نيكول سابا تتحدى حرارة الجو بالغناء والرقص والإثارة
كتبت : سدرة محمد
لأنها رمز لبناني في الغناء والتمثيل، ومرادف للبهجة والحرية والانطلاق استبقت النجمة اللبنانية التي تتمتع بالحيوية والرشاقة أجواء الحزن والغضب في ذكرى انفجار مرفأ بيروت يوم الأربعاء 4 أغسطس، بكليب يتسم بجمال الطبيعة اللبنانية، ليأتي في هذا الوقت العصيب كسحابة صيف باردة تقوى على جلب النشوة والبهجة في نفوس اللبنانيين الحياري والمكلومين يوم الذكرى الأليمة التي أودى فيها الانفجار بحياة 214 شخصا على الأقل وإصابة 6500 آخرين، وألحقت دمارا ضخما في المرفأ وطالت أضراره معظم المدينة وضواحيها.
وتزامنا مع ما شهده مرفأ بيروت من صلوات إسلامية ومسيحية تحية لروح ضحايا انفجار المرفأ، يأتي كليب (نيكول) ليضيف جوا من المرح والسعادة مع طوافات من القوة الجوية في الجيش اللبناني تحية لأهالي الضحايا بالتحليق فوق المرفأ بألوان العلم اللبناني، وذلك في وقت خرجت فيه مسيرات حاشدة في الذكرى الأولى لانفجار المرفأ، فيما كانت مجموعات من مختلف المناطق تزداد أعدادها مع الوقت، ترابط في ساحة الشهداء وسط بيروت، وترفع أناشيد وشعارات (ثورة 17 أكتوبر).
أهازيج الفرح والانطلاق وخفة الحركة التي تضمنها كليب نيكول (الجو حلو) تجاوزت كل أزمات لبنان الحالي وسط انهيار اقتصادي غير مسبوق وأمل في المساعدات الخارجية، وهم يحيون الذكرى الأولى لحادث المرفأ الذي كان يمثل شريان الحياة في لبنان الجريح بفعل الانقسامات وفقدان بوصلة السياسة الحقيقية في إمكانية تشكيل حكومة متفق عليها من كافة الطوائف حتى الآن، وقت لا يزال اللبنانيون يطالبون برفع الحصانة عن المسؤولين وتقديمهم للمحاكمة، في بلد شهد خلال العقدين الماضيين اغتيالات وتفجيرات نادرا ما يكشف النقاب عن المسؤولين عنها.
الكليب بثته المحطات الفضائية العربية ومن خلال قناة اليوتيب الخاصة بنيكول سابا يوم 31 يوليو الماضي ليستبق انطلاق المسيرات المنددة ببطء العدالة في لبنان، في اتجاه المرفأ يوم الرابع من أغسطس الحالي، حيث أقيمت الصلوات في السادسة وسبع دقائق بالتوقيت المحلي، وهى لحظة وقوع الحادث، وتلاها ذكر أسماء ضحايا الانفجار، وشارك أهالي ضحايا فوج إطفاء بيروت بمسيرة من مقر الفوج بمنطقة الكرنتينا إلى محيط الميناء على إيقاع موسيقى كليب (الجو حلو).
ويبدو أن نيكول سابا عمدت إلى استباق الأحداث ببث كليبها الذي يبعث على الطاقة الإيجابية في وقت حاول فيه محتجون اقتحام مبنى مجلس النواب بعد تسلق بوابات وأسوار المجلس النيابي وفك الأسلاك الشائكة التي تحيطه، فيما ردت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة وفتحت خراطيم المياه لتفريق المحتجين، وعلى ذات الإيقاع الموسيقي للكليب الذي يجنح نحو إيقاع راقص، قام المحتجون برشق قوات الأمن المتواجدة خلف البوابات الحديدية بالحجارة وسط محاولات مستمرة لكسر البوابات، فيما قام أحد المحتجين بتسلق البوابة الرئيسية وتخطى الحواجز الشائكة وساعد آخرون على تسلق البوابة وحالوا مجتمعين إزالة الأسلاك الشائكة.
