كتب : أحمد السماحي
جاء حفل افتتاح الدورة الـ 43 لمهرجان القاهرة السينمائي متميزا للغاية، وغلب عليه روح الدعابة وخفة الظل، فى البداية أوضحت الدكتورة (إيناس عبدالدايم) دعم الدولة المصرية المستمر لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في شتى دوراته، وأعربت عن سعادتها بالمهرجان وبتطويره المستمر، واتضح ذلك ليس فقط من خلال الأفلام المشاركة، بل من خلال الورش والمحاضرات والندوات التي تدعم صناعة السينما في مصر.
وأكدت (عبد الدايم) أن وزارة الثقافة تهتم بعملية بناء البشر من خلال العديد من المبادرات، من أبرزها مبادرة (حياة كريمة) تحت رعاية الرئيس (عبد الفتاح السيسي).
قوة مصر الناعمة
تلا ذلك كلمة المنتج والسيناريست (محمد حفظي)، رئيس المهرجان، التى أكد خلالها أن الدعم والتشجيع الذي تلقاه على مدار سنوات رئاسته للمهرجان كان دافعا كبيرا له للتطوير دورة تلو أخرى، وأضاف أن المهرجانات الفنية ونجوم الفن والأدباء هم قوى مصر الناعمة.
خالد وعلي وثقافة الاختلاف
بدأ الحفل بفقرة كوميدية مهمة للغاية للفنان (خالد الصاوي) أوضح من خلالها دعم السينما منذ بدايتها لثقافة الاختلاف، وأهمية الاختلاف في السينما والحياة، وأن السينما المصرية على مدى مشوارها كانت تستوعب الاحتلافات والجنسيات والطبقات والأعراق، بعدها تم عرض فيلم تسجيلي عن نجوم الفن الذين أثروا السينما المصرية رغم أن أصولهم عربية أو أجنبية مثل (آسيا، ماري كويني، فراسوا فاركاش، نجيب الريحاني، الفيزي أورفانيللي، توجو مزراحي، مسيو نحاس، أنور وجدي، فريد الأطرش وأسمهان، صباح، إلياس مؤدب، جورج أبيض، نجوى سالم، ستيفان روستي، نيللي مظلوم، دولت أبيض، ثريا فخري، عبدالسلام النابلسي، صباح، فيروز، لبلبة، نيللي).
بعد عرض الفيلم القصير، ولتأكيد حالة الاختلاف ظهر على المسرح الفنان الكوميدي (علي ربيع) وأعرب (الصاوي) مازحا عن اندهاشه من حضوره للمهرجان الذي يحضره لأول مرة، وتبادل (ربيع) الحديث الكوميدي مع (الصاوي) عن كيفية انضمامه باستمرار للمهرجانات، فنصحه بعمل فيلم يليق بالاشتراك فى المهرجانات، ووصف له مازحا مواصفات أفلام المهرجانات، ومالفرق بين أفلام المهرجانات والأفلام السينمائية؟ وسط ضحكات من الحضور.
وختاما قام (الصاوي) بالإشارة إلى النجمة يسرا، والنجمة ليلى علوي والنجمة إلهام شاهين، لينصدم (علي ربيع) بمشاهداتهم مازحا، وذهب إليهم لالتقاط صورة تذكارية معهم.
تكريم نيللي
شهد الحفل تكريم الفنانة الكبيرة (نيللي) التى منحها المهرجان (جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر) والتى وتمنح هذه الجائزة لمبدعين أثروا الفن السينمائي بأعمال خالدة، وقدم الجائزة لـ (نيللي) الفنان الكبير(سمير صبري) الذي تبادل حوارا خفيفا وطريفا مع (نيللي) تحدث فيه عن بدايتها وهى طفلة صغيرة لم تتعدى الثالثة من عمرها، وذكرياتها مع العملاق (محمد عبدالوهاب) في أول عمل تقوم به للإذاعة المصرية بعد طفولتها، وأعمالهما السينمائية التى قدموها معا.
تكريم كريم عبدالعزيز
قدمت النجمة (منى زكي) فقرة النجم (كريم عبدالعزيز)، حيث قالت بعد ظهورها على المسرح مباشرة : لأول مرة أقف على خشبة المسرح (وأنا مش خايفة) لأني باقدم نجم عرفناه منذ طفولته، ورغم أنه شارك النجم الكبير (عادل إمام) وسندريلا السينما (سعاد حسني) في فيلم (المشبوه) لكننا عمرنا ما نسينا عيون هذا الطفل، الذي اشتغل بعد ذلك مع العمالقة، بعد سنوات عرفنا هذا النجم الذين قالوا عليه (جان السينما) لكنهم لم يكن يعرفوه، هو إنسان وفنان لديه وعي كبير بفنه، ولم يستخدم أي واسطة للدخول إلى عالم الفن، رغم أنه من عائلة فنية، (بحبه وكلنا بنحبه، ودمه خفيف، وقمر) النجم المتميز الصادق (كريم عبدالعزيز).
