كتب : أحمد السماحي
رحل أمس الكاتب والسيناريست الكبير (كرم النجار) الذى رحل عن حياتنا الفانية ليبدأ رحلة الخلود، وليترك في حياتنا كثيرا من أوراق الورد التى لا تذبل ولا تفقد عطرها أبدا، لأن الماء الذي يرويها أيضا هو ماء الخلود، رغم قلة إنتاج الراحل فى السينما إلا أنه كتب اثنين من أجمل أفلام النجم (نور الشريف) هما (صراع الأحفاد) و(الصرخة)، والفيلم الأخير كتبه عن قصة حقيقية لشاب يعمل في محطة بنزين اسمه (عمر) وكان أخرساً، وكان يجيد تقليد كل الفنانين وكان (النجار) يمر يومياً إلى محطة البنزين ويلتقيه، ونشأت بينهما صداقة جميلة، وقرر أن يكتب قصة يكون بطلها (عمر).
وذهب (النجار) إلى صديقه النجم (نور الشريف) وعرض عليه الفكرة فأعجب بها وطلب منه أن يبني قصة تليق بهذا الشاب الذي تعرف إليه بدوره، فكتب (النجار) العمل وظل حبيس الأدراج طيلة أربعة أعوام، وفي أحد الأيام فوجئ باتصال (نور) به يطلب منه أن يحضر السيناريو ويأتي به الى أحد المكاتب، وهناك عرفه بأحد المنتجين الذي أعطاه ثمن قصة العمل، وبدأ (نور) تدريبات في مراكز الصم والبكم ليتعلم لغتهم.
وبدأ تصوير الفيلم الذي دارت أحداثه حول الميكانيكي (عمر) الذي يتزوج فتاة لعبت دورها (نهلة سلامة) تطمع بأمواله، ويقوم بجمع المال كي يجري عملية حتى يستطيع أن يسمع ويلتقي بخبيرة بلغة الاشارات جسدت دورها حينها (معالي زايد) فتُعجب بـ (عمر) وتحاول أن تقيم معه علاقة فيرفض، وعندما يُتهم بقضية اغتصاب تشهد ضده ويقرر ورفاقه الصم والبكم الانتقام منها.
شارك بالفيلم مجموعة من شباب الصم والبكم وأيضاً البطلة كانت من ضمنهم، ويومها كتب (النجار) للفيلم نهايتين قبل عرضه، الأولى يظهر فيها (عمر) وهو يسامح الخبيرة على ظلمها له، وهنا غضب منه شباب الصم والبكم وطلبوا منها تغييرها، فكان أن كتب نهاية ثانية وهى الانتقام من (الخبيرة) وجعلها تفقد حاسة السمع لتصبح مثلهم ليصرخ (عُمر) صرخة الانتقام وهنا صفق الشباب وأصروا بالإبقاء على هذه النهاية وكان لهم ما أرادوا.
وفى هذا الفيلم استعان (النجار) بالنجم الكبير (يحيى الفخراني) ليطل ضيفاً بشخصيته الحقيقية بالفيلم، وكيف يلتقي وهو النجم الكبير بالشاب (عمر) بمحطة البنزين ويعمد إلى تقليده بفيلم (الكيف) ويومها ضحك (يحيى) بالمشهد من قلبه، وصور لمدة ثلاثة أيام في الشارع من دون أي مقابل مادي.
ونال الفيلم جائزة، و(نور الشريف) نال جائزة أفضل ممثل، وأيضاً (معالي زايد) برعت بدور الشر.