وليد سعد : (فستان الحلوة) أخرج (فضل شاكر) من الشجن والحزن
كتب : أحمد السماحي
منذ ساعات قليلة طرح المطرب (فضل شاكر) أغنيته الجديدة (فستان الحلوة) كلمات (تامر حسين) الذي يتعاون مع المطرب اللبناني لأول مرة، وألحان الموسيقار المبدع (وليد سعد)، وتوزيع (أحمد عادل)، مكس و ماستر المتميز(هاني محروس)، اشراف عام (اياد النقيب).
بعد استماعي للأغنية الغزلية التى وصلت إلى نصف مليون (فيو) خلال الساعات القليلة الماضية على موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب)، وجدتها عادية للغاية، ولم ينقذها سوى اللحن المتميز، وصوت (فضل شاكر) الذي يُحلي أي كلام يغنيه، فالأغنية لم تأتي بجديد على مستوى الكلمة تحديدا، فالكلمات جاء بها مؤلفها من على قارعة الطريق، لايوجد بها صورة واحدة شعرية خلابة، ولا خيال يسرح بك ويدعوك للتفكير، ولا مفردات جديدة لم تطرق من قبل.
ولو قرأتها بعيدا عن لحن العبقري (وليد سعد) المفعم بالبهجة الراقصة، والمليئ بالمرح، والتوزيع المتميز لـ (أحمد عادل) الذي يحلق بك في أفق أوسع، وأداء (فضل شاكر) الحساس، لا يمكن أن تقف عندها، فكلماتها ممجوجة وسطحية للغاية، رغم عنوانها الجميل، ويبدو أن هذا راجع إلى كثرة الطلب على الشاعر الشاب (تامر حسين) فبدأ مشواره مع (النحت) الكبير!.
وما يؤكد ذلك أنه بالعودة للمكتبة الغنائية المصرية فسوف يلحظ عشاق الأغاني الرومانسية أن لدينا أرشيف ضخم من أغنيات الغزل العاطفية خاصة التى قدمت فى الماضي، ولو استمعت إليها عزيزي القارئ ستعرف كيف وصل حال الغناء المصري الآن؟! ومن أشهر أغنيات الغزل العاطفية (يا مه القمر ع الباب، الحلوة داير شباكها، رمش عينه، مكاحل مكاحل، رمان الجناين، بستاني يا بستاني، مال الهوى يمه مال، يا مزوق يا ورد فى عود، يا ليلة بيضا يا نهار بيلالي) وغيرها الكثير، سأتوقف اليوم عند واحدة من الأغنيات الغزلية لنرى الفرق بين الأغنيات الغزلية فى الماضي، وما سمعناه فى (فستان الحلوة).
من أجمل الأغنيات الشعبية وليست العاطفية التى قام بغنائها المطرب (عبدالعزيز محمود) أغنية بعنوان (يا أسمر يا جميل) من ألحانه، وكلمات المبدع (مرسي جميل عزيز) والتى يقول في أحد كوبليهاتها :
يا أسمر يا جميل يا أبو الخلاخيل
ياللي كعابك فوق قبابك ورد ف ميه
لابد أن نتوقف بالطبع أمام صورة الكعبين فوق القبقاب الخشبي، كأنهما ورد فى مياه، هل رأيتم تعبيرا عن نداوة الكعبين الموردين المغسولتين لتوهما أجمل من هذه الصورة التى تنطلق من الكلمات إلى المشاعر فى الحال.
وفى نفس الأغنية التى نهديها إلى الشاعر (تامر حسين) كوبليه لابد أن يسمعه كثيرا حتى بتعلم كتابة الغزل الرائع وهو:
ندر على إن حن علي لاحني إيديه
وانقش اسمه بحنة عليها
وآخد نايبي وادي قرايبي
وأقول لعوزالي اتكحلوا بيها
يا أسمر يا جميل يا بو الخلاخيل
ياللي المنديل راح ياكل من حاجبك حتة.
يا سلام يا عم (مرسي جميل عزيز) أيها الشاعر المبدع على خفة دمك في رسمك للصور خاصة (آخد نايبي، وادي قرايبي، واقول لعوازلي اتكحلوا بيها) فى هذه الصورة هو ليس يحقد على عوازله كما يبدو من ظاهر الكلام، بل الجميل في الصورة أنه يطلب للعوازل أن يكون فيهم لمسة من جمال حبيبه الأسمر، ويهديهم حنة يتكحلوا بيها.
هكذا كانت كتابة أغنيات الغزل، لسنا ضد الشاعر الجميل (تامر حسين) صاحب كثير من الأغنيات الجيدة والجميلة، لكن لابد أن يسمع كثيرا ما كتبه شعراء وأساطين الكلمة حتى يرتقي أكثر بشعره الغنائي.
ومن جانبه أعرب الموسيقار المبدع (وليد سعد) لـ (شهريار النجوم) عن سعادته البالغة بالتعاون مجددا مع المطرب (فضل شاكر) الذي تعاون معه كثيرا فى العديد من الأغنيات التى جمعت بينهما آخرها منذ ساعات وهى (فستان الحلوة).
وأضاف: أنه من خلال أغنية (فستان الحلوة) أخرج (فضل شاكر) من اللون الدرامي والرومانسي المليئ بالشجن الذى اعتاد عليه الناس منه مؤخرا، إلى اللون المبهج الذي يتناسب مع أجواء هذه الفترة الصيفية.
وسألنا الموسيقار المتجدد (وليد سعد) عن أول أغنية جمعت بينه وبين فضل شاكر فقال: (بياع القلوب) كلمات الشاعر مصطفى مرسي، بعدها توالت الأغنيات بيننا أذكر منها (عديها، نسيتي إزاي، حبيته، الحب القديم، حظك يا قلبي، وعهد الله، ممنوع عنى الهوا، أعمل ايه، من كتر حبي فيك، يا هوا الغاليين، اللي أنت شايفو،أنا بحبك، فاكر لما تقولي حسيبك، بفكر بالساعات، وش الطيب، يا بن الجنية، غيب).
وعن الذي تغير في (فضل شاكر) بعد النجومية الكبيرة التى حققها، والتحوالات التى حدثت له، ثم عودته مجددا للغناء، خاصة وأن موسيقارنا المبدع تعاون معه من أول ألبوم قال: منذ عرفت (فضل شاكر) وحتى الآن وهو هو، لم يتغير، إنسان محترم وبسيط، وعلى طبيعته، وبيعشق فنه، وأهم من كل هذا انه فنان حقيقي، هذه هى الحقيقة والله على ما أقول شهيد.!
وصرح ملحن (أنا ليا مين غيرك): أنه يشتغل حاليا على مجموعة من الألحان الجديدة، لكن حتى الآن لايوجد أسماء لمطربيين معينين سيغنون هذه الألحان.