بقلم : محمد حبوشة
من أهم مكونات الممثل المتميز في الأداء أن تتوزع طاقته الإبداعية بين المرونة الجسدية والصوت المعبر والحركة والتعبير والخيال والإحساس بالصدق في تقديم الشخصية المسرحية لخلق صورة مؤثرة لكي يستطيع التأثير الناجح على المتلقي، فعندما يقدم الممثل أداءا مسرحيا متماسكا لابد وأن تكون هناك تجربة مستقاة من دراسة أكاديمية تجعله يتفهم كل عناصر التمثيل ونظرياته في المسرح، ولكي يستطيع الممثل أن يقدم دوره المسرحي بمساعدة المخرج المسرحي الناجح بعناصر مؤثرة ومثيرة من خلال معرفته لأبعاد الشخصية وتحليلها كالبعد الطبيعي والنفسي والاجتماعي لكي يكون أداءه بمهارة مقنعة للمتلقي، ويكون لكل عرض مسرحي يقدمه أفضل في مستوى الأداء، ولابد أن يعرف الممثل الشخصية التي يحاول أن يقوم بها أو يحققها على خشبة المسرح، ويجب أن يعرف أين موضع شخصيته بالنسبة للظروف الزمانية والمكانية وظروف الشخصية التي تسبق أحداث الشخصيات الأخرى ومواقفها.
وضيفنا هذا الأسبوع في باب (بروفايل)، هو النجم اللبناني (رفيق على أحمد) والذي يعد أيقونة لبنانية في الأداء التمثيلي، وذلك بفضل امتلاكه المرونة الجسدية والصوت المعبر والحركة والتعبير والخيال والإحساس بالصدق فهو قادر دائما على الإفادة من تجربته الحياتية الماضية في تنشيط الذاكرة الانفعاليه لدية ليستطيع اختيار الموقف والانفعال المناسب لدوره في المسرحية التي هى عبارة عن حصيله تجاربه الحياتية والارتقاء بها على مستوى جمالي ليؤثر على المتلقي وتساهم في إعطاءه قوة دافعة تساهم في إعادة الخلق وتحديد الأهداف الصغيرة والكبيرة في المسرحية، وتثبيت الحركات الضرورية كالدخول والخروج والجلوس التي يعتمدها الفعل في المسرحية والتأكيد على الحركة من الشيئ وآلية مثلا من الباب إلى الشباك، من المنضدة والكرسي والحركات الاضطرارية، وعلى الممثل وبمساعدة المخرج يتم التأكيد على الحركات التفسيرية التي تعطي تفسير ودلالات في العرض المسرحي.
إدخال الفرح لقلوب الناس
من المؤكد أن الممثل الناجح هو الذي يتقن دوره، ويؤدي الشخصية المطلوبة منه، بإقناع كبير، بغض النظر عن هذا الدور أو غايته، لكن ما يؤكده الجميع، أن أصعب الأدوار التمثيلية هى الأدوار الكوميدية القادرة على إدخال الفرح إلى قلوب الناس، ورسم البسمة على شفاههم، والضحكة على أفواههم، وبالتالي إسعادهم خلال الفترة التي يمضونها في مشاهدة الممثلين الكوميديين، فوق خشبة المسرح، أو في شريط سينمائي أو تلفزيوني، ذلك لأن مهمة (الكوميديان) أصعب بكثير، من مهمة (التراجيديان)، بدليل وفرة الممثلين القادرين على لعب الأدوار المختلفة، وندرة الممثلين الهزليين أو الكوميديين، وفي مختلف الأحقاب والأزمنة، وهكذا يكون (رفيق على أحمد) في حالاته المسرحية والتليفزيونية كممثل يبعث على البهجة وإدخال السعادة على المتفرج من خلال أدوار مركبة تتسم في غالبيتها بالصعوبة، لكنها لاتخلو من حس كوميدي.
