سر كتابة (نور الشريف) مقدمة كتاب (الدنجوان رشدي أباظة)
كتب : أحمد السماحي
نحيي اليوم الذكرى السادسة للنجم الكبير (نور الشريف) عاشق الثقافة، الذي كان يدرك أن الموهبة مهما كان حجمها ستتلاشي إذا لم يتزود صاحبها بالعلم والدراية والثقافة والمشاهدة، لهذا كان بيته ومكتبه عامر بالكتب والصحف والمجلات، حتى تشعر إنك لست في صحبة فنان فحسب بل في صحبة مثقف حقيقي، وهو كان عاشقا للفن، متابعا لأحدث الأعمال الفنية العالمية سواء سينمائية أو مسرحية أو تليفزيونية.
عام 2000 بدأت مجلة (الأهرام العربي) تعلن عن مذكرات (رشدي أباظة) التى قمت بكتابتها، وتنشر أسخن العناوين التى تتضمنها المذكرات، وفى أحد الأيام وكانت الساعة العاشرة صباحا، وجدت تليفوني المحمول يرن بجواري، وأنا نائم فى السرير، وفوجئت بصوت النجم الكبير (نور الشريف) يقول لي بصوت بشوش: صباح الخير واضح اني صحيتك من النوم، فنفضت عن عيني النوم، وقلت له : أبدا يا أستاذنا ده ميعاد استيقاظي، فقال لي : ممكن سؤال؟ فقلت له: اتفضل : قالي أنت اللي بتكتب مذكرات رشدي أباظة؟، فقلت له: أه، فسألني: هذه المذكرات من تأليفك، أم أن أحد من عائلته هو مصدرك؟ فقلت له: مصدري شقيقه الفنان (فكري أباظة)، هو الذي يتحدث معي عن حياته الشخصية، والظروف الصعبة التى مر بها، وكل ما يتعلق بالجانب الشخصي من حياته.
وأنا قرأت كل ما كتب عن الدنجوان، وشاهدت معظم أفلامه، فقال لي: طب جميل طمنتني، و(فكري) فنان جميل وصديق وفي، وكان بيحب رشدي أووي، وعموما أنا متابع مجلة ( الأهرام العربي)، وسأقرأ ما تكتبه عن صديقي (رشدي أباظة)، هذا النجم الهوليودي الذي تنطبق عليه كل المواصفات النجومية الهوليودية، ولنا حديث آخر بعد انتهاء المذكرات لو أعجبتني.!
انتهت المكالمة الخاطفة، ونسيت تفاصيلها فى زحمة الجلوس يوميا مع صديقي الفنان الراحل (فكري أباظة) فى مكتبه، لإعداد وكتابة ونشر المذكرات الأسبوعية التى ارتفعت بتوزيع مجلة (الأهرام العربي) إرتفاعا عاليا، وبدأ كثير من الإذاعيين ومقدمي البرامج يتصلوا بي للحديث عن المذكرات والصور النادرة التى كنا ننشرها مصاحبة للحلقات، ومرت أسابيع وشهور ونحن ننشر المذكرات التى حققت نجاحا كاسحا وكانت واحدة من أهم إنفراداتي الصحفية.
وبعد نشر الحلقة الأخيرة، بأيام، وجدت اتصال أخجل أن أتحدث عن تفاصيله من المبدع الكبير (نور الشريف) يهنئني بالحلقات، ويقول لي أنت فتحت نفسي أكتب مذكراتي عندكم فى (الأهرام العربي) وأكون النجم التالي لـ (رشدي أباظة)، – وهذا ما حدث بالفعل – واستغليت إعجابه بالحلقات فقلت له: يا أستاذنا كثير من دور النشر طلبوا مني هذه الحلقات لنشرها فى كتاب هل ممكن حضرتك تكتب لي المقدمة؟ فقال لي: ماليش فى الكتابة أنا أحب أستمتع بالقراءة لكن عمري ما كتبت من قبل مقدمة لأحد، وصمت ثواني وقال لي: لكن جمال أسلوبك فى كتابة المذكرات، وحبي للراحل العظيم (رشدي أباظة) يجعلني أوافق على طلبك.
وبعد أيام معدودة من هذه المكالمة وجدته يرسل لي على الفاكس مقدمة كتابي (الدنجوان رشدي أباظة .. أسطورة الأبيض والأسود) الذي نفذت طبعته الأولى من الأسواق بعد أسابيع قليلة من طرحها.
هذا جزء بسيط من ذكرياتي من النجم المبدع ( نور الشريف) الذى أثرى وجدانا وحياتنا الفنية بثقافته وإطلاعه وأعماله الفنية التى سيبقى الكثير منها بقاء نهر النيل والأهرامات.