملاك رحمة)، وهدى حسين عن (الناجية الوحيدة)، ربما جانب الصواب لجنة اختيار المستشار (آل شيخ) الصواب في الدفع بـ (إلهام علي) التي جسدت شخصيتين في اختطاف على أكمل وجه، لكن المعيب أن يتم مقارنتها بنادين نجيم صاحبة (صالون زهرة) الباعث على السعادة الحقيقية، وطالما المقارنة خليجية فلماذ اختفت بطلات مثل القديرة حياة الفهد في (مارجريت) وأمل محمد، وليلى عبد الله في (حين رأت)، وهيا عبد السلام في (مطر صيف)، وهيفاء عادل في (النموس)، وزهر الخرجي في (سما عالية)، وشيماء سبت في (بنات مسعود)، و زهرة عرفات في (يجيب الله مطر)، ألم ترقى كل تلك الأسماء إلى مرتبة الترشيح؟!.
وهنا أتساءل: ما القصد من الترفيه يا سعادة المستشار غير إدخال البهجة والسعادة على الجمهور؟، ومع ذلك فقد انحازت لجنتك في ميل أعمى إلى العنف والكآبة التي تخاصم مفهوم الترفيه الذي تقصده.
جائزة الوجه الجديد عن فئة المسلسلات
وفاز السعودي (فايز بن جريس) جائزة الوجه الجديد عن فئة المسلسلات، بمشاركته في مسلسل (رشاش) بعدما تنافس عليها، كلا من: نور طاهر عن (مدرسة الروابي للبنات)، وأندريا طايع عن المسلسل نفسه، وإبراهيم الحجاج عن (رشاش)، وتلك هذه الجائزة – للأسف – توضح انحياز متطرفا يفتقد إلى بوصلة الاختيار الحقيقي، فها هو (رشاش) يطل علينا بوجهه الأشعث فارضا عنفه وجبروته في اختيار ممثل لم يكن عند حسن الجمهور ولا النقاد، فلم يكن ذا طلة ميزة وأداء باهرا، بينما اختفت وجوه مصرية وسورية ولبنانية تعد بالعشرات في مواسم الدراما عام 2021 عن أعين من اختاروا هذا الممثل متواضع الأداء، مع أنه لدينا نجوم تلألأت في سماء الفن الدرامي الرفيع على جناح الصدق وإبداء المشاعر الإنسانية وعلى رأسهم نجم كوميديا 2021 (طه دسوقي) في مسلسلي (موضوع عائلي، وبيبمو)، وفيلم (فرق خبرة) .. يالا براعة الرعونة في الاختيار، ألم يلفت نظركم نجم مبشر مثل هذا؟
أفضل ممثل سينمائي
فاز الفنان المصري محمد هنيدي بجائزة أفضل ممثل سينمائي، عن مشاركته في فيلم (الإنس والنمس)، بعدما ترشح لها كلا من: أحمد السقا عن فيلم (200 جنيه)، وبيومي فؤاد عن (وقفة رجاله)، وكريم عبد العزيز عن (البعض لا يذهب إلى المأذون مرتين)، ما هذا العبث الكوني في الاختيار، يتم اختيار أسوأ الأعمال السينمائية في عام 2021 على حساب أعمال امتازت بالقيمة مثل (أحمد عز) في فيلم (العارف) الذي رصد جانبا مهما من بطولات المخابرات المصرية في أروع صورها، لكن يبدو أن لجنة المستشار (آل شيخ) تنحاز للتفاهة والفن الردئ كي تقول للجمهور: هذا هو الفن المصري الحالي، فلا تلتفتوا إليه وانظروا فقط لإنتاج (شاهد ونيتفلكس) وغيرها من منصات التآمر والترويج للعنف والشذوذ .. يا لا بلاهة تلك اللجنة التي أصبحت شوكة غائرة في خاصرة الفن الجيد، حيث مارست أقصي طقوس الخرال اليومي في ساحة الفن النظيف.
