أغنيات (بمبه كشر) أنتجتها نادية الجندي لـ (صفاء أبوالسعود)
كتب : أحمد السماحي
من الأفلام التى حققت نجاحا كاسحا وقت عرضه عام 1974 فيلم (بمبة كشر) قصة جليل البنداري، سيناريو وحوار محمد مصطفى سامي، إخراج حسن الإمام، وبطولة كوكبة كبيرة من النجوم منهم (نادية الجندي، سمير صبري، عماد حمدي، صفاء أبوالسعود، خيرية أحمد، حسين الإمام، أمينة رزق، حسن مصطفى، شفيق جلال، محمد نجم، يونس شلبي، أحمد غانم، ماجدة حماده) وغيرهم.
توفرت للفيلم كل عناصر النجاح من قصة قوية مؤثرة تحكى مأساة (بمبة كشر) راقصة العشرينات الشهيرة، وموسيقى تصويرية رائعة لفؤاد الظاهري، ومدير تصوير مبدع مثل رمسيس مرزوق، وإنتاج سخي من الفنان (عماد حمدي) منتج الفيلم، وتوج كل هذا حسن الإمام كمخرج زكي عاشق للغناء والاستعراضات، ويعرف كيف يدير البلاتوه، ويخرج من نجومه أفضل ما لديهم من إمكانيات، فضلا عن مجموعة من الأغنيات المتميزة من التراث الشعبي والفلكلور، وبعض أغنيات الفترة، وعدة أغنيات آخرى.
أثناء عرض الفيلم اشترت شركة (صوت القاهرة) أغنياته وطرحتها بالإشتراك مع (نادية الجندي وعماد حمدي) عبر أسطوانة تتضمن خمس أغنيات جميلة جدا، هى (وشوشني) كلمات المخرج حسن الإمام، وألحان الموسيقار حلمي بكر، وغناء نادية الجندي، وهى الأغنية الوحيدة التى تغنيها بمفردها، وباقي الأغنيات الأربعة هى (حلالي بلالي) كلمات فلكلورية، ألحان نجيب السلحدار، (يا حليله) كلمات بديع خيري، ألحان دواد حسني، (يا بمبة كشر) كلمات عبدالوهاب محمد، ألحان حلمي بكر، (أنت المدلل) كلمات الشاعر الغنائي مجدي نجيب، ألحان إبراهيم رجب، واشترك في غناء الأربع أغنيات أبطال الفيلم (نادية الجندي، وصفاء أبوالسعود، وشفيق جلال، وسعيد صالح) حتى النجم الكبير (عماد حمدي) غنى مع باقي زملائه جملتين فى نهاية دور (أنت المدلل).
تضمن الألبوم أيضا قطعتين موسيقيتين من مؤلفات الموسيقار فاروق سلامه هما (قصر الشوق، ورباب)، ولا أدري لماذا لم تقم الشركة المنتجة بطبع الموسيقى التصويرية الرائعة للفيلم التى وضعها أحد عباقرة الموسيقى التصويرية في مصر المحروسة (فؤاد الظاهري).
الظاهرة التى لفتت انتباهي وسمعي، وأنا أسمع ألبوم هذا الفيلم أن النجمة (نادية الجندي) التى اتهمها البعض بالأنانية والشيفونية، لم تكن يوما كذلك بدليل أنها فى هذا الفيلم وهو كان من إنتاجها مع زوجها فى هذا الوقت نجمنا الكبير (عماد حمدي) لم تغن سوى أغنية واحدة فقط، واشتركت مع باقي أبطال الفيلم خاصة النجمة (صفاء أبوالسعود) فى الأغنيات الباقية، وكان يمكن أن تفرض شروطها وتغنى بمفردها كل الأغنيات، أو لا تسعى لطبع الأغنيات على أسطوانة، لكنها فعلت هذا لأنها عاشقة لفنها، وتريد النجاح لفيلمها الذي حقق نجاحا ساحقا مما جعل الناقد السينمائي الراحل (سامي السلاموني) يكتب فى (نشرة نادي السينما) مقال يوم 2 أكتوبر 1974 يقول في جزء منه : (الظاهرة المخيفة أكثر من بمبة كشر نفسها، هى الحملة الاعلانية الغريبة التى صاحبت هذا الفيلم من كل أجهزة الاعلام المقروءة والمسموعة، بحيث تبدو كل كلمة كتبت أو قيلت اعلانا مدفوعا، إن هناك حملة مريبة لتكريس هذا الفيلم بأكثر مما حدث ربما في تاريخ السينما المصرية كله.!).