هوس (الترند) يدفع محمد رمضان نحو حافة الهاوية !
كتب : محمد حبوشة
هل تخيل (محمد رمضان) يوما كيف سيكون رده إذا طلب أحد منه القفز من فوق قمة جبل عال؟، أو حتى قيادة سيارته وهو معصوب العينين؟ .. أكاد أسمع الإجابة تندفع من فاهه مع ملامح تعجب ممزوجة بالسخرية: (يا لجنونك.. بالطبع لا ولن أفكر، ولن يطلب أحدهم مني أو من غيري فعل ذلك)، وهنا أقول لرمضان: أنت محق، الجميع سيتفق معك في ذلك، فقط إن كنا لا نزال في عصر ما قبل منصات التواصل الاجتماعي، أما الآن فقد لا تحتاج أن يطلب منك أحد فعل ذلك، فقط سيحثك بشكل غير مباشر وربما دون أن تعرفه، وأنت من سينفذ بملء إرادته الأمر ودون تفكير.
فما الذي يدفع إنسانا عاقلا ومتزنا نفسيا – خاصة أن شخصيات عالمية في مجالات الفن والعلوم والأعمال – شاركوا في إغراق أنفسهم بالمياه المثلجة ويظل يهتزون مرتعدون فور تدفق المياه على جسده، وذلك بدعوى أن الغاية سامية والهدف راقيا يفوق الانتقادات، لذا كان منطقيا أن يشكل هذا التحدي عند رمضان وغيره من مهاويس الـ (ترند)، توجها عاما يسيطر على شبكات التواصل الاجتماعي ويجذب أغلب روادها، ويضرب بالتشكيكات عرض الحائط، لكن هل المشاركة العامة في مثل هذه التحديات دائما ما تكون نابعة من الترويج لقضية أم فقط لمواكبة الترند والانسياق وراء الظاهرة كما القطيع؟.
أغلب الظن أن (رمضان) ولحق به (تامر حسني) انساقا وراء القطيع (الترنداوي) غير عابئين بتحذير لشبكة (كيه كيو إي دي) الإخبارية التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، والتي قالت في تقرير لها: على مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي التفكير مرتين قبل نشر صورهم بهذه الطريقة، وذلك لتجنب السقوط ضحية وحش شرس يمكنه أسر الناس من خلال النظر إلى عيونهم، وفيما تبدو القصة شيقة، لكن العقل الإنساني لا يتوقع أن ينتقل هذا الأمر إلى أرض الواقع، على الأقل ما دام هذا الوحش حبيس الخيال.
ونظرا لجنون شبكات التواصل الاجتماعي ومع انطلاق مثل هذه التحديات عبر صفحات بعض الأشخاص الأكثر شهرة والمعروفين بـ (سوشيال ميديا ستارز)، أو أولئك الأشخاص الذين اكتسبوا شهرة وأصبحوا نجوما بفضل مشاركاتهم المميزة – التي تكسبهم مزيدا من الأموال كلما كانت المشاهدات أكبر لمنشوراتهم ومقاطع الفيديو، وبدأ مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي مثل (رمضان وحسني) بالفعل خوض هذا التحدي عبر توثيق ممارستهم لأنشطة الحياة اليومية وهم معصوبو العيون معميون عن الحقيقة المرة في التحول إلى مرضى نفسيون نهمون نحو تحقيق الشهرة عبر الـ (الترند)، وقد تكون بعض هذه الترندات إيجابية وذات مغزى حقيقي وإنساني، لكن الكثير منها أيضا قد تكون بلا معنى وربما لا تحمد عقباها في النهاية كما حدث مع (محمد رمضان) في قضية حصوله على الدكتوراه ودرجة سفير للشباب في العالم، وتامر حسني الذي حاول ركوب (الترند) مدعيا أن فيلمه (مش أنا) حقق 250 جنية كأعلى إيراد في تاريخ السينما.