أفضل ممثلة سينمائية
فازت الفنانة اللبنانية كارمن بصيبص جائزة أفضل ممثلة سينمائية عن فيلم (العارف)، بعدما تنافست عليها مع كل من (منة شلبي، وأسماء أبو اليزيد ودينا الشربيني)، ويبدو ملحوظا أن اختيار (كارمن بصيبص) جاء ذرا للرماد في العيون، رغم أنها لم تكن الأفضل مقارنة بـ (منة شلبي) التي رشحت لجائزة (إيمي) ألم يفقأ هذا الترشيح عين من اختار (كارمن بصيبص) وترك نجمات أخرى كانت أكثر جودة من حيث الأداء والتجسيد الدرامي اللافت للانتباه في كعكة سينما 2021، ظنى أن منة شلبي أو أسماء أبو اليزيد كانتا تستحقان الجائزة بجدارة التمثيل والأداء المبهر.
أعلى برنامج من حيث نسب المشاهد
فاز الفنان المصري رامز جلال بجائزة أفضل برنامج من حيث نسب المشاهدة عن برنامجه (رامز عقله طار)، وهنا انحياز آخر أعمى أيضا، ليس لشخص أو عمل بل إلى قناة (mbc) التي تصر في كل رمضان على استفزاز مشاهديها ببرامج (رامز جلال) الذي تخصص في المقالب السخيفة التي تبعث على الرعب في نفوس ضيوفه الذين يخضعون لغرائزه التافهة – طالما يدفع مقابل بآلالاف الدولارات – ربما قصدت لجنة (آل شيخ) أنه البرنامج الوحيد الذي يساهم في الترفيه ومعه كل الحق طبعا، لكنه ترفيه مشوه ولا يحرض على الضحك والفكاهة والمفارقة بقد مايحرض على شعور دفين بالغثيان.
جائزة أفضل فيلم
ربما تكون الحسنة الوحيدة في اختيارات (آل شيخ) هى أن يحصد الفيلم المصري (وقفة رجالة) بجائزة أفضل فيلم في JoyAwards للمخرج أحمد الجندي بعد أن كان ينافس مع: (ماما حامل، للمخرج محمود كريم، و(الإنس والنمس) للمخرج شريف عرفة، ولكنه حاد عن المنطق تماما إذا ماتم مقارنته بفيلم (العارف) للمخرج أحمد علاء الديب، ففي إطار هدف الترفيه يمكن أن يقارن الفيلم الكوميدي بنظيره الكوميدي، لكن لايصح أن يقارن بفيلم جاد يرصد بطولات أقوى جهاز مخابرات في المنطقة، إلا إذا كان وراء ذلك هدف آخر وهو الترويج للسطحية على حساب القيمة، وهذا أغلب الظن من وجهة نظري الشخصية كما هو مستقر في ذهن لجنة (أل شيخ) التي نحاول ترسيخ مبادئ الفن الهابط وخصوصا المصري منه، كما نلحظ ذلك في دعمه الساذج لمؤدي المهرجانات وتصديرهم على أنهم يعبرون عن الغناء المصري الحالي.
جائزة إنجاز العمر
منحت إدارة جائزة JoyAwards النجم العالمي (جون ترافولتا) جائزة إنجاز العمر، وبالطبع كان لابد أن يوجه ترافولتا رسالة للشباب السعودي، حيث دعاهم للاستمرار في الحلم لأن ما شاهده اليوم هو أن أحلامهم تتحول لحقيقة، والحقيقة أن ترافولتا ليس أفضل نجوم هوليوود، ولاأفضل مطرب غربي ممن يستحقون جائزة إنجاز العمر، فهناك من هو أفضل منه بكثير، ثم إذا كانت الجائزة عربية فلماذا لا تذهب لنجم عربي من مصر وما أكثرهم من يستحقونها، أو من سوريا التي تكتظ بالنجوم العظام هى ولبنان وتونس والمغرب وحتى ليبيا، أم أنها عقدة الخواجة التي تتشدق بإضفاء صفة العالمية على الجائزة؟
جائزة شخصية العام
وفاز نجم بوليوود (سلمان خان) بجائزة JoyAwards شخصية العام، ووجه الشكر للمستشار تركي آل الشيخ على منحه الجائزة، فيما قدم مواساة للنجمتين دنيا سمير غانم وإيمي سمير غانم، ألم يلفت (سلمان خان) النظر إلى أن (سمير غانم كان يستحق نفس الجائزة، أو جائزة إنجاز العمر، حيث قدم أعمالا جلبت البهجة والسعادة لكل العرب خلال أكثر من نصف قرن أفناها في الكوميديا الهادفة؟!.
