رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الرئيس والصعيد والتنمية

بقلم : علي عبد الرحمن

ظل صعيد مصر لسنوات طوال منسيا من أشياء كثيرة، مشروعات التنمية خرائط الاستثمار، الزيارات الرسمية، تحسين ظروف المعيشة، حتي بات ريف الصعيد بائسا محروما منعزلا!!!، وأصبحت دعوات تنميته دعوات تظهر من حين لآخر وقت الحاجه الانتخابية أو لحظات درأ الفتنة ولم الشمل، وظلت دعوات تطويره شعارات لا يقابلها واقع ملموس، منذ مشروع (شروق) لتطويره، ثم مشروعات مياه الشرب النقية، ومشروعات الصرف الحقلي ومشروعات خدمية لتحسين ظروف الحياة فيه، وكلها تم إطلاقها ولم تف بالغرض.

وظل أبناء الصعيد – وأنا واحد منهم – بين غاضب ومتساءل عن أسباب نسيان الصعيد في خطط التنمية وخرائط الإستثمار وبنية أساسية وخدمات حياتية لازمة، كما ظل صعيد مصر بين أمواج الحوادث من قطارات ومعديات وطرق وسيول وحرائق وجرائم ثأر وبلطجة، وكان أبناؤه من نخبة وبرلمانيين يطالبون بذلك الاهتمام دون جديد يذكر، حتي تعاظمت موجات الهجرة الداخلية من محافظات الصعيد إلى العاصمة ومحافظات أخري بها فرص عمل وحزمة خدمات معيشية ملائمة وهجر أهل الصعيد بلدانهم، إما داخليا، أو إلي دول الخليج، وجاء شبابه للتعلم في العاصمة وماحولها، وتركوا منازل وزراعات وأعمال.

وأصبح الباقون إما صغارا أو كبارا أو ذوي ظروف خاصة، وتم تبوير الأرض الزراعية كما تم إلتهامها تحت مبان جاءت أموالها من سنوات الغربة في الخليج، حتي أصبح صعيدنا يعتمد كلية في أكله ومعيشته على ماهو متوفر في المدن بعد أن كان هو الذي يمد المدن بما تحتاجه، وخلا البيت الصعيدي،من خضروات طازجة وطيور بالمنزل، وامتلأ بأجهزة كهربائية وعمت البطالة والكسل أهل الصعيد شبابا وشيوخا.

ثم – وبدون نفاق – بدأ العمل في تطوير منظومة السكة الحديد ومن بينها قطارات الصعيد، ودخلت شركات نقل تسير ناقلات إلى صعيد مصر، وزادت الرقابة على الطرق للحد من حوادثها، وزادت شرايين الربط على النيل من شرقه لغربه من محاور وكباري سهلت ظروف الانتقال، ودعمت فرص العمل وقللت اللجوء للمعديات، ثم كان نصيب الصعيد من المليون ونص فدان والمليون ونص وحده سكنية.

وجاءت مدن الصعيد الجديدة لتخلق كيانات عمرانية جديدة، وجاءت مبادرات الرئيس الصحية لتعم أهل صعيد مصر سواء فيروس سي أو الأمراض المعدية أو صحة المرأة والكشف المبكر عن سرطان الثدي ثم تطعيمات كورونا، ولقد كان المشروع الأكبر الذي شمل قرى الصعيد وهو مشروع تطوير الريف المصري ومبادرة حياة كريمة، وبحق فقد امتد هذان المشروعان لكل شئ في صعيد مصر، تعبيد الطرق،إدخال مياه الشرب النقية، إقامة القناطر فوق المجاري المائية، تطوير المدارس وأماكن الخدمات والاهتمام بمنازل الأشد فقرا، كما ساهمت الجمعيات الخيريه في دعم هذا الإتجاه في صعيد مصر، كما انتشرت الجامعات والأكاديميات الحكومية والخاصة في كل بقاع الصعيد، وقللت نسب الهجره للداخل ونسب الاغتراب للفتيات الجامعيات، وظهرت بقاع الصعيد علي خرائط الاستثمار بعد الربط الأفقي بالطرق والمحاور بين بقاع جنوب مصر شرقا وغربا.

ثم تم وضع صعيد مصر في زيارات وافتتاحات ومتابعات السيد الرئيس للمشروعات والمحاور للتنمية في مصر، فجاءت زيارات أسيوط ثم المنيا فسوهاج ومن قبلهم الأقصر بمشروعاتها وأسوان بسحرها، وهكذا أصبحت دعوات تنمية صعيد مصر واقعا لا كلاما وتحسين سبل المعيشة فيه إنجازا لا حلما ودوران عجلة التنمية فيه جهودا لا وعودا، وأصبحت مفردات العدالة في المواطنة أمرا ملموسا لا كلاما معسولا.

بقي أن نشجع القطاع الخاص علي إقامة المشروعات في صعيد مصر لتشغيل الشباب وتقليل نسب البطالة وبقي محاربة التعدي علي المساحات المزروعه لضمان ريف منتج وليس مستهلك، وبقيت قوافل التوعية والتنوير لرفع المستوي الفكري لكثير من أهالينا في صعيد مصر، وبقي المشروع القومي لعودة الريف منتجا في صعيد مصر ودلتاها، وبقي تحرك للإعلام المركزي والإقليمي لنقل صورا مما تحقق والتواصل مع أهلنا وتحقيق عدالة إعلاميه منشودة، وبقيت جهود أمنيه ودينيه للقضاء على عادات الصعيد الضارة كالثأر والختان والحرمان من الميراث وكثرة الإنجاب وصولا للولد.

هذه قضايا تخص المؤسسات الثقافيه والدينيه والتعليمية وأهل الميديا، هذه أحلامنا لأهلنا الفرحين بما تحقق ويتحقق، سعداء بأنهم علي خاطر القيادة وفي اهتمامها مرددين حكايات ومواقف من زيارات الرئيس لصعيدهم، أهالينا في صعيد مصر،بسطاء،طيبون،مقدرون صنيعكم سيدي الرئيس، فخورين بمصرهم، أهلا بك في صعيد مصر وسط انجازاته وعبر محاوره، وتحيا دوما مصر وكل عام ومصر، قيادة، وحكومة، وشعبا، بألف خير وأمن وتقدم وإزدهار..اللهم آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.