رقصة الوداع .. فيلم يؤكد يقظة الدولة مهما كان دهاء الأشرار
* عزالدين ذوالفقار قدم كل أنواع الافلام ليؤكد تميزه وتفرده
* قدم المخرج ثلاثة استعراضات هامة للغاية تؤكد حسه الإستعراضي والغنائي
* شطارة وتنكيك (عزالدين) ينقذ الفيلم من ميلودرامية القصة التقليدية
كتب : أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام الذكرى الـ (58) لرحيل شاعر الكامير المخرج المبدع (عزالدين ذوالفقار) الذي رحل في شرخ شبابه، وهو لم يتجاوز الـ (44) حيث رحل عن حياتنا فى الأول من يوليو عام 1963، بعد أن أشرق مولده مع شمس يوم 28 أكتوبر 1919، وأخذ من ثورة 1919 ثوريتها وتدفقها، فكان ثائرا على الملل والرتابة والتقيد بنوع واحد، أو (ستايل) معين من الإخراج، لهذا قدم كل أنواع الافلام ليؤكد تميزه وتفرده، وقدم الفيلم (الرومانسي والاجتماعي والسياسي والمليئ بالأكشن والإثارة والتشويق) وأيضا أخرج الفيلم الغنائي والاستعراضي وإن كان لم يقدم فيلما كاملا استعراضيا أو غنائيا، ولكنه قدم أفلام يتخللها الغناء أو الاستعراض، وكان أفضل من يوظف الأغاني في الأفلام.
من الأفلام التى نجح فيها وكان قادرا على حبس أنفاس الجمهور حتى تنزل كلمة النهاية أفلام الإثارة والتشويق، من هذه الأفلام فيلمنا هذا الأسبوع (رقصة الوداع) الذي يعتبر نموذجا جيدا لسينما التشويق والإثارة والإنقاذ فى اللحظات الأخيرة.
قصة الفيلم
تنشأ قصة حب بين الخادمة الفقيرة (مبروكة) وسيدها الشاب الثري (عبدالحليم شمس الدين) فتحمل منه، ويُكتشف الأمر مما يعرض الأسرة للحرج فيسعى رب الأسرة إلى سفر ابنه للخارج، وتزويج الخادمة من رجل خارج عن القانون كي يمنح الطفلة الوليدة (سامية) اسمه، يمر الزمن وتصبح الطفلة راقصة في الملاهى الليلية، وتقع في حب شاب ثري إسمه (مجدي) مع مرور الوقت يعرف من هو الأب الحقيقي للفتاة التي يحبها، وينجح فى إنقاذها من أبوها المزيف، ومما يخطط لها!.
نقد الفيلم
فيلم (رقصة الوداع) هو الفيلم رقم (15) فى حياة مخرجه (عزالدين ذوالفقار) وبحكم تخرجه من الكلية الحربية وانتمائه إلى المؤسسة العسكرية نجد أنه فى كل الأفلام التى قام بإخراجها يحرص على تقديم صورة مبهرة للرجال الشرطة الذين يعلمون بكل ما يجري من شرور، فهم العين الساهرة اليقظة التى تظهر دائما فى الوقت المناسب، مهما كان قوة الأعداء ورسخوهم في الشر، وهذا ما شاهدناه فى فيلم (رقصة الوداع)، حيث اكتشفنا مع نهاية الفيلم أن (الحمش) الذي كان متنكرا في صورة ممثل خفيف الظل ينقل الأخبار بين (سامية، ووالداها، وزوجة أبيها) ما هو إلا ضابط بوليس، ينقذ (سامية) من براثن الأعداء المهربين فى نهاية الفيلم.
ورغم ميلودرامية القصة التى لا تحمل جديدا، إلا أن المخرج (عزالدين ذوالفقار) أضاف عليها أسلوبه، وظهر ملامحه كمخرج متمكن من أدواته فى هذا الفيلم حيث استطاع أن يجيد اختيار لحظات التوتر، ولحظات التخفيف الدرامي.
ونجح فى تقديم ثلاثة استعراضات راقصة للفنانة (سامية جمال) كانت موفقة للغاية وأعطت حيوية وأضافت جاذبية للأحداث.
