بقلم : محمد حبوشة
يقول الفنان (ستانسلافسكي) وهو يخاطب تلاميذه: (هدفنا ليس حياة بشرية بل إبرازها في قالب فني. لأنه ليس على الممثل أن يعيش في صميم دوره فحسب، ولكن يجب أن يبرزه ويعطيه المظهر الخارجي. ويجب أن تفهموا أن توقف الجسد واعتماده على الفكر هى مسألة لها أهمية خاصة في مدرستنا، ولإبراز الحياة الداخلية الدقيقة يجب أن تلاحظ كل ما هوجسماني وصوتي معا بعناية وبعد درس دقيق يجب أن تبرز نتيجة لذلك أدق المشاعر بمنتهى الحساسية والإخلاص. ولذلك وجب على كل ممثل في مدرستنا أن يعمل كثيرا بل أكثر من اي شخص، سواء لتعويد ذهنه على عملية خلق ما يسمونه: ان الممثل يعيش في دوره أو لتدريب جسده على نقل التأثيرات الناتجة عن ذلك بمنتهى الدقة).
ويبدو لي أن الفنانة القديرة (فردوس عبد الحميد) واحدة من أخلص تلاميذ (ستانسلافسكي) في معايشة الشخصيات التي تجسدها، فهى تعرف جيدا الفرق بيم ما هو جسماني وما هو صوتي، ومن ثم تبرز أدق المشاعر بمنتهى الحساسية والإخلاص في أدائها، إنطلاقا من قاعدة: (أنه ليس هناك أفعال جسدية منفصلة عن رغبة الممثل أوعن الجهد الذي يبذله اوعن الهدف الذي يسعى الي تحقيقه من غير أن يشعر داخليا بمبرر مقنع لكل فعل كما أنه لا يوجد عمل للخيال من غير فعل متصور)، ومن هنا تدرك (فردوس) جيدا أن هنالك وجود ما لرابطة حميمة بين الفعل الجسدي وجميع العناصر الداخلية للحالة الإبداعية.
فنانة مثقفة
وباعتبار أنها فنانة مثقفة ولديها خبرة حياتية كبيرة فهى تعرف جيدا أن الانسان منذ ولادته حتى الموت يعبر عن وجوده ويعمل، ويفكر، ويفرح، ويحزن، ويتأمل، ويجب، ويكره.. إنه يتحرك ضمن واقعه الاجتماعي وعلاقته، فالحياة حركة مستمرة، والإنسان يرفض السكون باعتباره صورة من صور الموت، وهذا كان دافعا قويا لدى (فردوس عبد الحميد) عبر رحلتها الفنية الطويلة إلى تبديد السكون مما يدفعها دوما لأن تنفعل وتعاني وتتعاطف من خلال ذلك لتعبر عن وجودها ومعناه، لهذا فقد لجأت مبكرا إلى المسرح التي يؤجج الرغبة بالتعرف، فهو يعرض الانفعال ويؤثر على أحاسيس الانسان ومشاعره وإحدي مقومات الشخصية الإنسانية في الانفعال والعاطفة، وبما أن الشخصية في المسرح هى إحدى العناصر الأساسية للعرض، فإن للعاطفة والانفعال جانبين مؤثرين على بقية الجوانب الأخرى.
وفردوس عبد الحميد بالأساس هى إنسان من لحم، ودم، وفكر، وعاطفة، وانفعال، ومن خلال كل ذلك فهى تجسد الشخصية الأخرى في عواطفها وانفعالاتها، وهى توظف كل أجهزة جسدها التي تجسد العواطف والانفعالات، لكي تظهر من خلال صوتها وحركاتها وإيماءاتها وانفعالاتها الشخصية على نحو أكمل، فلا يوجد لديها موقف متخيل لا يحتوي على قدر معين من فعل الفكرة المجسدة (جسديا)، لأنه لن تكون هناك أفعال جسدية مخلوقة دون توافر الإيمان الكامل بحقيقة وصدق وجودها كفنانة تمتهن مهنة التمثيل، فليس هناك فعل جسدي مجرد من الرغبات والطموحات والأهداف والمشاعر التي تبرز الفعل، كما تجلي ذلك مع مختلف الشخصيات التي قدمتها على المسرح والشاشتين الصغيرة والكبيرة.
بنت بلد
هى (بنت بلد) في ملامحها، إحساس وشجن خفي، وحزن تراه من النظرة الأولى، وهى فوق كل ذلك خلطة إنسانية من الالتزام والاحترام والعناد، تتعامل مع حياتها بصداقة ومع أحزانها بفهم ومع مشاعرها بحب، عدوها الأول الخوف وصديقتها المحبة وحبيبها الفن .. إنها فردوس عبد الحميد محمود، خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الكونسرفتوار (تخصص أصوات)، والمولودة في الإسكندرية، والتي تقول عن نفسها: أنا اسكندرانية أباً عن جد، والدي عبد الحميد محمود تاجر موبيليا ووالدتي تدعى فاطمة، ولدي شقيقتان: الكبرى ليلى، مهندسة ديكور والصغرى منى خريجة آداب قسم تاريخ وأنا الوسطى بينهما.
