شهريار زاد .. قدم السعد
بقلم النجمة الكبيرة : فريدة سيف النصر
لأول مرة لوزة تبكي بحرقه وبصوت وكأنها لما سمعت صوتها عجبها الحال إن الكل سكتوا وبصوا لها وحاولوا يراضوها ويعرفوا السبب، وكل ماكان حد منهم يسأل ليه بتعيطي كده تعيط أكتر وتقول في نفسها: يعني مش عارفين .. وجواها بيقول: النهارده أول يوم في العيد من غير جدتي وأبويا مشي..وهدومي الجديدة أغلي ما جاني لأن بابا جابهم معايا وأنا اللي اخترت خدوها .. كل مره كان اللي بيجيني ألبسه، لكن المرة دي اختياري، وبتسألوا ليه باعيط؟!.
خالة (س) كفايه بقي يالوزه ماتزيديش فيها كل ده ليه.. لو شوفتي كابوس خلاص أديكي صحيتي.. والعياط عالصبح بيجيب الفقر يا أم وش حلو علي أمك اللي ماتت وهي بتولدك خلصنا بقي.. (كلام أول مرة تسمعه لوزة وبشخط .. يعني ايه هو أنا السبب في موت أمي وبصت للخاله.. إلا مافكرت تحضنها وتطبطب عليها .. فينك ياستي وفين حضنك)، وفجأه تدخلت الجاره (أم نون) وقالت بصوت طيب كده بس يا (س) ماحدش يقول كده ل عيله صغيرة.. ريحني صوتها أوي شبه صوت ستي من غير ما أحس روحت لها هى كانت فاتحه ايديها وأنا من غير تفكير دخلت حضنها لما قالت: تعالي يالوزة أنا عارفه انتي زعلانه على ستك وعلى حاجات كتير هاتبقي تحكيهالي ونبقي صحاب.
بصيت لها وحسيت اني عايزه أفضل معاها.. ردت الخاله (س) والنبي انتي رايقه (يا أم ن) بلا شغل عيال روحي العبي يابت مع اخواتك.. ماتحركتش من حضن الجارة..الخالة: شوفي البت مقصوفة الرقبة بتبص لي ازاي بعينيها عايزه ايه انطقي.. أمي لوزة وهى بتحكي قالت لي انها خافت من عصبية الخالة أول مرة حد يشخط فيها.. الجاره قالت: اهدي يا (س) أنا هاتكلم معاها.. هاه يالوزة كل سنه وانتي طيبة.. ياللا نغسل الوش الحلو ده ونغير ونلبس هدوم العيد ونفطر كحك حلو ياللا هاتي حاجتك وتعالي.
جريت لوزه علي بنات الخاله وجابتهم وقالت تعالوا كلموا.. وجابتهم للجارة.. (أم نون) قالت للوزه ايه: عايزاهم يستحموا معاكي هما من بدري خلصوا وفطروا.. نطقت لوزة أخيرا وقالت انتي قولتي هاتي هدومك وأهي هما لابسينها.. زعقت الخاله (س) وقالت اخص على أصلك بتكسفي اخواتك دوول عيال يعني ايه المشكله ؟ .. راحت راده عليها الجاره الحلوه: إخص عليكي يا(س) ماهى روخره ياختي عيلة شايفاها كبيره يعني؟، والبت فرحانة بحاجتها الله ماهي حاجتها.
المهم قلعوا الهدوم وحمتني الخالة وجت مشكلة تسريح الشعر.. الشعر الطويل التقيل جدا الضفيرة التخينة.. أمي اللي بتحكيلي وسرحت كأنها بتدور فيلم وكملت.. لوزة قالت وماعرفتش ليه بتشد شعري جامد وهى بتسلك راسي وجعتني وعماله تقول ايديا خدرت .. شعر ده ولا فروة خروف هاتي المقص يا(م) بنتها .. ولقيت شعري في حجري من نصه كده.. عيطت وقالت الخالة: انتي عايزه تعيطي أنا هاخلليكي تعيطي كل شويه.. أنا مش عايزه بقي أحكيلكم تفاصيل صغيره بس متعبة مش هاتخلص فاباختصر أيام وأحداث بحالها لأن البنات كرهوا اني قلعتهم الهدوم والخالة حطتني في راسها.