أفلام عرضت عام 1954
شهد العام عرض 66 فيلما كما جاء فى موسوعة السينما للناقد السينمائي الكاتب الكبير (محمود قاسم) وهذه الأفلام هي (حياة أو موت، الوحش، صراع في الوادي، جعلوني مجرما، الآنسة حنفي، بنات حواء، فتوات الحسينية، كذبة إبريل، دستة مناديل، الستات ما يعرفوش يكدبوا، دايما معاك، يا ظالمني، عفريتة إسماعيل ياسين، بنت الجيران، خطف مراتي، أربع بنات وضابط، حسن ومرقص وكوهين، الحياة الحب، رسالة غرام، المال والبنون، موعد مع السعادة، تاكسي الغرام، نور عيوني، شرف البنت، الملاك الظالم، انتصار الحب، كدت أهدم بيتي، مرت الأيام، قلوب الناس، أقوى من الحب، مغامرات إسماعيل ياسين، أنا الحب، العمر واحد، الفارس الأسود، بنت الجيران، الحياة الحب، حلاق بغداد، نور عيوني، شرف البنت، أثار في الرمال، العاشق المحروم، الأرض الطيبة، يا ظالمني، الملاك الظالم، لمين هواك، الناس مقامات، خليك مع الله، فالح ومحتاس، حدث ذات ليلة، تحيا الرجالة، ارحم دموعي، أبو الدهب، عزيزة، علشان عيونك، بنت البلد، دلوني يا ناس، وعد، جنون الحب، قرية العشاق، انسان غلبان، ليلة من عمري، امريكاني من طنطا، شيطان الصحراء، الأستاذ شرف، الحقوني بالمأذون، الشيخ حسن، المجرم.
أحداث سينمائية حدثت عام 1954
هذه الأحداث تم نقلها من كتاب ناقدنا الكبير (علي أبوشادي) التى صدرت فى كتاب (وقائع السينما المصرية في مائة عام).
** شهد العام عرض عدد من الأفلام التى تعد علامات مهمة في تاريخ مخرجيها الكبار، مثل (الوحش) لـ صلاح أبوسيف، (صراع فى الوادي) يوسف شاهين، وكلاهما يعد أول صدى حقيقي للأفكار التى طرحتها ثورة يوليو حيث قدما هجائية قوية للإقطاع، كما قدم فيلم (حياة أو موت) لكمال الشيخ وهو أول فيلم يصور بكامله تقريبا في شوارع القاهرة، (جعلوني مجرما) لعاطف سالم، ويتناول بالتحليل الظروف الإجتماعية والإقتصادية التى تدفع المواطن العادي إلى أرتكاب الجريمة.
** شاركت مصر بفيلمي (الوحش، وصراع فى الوادي) فى مسابقة مهرجان كان بفرنسا.
** رغم غزارة الإنتاج لم يظهر هذا العام سوى مخرجين جديدين فقط، حيث تحول مساعد المخرج (إسماعيل حسن) إلى الإخراج بفيلم (فالح ومحتاس)، وتحول (إحسان فرغل) من المونتاج إلى الإخراج بفيلم (العمر واحد).
** قدم (إلهامي حسن) فيلمه (أوعى تفكر) الذي عرض أيضا تحت اسم (إنس الدنيا) رغم أنه الفيلم ذاته.
** بلغ عدد دور العرض 454 دارا فى نهاية هذا العام.
بطاقة الفيلم:
إنتاج أفلام شارل نحاس.
مدير الإنتاج : سيد عزاب
توزيع : أفلام مصر الجديدة
تأليف وحوار : محمد كامل حسن المحامي
مدير التصوير : أحمد خورشيد
المكياج : رشدي إبراهيم
المصور : كمال كريم
مهندس المناظر : عباس حلمي
المنفذ : عبدالمنعم شكري
الأكسسوار : حسين الشريف
مهندس الصوت : علي كامل
تسجيل الأغاني : شارل فوسكلو
فوتوغرافيا : طه رمضان
المونتاج : حلمي صادق
تركيب الفيلم : جميل عزيز
الرقصات : آه يا زين كلمات فتحي قوره، ألحان عبدالحليم نويره
رقصة الملك، كلمات فتحي قوره، ألحان بيبي المانز
رقصة البنور، موسيقى أندريه رايدار.
ملابس رقصات سامية جمال : ادوار فارس
سيناريو وإخراج : عزالدين ذوالفقار
تاريخ العرض: 26 ابريل سينما الكوزمو.
بطولة: عماد حمدي، سامية جمال، محمود المليجي، نجمة إبراهيم، إستفان روستي، حسين رياض، محمد توفيق، صلاح نظمي، رياض القصبجي، لولا عبده، فاطمة السلحدار، الطوخي توفيق، علي رضا، عبدالحميد بدوي، عبدالنبي محمد، محسن حسانين، عبدالمنعم إسماعيل، شلاضيمو، ماشست.