القاتل الذي كان سببا في هدم (عرش اللذة) بين (يوسف إدريس، ويوسف شاهين) !
كتب : أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام الذكرى الـ (30) لأديب مصر ومبدعها الكبير (يوسف إدريس) أحد عباقرة الأدب المصري الذى رحل عن حياتنا في مثل هذه الأيام وبالتحديد فى الأول من أغسطس عام 1991، هذا الأسبوع فى باب (صحافة زمان) سنتوقف عن علاقة صداقة ربطت بين عبقري الإخراج (يوسف شاهين) وعبقري الأدب، علاقة كانت أشبه بأمواج البحر موجة عنيفة، وأخرى رقيقة، وكان بين الاثنين أحلام سينمائية رائعة لو خرجت للنور كان يمكن أن تكون أفلاما عظيمة، لكن هذه الأحلام أجهضت، بسبب الطبيعة المتمردة المشاكسة لكل منهما.!
كان أول هذه الأحلام كما جاء فى مجلة (الشبكة) اللبنانية عام 1981 فيلم بعنوان (القاتل) عثرنا بالفعل على العقد الخاص بالفيلم وجاء فى الخبرالذي يحمل عنوان (القاتل يجمع بين إدريس وشاهين) الآتى: يتعاون الأديب الكبير (يوسف إدريس) مع المخرج (يوسف شاهين) فى فيلم بعنوان (القاتل) يلعب بطولته الفنان العالمي (عمر الشريف) ويشاركه البطولة (محسنة توفيق، عزت العلايلي، وعلي الشريف) وبعض النجوم الشباب، ولم تذكر المجلة أي شيئ عن موضوعه.
بعدها بأسابيع نشرت مجلة (الكواكب) خبرا آخر عن تعاون جديد يجمع بين (شاهين وإدريس) فى فيلم جديد بعنوان (عرش اللذة)، ولم يظهر أي من الفيلمين، لكن ظهر عام 1982 فيلم (حدوتة مصرية) ثاني أفلام السيرة الذاتية لـ (يوسف شاهين) بعد فيلمه (إسكندرية ليه)، الفيلم كما هو مكتوب على (التيتر) الخاص به أنه عن فكرة يوسف إدريس.
وفى عام 1983 نشرت مجلة (الموعد) اللبنانية أن (يوسف شاهين) نجح فى إقناع النجم العالمي (عمر الشريف) لبطولة فيلمه الجديد (عرش اللذة) حيث أن قصة الفيلم التى كتبها (يوسف إدريس) تدور حول قصة حب عنيفة بين نجمة سينمائية شهيرة، ورجل أعمال فى الخمسينات طاف العالم، ومحمل بأفكار سياسية معينة، ومن خلال قصة الحب هذه يتذكر مغامراته النسائية مع مجموعة من النساء من مختلف العالم، وأثر هذا على حياته الأسرية والعملية.
وبعد شهور جاء فى مجلة (الكواكب) أن الرقابة اعترضت على فكرة فيلم (عرش اللذة) بسبب وجود مشاهد إباحية كثيرة، وكلام جرئ فى السياسية.
وفى حوار للمخرج (يوسف شاهين) مع الكاتب والناقد السينمائي الكبير(قصي صالح الدرويش) فى مجلة (سينما) عام 2004 تحدث عن علاقته بالأدباء الذين تعاون معهم مثل (عبدالرحمن الشرقاوي، ونجيب محفوظ، ولطفي الخولي) وغيرهم، وقال عن يوسف إدريس : الخناقة الكبيرة كانت مع (يوسف إدريس) كانت خناقة عجيبة جدا، كان هذا عند كتابة فيلم (حدوتة مصرية)، وكان (يوسف إدريس) يشرب كثيرا ويردد كلمات غير لائقة أثناء كتابة سيناريو الفيلم.
ويصف شخصية الأم (بالشرم….!) وكنت أتضايق جدا، وأقول له حاسب على كلامك أنت بتتكلم عن (أمي) المفروض! فالفيلم يتكلم عن جزء من حياتي، وأمي لم تكن كذلك، كانت ست بتكسب معاركها بالابتسامة، كانت شاطرة قوي، ولم تكن بنت أزقة، كانت ست طيبة جدا، وبنت عائلة، وعمرها لم ترفع صوتها، وفين وفين لما فهمت أنه بيتكلم عن أمه، ورددت عليه و(أنا مالي)! وكانت ردة فعله أن شتمني فى الجرائد، وطلع دين أمي!.
بعد ذلك كان من المقرر أن نتعاون فى أكثر من فيلم لكن طبيعته الصعبة ومزاجه المتقلب كانت وراء عدم خروج أعمالنا للنور.