التربيه الإعلامية منهج دراسي
بقلم : علي عبد الرحمن
تمر مصرنا الحبيبه حاليا بمرحلة بناء وتنمية وتطوير وتحسين وإضافة وتعديل لكل مايمكن أن يغير شكل الحياة في مصر الجديدة شكلا ومضمونا بالنسبة للوطن وأهله داخليا وخارجيا، ومن أهم ملفات التطوير والفلترة والتعديل ملف التعليم ليتحول من ملف حفظ وتسميع إلي ملف فهم وتحصيل حتي يكون لدينا كادر فاهم مدرك مفيد ومجدد ومبتكر.
وتطوير التعليم يسير في اتجاهات عديدة تبدأ بإصلاح بيئة الدراسة وأدوات التدريس ومحتوي المناهج وتأهيل المدرسين وتغيير نظم الدرجات وطريقة إحتسابها وكذلك إضافة مناهج جديدة ذات صلة بالتكنولوجيا وعلوم الفضاء والإلكترونيات.
وإذا كان لدينا منهج التربيه الدينيه للتثقيف والوعي الديني، ومنهج التربية الوطنية لصقل المعارف التاريخية وكل مايتعلق بتاريخ الوطن ورموزه والتربية الرياضية، لأن العقل السليم في الجسم السليم، بل وهناك التربية المنزلية لتعليم النشئ كيفية صناعة وتركيب المواد الغذائية، وهناك التربيه الفنيه لتعليم فنون الرسم والألوان والتذوق والتعبير، والتربية الموسيقيه لتعليم فنون العزف والأصوات.
كل هذه أنواع التربيات المنهجية الدراسية، والتي خلت من أهم أنواع التربية التي تقوم السلوك وتعظم دور العقل وتعلي قيمة الإختيار والتفضيل، وترسخ قيم الاستقلالية وتكون شخصية الفرد وتؤمن ظهر الأسرة وتحفظ قيم المجتمع وتقاليده وأعراقه، ألا وهي التربية الاعلامية التي تعلم النشئ مفهوم الاعلام والتواصل، وتشرح مفهوم المحتوي الإعلامي وتتناول تنوعه وتبين الوطني منه والمستورد، وتوضح مفاهيم الهوية والانتماء وتعدد روافد الثقافة، وتنشر وعيا ضد مواد الغزو الثقافي العابر للقارات، وتستند إلي ثوابت ديننا وتقاليدنا في توضيح مايتفق معها ومايشذ عنها.
وتعلم أولادنا ثقافة التعرض لوسائل الإعلام ووسائل التواصل وثقافة الانتقاء والاختيار والمفاضلة طبقا لثوابت الوطن وأعراقه، وهذا ما يؤهل النشئ العائش بين وسائل الإعلام وصفحات التواصل، حائرا بين مايصح ومالا يصح، ومع تضاؤل دور الأسرة والمدرسه والنادي والمؤسسات الدينيه والجامعات والأحزاب وقادة الرأي أصبح شبابنا عرضة للتأثر والانحراف دون وعي او إرشاد او تعليم.
ولقد شاركت منذ سنوات في دراسة بحثية ميدانية مع ست خبراء من ست دول عربية في دراسة موسعة حول ثقافة التعرض والانتقاء لتلاميذ دول الخليج بسبب تركهم طوال الوقت مع مربيات من جنوب شرق آسيا، أجراها جهاز تليفزيون الخليج التابع لدول مجلس التعاون الخليجي، وقد تم ترجمة نتائج هذه الدراسه إلي توصيات ومناهج لحماية النشئ الخليجي في سنواتهم الأولي، مما أتاح للكثير منهم طرق المفاضلة والتمييز والاختيار بين مايشاهدونه عبر وسائل الإعلام وبين صفحات وسائل التواصل، حتي يختارو مايلائم ثقافتهم ويتفق مع ثوابت دينهم ويعظم إنتمائهم لأوطانهم.
فهل ونحن نعيد صياغة المنظومة التعليمية ونعيد إعادة بناء الشخصية المصرية ونعد جيلا يحمل راية وطن ناهض متفاءل طموح، ألم يلفت انتباه خبراء التعليم والمناهج والتربية أن يقدموا مقترحا وطنيا توعويا تثقيفيا حرصا علي نشئنا ووطننا وأخلاقنا، وهل ستضار العملية التعليمية بمنهج التربية الإعلامية؟،وهل سترفض الأسره المصريه تثقيف أولادها إعلاميا؟، وهل يمكن لنا أن نرسي ثقافة إعلام المواطن وأن نخلق فرص عمل لآلاف من خريجي كليات وأكاديميات ومعاهد الإعلام ليعملوا كخبراء وأخصائيين للتربية الإعلامية.
ونربط النشئ بمؤسساته الإعلامية زيارة وتدريبا، ونرسخ علاقة بين النشئ وخبراء ونجوم الإعلام في لقاءات مفتوحة متعددة لخلق جيل واع ومثقف لدور الإعلام وخطورة محتواه.
لعل ذلك يصلح مستقبلا ما أفسده إعلام اليوم من تسفيه وتسطيح وإلهاء وإقصاء لندخل مصر الجديده،بثقافة إعلامية عصرية متنورة لدى كوادر مصرية عصرية مميزة قادره على التعرض والانتقاء طبقا لمصلحة الوطن ومصلحة أبنائه.
وليكن مقالنا عبر موقعنا هذا دعوة لخبراء التربية والإعلام لصياغة هذا المنهج ورسالة لنواب برلماننا لدفع هذا المنهج ليري النور داخل مدارسنا وسط مناهج التربيات المختلفة ضمن تطوير منظومة مصر الجديدة التعليميه، والله الموفق لمصرنا وأهلها.. آميين.