ربما يكون ركوب (الترند) هدفه أنهما يبحثان عن (استفادة شخصية)، ولعل هذه الطبيعة البشرية هى ما تجعل الأمر متطابقا مع ما يجري في الأسواق المالية أحيانا، فنمط القفز على (الترند) دون روية يظهر جليا في كثير من الفترات في الأسواق، لعل أبرزها الفقاعة، والتي ينتج عنها ارتفاع غير مبرر في قيمة الأصول خلال فترة زمنية، نتيجة عمليات الشراء المكثفة على أمل تحقيق مكاسب جراء الزيادة المتوقعة في القيمة، وعادة ما تنتهي هذه المرحلة نهاية مؤلمة على الكثير من المستثمرين الذي يفقدون قدرا كبيرا من استثماراتهم مع انفجار الفقاعة، وأظن أن شيئا من هذا القبيل أصاب النجمين المذكورين في مقتل، فقد خسر (رمضان) كثيرا من قاعدته الشعبية خاصة مع نفي (المركز الألماني، ووزير الثقافة، ونقيب الممثلين، ونقيب الموسيقيين اللبنانين أي صلة لهما بالأمر.
وكذلك خسر (تامر حسني) مصداقيته عندما فجر قنبلة أنه الأعلى إيردا في تاريخ السينما دون وثائق دامغة أو مستندات صادرة عن جهة معنية بهكذا إحصاءات، تماما كما حدث معه قبل 4 سنوات فى عندما زعم أنها سابقة هى الأولى من نوعها عربيا، وفى خطوة عالمية جديدة تضاف إلى أرشيفه الفنى، حيث يطرق أبواب هوليوود، ويستعد لوضع بصمته بالمسرح الصينى فى هوليوود على الطباعة الأسمنتية الشهيرة إلى جانب نجوم العالم أمثال (مايكل جاكسون، وآل باتشينو، ومارلين مونرو، وبراد بيت)، وغيرهم من أساطير الفن، وهو ما يعد تقديرا لهذا الفنان المصرى المشرف، وفي النهاية تحول الأمر إلى مزحة سخيفة ليس لها طائل سوى التهكم عليه، حتى أنه وقتها لم يحصل على (الترند) الذي سعى له والذي أخفق فيه أيضا مع عرض فيلم (مش أنا) في بعض الدول العربية.
وظني إن مسألة الاستثمار في (الترند) على طريقة (رمضان وحسني) تشبه إلى حد كبير ما يحدث في الأسواق المالية إذ تتطلب قدرا وافيا من التدقيق والدراسة الكافية والتروي، لا مجرد القفز داخل السوق بشكل عشوائي وأنت معصوب العينين، كما هو الحال مع ترندات (السوشيال ميديا) التي تعرض خصوصية وربما حياة المستخدمين للخط حين يصابون بهوس مرضي قاتل اسمه ركوب (الترند)، ويبدو أنه يشبه الفيروس الذي أصاب (محمد رمضان) منذ سنوات قليلة ماضية، فلايستطيع البقاء لفترة دون أن يثير حوله الرأي العام واللغط وتصدير المشاكل، باحثا عن (الترند) حتى يظل الأول على الساحة، كما يرغب سواء بالمشاكل أو غيرها، وبعد البحث عما يقوله (رمضان) وما يصدره للمواطن البسيط يتضح في نهاية الأمر أن ما أعلنه ما هو إلا جزء من الحقيقة وليست الحقيقة كاملة ويترك الباقي للقيل والقال، تماما كما حدث في حصوله على الدكتوراه المزعومة.
الأمر المؤكد أن تكرار وتوالي أزمات وحكايات رمضان ولا نعلم إذا كان مدرك حقيقة ما يقوله بالفعل، أم أنه مجرد شو إعلامي يريد أن يحظى به؟، لكن من المعروف أن ما يقوله محمد رمضان يؤخذ عليه وتتجه نحوه الاتهامات والتساؤلات مثل: لماذا يفعل محمد رمضان مثل هذه التصرفات؟، لماذا يثير محمد رمضان الجدل دائما حوله، ويبرز أمورا ليس لها أي أساس من الصحة ويفتخر بها ويترك الأمر يتفاقم إلى الحد؟، ظني أن فيروس (الترند) اللعين تمكن منه بدليل وقوعه في نفس المحاذير السابقة فقد كانت الأزمة الأخيرة والتي أثارت جدلا واسعا بمثابة العاصفة الشديدة في تأثيرها السلبي، عندما أعلن الفنان محمد رمضان عن حصوله على الدكتوراه الفخرية في التمثيل ومنحه لقب سفير الشباب العربي من قبل المركز الثقافي الألماني في لبنان.
