رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عندما غنت أم كلثوم للملك حسين في حضرة طه حسين !

كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.

الملك حسين بن طلال في شبابه

كتب : أحمد السماحي

تحتفل المملكة الأردنية هذا العام بالعيد المئوي لها، وبهذه المناسبة نتوقف في باب (سيلفي النجوم) عند واحدة من أجمل الصور لجلالة الملك (حسين) ملك الأردن الراحل، التى تجمعه مع كوكب الشرق (أم كلثوم) وعميد الأدب العربي (طه حسين)، وزوجته السيدة (سوزان)، و(كمال الدين حسين) عضو مجلس قيادة الثورة، ووزير الشئون الاجتماعية.

جلالة الملك حسين، مع الرئيس جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وتجلس معهم أم كلثوم بعد إنتهائها وصلتها الغنائية عام 1955

وترجع الصورة إلى عام 1955 عندما زار الملك (حسين) مصر للنقاش مع الزعيم (جمال عبدالناصر) حول العلاقات بين مصر والأردن، وفى نفس الوقت زيارة خطيبته الملكة (دينا)، ووضع الترتيبات النهائية لعقد الزواج الذي تم في شهر إبريل من هذا العام، ويومها حضر جلالة الملك حفل ساهر لكوكب الشرق (أم كلثوم)، حضره أيضا الرئيس (جمال عبدالناصر)، و(سيف الإسلام البدر) رئيس وزراء اليمن فى نادي الضباط، ويومها غنت (أم كلثوم) فى وصلتها الأولى أغنية (ذكريات) كلمات أحمد رامي، وألحان رياض السنباطي، وفى الوصلة الثانية (يا ظالمني)، وبين الوصلتين وفي فترة الاستراحة تم توسيم كوكب الشرق بوسام النهضة الأردني من الطبقة الثالثة، وقام (عوني عبدالهادي) سفير المملكة الأردنية الهاشمية فى مصر بإلقاء كلمة قال فيها: (يعلن حضرة صاحب الجلالة الملك حسين الأول ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الإنعام على صاحبة العصمة مطربة الشرق السيدة أم كلثوم، الفنانة العظيمة بنيشان النهضة من الطبقة الثالثة تقديرا لها ولفنها).

جلالة الملك حسين والملك فيصل ملك العراق وبينهما فريد الأطرش

وشكرت كوكب الشرق الملك حسين لتفضله بالإنعام عليها بهذا الوسام وقالت: أشكر جلالة الملك باسم بلادي، وباسم الفن في البلاد العربية، وأرجو أن أرى الوسام الأكبر الذى نحلي به قلوبنا وصدورنا، وسام وحدة الشعوب العربية والحكومات العربية)، وعندما هتفت الجماهير الحاضرة للحفل وطالبتها بالإعادة أضافت: (أحلى وسام هو وسام اتحاد الدول العربية ضد الإستعمار من أجل تحرير هذه الشعوب وتأكيد سيادتها).

وفى وصلتها الثالثة وبعد حصولها على الوسام المصنوع من الذهب والفضة، والمكتوب عليه اسم الملك حسين غنت رائعتها (قصة حبي) وسط إجواء مفعمة بالسعادة والحبور.

وبمناسبة زيارة جلالة الملك لمصر رتب مجلس قيادة الثورة مجموعة لقاءات له، منها لقاء مع اثنين من أنجب وأعظم من أنجبت مصر على مر العصور، هما عميد الأدب العربي (طه حسين، وأم كلثوم)، وتم اللقاء فى  منزل عميد الأدب فى فيلاته (رامتان) وحضر اللقاء (كمال الدين حسين) عضو مجلس قيادة الثورة ووزير الشئون الاجتماعية وكوكب الشرق التى باركت لجلالة الملك قرب زواجه السعيد، وحضر مندوب من مجلة (أهل الفن)، الذى نشر الجلسة فى 18 فبراير عام 1955 .

أم كلثوم غنت أبياتا لطه حسين

ولأن الجلسة كانت ودية وحميمية للغاية طلب عميد الأدب من (ثومة) أن تغني شيئ، من روائعها الغنائية فأخرجت ورقة من جيبها  عبارة عن مجموعة أبيات من قصة (الأيام) رائعة (طه حسين)، وقامت بدندنتها، وسط إعجاب الجميع وتصفيقهم بما فيهم السيدة (سوزان) زوجة عميد الأدب العربي التى كانت حاضرة اللقاء وعبرت عن إعجابها بغناء (ثومة) لأبيات غير معدة أصلا للغناء، وغنتها أم كلثوم بشكل رائع.

 وهنا طلب (الملك حسين) من سيادة العميد كتابة قصيدة للست، فضحكت ثومه:  وقالت: (ياريت بس العميد بيحب ناس تانية!) كانت تقصد منيرة المهدية!، ففهم (العميدالأدب) ما رمت إليه وضحك بصوت عالي وقال: وأنا موافق أكتب قصيدة ليكي يا (ثومة).

واستمرت الجلسة أكتر من ساعتين غنت فيهم ثومة بناء على طلب العميد (مصر تتحدث عن نفسها)، بعد هذا اللقاء اتفق جلالة الملك (حسين) مع الفنان (فريد الأطرش) للغناء في حفل زفافه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.