وضحكت ماما وقالت الحمد لله كان ليا ضهر الجاره بس لما بتروح ربنا مايوريكم باتعجن بس برضه الحمدلله جوز الخالة راجل طيب أوي كان ياخدنا عالبحر يصطاد .. نسيت أقول لكم ان الخالة في الأسكندريه وياما روحنا الشط وكانوا ينزلوا البحر وأنا اتفرج ونفسي ألمس الموج حتي.. كنت بحب الخروجه دي ودايما كان لما يزهق من زعيقها ياخدنا كلنا ويخللينا نصطاد وأنا الوحيده اللي كنت باطلع سمك .. ولما نرجع ويقولوا لها لوزة اصطادت الكبيرة تقول برضه فقريه.. (وتضحك أمي مع دموع اه ياحبيبتي يا أمي).
لوزه بتكمل: مرت الأيام وكان كل أول شهر القي حد جاي من طرف بابا بظرف.. طيب هو فين هو أنا ماوحشتوش كنت أطلع سطوح البيت بنشوف منه حته من البحر وأقعد أتكلم مع نفسي وارتاح أوي من شكل البحر والسما.. كان نفسي أنزل الميه زيهم بس ماكانش عندي مايوه.. وكانت الخاله دايما تفكرني لوزة مابتحبش حد يلبس هدومها واحنا كمان مش هانلبس حد حاجتنا.. المهم اتعلمت لوزة في بيت الخالة تجمد شويه وان أيام دلع وحب ستها راحت مش راجعة.. انجرحت واتوجعت من لبس العيد.. وكلمة وش الفقر وتهمة انها سبب في موت امها وقص شعرها اللي بتحبه ستها.. واتعلمت شغل البيت مع البنات حق ربنا هى بتعلم كله لدرجة اتفقنا علي الخالة أنا والبنات وكنا بناكل ضرب بس انا طبعا متوصيه بيا شوية.
وتضحك حبيبتي وهي بتكمل: الأيام دي اللي هونها أحن قلب شوفته بعد ستي الجارة اللي دايما كانت تشيلني من تحت ايدها (أم نون) اللي.. دايما تقول لها: البيت اتغير وجوزك اترقي وجبتم دكان والعيال بتنجح كله من خير لوزة وقدمها عليكم.. كانت تجيب لي عسليه أنا بحبها ونوجة.. وكانت تاخدنا نزور المرسي وشوفت المولد وكنت هاتخطف وجارتنا أكلت الست علقه موت الحمدلله.. ماكانش هايبقي في لوزة.. وكنت ابقي باعيط من حاجات كتير تهون عليا وتقوللي معلش اللي ربنا بيحبه بيتعبه شويه علشان يقول الحمدلله يقوم ربنا يصالحه بحاجات حلوه.. لكن الظاهر حظي سابقني حتي (أم نون) هاتسيبني كانت زعلانة مع جوزها وجه ياخدها واتصالحت علشان بنتها يعني هاتسافر له .. مابقتش لوزة فاهمة وشها على جارتهم حلو زي مابتقول لها ماشي.. لكن على نفسها بقي ايه ليه كل حبايبها بيختفوا من حياتها.
وفي عز الحزن والجارة بتلم حاجتها والناس بتنزل شنطها ولوزة قاعدة عالسلم بتعيط وا إلا رجلين طالعه عالسلم.. أبوها أيوه أبوها .. ربنا أهو بيصالحها تاني.. نطت من عالسلم ست سلالم وبقت في حضنه.. أنا طولت صح؟!.. لكن هى ماتعرفش هايزورها ويمشي ولا هاياخدها ولا هاتعمل ايه.. 10 شهور تأديب كفاية عليها ياتري يابابا ناوي علي ايه؟.
علي فكرة في أحداث كتير مرت على لوزة كل ده وأنا باختصر طولت عليكم معلش حبيبتي بارتاح وأنا باتكلم عنها .. كنت عايزه أكمل بس ما ينفعش آخد البوابة لحسابي.. هانكمل لو لينا عمر من ربنا وعايزين تعرفوا الأحد الجاي بمشيئته..الجاي من الأسكندريه إلى الأزهر .. ده إذا أخدها معاه .. تفتكروا لو جدعان ايه اللي هايحصل؟.. والسنين بتكر.. أرجوكم اقروا الفاتحه علة روح لوزة أمي.. أشكركم.