وفي هذا الصدد قال رمضان – بثقة لا أدري من أين يأتي بها؟ – عبر حسابه على (إنستجرام): (شكراً معالي وزير الثقافة اللبناني والسيد نقيب الموسيقيين و نقيب الممثلين اللبناني على منحي الدكتوراه الفخرية في التمثيل والأداء الغنائي.. وشكراً المركز الثقافي الألماني في لبنان على منحي لقب سفير الشباب العربي، وأثارت هذه الشهادة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض، ولم تمضي سوى سويعات قليلة حتى وجدنا أن المركز الذي أخذ منه محمد رمضان شهادة الدكتوراه هو مركز مجهول ولم تتوفر عنه أي بيانات، ولا يوجد له موقع إلكتروني خاص به، أو أي حسابات موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يجعل المركز (مجهول الهوية) ويفتح باب الشك في مزاعمه الاستفزازية.
واتضح الأمر جليا عندما ذكرت بعض المصادر أن شهادات الدكتوراه الفخرية التي يعطيها مثل هذه المراكز غير المعروفة ليست رسمية وليست لها قيمة أكاديمية أو مهنية، وقيمتها حوالي 100 دولار فقط، وأن فائدتها الوحيدة تتلخص في لقب (دكتور) الذي يسعى إليه البعض، وقد سعت الجهات اللبنانية اللبنانية لتبرئة نفسها، فمن جانبها علقت نقابة الممثلين في لبنان في بيان لها على الشهادة التي أخذها محمد رمضان مدعيا أنها من نقابة الممثلين في لبنان، قائلة: (تداولت المواقع الصحفية الإلكترونية ما نشره الممثل والمغني المصري محمد رمضان عن تكريمه في بيروت وتحديدا في مهرجان يحمل اسم (أفضل الدولية)، أقيم في كازينو لبنان برعاية وزارة الثقافة اللبنانية، ونقابة ممثلي المسرح والإذاعة والتليفزيون ونقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان، ومنح الفنان رمضان لقب سفير الشباب العربي، فيما منحه المركز الألماني الدولي في بيروت شهادة دكتوراه فخرية في التمثيل والأداء الغنائي).
وأضافت: (يهم نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان (نقابة الممثلين)، أن توضح للرأي العام اللبناني والمصري والعربي، أنها لم تشارك في هذا التكريم لا من قريب ولا من بعيد وهى ليست الجهة المخولة منح ألقاب سفراء أو غيرها من الألقاب)، واختتمت النقابة البيان بأنها لم تمنح منذ نشأتها عام 1948 أي لقب لأي فنان لبناني أو عربي عبر تاريخها، (وبالتالي فإننا نرفض زج اسم نقابتنا وتاريخها في مواضيع سطحية شكلية، لأن دأبنا هو الدفاع عن حقوق الممثل اللبناني ودعمه وقيام أفضل العلاقات مع النقابات العربية الشقيقة).
والشيئ بالشيئ يذكر، فقد سبق محمد رمضان في مطلع هذا العام (2021) نشر مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي بموقع (إنستجرام)، قال خلاله إنه تم التحفظ على أمواله، وأضاف (رمضان): (صحيت النهاردة على تليفون من البنك، بيقولي أستاذ محمد رمضان الدولة تحفظت على فلوسك، قلتله مفيش مشكلة أنا وفلوسي وبيوتي ولحم كتافي ملك بلدي وأهل بلدي)، وفي استخفاف واضح قال: (الشعبيين اللي زي حالاتي قد ما بيحطوا في البنك قد ما بيسيبوا في بيوتهم، مستورة، وصباح الخير يا مصر)، حتى أنه استمرأ لعبة الوطنية ولم يدرك تأثير ذلك على سمعة البنك أو الإضرار بالاقتصاد المصري، وكتب (رمضان) تعليقا على الفيديو: (أنا ومالي ملك بلدي وأهل بلدي، اللهم لا اعتراض) !.
وكالعادة لم يقم محمد رمضان بتوضيح الحقيقة الكاملة وراء التحفظ على أمواله في البنك، ولكن كشفت المصادر إن القرار الخاص بأموال رمضان، ليس تحفظاً كما قال في مقطع الفيديو، وإنما حجز متعلق بحكم قضائي خاص بقضية الطيار أشرف أبو اليسر والمبلغ 6 ملايين جنية فقط وليست كل أمواله، وكانت المحكمة قد أصدرت حكمها في 7 أبريل الماضي، بإلزام الفنان محمد رمضان بدفع 6 ملايين جنيه تعويضا للطيار (أشرف أبو اليسر) عن الأضرار التي لحقت به جراء (أزمة صورة الطائرة).