فى بداية كلمته أعرب النجم الموهوب عن سعادته البالغة بالتكريم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وشكر والده وصديقه وأستاذه المخرج الكبير (محمد عبدالعزيز)، وشكر والدته، كما خص بالشكر زوجته التى تحملته على مدى 15 عاما.
وقال : أنا اليوم فرحتي تعادل ثلاث فرحات الأولى أن يتم تكريمي من مهرجان بعراقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يحمل اسم بلدنا، ويعتبر من أهم المهرجانات في المنطقة العربية، الفرحة الثانية أن الاسم المنحوت على الجائزة هو إسم سيدة الشاشة العربية (فاتن حمامه) وشرف وتقدير لأي فنان يتسلم جائزة عليها اسم هذه النجمة الكبيرة، وفرحتي الثالثة ومفاجأتي أن التى قدمتني اليوم هى (منى زكي) و(مكنش ينفع حد) غيرها يقدمني، فأول مرة وقفت أمام كاميرا بعد أن أصبحت شابا عام 1997 كان أمام (منى زكي)، وعلى مدى 24 عاما كانت نعمة الصديقة.
وأضاف النجم الأصيل : أنا بحمد ربنا إننا كلنا كجيل تربينا ونشأنا على يد أساتذة كبار جدا، علمونا قيمة ومعنى الفن، وعلمونا نحترم شغلنا، وعلمونا أهم حاجة نحترم الناس، والناس تحترمنا، وتحترم هذه الصناعة العظيمة.
ويوجد أسماء في حياتي لولا وجودها ما كنت اليوم وقفت أمام حضراتكم، وهذه الأسماء هي الكاتب العظيم الراحل الذى أثر فينا جميعا (وحيد حامد)، والرجل الثاني الذي آمن بي وبموهبتي المخرج (شريف عرفه).
الفرق بين كريم والسقا
بانتهاء كلمة النجم الموهوب (كريم عبدالعزيز) اتضح للجميع الفرق بين كلمته التى أعترف فيها بأستاذية النجوم الذين سبقوه الذين آمنوا وأحبوا السينما المصرية، وبين كلمة النجم (أحمد السقا) في مهرجان (الجونة) التى أنكر فيها جهد من سبقوه، وقال تحديدا فى كلمة إرتجالية لم تكن مناسبة : أن حال السينما المصرية عقب نكسة 67 حتى نهاية التسعينيات حينما قدم فيلم (اسماعيلية رايح جاي) وبعده (صعيدي في الجامعة الأميركية)، كان خلقها ضيق!، وهو ما اعتبره عدد كبير من السينمائيين تقليلا من حجم الأفلام التي قدمت في هذه الفترة الكبيرة.
أغنية هاني شنوده
شهد الحفل تقديم الموسيقار (هاني شنودة) لأغنية حول السينما، غنتها الممثلة (هند عبد الحليم)، وقال شنودة: إن أمنيته كانت الوقوف على مسرح الأوبرا، مؤكدا أنه سيظل يقدم فنه، وسيدخل فى تقديم موسيقى الراب أيضا.
بعد انتهاء مراسم الحفل والتكريم تم تأجيل عرض فيلم الافتتاح (المسابقة الرسمية) إلى اليوم السبت نظرا لطول مراسم الحفل، حيث عرض الفيلم في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا، وهو يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو فيلم روائي طويل من إخراج (ماريانو كوهن، وجاستون دوبرات)، ومن بطولة (بينيلوبي كروز، أنطونيو بانديراس، وأوسكار مارتينيز)، وتدور أحداثه حول رجل أعمال ملياردير يقرر أن يصنع فيلما ليترك بصمته، بحثا عن الأهمية والمكانة الاجتماعية.
جدير بالذكر أن الدورة الـ 43 شهدت لأول مرة منذ سنوات طويلة تجمع عدد كبير من النجوم من مختلف الأجيال منهم (نادية الجندي، حسين فهمي، لبلبة، سمير صبري، مصطفى فهمى، يسرا، إلهام شاهين، ليلى علوي، شيرين رضا، ظافر العابدين، نسرين طافش، خالد الصاوي، بشرى، درة، هنا شيحه، رشا مهدي، رنا رئيس، سامية طرابلسي، لقاء الخميسي، شريف منير، خالد سليم، محمد ممدوح)، والمخرجين (محمد عبدالعزيز، عمر عبدالعزيز، تامر محسن) وغيرهم.
