كتب : محمد حبوشة
على الرغم من عودة العلاقات بين مصر وقطر، ماتزال قناة (الجزيزة) تكن العداء لنا وتكشف يوما تبو الآخر عن وجهها القبيح باعتبارها أحد فضائيات الدم والعار التي تعمل لحساب جماعة الإخوان الإرهابية، فبعد أن توقفت مؤقتا عن تقديم إعلام مفبرك ومضلل وكاذب ومحاولة الحشد بصورة كبيرة، دست أنفها مؤخرا في قضية السد الأثيوبي وراحت تقوم بتسخين المصرية للضغط على القيادة السياسية لدفعها نحو هجوم عسكري غير محسوب على السد، وفي هذا الصدد صممت سيناريو افتراضي يشرح أبعاد ضرب سد النهضة، حيث قالت على لسان محلليها السياسيين والا ستراتيجيين: تترقب مصر والسودان وإثيوبيا ما ستسفر عنه جلسة مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الخميس، لمناقشة أزمة سد النهضة بناء على طلب دولتي المصب، وتعد الجلسة الثانية من نوعها بعد جلسة عقدت قبل أيام وانتهت بحث أطراف الأزمة على الحوار تحت قيادة الاتحاد الأفريقي.
ومع إعلان إثيوبيا الاثنين الماضي بدء الملء الثاني لبحيرة سد النهضة تزايد الحديث عن الخيار العسكري، خاصة في ظل قتامة التوقعات حول ما ستسفر عنه الجلسة الأمنية الأممية، وزعمت (الجزيرة) قائلة : أنه طوال الأشهر الماضية ظل الخيار العسكري مطروحا للنقاش كأحد الخيارات الممكنة أو غير الممكنة لحل أزمة السد الإثيوبي بين المحللين السياسيين والخبراء العسكريين في وسائل الإعلام التقليدية، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ورسمت الجزيرة نت في نقاط محددة سيناريو افتراضيا لما بعد الضربة العسكرية لسد النهضة إن حدثت، والنتائج المتوقعة لها عسكريا وفنيا ودوليا وعلى المستوى الأفريقي.
إلى ماذا يستند متوقعو الضربة العسكرية في الجزيرة؟
في الحقيقة بدا من تطورات الأعوام الماضية – خصوصا منذ توقيع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيسي السودان وإثيوبيا على اتفاق إعلان المبادئ عام 2015 – أن مصر متمسكة بخيار التفاوض، وظل هذا قائما رغم أن الجولات المتتالية للمفاوضات لم تؤد إلى شيء، وبعد قيام إثيوبيا في العام الماضي بالملء الأول لبحيرة السد ظلت مصر متمسكة بخيار التفاوض ومحاولة حشد ضغط دولي على إثيوبيا، لكن أصواتا مصرية – خصوصا في الإعلام القريب من السلطة – بدأت من آن إلى آخر تلوح بالخيار العسكري كورقة أخيرة لمصر.
لكن الأيام الأخيرة شهدت تطورات وتصريحات تدعم أنصار سيناريو قرب التحرك العسكري، ومن أبرز هذه التصريحات: اليوم الخميس، قال وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي إن القوات المسلحة بما تمتلكه من فرد مقاتل وقدرات قتالية وأسلحة متطورة في التخصصات كافة قادرة على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر ومقدرات الشعب المصري العظيم، وقبل يومين، حذر المتحدث العسكري من اختبار رد فعل القوات المسلحة في ظل قدراتها العالية للردع.
وفي إطار التفسير التآمري على هواها وأيضا تسخين المصريين قالت الجزيرة: السبت الماضي وخلال تقديمه حفل افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية (شمال البلاد) قال العميد ياسر وهبة: لسنا دعاة حروب أو صراعات ولكننا إذا فرض علينا القتال دفاعا عن حقوقنا فنحن أهله، وخلال مأدبة غداء بعد حفل افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه لا يجوز التفاوض مع إثيوبيا بشأن قضية سد النهضة إلى ما لا نهاية، وسبق للسيسي أن أكد قبل أسابيع أن قضية المياه خط أحمر للمصريين، مضيفا (من يريد التجريب فليجرب).
