حسن وحسانين وشمورش !
بقلم : محمد شمروخ
من البداية أنا لا أعرف رجل الأعمال حسن راتب ولا التقيت به وحتى لو حدث فليس هذا عيبا لأن معرفة السيد حسن راتب لم تكن شبهة بل كانت دليلا على الحظوة، فقد كان حسن راتب بوصفه أحد الآباء المؤسسين في تجربة الإعلام الخاص عبر البث الفضائي واحدا من مراكز القوى المالية والإعلامية حتى أن قناته كانت أحيانا تبدو وكأنها القناة الأولى في أيام مجد التلفزيون المصري، ولم يكن السيد راتب رجل محسوب على الكبار لسبب بسيط هو أنه كان يبدو وكأنه واحد من الكبار أنفسهم.
ولست بحاجة لأعدد مشروعاته الكبرى في مجالات الإعلام والصناعة والتجارة والإعلام والتعمير والتعليم فما نشر عنه منذ القبض عليه للتحقيق معه في قضية الآثار التى اتهم فيها النائب السابق علاء حسانين يكفي، فلست في حاجة لتكرار ما حدث وكم أقاوم نفسي امام شهوة التشفى في سقوط أحد الكبار حتى لو لم يكن نالنا منه أذى ولكن الشهوة لا تعرف المنطق.
ولن أتحدث عن رحلة تسلل أو صعود رجل أعمال مثل حسن راتب، بل ولدى القدرة لاحتقار كل من ردد شامتا قصصا عن سلوكيات له مع بعض النساء والفتيات، فقد قدم المرددون لمثل هذه القصص برهانا على أنهم جبناء لأن أي منهم لم ينبس ببنت شفة عنه قبل القبض عليه.
ولن أتحدث عن علاقته أيضا بقضية النائب علاء حسانين فقد كتبت بيدى هاتين منذ فترة لا أذكرها أحداث قضية نصب بطلها النائب حسانين كان المجنى عليه فيها هو حسن راتب نفسه ولما سألت يومها عن نوع المعاملة بينهما كانت الإجابة بان بينهما بيزنس كبير!.
وفي عالم البيزنس الكبير لا تسأل عن نوع المعاملة مادام الأمر دخل في خانات ملايين الدولارات!.
ولن أتحدث عما سمعته منه هو بشحمه ولحمه وبعضمة لسانه من أن اسمه الكريم ثلاثيا هو “حسن البنا راتب” وكان هذا بالطبع في أيام حكم الإخوان، فلم يكن السيد حسن بالنسبة في كل ذلك إلا نموذجاً لرجل الأعمال الناجح الواقعى.. بل وكل رجال الأعمال، ولنضع في اعتبارنا شيئا مهما جدا له دلالته المنطقية وكذلك اللغوية وهو أن “كل” تستغرق “كل” ما بعدها.
فشرط النجاح في عالم البزنس هو أن تكسب بأى كارت يمكن أن تعلب به وهو ما يختصره المثل المغروس في أرضية المجتمع المصري “اللى تغلب به إلعب به” وهو للحقيقة مثل لم يعد تطبيقه مقصورا على رجال الأعمال بل على كثيرين إلا قليلا.. “وقليل ما هم”.
يا سيدى لا تنفخ صدرك كثيرا وأنت تزعم أن هناك رجال أعمال شرفاء لأن الشرف نفسه لم يعد له المدلول المعجمي المعتاد.
– هل أنا ذو نظرة سوداوية؟!
– أي نعم.. لكنى أزعم أيضا أنى صاحب نظرة واقعية. ذلك لأن الواقع هو الكشاف الحقيقي الذي يتحاوز كل القواميس فكل يوم يكشف لنا عن معنى جديد لمفردات كل المعاجم!
فالواقع يا سيدى يفرض علينا أن نعترف أن أكبر تجارة في مصر بعد تجارة المخدرات هى تجارة الآثار، فمنذ فترات طويلة تمارس أعمال الحفر في كل مكان في المدن والقرى من كل طبقات ومستويات المجتمع حتى صارت ظاهرة يمكن وصفها بأنها جنون جماعى حتى كاد يكون الحفر تحت كل بيت بإشراف مشعوذ ليحمي أهل الدار من أذى حارس المقبرة، والنصب كان على ودنه.
