عادل عبده : نقدم (زقاق المدق) بشكل غنائي استعراضي مختلف
كتب : أحمد السماحي
هذه الأيام يبث المخرج المتميز الدكتور (عادل عبده) الروح فى (حميدة، وعباس الحلو، وفرج، والمعلم كرشه، وعم كامل، سليم علوان، والشيخ درويش، وزيطة) أبطال رواية (زقاق المدق) لأديب مصر العالمي (نجيب محفوظ) استعدادا لعودتهم للحياة مجددا خلال الأيام القادمة وبالتحديد يوم 22 أغسطس الجاري على مسرح (محمد عبدالوهاب) بالإسكندرية.
فى هذا العمل المسرحي الجديد سيضاف البعد الموسيقي والغنائي والاستعراضي على الأبعاد الفنية والاجتماعية والسياسية التى تمتلء بها القصة، ليدخل (عادل عبده) عالمه المحبب وهو عالم الاستعراض الملون بالفراشات والطيور والألوان والأشجار والجبل والنهر، ويضع كل موهبته الآن ليعبر عن العالم الذي رسمه (نجيب محفوظ) بدقة رسام عبقري.
ويشاركه الهم والفرح مجموعة كبيرة من النجوم في بطولة جماعية منهم (دنيا عبدالعزيز، محسن محيي الدين، أمل رزق، نيهال عنبر، بهاء ثروت، ضياء عبدالخالق، أحمد صادق، حسان العربي، د. عبدالله سعد، مراد فكري صادق، عصام مصطفى، مروة نصير، سيد عبدالرحمن).
ويجري الدكتور (عادل عبده) مع هذا الفريق الآن تدريبات مكثفة كقائد أوركسترا ماهر ليحصل منهم على موسيقى موحدة ومنسجمه فى أدائهم، وليوظف خياله الفني الجامح فى ايجاد معادلات بصرية أخاذة لجمل وكلمات (نجيب محفوظ) المضيئة محافظا دائما على نبرة السخرية الحزينة المليئة بالشجن والتى تقطر دموعا ودما على لسان الشيخ درويش.
المسرحية يكتب لها الرؤية الدرامية والأشعار محمد الصواف، وتلحين الموسيقار الشاب أحمد محيي، وتوزيع دافيد، وسيقوم برسم الديكورمحمد الغرباوي، وتصمم الأزياء مروة عودة، والخدع إيهاب جمعه، والمشاهد السينمائية ضياء دواد.
وعن الجديد المختلف الذي سيضيفه العرض الجديد (زقاق المدق) الذي قدم أكثر من مرة على خشبة المسرح، فضلا عن السينما والإذاعة قال: مخرج العرض الدكتور (عادل عبده) رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية أن الجديد هو تقديم الرواية بشكل كوميدي غنائي استعراضي، فضلا عن التقنيات الحديثة التى شهدها المسرح فى السنوات الأخيرة، كما أننا نحافظ على الشكل التاريخي للعرض، والمزج بين السينما والمسرح.
وأضاف عادل عبده: كما ستشاهدون أداء تمثيلي متميز، ومباراة فى التمثيل بين أبطال العرض الذي سيظهر بعضهم بشكل جديد تماما، مثل الفنانة (دنيا عبدالعزيز) التى تجسد دور (حميده) الفتاة البسيطة التى تتمتع بقدر من الجمال، والتى يفتن بها رجال (زقاق المدق)، لكنها متمردة على واقعها، وتحلم بالخروج من دائرة (الزقاق العدم) كما وصفته، وحياة الفقر، حيث تتطلع إلى القصور المشيّدة من حولها.
جدير بالذكر أن رواية (زقاق المدق) كانت بمثابة الناقوس الذى دق أجراس الخطر لطبيعة المرأة عندما يجبرها الفقر على احتراف الرذيلة بمساعدة رجال أشقياء، وتصور الرواية، التي صدرت عام 1947، أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بعامين، في 286 صفحة، الحياة المصرية الاجتماعية إبان الاحتلال الإنجليزي، في الأربعينيات، فترة الحرب العالمية الثانية، وتعالج تأثير هذه الحرب على المصريين، ويقع (زقاق المدق) في قلب حي (خان الخليلي) بالقاهرة.