الإعلام يتجاهل (عمري الزهيرى) المخرج المصري الفائز في (كان) لانشغاله بتفاهات حلا شيحة !
كتب : أحمد السماحي
ﻳﻌﺗﺑــر اﻹﻋــﻼم المرئي والمسموع منه تحديدا أﻫــم وﺳــﻳﻠﺔ ﻣــن وﺳــﺎﺋﻝ اﻟﺗــﺄﺛﻳر اﻟﺟﻣــﺎﻫﻳري، ويلعب دوار مهما ﻓــﻲ ﺣﻳــﺎة اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﻳﺔ، خاصة فى ظل التراجع الرهيب للقراءة بين فئات المجتمع المختلفة لاسيما الشباب، والكارثة أن كثير من المسئولين عن الإعلام الآن لا يدركون أهميته، وما الذي يجب أن يظهر على الناس، أوما يجب أن نتخطاه، خاصة فى هذه الفترة الحرجة من عمر مصرنا الحبيبة، فالمتابع للفضائيات خلال الأيام القليلة الماضية، يجد أن معظم برامج (التوك شوز) شغلت الناس و(ألهتهم) بمتابعة دقيقة ويومية لـ (بوستات) النجمة (حلا شيحه) وندمها على تقديم مشاهد رومانسية مع النجم (تامر حسني) فى فيلمه الجديد المعروض حاليا (مش أنا)، خاصة فى الكليب الدعائي للفيلم والذي جاء تحت عنوان (بحبك).
وخصصت الفضائيات جزء كبير من وقتها ووقت متابعيها بالغرق التام فى قضية تافهة مثل تلك، رغم أنها لو تجاهلت ما حدث لم يكن أحد شعر بهذه (البوستات)، والتى يغلب عليها نوع من الاهتزاز النفسي لنجمة حائرة ومترددة بين فنها ودينها وزوجها!، وهى ربما تكون قضية شخصية لاتهم الرأي العام، لكن في ظل حالة اللهاث وراء (الترند) يصبح ك شيئ مقبولا ومشروعا لجمهور يتعطش للنميمة والشائعات حتى ولو كانت على حساب البعض أحيانا.
وفى الوقت الذى صدعتنا الفضائيات بقضية (حلا) التافهة والتي تأتي عن نجمة فى الأساس، دخلت الفن من باب (أنا عيزه من ده يا حزمبل أنا عيزه من ده)!، في هذا الوقت الذي يوجد فيه على الطرف الآخر أكبر تظاهرة سينمائية في العالم (مهرجان كان السينمائي الدولي) بأحداثه ونجومه وأفلامها التي تتنوع في قضاياها والإكارها لم تهتم برامج (التوك شوز) بنجم مصري شاب رفع اسم مصر عاليا في المحافل الدولية العالمية، وحصل على جائزتين من أكبر جوائز مهرجان (كان) السينمائي الدولي، فى دورته الـ 74، وهو الفنان (عمر الزهيري) الذي حصد فيلمه (ريش) جائزتين منذ أيام قليلة.
الجائزة الأولى التي حصل عليها (عمر) جائزة (الفيريسي) أو جائزة اتحاد النقاد الدوليين التى تمنح لفيلم واحد أول، في كل مسابقات المهرجان، والجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد الدولي، وهى المرة الأولى التي يفوز فيها فيلم عربي بهذه الجائزة منذ تأسيسها عام 1961، وأعلن رئيس لجنة التحكيم المخرج الروماني (كريستيان مونجيو) الحائز على السعفة الذهبية، عن ميلاد مخرج شاب (33 سنة)، يدخل تاريخ السينما المصرية من بوابة مسابقة أسبوع النقاد.
وفي غيبة وعي إعلامنا المصري كانت المذيعة الوحيدة التى اهتمت بالحدث السينمائي هى الإعلامية المتميزة (لميس الحديدي) في برنامجها (كلمة أخيرة) على قناة (ON) حيث استضافت المخرج (عمر الزهيري) على الهواء مباشرة فور فوزه، بعدها استضافت الناقد السينمائي الكبير (طارق الشناوي) الذي تحدث عن أهمية الجائزتين، وأهمية فوز مصر بالجائزتين، بينما باقي الفضائيات كانت تلهث وراء (بوستات) حلا شيحه!، والمؤلم أنه فى الوقت الذي يحدث هذا من جانب الفضائيات المصرية، نجد بعض الفضائيات العربية مثل (BBC العربية، وسكاي نيوز عربية) وغيرها من فضائيات عالمية تعرف قدر الجائزة تجرى حوارات مطولة مع (عمر الزهيري) الذي تحدث عن شعوره بالجائزة وأهميتها، وبداية مشواره الفني الذى بدأه عام 2014 بعد تخرجه من معهد السينما في مصر.
وفيلم (ريش) هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، وهو من إنتاج الفرنسيين جولييت لوبوتر وبيير مناهيم من خلال شركة Still Moving، بالمشاركة مع Lagoonie Film Production للمنتجة شاهيناز العقاد، وفيلم كلينك والمنتج محمد حفظي، درك جان وارينك وكوجي نيليسين (Kepler Film)، جيورجوس كرنفاس وكونستانتينوس كنتفركيس (Heretic) وفيرونا ماير، وتتولى توزيعه في العالم العربي شركة Film Clinic Indie Distribution، وتم تطوير مشروع الفيلم بدعم من جائزة baumi لتطوير السيناريو، تورينو فيلم لاب ومؤسسة Cinefondation، ونال جائزة الأطلس لما بعد الإنتاج في ورشة الأطلس ضمن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش 2020.
جدير بالذكر أن السعفة الذهبية كانت من نصيب فيلم (Titane) – تيتان – للمخرجة جوليا دوكورنو (فرنسا)، الجائزة الكبرى جاءت مناصفة بين: (A Hero) – إيه هيرو – للمخرج أصغر فرهادي (إيران)، و(Compartment No. 6) – هيتي نمبر 6 – للمخرج يوهو كووسمانن (فنلندا)، جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين : (الركبة) للمخرج ناداف لبيد (إسرائيل)، و(ميموريا) للمخرج أبيشاتونغ ويراسيتاكول (تايلاند)، جائزة أفضل إخراج: المخرج (ليوس كاراكس) عن فيلم (أنيت) (فرنسا)، جائزة أفضل ممثل: الأمريكي (كاليب لاندري جونز) عن دوره في فيلم (نيترام)، جائزة أفضل ممثلة: النروجية (رينات رينسفي) عن دورها في فيلم (ذي وورست برسن إن ذي وورلد)
أما أفضل سيناريو فكان من نصيب المخرج (ريوسوكي هاماغوشي) عن فيلمه (درايف ماي كار) (اليابان)، والكاميرا الذهبية: (مورينا) للمخرجة (أنتونيتا ألامات كوسيانوفيتش) من كرواتيا، وجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير: (تيان شيا وو يا) للمخرجة (تانغ يي) هونغ كونغ، فضلا عن تنويه خاص لأفضل فيلم قصير: (أوجست سكاي) للمخرجة (جاسمين تينوتشي) البرازيل.