كتب : محمد حبوشة
بالتأكيد لا توجد وصفة سحرية تجعل من أحد ما ممثلا، أو تجعل من ممثل ما ممثلا بارعا، وحتى مناهج تعليم التمثيل، ابتداء من منهج (الواقعية النفسية) الذي وضعه كوستانتين ستانسلافسكي وترك أثرا كبيرا وحقق انتشارا واسعا في مجاله، وصولا إلى أيامنا هذه، لا تقدم هكذا وصفة، بل تقترح أسلوبا للعمل، ولا تجيب على سؤال من هو الممثل؟ إذ لا وجود أساسا لممثل يمكن أن يقدم على أنه الممثل، لأن التمثيل بطريقة ما يعني التجدد والحركة، وأي تعريف للممثل سيجازف بالحد من أفقه، ومع ذلك يبقى على الممثل أن يصل بقدرته على المحاكاة إلى حدود قصوى، فالمحاكاة تحيله على الإحساس، لكن عند الوصول إلى هذه النقطة يكف بعض الممثلون عن بذل الجهد، إذ الإحساس بمشاعر ما أثناء التمثيل يعزز وهما عند الممثل الرديء مفاده أن العمل السيكولوجي على الشخصية المؤداة وصل إلى منتهاه.. باختصار، يمكننا القول، إن الكسل المعرفي وضحالة الخبرة السيكولوجية تشكل سماتاً أساسية من سمات الممثل الرديء، تمنعه من الغوص في أعماق النفس وتحد من إمكاناته.
ويقيني الراسخ المبني على المشاهدة بعين خبيرة يؤكد أن الفنانة (حلا شيحة) المعتزلة للمرة الثانية هى من نوعية ذلك (الممثل الردئ) الذي يتمتع بكسل معرفي وضحالة الفكر والخبرة السيكولوجية، وهو غالبا ما يمنعها من الغوص في أعماق النفس الإنسانية وتحليلها على نحو صحيح يجنبها الوقوع في الأخطاء، وهذا بالأكيد يحد من إمكاناتها الإبداعية، ولهذا فهى تتأرجح بين الاعتزال والاستمرار في خوض تجارب تمثيلية لا تترك أثرا يذكر، فلا يمكن لأي ناقد أو حتى مشاهد بسيط أن يشير بأصابعه إلى شخصية بعينها أدتها على نحو احترافي وماتزال عالقة بالذاكرة، ببساطة لأن لغة جسدها جامدة وتتمتع بقدر من البرود في المشاعر، رغم أنها بدأت وجها جميلا وبريئا كان مبشرا للغاية لو أنها اجتهدت على تنمية قدراتها، لكنها اجتهدت في شيئ آخر بعيدا عن التمثيل وهو كيف تفوز برجل دين ثري يعوضها عن فشلها في الفن ويرضى نفسيتها الضعيفة، ولسنا ضد هذا بل على العكس نتمنى لها التوفيق في زيجاتها، لكننا في الوقت ذاته نرفض سلوكها المتطرف في ممارسة النصح والإرشاد لزملائها في الوسط الفني أو توجيه اللوم لأحد لمجرد أنها قررت الابتعاد عن الفن.
أثارت (حلا) الجدل من جديد، بعدما هاجمت الفنان تامر حسني عبر حسابها على منصة إنستجرام، بسبب طرحه فيديو كليب (بحبك) والذي تظهر به في مشاهد رومانسية، وهو ما وضع المطرب تامر حسني في موقف محرج ، خاصة أنها المرة الثانية حول فيلمه (مش أنا)، حيث كانت المرة الأولى حينما أعلنت عبر صفحتها الشخصية على (إنستجرام) أن فيلم (مش أنا) تم تصويره منذ أكثر من عام وفي هذه الأيام تبدل حالها وتزوجت، وأصبحت (مش أنا) فعلا، والسؤال: هل يعرف العقد الذي أبرمته لغة تغير الأوضاع الاجتماعية، أو يتضمن بندا بموجبه يمكن أن تطلب حذف مشاهد بعينها؟، ثم هل وقعت العقد بمحض إرادتها نظير أتعاب أم رغما عنها؟
ما يدعو للدهشة حقا من أمر (الأخت حلا) أنه لم يمر سوى ثلاثة أسابيع على عرض الفيلم – الذي حصد أكثر من 12 مليون جنيه حتى الآن – حتى طرح المطرب تامر حسني الأغنيتين الدعائيتين للفيلم وهما (مش تمثال، وبحبك) والتي تتناول قصة الحب بين (حسن) والذي يجسده تامر حسني، و(جميلة) والتي تجسدها حلا شيحا، إلا أن هذا الأمر لم يرضي الأخيرة التي لم تعلن موقفها حتى الآن سواء بالابتعاد عن عالم الفن أو الاستمرار فيه، لتعلن عبر صفحتها الشخصية: (أنا اتفاجئت بنزول كليب يجمع فيه مشاهد متفرقة من الفيلم وفي أيام ذي الحجة أيام مباركة وخصوصا بعد آخر بوست نزلته وضحت فيه أنا أيه واتفاجئت أكثر خصوصا بعد وعد تامر حسني ليا وتأكيده أنه هيحترم رغبتي وبعض الطلبات اللي طلبتتها منه بكل ود بكل احترام وود الصيف اللي فات وأكد لي أنه هيحترم رغبتي).
