هل يمنح (محمد ياسين) قبلة الحياة لـ (محمد رمضان) ؟!
كتب : أحمد السماحي
مؤخرا تداول عدد من المواقع عودة المخرج المبدع (محمد ياسين) للدراما بعد غياب خمس سنوات، بعد آخر أعماله الدرامية (أفراح القبة) قصة أديب نوبل (نجيب محفوظ)، والذي حقق مشاهدة جماهيرية ضخمة، واستقطب كتابات نقديمة مهمة، وحصل على العديد من الجوائز الجماهيرية، منها عدة جوائز من جريدة (الأهرام) العريقة، وعودة هذا المخرج المتميز مكسب للدراما المصرية، لكن العودة جاءت محفوفة بالمخاطر حيث يعود مع النجم المثير للجدل (محمد رمضان)!.
وهذه العودة مع (رمضان) جعلتنا نندهش جميعا وتساءلنا (ايه اللي جاب القلعة جنب البحر؟!)، هذا التعبيرالذي أطلقه النجم (محمد سعد) كان هو لسان حالنا، خاصة أننا نعلم قيمة وموهبة (محمد ياسين) الذي قدم لنا كل ما هو جميل وراقي، فلا يمكن أن ننسى أعماله الرائعة في الدراما مثل (الجماعة) الجزء الأول الذي زلزل عرش جماعة (الأخوان المسلمين)، وانبهرت به سيدة الشاشة العربية (فاتن حمامه) وذكرت لي في حوار نشر في جريدة (الأهرام) أن وراء هذا العمل (مخرج مفكر) كل كادر بيقول كده، كما أبدت انبهارها بالنجم الأردني (إياد نصار) وقالت لي (جابوه من فين هذا الموهوب!)، كما قدم (محمد ياسين) قنبلة درامية آخرى اسمها (موجة حارة)، وفى السينما (دم الغزال، الوعد، محامي خلع، عسكر في المعسكر) وغيرها.
أما (محمد رمضان) فقدم لنا كل ما هو سطحي وتافه وتجاري وأعمال تُعلي من قيمة البلطجة، وبرع في تقديم البطل الفرد الذي يبتعد عن القانون، ويلجأ إلى العنف كوسيلة وحيدة نهائية لحل مشكلته أو لزيادة تعقيدها، أو لإرجاع حقوقه أو حقوق غيره، أي قدم لنا شخصية واحدة مع تغيير الملابس، والمهن فقط، واختلاف بيئة كل شخصية.
وهو بهذا يشبه النجم الموهوب (محمد سعد) الذي قدم شخصية واحدة وهى (اللمبي) وأغراه النجاح الجماهيري للشخصية، فقدمها في كل أفلامه ومسلسلاته بأسماء وشخصيات ومهن أخرى!، وكانت النتيجة أن الجمهور شعر أنه (يستعبطه) فأدار ظهره له، ولم يشفع لـ (سعد) موهبته الطاغية، ولا عودته مؤخرا مع مخرج بحجم (شريف عرفه)، فالجمهور بالنسبة للفنان هو المكافأة وهو العقاب، هو البداية والنهاية، السعادة والألم، القمة والقاع، فالجمهور يملك دائما حق الفيتو بالنسبة لأعمال الفنان، حقا يحمي أهل الفن دائما من أهل الهوى، ويميزهم عن أهل الهوى، فالفن يرفض التكرار حتى ولو طلبه أهل الهوى، والفن لا يقبل الوساطة حتى ولو حاولها أهل النفوذ، والفن لا يأخذ رشوة حتى ولو دفعها أهل الغنى.
محمد رمضان حقق نجوميته مع موجة ثورة يناير 2011 التى أظهرت لنا مجموعة من النجوم يمتلكون سماجة وثقل ظل، وقلة الموهبة، منهم (أحمد وكريم فهمي، وأكرم حسني، وشيكو) وغيرهم، هؤلاء الذين أغراهم عدم تفرغ الجمهور لهم لانشغاله بقضايا بلده، وعدم وجود فن حقيقي فى هذا الوقت، فأعتقدوا أنهم نجوم!، لكن للأمانة (محمد رمضان) ربما يكون أكثرهم موهبة، لكنها موهبة فاسدة مثل الصحفي الموهوب لكنه مرتش، أو الطبيب الماهر لكنه يجري عمليات يعاقب عليها القانون، أو المحامي الفاسد الماهر في التحايل على القانون.
تعاون (ياسين مع رمضان) يجعلنا نضع أيدينا على قلبنا لأن (رمضان) اعتاد على المؤلف الملاكي الذي يكتب له ما يريد، وأحيانا كثيرة هو الذي يكتب مشاهده، واعتاد أيضا على المخرج الذي يطيعه طاعة عمياء، وأعتقد أن مخرج مبدع وموهوب وصاحب رأي حر مثل (محمد ياسين) لن يقبل أحد مهما كانت نجوميته أن يتدخل في عمله، أو يملي شروطه!.
وما يزيد خوفنا من تعاون (ياسين مع رمضان)، أن لـ (محمد رمضان) سابقه حيث اجتمع مع المؤلف المبدع (عبدالرحيم كمال) من خلال مسلسل (زلزال)، وأثناء الاجتماعات الأولى كانوا مثل (السمن على العسل)، وأثنى (عبدالرحيم) علي (رمضان)، لكن هذه الفترة الوردية لم تستمر كثيرا، فعندما دارت الكاميرا تغير (رمضان) فجأة وركب (وش النجومية) وحذف وأضاف حسب مزاجه، وبعد عرض المسلسل فوجئ (عبدالرحيم) بمسلسل ليس مسلسله، لكنه من تأليف (محمد رمضان، ومخرج العمل إبراهيم فخر)، وجاءت نتائج هذا التعاون كارثية بالنسبة لـ (عبدالرحيم)، مما جعله يصدر بيانا صحفيا أوضح فيه كافة تفاصيل أزمته مع مسلسل (زلزال) الذي تبرأ منه، وأعلن يومها عدم تعاونه مع (محمد رمضان) أو مخرج العمل (إبراهيم فخر) مرة أخرى!
والسؤال متى تنتهي فترة السمن والعسل بين (محمد ياسين، ومحمد رمضان)؟! أم أن النجم الشاب سيخالف توقعنا وسيهديه ربنا لنفسه ويطيع كلام (محمد ياسين) وينسى نجوميته على الأقل مدة تصوير هذا المسلسل تحديدا، لأنه العمل الدرامي الذي إما أن يعطيه (قبلة الحياة) بعد الفشل الذي حققه آخر أعماله، أو أن يدفع به إلى الهاوية الساحقة بلارجعة .. موسم رمضان 2022 هو الذي سيحسم الإجابة !!!.