مفهوم الانتباه المسرحي لدى الممثل (رفيق علي أحمد) يبدو واضحا في تحديد شخصيته وعلاقته بالجمهور، ومن هنا كان ثراء الشخصية الفنية الذي لازمه طوال رحتله الفنية الطويلة يتكامل إذا أضيف إليه واحدا من أخطر العناصر في تحقيق أداء فني وتقمص عالي القيمة في تشكيل العناصر الأساسية في العرض المسرحي وهى: النص، الممثل، الجمهور، الفضاء المسرحي، ألا وهو فن استخدام الخيال، بالنظر إلى أعماله على مستوى المسرح والدراما التليفزيونية تحديدا سوف ندرك أن نشاط خيال الممثل (أحمد) مرتبط مع انتباهه، وينسب الممثل إلى كل ما يراه على المنصة من أشياء حقيقية وإلى كل ما يسمع ويشم ويتحسس صفات مختلفة، ويقيم علاقات متباينة مع هذه المواضيع القابلة للإدراك بصورة واقعية.
السيطرة على شعور المتفرج
تبدأ عند الممثل (رفيق علي أحمد) عملية الإبداع أثناء التمثيل، فعيونه وأذناه وكل أعضاء حواسه يجب أن تعيش على خشبة المسرح، كما تعيش في الحياة الحقيقية، ويجب أن نراها ونحسها ونلمس تأثيراتها على الحالة المسرحية، وفي هذه الحالة فقط سيستقبل المتفرج الحياة المسرحية كأنها حقيقة، وهذا ما يعرف اصطلاحا بتحقيق عملية الإيهام المسرحي التي تجعل الجمهور يصدق تماما أن كل ما يراه على المسرح هو حقيقة بالفعل وهو اصطلاحا عملية السيطرة على شعور المتفرج عن طريق المجاهدة في جعله يحس أثناء وجوده في المسرح، أو أثناء قراءته لنص درامي، بأن ما يراه فوق خشبة التمثيل هو حقيقي وواقعي وصادق إلى درجة تدفعه إلى الاندماج في الأحداث والشخصيات، وكذلك تحقيق الحضور المسرحي للممثل، والحضور كما عرفه اصطلاحا الدكتور إبراهيم حمادة في كتابه (معجم المصطلحات الدرامية) على أنه تلك الطاقة المعنوية الشخصية للممثل القادرة على اجتذاب الجمهور.
سؤال قد يتبادر إلى ذهن أي شخص فينا، وهو أسباب تألق الممثل المسرحي، فهل هى راجعة إلى موهبة فطرية، أم الى تكوين مسرحي؟، فالموهبة الفطرية للتمثيل قد تعتبر عاملا أساسيا لنجاح الممثل المسرحي، إن لم نقل أنها الأهم
، فهذه الموهبة والتي قد تكتشف منذ الصغرعند (رفيق علي أحمد)، تبين لك أن الممثل الموهوب له حب فطري لخشبة المسرح، وسهولة في إلقاء الخطاب، و انسجام مع باقي أفراد الفرقة، و إيصال واضح للفكرة إلى المتفرج والقدرة على جعله يضحك أو يحزن في أي وقت من المسرحية، كلها علامات وصفات تدل على موهبة (أحمد)، و لعلها سهلت عليه التألق في فن المسرح، كما جعلته قريبا من الجمهور، وتبقى الموهبة كافية من أجل ضمان مسيرة فنية ناجحة للممثل المسرحي.
أما على مستوى التكوين المسرحي فهو يسعى لإيصال الممثل المسرحي إلى درجة كبيرة من الوعي والثقافة المسرحية، لأن عنوان التكوين المسرحي هو التدريب والمتابعة والاطلاع، وكذلك الاستفادة من خبرة رواد المسرح السابقين، وهو ما يفعله (رفيق علي أحمد) ما يساعده كممثل مسرحي على التمثيل بطريقة أكثر احترافية و استراتيجية، حيث يستطيع التكيف مع جميع أدواره و يأخذ بعين الاعتبار مكونات المسرح منها زمن المسرحية و الأزياء، وكذلك يعرف الهدف من النص المسرحي.