وأضافت: (بتكلم من قلبي االكليب ده ميرضيش ربنا وأنا عيطت لأني شفت نفسي في المشاهد دي، دي كانت زلة نتيجة ظروف مريت بيها، وكلنا بنغلط ولازم نغلط علشان احنا بشر، أنا مش هتكسف أنا تبت من المشاهد دي وهي لا تصح وأنا غلطت وبصلح، وأهم حاجة أن ربنا يرضي عني لأن في الآخر ده اللي هينفعنا مش الشهرة ولا النجاح)، وقامت (الشيخة حلا) بوضع لينك للقاء مصور للفنان تامر حسني وقالت : (بفكرك يا تامر بالفيديو اللي قلت فيه أنا مش بتمنى أموت وأنا مطرب أنا دايما خايف من كده، شوفه تاني يمكن يفكرك أن جواك أكيد فيه صراع وأنا وكلنا بنغلط بس المهم في الآخر نتدارك الغلط ونصلح).
ظني أن هذا العبث أخذ أكثر من حقه عندما تصدر اسم الفنانة حلا شيحة (الترند) على موقع (تويتر)، عقب التعليق الذي نشرته عبر صفحتها الشخصية على (إنستجرام) عن توبتها من بعض المشاهد التي قدمتها بفيلم (مش أنا)، وخاصة أن بعض رواد الموقع عبروا عن غضبهم تجاه رد فعل الفنانة، لأنها وافقت على العمل من بدايته وتقاضت أجرها.
وما أشعل النار في الهشيم أكثر كان هذا الرد المتوازن من جانب الفنان تامر حسني حيث قال: (نهاركم جميل يا أغلى الناس، الحقيقة عمري ما بتخيل إني أدخل في نقاش بالشكل دا مع زميل بحترمه وكان في بينا كل خير.. للتوضيح بما إنك يا حلا كتبتي بوست وأشركتي الجمهور الكريم معانا بدلا ما كنتي تكلميني شخصياً ونتناقش بيني وبينك، فأنا مضطر أرد هنا برضو .. أولاً أنا عمري ما وعدتك إن الكليب مش هينزل دا محصلش أصلاً يا حلا مش أنا خالص اللي أوعد وأخلف … الحقيقة أني احترمت كلامي معاكي ووعدتك أشيل مشاهد تانية طلبتيها وشيلتها بالفعل وشكرتيني عليها ولو حابة تفتكري المشاهد اللي اتشالت بعد إذنك روحي شوفيها في المونتاچ عند الأستاذ عمرو عاكف أو كلميه يبعتهالك كلها موجودة، وبعدين الفيلم بقاله 3 أسابيع في السينمات والكليب موجود جوه الفيلم هو بالنسبالك الحرام إننا ننزل الكليب على اليوتيوب بس!!، إنما الكليب يتشاف جوه السينمات عادي؟!، منطق غريب فعلاً يا حلا”.
وأضاف: (وبعدين هو مش أنت اللي مضيتي عقد وتقاضيتي عليه مبلغا كبيرا عشان الدور دا بعينه !!!!! هو مش أنت اللي صورتيه ومثلتيه بنفسك وبمنتهى الرضا ولاّ حد أجبرك؟!!!!!!، وللتوضيح للجمهور الكريم أنا والمخرجة الأستاذة سارة وفيق بعتنالك وكنا بنتحايل عليكي تيجي تشوفي شغلك قبل إصدار الفيلم عشان لو عندك أي ملحوظة تقوليها، ماكنتيش بتردي علينا وتليفوناتك كلها كانت بتقفل في وشنا، أنت للأسف يا حلا متعاملتيش صح مع الموقف كان لازم تهتمي بأمرك أكتر من كدا ولو كان ليكي أي طلب تاني كنت هعمله بكل حب إنما أنت فجأة اختفيتي ومكملتيش تركيب صوتك في الفيلم ولا جيتي تتصوري عشان آفيش الفيلم أصلًا ومخليتيناش نعرف نعمل آفيش مجمع!!! وبقيتي تقفلي تليفوناتك وتكنسلي علينا كلنا).