وتذكر أنه ما من موبايل في مصر إلا وصلته رسالة “انزل البلد يا أحمد أبوك لقه آثار”
والنائب السابق علاء حسانين كانت صلته بعالم الأثار بوصفه أكبر ممارس لفنون الشعوذة أو بالدقة “الشعبذة” الحقيقية وكذلك هو محسوب من الخمسة الأوائل بين أكبر السحرة والمشعبذين في مصر وعلى اتصال حقيقي بعالم اللهم ما احفظنا وقادر على تسخيرهم وفك السحر ورد المطلقة وجلب المحبوب، هههههههههههه.. سامعك بتقول ده تخريف وجهل.. يا صديقي انظر أسفل شريط القناة الفضائية التى تراها أمامك.. ها هى إعلانات الدجالين والمشعوذين من مصر وسائر الدول العربية والإفريقية عيانا بيانا تتحدى بلاغات المحامين الكبار والصغار وتضع إصبعها في عيون فرسان التنوير وتجديد الخطاب الديني.
كانت علاقات علاء حسانين “فوق فوق فوق” وذات مرة في إحدى القضايا الكبرى في الصعيد صدرت أوامر عليا لفريق المباحث الجنائية المشكل على مستوى الوزارة بوقف التحريات والاكتفاء بالمعلومات التى تم جمعها لأن الشيخ علاء توصل إلى المجرم الحقيقي في الجريمة التى تحدثت عنها مصر كلها وأثارت الرعب في كل بيت، ولما سخرت من هذا الزعم ولكن كانت الشفقة بادية على وجه احد الضباط الكبار خوفا علي من لعنة علاء بيه الذي لا أعرف مقداره.
– وما الدليل على أن المتهم قد …..
– علاء بيه قال وده راجل واصل.
ولكن لما كتبت تقريرا صحفيا عن سقوط علاء حسانين في قضية اتهام بالنصب وإصدار شيكات بدون رصيد لصالح السيد حسن البنا راتب، كانت قد جرت مياه كثيرة في ترعة الإبراهيمية كافية لري مائة مليون فدان، فقد فقد علاء بيه سطوته ربما لتوتر صلاته مع ملوك الجان بعد ان أغضبهم لأسباب مجهولة جعلته غير قادر على ما كان بقدر عليه من قبل.
فإن كان على حسن البنا راتب فهو نموذج ناجح ومعبر حقيقي عن مجتمع رجال الأعمال فهناك من هم مثله وقد يكون منهم من هو أكثر ثراء منه ولكنه لم يظهر للمجتمع ولديه سرعة تحرك تجعله يقى نفسه شر السقوط ولو مع شيوخ أوسع باعا في بلاط ملوك الجان.
أصلك أنت ساذج جدا لأنك أنت فاكر إن الكام ملياردير الذين تدوى أسماؤهم كالطبل في البلد من ملاك القنوات الفضائية أو المشروعات الكبرى وتتصدر صورهم وأسماؤهم لوحات الإعلانات العملاقة على الدائرى والمحور.. اسمح لى.. ملوك البزنس الحقيقين لو عرفت مقدار ثرواتهم وقدراتهم على التأثير في السوق فسوف تصدم بأنه لا يقارن مع من تعرفهم.
يعنى الفارق بينهم وبين من ظننتهم ملوك السوق.. بالضبط يمكن تشبيهه بالفارق بين كشك سجاير وشركة “ماتوسيان ش.م. م”، لكن هؤلاء باختصار هم لديهم قدرة على الاختفاء أكثر من قدرة شمورش ذات نفسه.
– استر يا رب.. وبعدين ؟!.
– لا يا عم كفاية كده هو احنا قد شمورش.. توتوتوتو.. أشتاتا أشتوت.. حابس حابس يكفينا شر الملابس.