ولزيادة أجواء التوتر والدفع نحو الحل الوحيد من وجهة نظرها، قال الخبير العسكري والإستراتيجي المصري العميد متقاعد صفوت الزيات في تصريحات لفضائية الجزيرة مباشر: أن الضربة العسكرية للسد باتت في حيز الضرورة القصوى، وهى ليست للعدوان، مشيرا إلى أن مصر تمتلك خيارين: الأول من خلال العمل عبر المسافات البعيدة انطلاقا من قاعدة برنيس (جنوبي مصر) التي تبعد مسافة 1400 كلم عن سد النهضة، والآخر يتمثل في وجود تسهيلات جوية تقترب من الحدود السودانية، مما يزيد القدرة العسكرية بنسبة 80%، انطلاقا من قاعدة مروى (شمال) وغيرها.
وتأكيدا على ذات الحل لا غيره ذهبت الجزيرة في توضح نواياها الخبيثة إلى التأكيد على سيناريو ضرب السد على لسان الزيات الذي اقترح إنه من الأفضل استخدام الأراضي السودانية، خاصة أن السد على مقربة من الحدود السودانية، مما يتيح للمقاتلات المصرية الطيران المنخفض والمناورة والوجود في أوقات قليلة من منطقة الهدف، ثم أضاف الخبير العسكري : من الأفضل أن توجه الضربة إلى أدوات أجهزة الإنشاء وكل ما هو فوق السطح، إضافة إلى قطاعات في المحور الأوسط للسد، ولدى مصر صواريخ تحملها المقاتلات قادرة على تنفيذ ذل، تستطيع مصر ضرب السد دون تعاون سوداني طالما كان الأمر قاصرا على استهداف أعمال المنشآت الجارية.
وعللت نجاح الضربة العسكرية التي تحاول توريط مصر فيها بأن الرد الإثيوبي: لدى أديس أبابا مقاتلات قادرة على الوصول إلى منطقة السد العالي (جنوبي مصر)، لكن المنظومة الدفاعية الجوية المصرية قادرة على الحماية والرد خلافا لضعف القدرات الإثيوبية، ولم تنسى الجزيرة التلويح برد الفعل الدولي (يعني بتضرب وتلاقي) إذا ما وقعت الضربة قائلة: الولايات المتحدة قد تطبق على مصر عقوبات بموجب قانون (كاتسا) الذي يعاقب الدول التي تتعاون مع خصوم واشنطن، بعد أن منعتها من الحصول على مقاتلات ذات ذراع طويلة، في إشارة إلى استخدام مقاتلات (سوخوي-35) الروسية.
وفي إطار ذات اللعبة القذرة لاستنفار قوى المصريين من جانب (الجزيرة)، ركز الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني فايز الدويري في حديثه للجزيرة نت على النقاط التالية: لا يرى في الأفق عملا عسكريا، واحتمالاته لا تزيد على 3%، إلا أنه أكد قدرة القاهرة على التنفيذ بمفردها، في ضربة عسكرية محسوبة، وبالتركيز على سلاح الجو، مضيفا: يمكن لطائرات (رافال، سوخوي-35) الانطلاق من قاعدة برنيس، لتدمير محطات الكهرباء دون ضرب السد نفسه، والعودة إلى القاعدة دون الحاجة لمساندة السودان، والمقاتلات المصرية قادرة على حمل أطنان من المتفجرات إذا خففت صواريخها لصالح إمدادات الوقود، وأشار الخبير العسكر والاستراتيجي الأردني إلى أنه في حالة أكبر يمكن ضرب السد المساند (السرج) لسد النهضة، معللا ذلك بأن قدرات إثيوبيا الصاروخية لا مجال للحديث عن قوتها، لكن على القاهرة حساب المخاطر الناجمة.
وحول تداعيات العمل العسكري من الناحية الفنية استندت الجزيرة في عملها الشيطاني إلى طرح الأكاديمي المصري محمد حافظ أستاذ هندسة السدود والموانئ في حديثه للجزيرة نت النقاط التالية: مصر قادرة من الناحية الفنية على تحويل السد الخرساني إلى تراب وليس فقط إعطابه، نظرا لطبيعة موقع السد ومسار التحرك العسكري البعيد فإن الضربة لن تكون (نزهة)، بل حرب طويلة الأمد، ففي حالة عدم ضرب السد (الخرساني) والحفاظ عليه حتى لا يسبب غرق سد الروصيرص السوداني (يبعد حوالي 20 كلم عن سد النهضة) عندئذ يكون الكلام تحديدا عن ضرب محطات الكهرباء، وضرب محطات الكهرباء يمثل هدفا ثمينا كافيا لتعطيل السد قرابة 5 سنوات.