وتابع حسني: (وبعدين أي فيلم بيبقى ليه خطة مسبقة في الدعاية وأنت عارفاها كويس ووافقتي عليها ودا كليب رومانسي يعني معقول كنتي عايزة المنتج يشيل كل مشاهدك اللي صورتيها من الكليب ويطلعني بغني وبقول الكلام الرومانسي دا للأستاذ ماجد الكدواني مثلاً هو دا يُعقل؟؟!!!!!، أنا زعلان منك جداً يا حلا على مفردات البوست بتاعك الغير موفقة ومستحيل هرد بطريقتك اللي فيها تجريح واتهامات باطلة ليا احتراماً لحجات كتير يمكن فايتاكي بس مش هتفوتني وعلى فكرة أنا واثق إنك عارفة إني مستاهلش منك كدا وهكتفي بالتوضيح دا وربنا يهدي الجميع ويكتبلك كل الخير اللهم آمين”.
وبناء على رد تامر حسني علق المخرج (ماندو العدل) على الفنانة حلا شيحة، بعد تصريحاتها التي عاتبت فيها المطرب قائلا: (ياريت بس لما تطلقي مترجعيش تقولي عايزة أمثل تاني يا أستاذة حلا)، وفي هذا الصدد أيضا أصدرت قناة on.tv بيانا رسميا ينتقد التغيرات التي واجهت الفنانة (حلا شيحة) خلال السنوات الأخيرة، والتي تؤثر بشكل كبير على قناعاتها وحياتها الشخصية وموقفها من الفن وما يقدمه زملاؤها من أعمال فنية، فقبل نحو عامين عادت حلا شيحة للتمثيل مرة أخرى، بعد اختفاء دام سنوات كانت خلالها تتمسك بأفكار متحفظة دينيا، قد تصل إلى التشدد، ومع ذلك دعمها زملاؤها وساعدوها في تنفيذ رغبتها بالعودة للتمثيل، وكان آخر أعمالها فيلم (مش أنا) مع النجم تامر حسني.
ومن جانبنا نتساءل بأى حق أو عرف أو قانون توجه (حلا) لوما لصناع الكليب المنشور على اليوتيوب، هل النشر في اليوتيوب حرام لكن في السينما حلال؟، ومن سمح لها أن تلبس ثوب الواعظ الديني بهذه الفجاجة المستنكرة أصلا، وبدأت تحدث زملاءها عن فتنة الشهرة التي تجعلهم لا يقيسون الأمور بشكل صحيح! .. هل نزل عليها الوحي فجأة أم جاءها هاتف من السماء؟ .. ثم أي فتنة تلك التي تتحدث عنها (الأخت حلا شيحة) التي تنقلب فكريا كل عدة أشهر وتنتظر من العالم أن يستجيب لتغيراتها وتقلباتها التي تؤكد خللا نفسيا تعاني منه؟!.
إذا كانت (حلا شيحة) ترى أن الفن حراما، فهذا حقها المطلق لكن ذلك شريطة أن تعلن بمحض إرادتها الحرة إجمالي ما تقاضته من تلك المهنة (الحرام)، وتتبرع به علنا للغارمات أو إحدى المستشفيات، على الأقل لكي يصدقها من يحملون نفس القناعة، أما فكرة المزايدة على الآخرين ولعب دور الواعظ دون إدراك أو وعي لخطورة ما تفعله على نفسها وأسرتها، والتنظير الأجوف الذي لايجنى سوى ثمار مرة عليها وحدها، فهي أدوار يتقنها الجميع .. نعم من حق أي إنسان أن يمارس القناعات التي يريدها على نفسه، لكن لا يحق له أن يزايد ويسيء لزملاء مهنة الفن خاصة أنه لم ير منهم إلا كل خير ودعم، والعالم يا (أخت حلا) ليس مجبرا على التكيف مع فتنة الشهرة التي تنتابك بين الحين والآخر بمعنى : (ساعة تروح وساعة تيجي) .. وكل ذلك حسب أحوالك ومزاجك الشخصي، خاصة أن (حلا) أصرت مؤخرا أن تكتب على حسابها في (إنستجرام) عن مدى سعادتها بالمشاركة في فيلم (مش أنا) ومدى امتنانها لدعم تامر حسني لها.
ومن هنا نهمس في أذن (الأخت حلا): لم يعد المجتمع المصري يشتري تلك البضاعة الرخيصة، خاصة أنك فنانة نصف مشهورة ولم تقدمي في سجلك الفني أية أدوار مهمة يمكن أن تشفع لك، وعليك ألا تلجئين لهذا النوع الردئ من الابتزاز العاطفي، حيت تعلنين اعتزالك وتتبرئين من الضلال بين الحين والآخر كي تصبحين نجمة تركب (الترند) وتتهافت عليها الصحافة والبرامج (الدينية)، ويبدو لي أن هذا منهج تفكرك القاصر، فربما تحققين من (التوبة) ما لم ولن تحققين نصفه من التمثيل .. ولعل رد فعل المجتمع يؤكد تلك الحقيقة المرة التي هى بالتأكيد تسببت لك في صدمة غير متوقعة.