تعرف على المحذوف من رائعة (على باب مصر) لأم كلثوم
كتب : أحمد السماحي
من الأعمال الغنائية الوطنية المهمة جدا، والتى كانت تذاع بصفة منتظمة فى الماضي، خاصة في الاحتفال بأعياد ثورة يوليو1952، نشيد (على باب مصر) تأليف الشاعر المتميز (كامل الشناوي) وألحان الموسيقار المبدع (محمد عبدالوهاب)، وغناء سيدة الغناء العربي (أم كلثوم) ولقد قُدم النشيد لأول مرة فى حفل أقيم يوم 23 يوليو 1964، في نادي الضباط، حضره الرئيس الراحل (جمال عبدالناصر)، وكان النشيد ثاني تعاون بين كوكب الشرق، والموسيقار (محمد عبدالوهاب) بعد رائعتهما العاطفية (أنت عمري) كلمات الشاعر أحمد شفيق كامل.
ولقد أعادت غناء هذا النشيد السيدة (ماجدة الرومي) فى آخر حفل لها فى مصر فى شهر أبريل الماضي، فأعادته إلى الأذهان بقوة، خاصة أنه أصبح من الأناشيد النادرة التى لا تذاع بصفة منتظمة، والحقيقة أن كثير من الزملاء على مواقع الإنترنت كتبوا معلومات مغلوطة عن هذا النشيد، أهمها وأغربها أن الملك (فاروق) ملك مصر والسودان قام بمنع هذا النشيد من الإذاعة فى الماضي، والحقيقة أن هذا الكلام مضحك جدا وغريب للغاية ويدعو للدهشة والسخرية!، حيث تم تلحين هذا النشيد عام 1964 أي بعد ابتعاد الملك (فاروق) عن مصر بحوالي 12 عاما!.
وجسد النشيد صورة مصر الوطن، والمواطنة، والمواطن، فى محاولة جادة لخلق الانتماء والترابط بين أبناء الشعب الواحد، والدعوة إلى الأخلاق والفضيلة والتسامح، فتلك هى مصر صاحبة الحضارة التى منحت الدنيا أبجديات المعرفة والحب والتسامح، والتى قهرت كل الغزاة من عصر مينا إلى عصر جمال عبدالناصر.
ولقد قامت (أم كلثوم) بالاتفاق مع (محمد عبدالوهاب) باختصار الجزء الذي يؤكد أن مصر حاضنة لكل الأديان سواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية، والذي كتبه بشكل رائع شاعرنا المبدع (كامل الشناوي) الذي كان شعره الوطني إيقاعا هادرا بالجمال والاقدام والأمل، كما تم تغيير اسم القصيدة من (أنا الشعب) إلى (على باب مصر)، وحذف أيضا كثير من الأبيات التى يتكلم فيها الشاعر عن السخرة التى تم بها بناء الأهرامات.
تقول كلمات القصيدة التى ننشرها كاملة، وستجدون الأبيات المحذوفة مكتوبة باللون الأحمر:
على باب مصر، تدق الأكف، ويعلو الضجيج
رياح تثور، جبال تدور، بحار تهيج
وكل تساءل في دهشة، وكل تساءل فى لهفة
وتصغى ! وتصغى !
فتسمع بين الضجيج سؤالا وأى سؤال !! وتسمع
همهمة كالجواب ، وتسمع هممةً كالسؤال !!
أين ؟ ومن ؟ وكيف إذن ؟
نعم . . كيف أصبح هذا الجلال
بأقصى مداه ! ؟ حقيقة شعب ٍ
غزاه الطغاة ، وأى طغاه؟!
أمعجزة مالها أنبياء ؟!
أدورة أرض بغير فضاء ؟!
……………………………..
وتمضى المواكب بالقادمين
من كل لون، وكل مجال
فمن عصر مينا إلى عصر عمرو
ومن عصر عمرو، لعصر جمال
وكل تساءل فى لهفة ٍ: أين ؟ ومن ؟!
وكيف إذن ؟! أمعجزة ً مالها أنبياء ؟!
أدورة أرض بغير فضاء ؟!
وجاء الغزاة جميع الغزاه
فأبدوا خشوعًا، وأحنوا الجباه
وكل تساءل فى دهشة ٍ
وكل تساءل فى لهفة :
أمعجزة مالها أنبياء ؟!
أدورة أرض ٍ بغير فضاء ؟!
تلمح بين الجموع وجوهًا
يرف عليها حنان الإله
ففيها المفكر والعبقرى
وفيها التقاة ؛ وفيها الهداه
ف(موسى) تشق عصاه الزحام
وذلك (عيسى) عليه السلام
وهذا (محمد) خير الأنام
أمعجزة مالها أنبياء ؟!
أدورة أرض ٍ بغير فضاء ؟!
وكيف تحقق ما كان وهمًا
ومن ذا الذى ياترى حققه ؟!
وكيف تحرر من أسره؟
سجين الزمان ؟! ومن أطلقه ؟!
……………………………..
لقد شاد بالأمس أهرامه
بأيدٍ مسخرة موثقة
على ظهره بصمات السياط
وأحشاوه بالطوى مرهقة !!
……………………..
وها هو يبنى بحريةٍ
دعائم آماله المشرقه
بسد منيع، عجيب البناء
يبث الرخاء، ويوحى الثقه
فأرزاق أبنائه حرة
وحرية آراؤهم مطلقه
وليس بهم سيد أو مسود
فكل سواء بلا تفرقه
أمعجزه مالها أنبياء ؟!
أدورة أرض بغير فضاء ؟!
………………………
وصاح من الشعب صوت طليق
قوى، أبى، عريق، عميق
يقول: أنا الشعب والمعجزه
أالشعب لا شىء قد أعجزه
وكل الذى قاله أنجزه !!
…………………………..
فمن أرضى الحرة الصامدة
صنعت حضاراتنا الخالدة
بقوميتى واشتراكيتى
بنبض العروبة فى أمتى
………………..
أنا الشعب ، شعب ذرى والقمم
زرعت النخيل ، صنعت الهرم
……………………..
رفعت المآذن فوق القباب
بنيت المداخن تعلو السحاب
…………………..
أنا الشعب لا أعرف المستحيلا
ولا أرتضى بالخلود بديلا
بلادى مفتوحة كالسماء
تضم الصديق، وتمحو الدخيلا
أنا الشعب، شعب العلا، والنضال
أحب السلام، أخوض القتال
ومنى الحقيقة.. منى الخيال !!
وعندى الجمال، وعندى جمال.