وراح الأكاديمي المصري يعدد مخاطر الضربة المحتملة قائلا: تضمين العملية العسكرية تدمير سد السرج يمثل ضربة مؤلمة بشدة لإثيوبيا دون تعرض سد الروصيرص أو السودان لأي مخاطر، ومن المستبعد لجوء إثيوبيا لتهديدات حقبة السبعينيات بتحويل مجرى النهر ليكون المصب في البحر الأحمر، فمن الناحية الفنية البحتة النيل الأزرق ينحدر باتجاه الشمال الغربي نحو الحدود السودانية، وتغيير هذا الانحدار ليصب في البحر الأحمر يحتاج إعادة تشكيل طبوغرافيا الكون، وهذا أمر لا يقدر عليه إلا الله، وأكد على أنه قبل التفكير في أي عمل عسكري لا بد من تأمين السدود السودانية أولا ثم السد العالي.
ولأن هنالك غرض في نفس يعقوب (أقصد الجزيرة) فقد اعتمدت على عبد الله الأشعل أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق الذي تحدث للجزيرة نت مؤكدا على النقاط التالية: الضربة العسكرية لسد النهضة واردة، وإثيوبيا هى من تفرض العمل العسكري، حيث لم تترك متسعا من البدائل سوى اللجوء إليه، وإذا لم يتم ضرب السد وإنقاذ مصر فسيفقد النظام السياسي والرئيس المصري شرعيتهما، المجتمع المصري معرض للهلاك، وأيا كانت الآثار المترتبة على العمل العسكري كالعقوبات الدولية فلن تكون كنتائج اختفاء مصر من على الخريطة، مصر ستدافع عن بقائها طبقا لمبدأ الدفاع الشرعي عن النفس بعد أن طرقت كل الأبوا، لنأخذ تهديد السيسي لمن ينال من حقوق مصر المائية مأخذ الجدية.
هذه بعض النقاط التي ركزت عليها الجزيرة في لغة خطابها نحو أزمة السد الأثيوبي ليس بهدف مساندة الموقف المصري بل وضع السم في العسل من ناحية ومن ناحية أخرى تسخين الأجواء نحو دفع المصريين للتأثير على القيادة السياسية للتعجيل بضربة ربما لاتحمد عقباها وبذلك تكون الجزيرة قد حققت هدفها بإحداث حالة انقسام بين الشعب وقيادته لتؤكد أننا أمام إعلام أصبح الرأي العام المصري والعالمي على وعي وإدراك كاملين بأنه إعلام موجه وغير مهني وغير جاد، ويعتمد على التضليل وبث الأكاذيب والشائعات، وإعلام يتعمد دائما ومع أي حدث التصعيد غير المبرر وعدم الاستناد إلى مصادر حية ومحاولة تحريض المصريين ضد القيادة السياسية بشكل أو بآخر، ولاننسى أنها تتعمد الشماتة مع أي حدث إرهابي قد يطول مصر.
وفي النهاية لابد أن نعلم جميعا أن مصر بقياد الرئيس عبد الفتاح السيسي وبجيشها الباسل وشرطتها الوطنية وقضائها الشامخ وإعلامها الصادق وجميع مؤسساتها، أكبر من أية محاولات للاختراق من جديد أو فرض أجندة محددة من قِبل مؤسسات استخباراتية (عبر الجزيرة) تابعة لقطر وتركيا وغيرها من الدول الكارهة لمصر، والتي تعمل من أجل ضرب الفتن بالدولة؛ خصوصا أن الشعب المصري العظيم أصبح واعيا بشكل كبير ولديه القدرة على مواجهة التحديات والمخاطر والمؤامرات التي تواجه الدولة المصرية داخليا وخارجيا، والأمر المؤكد أن إعلام الإرهابية وفضائيات الدم والعار القطرية والتركية ستظل تعمل ضد الدولة المصرية؛ لأن هذا هو نهجها وهذه هى مهمتها، لأنها أصبحت دمية لخدمة الأغراض الإرهابية لنظامي قطر وتركيا اللتين تنفذ أجندة جماعة الإخوان الإرهابية.