موهبته وتكوينه المسرحي
لقد نجح الفنان (رفيق علي أحمد) في التوفيق بين موهبة الممثل وتكوينه المسرحي، فعن طريق صقل موهبة الممثل الموهوب استطاع ضمان تواجده كفنان مسرحي تسمح له موهبته بامتاع الجمهور بل دخول قلوب الجماهير، ويسمح له تكوينه من الوصول إلى درجة من الوعي و التدريب كافية لجعله يعرف أهدافه باستمرار، ويتعامل بطريقة استراتيجية مع كل دور يؤديه في مسيرته الفنية، ومن الطبيعي أن تكون هناك طاقة تغذي جسده، كي يقوم بالواجبات المناطة به، إذ أن (هناك طاقة كامنة وطاقة مستعارة، وتتوقف قيمة الطاقة على المحرك الذي يحركها أو الدافع الذي يحفزها وتقاس الطاقة بالقوة الضرورية لتنفيذ عمل ما أو حركة ما، وتقاس الطاقة المستنفذة بالقوة المحررة عند تنفيذ الحركة).
إن الإيماءة عند (رفيق علي أحمد) هى شكل آخر من أشكال الحركة وهى جزء لا يتجزأ منها، وتعبير دقيق لما يريد أن يقدمه المخرج من خلال حركات موضعية تعبر عن أفكاره وطروحاته، إذ تأتي أهمية هذه الحركة من قدرتها العالية على بناء وترصين العلاقات والصراع بين الشخصيات، فضلا عن أنها تعطي قيمة فكرية وجمالية وتقنية للصور المتوالية في العرض المسرحي، وكل ما يتم تقديمه من إيماءات وشغل مسرحي لابد أن يكون مرتبط بمرجعيات معرفية أو اعتقادية وغالبا ما تكون منظمة وفق حركات تقنية من قبل المخرج ومرتبطة بالفعل الإرادي أو اللا إرادي إذ تجسد الإيماءة الفاعل الدرامي وعالمه وتؤكد على هويته من خلال جسد حقيقي وفضاء حقيقي، يوجهه المخرج وفق أساليبه المتعددة في ابتكار (سلسلة من الحركات التمثيلية التي لها دلالاته).
تقنيات عاليه في عمله
ومن خلال متابعتي لأعمال (رفيق علي أحمد) المسرحية والتليفزيونية لاحظت أنه يملك تقنيات عاليه في عمله، إلا أن تقنيات الممثل ووضعية جسده في الأداء يعطي مكانة كبيرة له كمرحلة تسبق التعبير وتحدده، ففي الأداء المسرحي يستعيض بالنظرات بالإيماءات بالتلميحات بوسائل اتصاله الصوت، الحركة، الانفعال، ويزداد تأثير ذلك على المتفرج، وفي عمل الممثل الجيد عليه أن يقدم فن التمثيل من دون أن يتلاعب بماهية الشخصية المرسومة له، وكذلك أن يتكيف مع الأحداث بدون أن يؤثر سلبا على صفات الشخصية، لذا يتمتع (أحمد) بمستويات عديدة من المشاعر أثناء اللحظة الواحدة لا أن يشرد وتسبقه الشخصية، وهو في عملية تركيز مستمرة تكون له المقدرة على الانتقال في لحظات متعددة بين الكلمات والأفعال والمشاعر، كما أنه في العادة يبدو دافئ وحساس ويعرف كيف يقدم الفن وأين يخفيه، ويعرف أين يقدم ماهو صغير وماهو كبير، إن سيطرته على جسمه وحركاته وصوته يعطي له الانطلاق أي يعني الإبداع والتألق .