جائزة الوجه الجديد المفضل عن فئة الموسيقى
فازت بجائزة الوجه الجديد المفضل عن فئة الموسيقى المطربة الشابة (زينة عماد) بعد منافستها مع كلا من (عبدالعزيز المعني وعايض يوسف وبدر الشعيبي)، والأربعة نكرات في عالم الموسيقى والغناء، ولم نسمع عنهم ولم نلمس إنجازاتهم الحقيقية في ساحة الغناء الذي تتكدس بالأصوات الجميلة والشجية.
جائزة الفنان المفضل عن فئة الموسيقى
فاز بجائزة الفنان المفضل عن فئة الموسيقى الفنان (ماجد المهندس) بعد منافسته مع وائل كفوري ومحمد حماقي وراشد الماجد، والحقيقة أنها الجائزة الوحيدة التي تحظى بالمصداقية، وكذلك فوز النجمة نانسي عجرم بجائزة أفضل أغنية، وذلك عن أغنيتها سلامات، وفوز (أصالة) بجائزة الفنانة المفضلة عن فئة الموسيقى بعد منافستها مع نانسي عجرم، وأحلام، وإليسا، ولو أني أري أن أحلام كانت تستحق الجائزة لأنها أبرز وأروع فنانة عربية أنتجت ألبوما يحمل قدرا من البهجة والزخم والرومانسية في عام 2021.
جائزة صناعة الترفيه الفخرية
وليست أدري ما معنى أو مغزى أن يحصل المخرج المصري الكبير شريف عرفة جائزة صناعة الترفيه الفخرية التي سلمها له المستشار تركي آل الشيخ وهو منتفخ الأوداج كأنه يسلمه الأوسكار!!!.
جدير بالذكر هذه الجوائز أنها خضعت – بحسب (آل شيخ) – لمرحلة تحديد الأعمال والأشخاص المرشّحين، وكانت قد انطلقت في 20 من أكتوبر من العام الماضي وامتدت طوال شهر كامل، لينتج عنها تحديد أربعة مرشحين عن كل فئة وهم اللذين نالوا أكبر عدد من التصويت، وهو ما ترتب عليه دخولهم في مرحلة التصويت النهائي والتي تم حسمها في الساعات الأخيرة من الحفل لتعلن نتائج الفائزين بعدها على الملأ، وتنافس عدد من النجوم على جوائزjoy awards ، حيث صوت الجمهور للمشاركين – على حد زعمهم – في 14 فئة بينهم السينما، الموسيقى، وكذلك المؤثرون في مجال الإعلام.
وفي النهاية لابد لي من القول بأنه إذا كانت هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية قد ابتكرت جائزة متخصصة في مجال الترفيه وأدرجت الفن العربي كله بمختلف فروعه باعتباره من ضمن وسائله الترفيه الفعالة، ينبغي عليها مراعاة العدالة في الاختيار على أسس موضوعية تعلي من شأن الفن والفنانين الذين اجتهدوا في إسعاد الناس من خلال أعمال تتسم بالإبداع ومراعاة الرسائل الإيجابية والأهداف العليا للفن طوال العام، وذلك عبر تشكيل لجنة للمتابعة والمشاهدة لكافة الأعمال العربية الجيدة المعروضة طوال السنة، أو قصر الاختيار على فنون (السعودية والخليج) وحدهما، حتى لايكون هناك إخلال بمنطق الاختيار الذي أراه جاء بشكل العنصري أو بهوى شخصي أعمى للرديئ من الفن، والذي يفترض فيه أنه يسمو بالإنسانية ويبث روح المحبية والسلام والتقارب بين الشعوب العربية كافة، وهو ما خاصمته جوائز joy awards في دورتها الثانية.. أرجو العلم ولفت الانتباه إلى وضع معايير جديدة في الدورات القادمة حتى لاتفقد الجوائز قيمتها في بلد ينمو فيه نموا ملحوظا في الفن ويحقق قفزات مذهلة في إنتاج أعمال دخلت حلبة المنافسة من أوسع أبوابها، ونحن نتمنى الازدهار أكثر للشقيقة السعودية في توجهاتها نحو الاهتمام بالفنون والترفيه بأسلوب عصري.