كما تذكرنا قضية حصوله على الدكتوراه المزعزمة أيضا بأزمة صورته مع المغني الإسرائيلي، والتي أثارت فور أن نشرها الإعلامي الإماراتي حمد المزروعي جدلا شديدا، حيث يظهر فيها مع الفنان محمد رمضان، وإلى جوارهما المطرب الإسرائيلي (عومير آدام)، التقطت لهم في مدينة دبي، وعلق المزروعي على الصورة التي نشرها عبر حسابه على (تويتر) قبل حذفها، قائلا: (أشهر فنان في مصر مع أشهر فنان في إسرائيل، دبي تجمعنا)، واستغلت المواقع العربية التابعة للحكومة الإسرائيلية هذه الصورة ونشرتها على نطاق واسع مدعية التسامح والمحبة، فقد نشرت الصفحة الرسمية الناطقة بالعربية لدولة إسرائيل عبر موقع فيسبوك (إسرائيل تتكلم بالعربية) الصورة نفسها، وعلقت: (الفن دوما يجمعنا.. النجم المصري محمد رمضان مع المطرب الإسرائيلي عومير آدام في دبي).
كما أعاد (أفيخاي أدرعي)، المتحدث بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي للإعلام العربي، نشر صورة رمضان وعومير آدام، عبر صفحته الرسمية على موقع (فيسبوك)، وكتب معلقا: (ما أجمل الفن والموسيقى والسلام! .. الفنان المصري القدير محمد رمضان مع الفنان الإسرائيلي المتألق (عومير آدام) في دبي، وذرا للرماد في العيون خرج رمضان مدافعا عن نفسه، عبر فيديو نشره على صفحته عبر (الإنستجرام)، قال فيه: (لا أعلم ولا أسأل عن جنسية كل من أتصور معه، أي إنسان بيطلب يتصور معايا ما دام بشر بتصور معاه، عمري في حياتي ما بسأله عن دينه ولا لونه ولا جنسيته، كلنا بشر، كلنا خلقنا ربنا عز وجل، واحد أحد لا إله إلا هو حي قيوم، معرفش بتصور مع مين كل اللي بيطلب يتصور معايا بتصور معاه، كل جمهوري يعلم ذلك عمري ما برفضمع تكرار جملته الشهيرة (ثقة في الله نجاح).
ولم تكن هذه هى المرة الأولى التي يقوم محمد رمضان بالتصوير مع إسرائيليين، فقد ظهرت صورة بعدها تجمعه بمواطن إسرائيلي ثانٍ، وهو الممثل ورائد الأعمال الإسرائيلي (إيلاد تسافاني)، وظهر في الصورة رمضان يحمل رجل الأعمال على ذراعه، لأنه من قصار القامة، وعلق الرجل الإسرائيلي على الصورة بكلمة (الملك) بالإنجليزية، في إشارة لـ رمضان، كما ظهرت صورة ثالثة لمحمد رمضان بصحبة شخص إسرائيلي جديد، وهو لاعب كرة القدم (ضياء سبع)، لاعب نادي النصر الإماراتي وأول لاعب إسرائيلي في دول الخليج العربي.
خلاصة القول أن فيروس هوس (الترند) قد أصاب (محمد رمضان) بنوع من الاضطراب ثنائي القطب، وهو مرض عقلي يتميز بتغيرات شديدة في المزاج، ويمكن أن تشمل الأعراض حالة مزاجية مرتفعة للغاية تسمى (الهوس) ويمكن أن تشمل أيضا نوبات من الاكتئاب ويعرف الاضطراب ثنائي القطب أيضا باسم (الاكتئاب الهوسي)، ووفقا لتقرير لموقع healthline قد يواجه الأشخاص المصابون بالضطراب ثنائي القطب مشكلة في إدارة مهام الحياة اليومية في المدرسة أو العمل أو الحفاظ على العلاقات، ولكن هناك العديد من خيارات العلاج المتاحة التي يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض، لكنى أعتقد أنها لاتفيد في حالة مثل رمضان التي أصبحت مستعصية بدليل أنه صرح مؤخراً: (أقدر أشتري جامعة بحالها) !!.