(هوليود الخليج وهوليود الشرق) بين الموسم والرؤيه !
بقلم : علي عبد الرحمن
بداية قد يري البعض من قراء صفحات موقعنا هذا أنني أكتب مرات عديده عن السعوديه الجديدة والفكر الجديد الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤيته للمملكة 2030، هذه الرؤيه التي تؤهل المملكه لعصر مابعد الاعتماد علي النفط فقط، حيث أن الرؤيه تهدف إلى تنويع مصادر الدخل للمملكة وخاصة في مجال التكنولوجيا والإبداع والسياحة والفنون الرفيعة والمشروعات الاستثماريه الكبرى.
وقد انطلقت قطاعات العمل في المملكة نحو ماهو مخطط لها ومن هذه القطاعات قطاع الترفيه الذي انطلق بسرعة هائلة وبشكل أفقي في بقاع المملكة وهذا مصدر تكرار كتابتي عن هذه التجربة السعودية الوليدة والفريدة التي حولت المملكة في وقت وجيز إلي واحة للفنون والترفيه والغناء والإبداع في انفتاح سعودي على العالم أذهل المتابعين من أهل الاختصاص، وأصبحت المملكة قبلة للأفكار الإبداعية وكعبة للمحتوي الجديد.
ولما كانت خطي المملكة متسارعة في هذا المجال لتروي عطش الانغلاق فيما مضى، فإن هذا التوسع الأفقي في إقامة الأحداث وتنظيم الحفلات وإقامة المهرجانات، فما بين إقامة الحفلات وجلب العروض السينمائية وافتتاح دور العرض وتقديم العروض المسرحية وبناء المسارح واستقدام خبراء القوة الناعمة عالميا لنقل خبراتهم إلي المملكة، والدعوة إلى أعمال سينمائية سعودية عالمية في عام 2022 وبين مسرحية عبد الحليم حافظ وحفلات أم كلثوم وعروض محمد هنيدي ومحمد سعد وإستضافة نجوم الفن المصري للتوقيع هناك علي أعمال فنيه قادمة حتي أصبحت المملكة حلمهم المنشود.
وأصبح أهل القوى الناعمة وصناع المحتوي يتنافسون في أيهم أسبق وصولا إلي متخذي القرار في المملكه في مجال فنون القوي الناعمه والإبداع، فالمملكة من خلال الرؤية 2030 ومن خلال إنجازات هيئة الترفيه ومن خلال فعاليات موسم الرياض أصبحت هوليود الخليج وواحته الغناء، وأصبحت وجهة أهل الفكر والإبداع وصناع المسابقات الرقمية والمحتوي الجاذب، وهى بهذا الإيقاع وهذا التنوع وهذه الجهود المتسارعة وهذا التدفق للخبراء من كل أنحاء العالم.
فهي حتما ستصبح هوليود الخليج ومركز الإبداع الفني وموطن المسابقات والمهرجانات ومصدر الإنتاج الفني المتنوع قريبا، وستصبح قريبا من خلال معاهدها وأكاديمياتها وكلياتها الفنية والإبداعية قبلة الكوادر في المنطقه الباحثة عن كل جديد في عوالم الترفيه والإبداع والرقمنة وصنوف القوي الناعمة، ليس هذا فقط بل وعلى هامش كل هذه الفعاليات تجد معرضا للمجوهرات أو سوقا لأسلحة الرماية والقنص المرخصة أو افتتاح سلسلة من المطاعم ومعرضا للألعاب الإلكترونية وعروض سيرك وحفلات توقيع كتب جديدة ولقاءات مع نجوم الرياضة والفن والابتكار عالميا.
يحدث هذا في وقت اختفت فيه ابداعات سوريا ولبنان الفنيه نظرا لظروفهما السياسية وقل المحتوي المصري لظروف سوق الإنتاج واحتكاراته وغياب الرؤي الوطنية المستقبلية التي تراعي متغيرات دول المنطقة وحجم المنافسات من حولنا وعملية استرداد بساط القوي الناعمة لمصر التي ماتزال تنسحب تدريجيا منذ زمن، حيث تصدرت سوريا عملية الانتاج الدرامي الضخم والتاريخي خاصة، وتصدرت لبنان عالم المنوعات والمسابقات برامجيا، واستحوذت دبي على الإعلام الإلكتروني والإنتاج الثقافي الضخم، وهاهى السعوديه تدخل دخولا لاينافس في كل مجالات القوى الناعمة والابتكار والرقمنه بخبرات من حولها، وبحب من يقود ويخطط لهذا المضمار الناعم، وبعطش المبدعين في المنطقه من أضرار الاحتكار والشخصنة على حساب مصلحة الوطن وكوادره.
ولما كان موسم الرياض مليئ بالفعاليات ومثار حديث وإعجاب أهل الاختصاص إقليميا ودوليا، في حين ان هوليود الشرق مازالت تنازع بين عرى مهرجان الجونة ونمطية مهرجان الموسيقي العربيهة وتسييس مهرجان القاهره السينمائي، وغياب الخطط الوطنيه للانتاج واسترداد بساط الريادة وعدم وعي من هم قائمون علي مشهدي الفن والإعلام، ولان الموسم في الرياض مكتظ ولا موسم أصلا في هوليود الشرق ونيلوده.
ولأن القاهره ألاقدم والأسبق والأغزر إنتاجا سابقا وهى أم الكون، ومصدر إلهامه وشمس الأفكار، ولأن القاهرة والرياض يسيران في اتجاه واحد نحو رؤية متشابهة هى رؤية 2030 فماذا بعد إذن؟، ماذا ستفعل هوليود الشرق ونيليوده لاسترجاع مجدها والحفاظ عليه والعمل بالتوازي مع هوليود الخليج وواحته.
يلزما صحوة ومراجعة وتحديد أهداف ووضع خطط ومتابعة تنفيذ بفكر جديد ابتكاري وطني حتي نصل بمصرنا وبهوليود الشرق ونيليوده إلي آفاق رؤية 2030 كما نتمي للوطن وعاصمته التاريخيه أن يكونا.. حمي الله مصر وأهلها وتحيا مصر.