ولأن جسد الممثل (رفيق علي أحمد) هو عبارة عن بنك من التدفقات الحيوية والطاقات المتعددة سوف لن يواجه مشاكل ولا صعوبات في عملية التقديم، ومتى ما يصبح جسم الممثل عبارة عن تيار من الاندفاعات التي تتدفق بشكل ساحر نراه متالقا بوصوله إلى حالات الصدق والإحساس التي تحتوي على لإنسانية تشعر بكل ماهو محسوس، ويتم ذلك عبر الدخول في الأعماق الداخلية للشخصية وسبر أغوارها، وعادة ماينجح (أحمد) في كل أدواره استنادا إلى أن التمثيل يعتمد على الحالة الداخلية للممثل في حين الأداء القديم يعتمد على المظهر، وأن التمثيل لديه يتسم بواقعية وطبيعية لسلوكية الإنسان اليومية، وأيضا فيه التقمص والاندماج والانتباه، ومن أجل كل ذلك تجد النكهة في تمثيله نكهة خاصة جدا يضيفها على أي دور يلعبه.
ولد في جنوب لبنان
ولد رفيق علي أحمد في (يحمر الشقيف) في جنوب لبنان، وأحب التمثيل منذ طفولته، وسارع لتحقيق حلمه فانتقل إلى بيروت بعمر 25، والتحق بالجامعة اللبنانية اختصاص تمثيل وإخراج على الرغم من معارضة والديه، فقد كان لابد للولد من أن يترك (شيطنته) في المرح والتقليد والعزف على قيثارة من خشب في قريته (يحمر الشقيف) جنوب لبنان، المنغلقة في حينه على المجتمع الفلاحي، ويبحث خارج أعراس الضيعة وحلقات الدبكة عن فضاء أكثر رحابة يتسع لمواهبه الفنية المكبوتة، هكذا، اهتدى خلال المراهقة إلى مسرح (نادي الشقيف)، وشارك راقصا في عملين مسرحيين، ثم ممثلا في أعمال أخرى، ولعبت منطقة (النبطية) أيضا دورا في تركيب البنى التحتية النفسية في شخصيته، هذه المرحلة هى التي أسست لشخصيته، لذلك، فهي (تحتل مكانا خصبا في الذاكرة، وهى الخزان الذي ما زلت أنهل منه في أعمالي المسرحية)، هذا على حد تعبيره.
في سنته الجامعية الأولى 1978، اختاره المخرج يعقوب الشدراوي ليلعب دورا مهما في مسرحية (ميخائيل نعيمة)، وفي 1979، فتح له المسرحي الكبير (روجيه عساف) بابا سيحدد مستقبل مسيرته، والتحق رفيق بفرقة (مسرح الحكواتي)، ولفت الأنظار من خلال مشاركته في تجربة أساسية ما زالت في ذاكرة كثيرين، هى (من حكايات 1936)، وإذا بهذا النوع من المسرح يلبس شخصيته، ويلازمه في الأعمال التالية، وكرت سبحة الزمن حتى سنة تخرجه 1981، وفي العام التالي، أبصر النور في (أيام الخيام) المسرحية الحكواتية بامتياز التي مثل الحدث البارز في حياة رفيق علي أحمد وثبتت خطاه أكثر على سكة المسرح الشعبي، فانطلق منها إلى مزيد من الأعمال والنجاحات، متنقلا بين السينما حينا أو التلفزيون أحيانا، لكنه دائما يعود إلى حبه الأول، إلى الفضاء الأساس حيث يجد نفسه فعلا، أي المسرح.
