كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو (سيلفي) بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
كان اكتشاف الطفلة المعجزة (فيروز) في نهاية الأربعينات حدثا سينمائيا مثيرا كان له دوي هائل لدي جمهور السينما في مصر طوال الخمسينات، وكانت معجزة (فيروز) تتمثل في الرقص والغناء والتمثيل بإجادة تامة، وميز الرقص والغناء تحديدا الطفلة المعجزة عن أطفال كثيرين ظهروا في السينما المصرية طوال تاريخها كله وحتى الآن، وربما كانوا أقدر منها على التمثيل المجرد أو التمثيل فقط.
ولأن مكتشفها النجم (أنور وجدي) عرف (بتوليفاته) الذكية التى يجمع فيها كل عناصر الجذب الجماهيري، فعرف كيف يقدمها بشكل مبهر جذاب من خلال أول أفلامها (ياسمين) عام 1950 فهي قادرة على صنع كل ما تفعله امرأة ناضجة من اللاتي تعود الجمهور المصري على أن يجدهن على الشاشة فهي ترقص وتغني وتمثل، وحتى في التمثيل فهي يمكن أن تضحك هذا الجمهور كما يمكن أن تبكيه بمشاهد مكتوبة خصيصا بالمواصفات الميلودرامية المضمونة النجاح بحيث تستدر الدموع.
بعد النجاح الساحق الذي حققه فيلمها الأول (ياسمين)، أنتج لها فيلمها الثاني (فيروز هانم)، لكن نظرا لانشغاله في إخراج فيلم (حبيب الروح) لزوجته سندريلا السينما الغنائية (ليلى مراد)، فقد كلف زميله المخرج متعدد المواهب (عباس كامل) بإخراج الفيلم الثاني لأحدث اكتشافاته السينمائية، وبالفعل قام (عباس كامل) بتأليف وإخراج فيلم (فيروز هانم) للطفلة المعجزة وأحاطها بمجموعة كبيرة من النجوم مثل (تحية كاريوكا، حسن فايق، عبدالفتاح القصري، ستيفان روستي، فردوس محمد، لولا عبده، عبدالحميد زكي، عادل عباس، والطفل عادل).
هذا الأسبوع سنتوقف فى باب (سيلفي النجوم) عند كواليس واحدة من صور فيلم (فيروز هانم) تجمع بين المخرج عباس كامل، والفنان عبدالفتاح القصري، والنجم أنور وجدي، والنجمة ليلى مراد، والفنان محمد البكار، وبطلة الفيلم فيروز، ومعها الطفل عادل، وفي هذا اليوم الذي صورت فيه هذه الصورة أنهى (أنور وجدي) مشاهده التمثيلية والإخراجية في فيلم (حبيب الروح) مع ليلى مراد، فى ستوديو مصر، وذهب لاستوديو شبرا حيث يصور فيلم (فيروز هانم) لمتابعة سير عمل الفيلم والأطمئنان على العملية الإنتاجية، واصطحب معه زوجته ونجمته المفضلة في هذا الوقت (ليلى مراد) التى كانت تحب (فيروز) جدا وتعتبرها بمثابة ابنتها، أو أختها الصغرى.