ويبدو أن كلمات أغنية (الجو حلو) كلمات الشاعر الغنائي شريف عبيد، وشريك نجاحاتها الفنية الملحن الكبير محمد يحيى، بجانب الموزع أمين نبيل، وبصوت نيكول سابا وكأن لسان حالها يقول : لابد من تخطي الأزمة التي عصفت بالشعب اللبناني ولم يرى نور العدالة بعد، حيث تقول كلماته باللهجة المصرية :
حتخنقني حجري ومش حينفع تلحقني
مش حتشوف وشي وأدي دقني
مابحبش اللي يزهقني ولا يضايقني
الجو حلو ومش ناقصة تخنقنا ناس أصلاً ناقصة
أصل الحكاية ماهيش ناقصة
ما تفوّقونا كده برقصة
واالله يا ابني ماهيّش ناقصة
تخنقنا ناس أصلاً ناقصة
أصل الحكاية ماهيّش ناقصة
ما تفوّقونا كده برقصة
تفرفشني تاخد عيني مني
وإيه يعني وححبك لما تدلعني
إنما تتعبني وتوجعني يبقى حتوحشني.
وبهذه الأجواء المبهجة استطاعت نيكول أن تحدى أجواء الجو الحارقة في مصر وبعض الدول العربية بأن حملت الكليب أجواء طقس صيفي مبهج ومنعشا ويحمل طاقة وحيوية مستمدة من جمال طبيعة لبنان الساحرة، سواء بتسليط الصورة على جمال الجبال المزينة باللون الأخضر، أو تسليط الضوء على نقاء البحر وجماله، والذى يعد ترويجا للسياحة فى لبنان، كما أنها حرصت على تناول عدد من الفواكه الصيفية خلال الكليب.
وأظهرت النجمة اللبنانية نيكول سابا، نشاطا وحيوية اتسمت بهما خلال كليب (الجو حلو) خاصة أنها أظهرت مهاراتها للجمهور بقيادة البيتش باجى على سطح البحر، كما شهد الكليب أول مرة تقود فيها الدراجة النارية (السكوتر)، وهو الأمر الذى لا تعتاد عليه النساء كثيرا، كما لوحظ أيضا أنه لم يظهر معها (موديل) في دور حبيبها بل كانت تظهر بمفردها طوال الوقت.
وعلى الرغم من ذهاب مخرج الكليب Charles Chlela إلى منطقة الإثارة بإيحاءات جنسية مكتومة تارة وصريحة تارة أخرى، إلا أن الكليب في مجمله حمل في طياته رسالة مهمة للرجال، حيث وجهت نصيحة بعدم التضييق على النساء وترك المساحة لهن حتى لا تمل وحتى لا تكون الحياة بدون معنى وخلق حالة اشتياق بين الرجل والمرأة، كما ظهرت النجمة اللبنانية بعدة إطلالات مختلفة ومتنوعة خلال الفيديو كليب، اتسمت جميعها بالألوان المبهجة، حيث ظهرت بفستان قصير أسود وأبيض اللون، كما ظهر بفستان مفتوح من عند القدم لبنى اللون ومشجر، كما ارتدت فستان قصير برتقالى اللون، وغيرها من ملابس أخرى تناسب الأجواء الصيفية.
ولأنها قصدت تغيير حالة الكآبة التي يعيشها الشعب اللبناني وباقي الشعوب العربية التي تعيش تحت وطأة شمس حارقة، قالت: الكليب بسيط ومناسب للفكرة والكلمات، أرى الفيديو كليب عمل مكمل للأغنية وأحب أن يكون معبرا عنها، أوقات نجد كلمات الأغنية فى جهة والفيديو بعيد تماما عنها ولا أرى منطقا فى ذلك، فالفيديو يضيف لنجاح الأغنية ويساعد الجمهور على تذكرها بشكل جميل، وتابعت سابا: صورنا الفيديو فى منطقة (شكا) فى شمال لبنان التى تتميز بجمال رائع أحببت أن يراه الجمهور، أردت أن يرى لبنان الحلوة خاصة بعد ما نمر به من أوضاع غير مستقرة، وكيف ننسى الوجع بقلبنا بعد حادث مرفأ بيروت الله يرحم كل الأرواح التى رحلت هذا اليوم.
ويشار إلى أن نيكول سابا، أحيت حفلًا غنائيا منذ أيام قليلة على أحد شواطئ مدينة العلمين الجديدة، حيث ظهرت بإطلالة مميزة تتناسب مع أجواء الصيف، وبمجرد صعودها على خشبة المسرح قدمت أغنية (هفضل أحلم)، كما قدمت في عيد الأضحى الماضي حفلا غنائيا في مدينة العلمين الجديدة وقدمت فيه مجموعة من أبرز أغانيها.
يذكر أن الفنانة نيكول سابا تعود للساحة الغنائية بعد فترة كبيرة من الغياب، وقد سجلت أغنية جديدة بعنوان (حفلة فركشة)، من كلمات شادي نور، وألحان محمد يحيى، ومن المقرر طرحها خلال الفترة المقبلة.