في فيلم (ناجي العلي)
ثم بدأ (رفيق علي أحمد) مسيرته الفنية بعد ثلاثة سنوات من تخرجه في فيلم (ليلى والذئاب)، ومن ثم في عام 1985، قدم تجربته التأليفية والإخراجية الأولى من خلال فيلم (معركة)، والذي لاقى نجاحا كبيرا، ومن ثم بدأ يظهر على الشاشة الكبيرة والصغيرة وبدأ يكسب جمهور كبير، وفي عام 1991، ظهر في فيلم (ناجي العلي) الذي يتكلم عن الفنان الفلسطيني (ناجي العلي) الذي اغتيل في لندن، وفي نفس العام قدم (علي أحمد) مسرحية من تأليفه وإخراجه بعنون (الجرس)، حيث لعب دور الراعي فيها، وقد نال رفيق علي أحمد جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج، وفي عام 1994، قدم المسلسل الوثائقي مع الإنسان، تأليف وليد مؤنس وإخراج وعد علامة في عام 1996، ومن ثم قدم مسرحية (المفتاح) مع المخرج ربيع مروة.
في عام 1998، قام بدور البطولة في مسرحية (آخر أيام سقراط)، وهى مسرحية غنائية ألفها ولحنها منصور الرحباني، وأخرجها مروان الرحباني، لعب رفيق فيها دور (سقراط)، وفي عام 2000 انتخب رفيق كنقيب للفنانين اللبنانيين، وقد حاول العمل لإعادة الاعتبار لمهنة التمثيل وضمان حقوق العاملين في هذا المجال، إلا أنه استقال بعد أن فشل بتحقيق أهدافه، وقدم بعدها دور (كليب) في مسلسل (الزير سالم) في عام 2000، والذي يعد من العلامات البارزة في الدراما العربية، وشارك رفيق علي أحمد في عدد مهم المسرحيات، ففي عام 2004، شارك في مسرحية (حكم الرعيان)، وفي العام التالي في مسرحية (جبران والنبي)، وفي عام 2007، قام بتأليف وإخراج مسرحية (الجرصة)، ومن ثم قدم مسرحية (أيام الخيام).
لقد شارك في عدد من الأعمال التلفزيونية الضخمة والتاريخية ومنها (المرابطون والأندلس، الظاهر بيبرس) بدور (فارس الدين أقطاي) في عام 2005، و(أبو الطيب المتنبي) بدور (سيف الدولة الحمداني، وفي عام 2010، وظهر بدور (خالد بن الوليد) في المسلسل التاريخي (القعقاع بن عمرو التميمي)، كما ظهر في مسرحية (سيلينا)، كما شارك في فيلمين هما (على الأرض السماء وAfter Shave)، وكان ضيف شرف في فيلم (زهايمر) مع عادل إمام، وشارك البطولة في فيلم (الخوافي والقوادم في نصرة الإسلام) بدور العباس، مع الممثل باسم ياخور بدور حمزة، والفيلم من إخراج سيف شيخ نجيب.
الإخوة والهيبة العودة
في عام 2011، ظهر في دور (جرجي فغالي) والد صباح، ومن ثم ظهر في عدة مسلسلات تلفزيونية أخرى، ففي عام 2013، ظهر في مسلسل المصري (نكدب لو قلنا ما منحبش) وفي المسلسل المصري اللبناني (جذور)، وفي عام 2014 في مسلسل الإخوة بدور (رياض)، وفي عام 2015، ظهر في مسلسل (العراب) بدور رشيد، وفي العام التالي بدور العقيد حليم سيف في مسلسل (أحمر)، وفي عام 2017، ظهر في مسلسل (قناديل العشاق)، وفي عام 2018، ظهر في مسلسل (الهيبة العودة)، وفي عام 2019 في دور (غانم الغانم) في مسلسل (خمسة ونص)، وجسد شخصية (محمد الفاتح) في مسلسل (ممالك النار)، حيث ظهر كضيف شرف، وكان آخر أعماله مسلسل (عروس بيروت ج 2 لعام 2020. ويشارك في مسلسل (فتح الأندلس)، الذي يجري أنتاجه حاليا، ونال رفيق علي أحمد عدد من الجوائز والدروع منها جائزة الموريكس دور عام 2004، وجائزة الأرزة الذهبية.
أشهر أقوال رفيق علي أحمد:
** عندما أشتغل بمفردي على خشبة المسرح أكون مرغما ومضطرا وسعيدا في الأداء، حيث الوحدة الكاملة المتكاملة التي يمتاز بها هذا النوع من العمل الذي نسميه عرض الممثل المنفرد.
** أحاول أن أجعل مسرحي شبيها بالحياة، وأنا أنتقي اشياء جميلة منها وأقصد هنا إثارة البسمة والدمعة، أن يكون هناك انفعال ما حزين أو فرح أو غضب لكي أحفز الناس على التفكير والاسترخاء في أمكنة والصدم في أخرى.
** أنا رجل متوازن أعبر عن نفسي من خلال المسرح ولم تغرني أية أدوار ولم أندم حتى الآن على أي دور تلفزيوني أنتج عندنا، إضافة إلى حواجز ثقافية مصطنعة بين الدول العربية فلا يأتون بممثل من الخارج ليمثل معهم.
** لا أؤمن لا بالأحزاب ولا بالمذاهب ولا بالدين المتطرف.
** لا أحد يدفع فاتورة ما يحدث في العالم العربي أكثر من الشعوب المقهورة الواقعة بين سيخين لا يتوانى أي منهما عن اجتثاث لحمها.
** إذا أردنا أن نصنع دراما يجب علينا أن نجد منتجا يهتم بالدراما اللبنانية ويجعلها على مستوى الدراما العربية، عندها تظهر المواهب اللبنانية ويعلو شأنها.
** أنا أرفض ما يقال عن مسرحي قديما أو عرضا مسرحيا عفا عنه الزمن، لأن الفن لا يحتمل تسميات كهذه، كونه يتوجه إلى المستقبل ويخاطب الإنسان في كل مكان وزمان ، فإما أن ينجح هذا المسرح أو يفشل.
** شخصية (كليب) صارت بالنسبة لي الخط الذي لن أتجاوزه بسهولة، وذلك للأثر الكبير الذي حققته هذه الشخصية عربيا.
** الموهبة أساسية لكنها تستنفذ إذا ارتكزت على الشكل الجميل وبعض التقنيات فقط، فالجميلات يكتشفن التقنيات مع الخبرة ويمثلن بالاستناد إليها ولكن من دون إحساس داخلي.
** ممثلو المسرح اتجهوا إلى العمل في التلفزيون نتيجة بعض الظروف، والممثل هو الذي يجعل الدور مهما يحمله ويقدمه بإضافات رفيعة الإحساس، وفي التلفزيون نحن نعمل بالإيجار عند الغير.
** المسرح هو الفن الوحيد الذي لا يمكن أن يكتمل إلا إذا كان هناك ممثل وجمهور في الصالة، الرسام يمكن أن يرسم بمفرده ومن ثم يبيع لوحاته والشاعر مثله، ما عدا الممثل لأنه يحتاج إلى من يسمعه، وإذا لم يتواجد جمهور يسمعه ألن يستطيع أن يقدم عملا.
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للفنان القدير والكبير (رفيق لي أحمد) .. الممثل صاحب الخبرة الكبيرة، إن كان في الدراما اللبنانية أو العربية، اسم يضيف الكثير لأي مسلسل ويجعله نقطة قوة جاذبة، واشتهر بأسلوب المونودراما في المسرحيات مثل مسرحية (الجرس والزواريب والجرصة)، وبات صاحب بصمة تميزه وتمايزه عن الآخرين، لم نصادفه يوما على شاشة التلفزيون، حتى أصبح موسوعة أعمال ونجاحات على مدار السنوات الماضية، حيث قدم للفن اللبناني وتحديد للتمثيل أكثر من ما قدم هو له، ومن ثم فلا زال اليوم اسما لامعا بالأدوار الصعبة والمركبة التي لا يمكن أن يجسدها أحد غيره، كما تثبت ذلك كثير من أعماله التي تعد علامات مميزة في المسرح والدراما التلفزيونية العربية.