وتقول عن دخولها الوسط الفني: دخلت هذا المجال كى أرفع من اسم والدي، فأنا لدى ثلاث شقيقات، وليس لدى أى شقيق، وهذه النقطة تحديدا كانت لم تسعد والدى قط، وكان يشعر بحزن كبير، وأننا عبء عليه، ومثل هذا الأمر كان يؤرقه كما كان يؤرقنى أيضا، وليس ذلك لأن ذرية البنات قبيحة، أما إنه كان يريد أن ينجب ولدا كى يحمل اسمه، وبعد رحيله لم يذكر اسمه فى الدنيا، وعندما أنجبت والدتى للمرة الثالثة، وكانت فتاة أيضا حدثت مشكلة كبيرة آنذاك، ولم تستقبل فى بيتنا بالشكل الملائم لها، وكأن والدتى ارتكبت ذنبا كبيرا، فأثر هذا الأمر فىّ كثيرا وانتابنى وقتذاك وأنا طفلة شعور بالإصرار على النجاح، وأن أصبح شيئا مهما كى أحقق له أمنيته، وعندما دخلت الفن أردت أن تكون هذه فرصة بأن أثبت لوالدى أن البنت تستطيع أن تخلد اسمك مثل الولد، ومن الممكن أكثر أيضا والحمدلله استطعت أن أحقق له حلما بعد ما كان لديه عقدة من إنجاب البنات.
حققت حلم أبي
وتضيف فردوس: والدى كان معترضا وبشدة على دخولى هذا المجال، وعندما علم أننى سوف أكون ممثلة شعر بذهول، وكان لم يصدق وقتذاك وغضب كثيرا، وقلت له إننى سوف أحول من قسم التمثيل إلى ديكور، وكنت أضحك عليه، وظللت فى قسم التمثيل، وشعرت بخوف كبير آنذاك إلى أن قمت بالاتصال بشخص من أحد أقاربنا من العائلة وقريب لوالدي، وتحدث معه أنه قام بتربيتى على أفضل ما يرام، ومع مرور الأيام اقتنع ومن هنا بدأ يصاحبني، وكان لا يتركنى قط وأنا طالبة فى معهد الفنون المسرحية، وبعدها علم جيدا ماذا أفعل وأقوم به، وبدأت أقص له كل شىء، وقام لى بشراء بيانو وما زال لدى احتفظ به حتى الآن، وعمره أكثر من 50 عاما، أما والدتى فكانت متفتحة جدا عكسه تماما فهو أشد منها.
وتابعت: أما بالنسبة لاستمراريتي، فهذا الأمر ليس سهلا على أى فنان، ولكن بالنسبة لى منذ أن وجدت فى الوسط الفنى لى معايير لا أحيد عنها، وأهمها أننى لا أقدم شيئا إلا وأنا مقتنعة به، ولا بد أن يكون العمل به مضمون ويهدف إلى رسالة، لأننى لست أعلم قيمة الفن فقط لكنى أعى خطورته جيدا، وماذا يفعل فى كافة الأجيال؟، فأنا فى رأيى مشهد واحد لى ذات قيمة فى أى عمل قدمته هو كاف لدي، فلذلك أنا طوال تاريخى الفنى لا أهتم بالكم أو التواجد لمجرد الانتشار، بقدر ماذا أقدم للجمهور، وأعتقد أن هذا هو الذى جعل جسرا من الثقة موجودا بينى وبين جمهوري، وعندما يرانى أى شخص أو أحد من أصدقائي فى الشارع يقولون لى: أى عمل سوف تقدمينه نحن على يقين أنه سوف يكون على أفضل ما يرام، ونظل على شغف كى نتابعه، وطوال حياتى أعتبر أن الفنان سفير لبلده فى أى مكان، ولا بد أن يكون على قدر من هذه المكانة ويكون قدوة لجمهوره وللأجيال القادمة.
وقفت أمام الكبار
والفنانة ذات الشخصية الجادة والأدوار المتميزة فردوس عبد الحميد أحبت الفن منذ طفولتها لذلك التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وقدمت العديد من الأعمال الفنية ووقفت أمام كبار النجوم أمثال (عبد المنعم مدبولي، سمير غانم، عادل إمام وأحمد زكي، وكثير منا يعلم أن الفنانة فردوس عبد الحميد هى زوجة المخرج الكبير محمد فاضل، ولكننا لا ندري أنها كانت متزوجة فنان مشهور قبله، فقد تزوجت فردوس عبد الحميد للمرة الأولى من الفنان نبيل الحلفاوي ورزقت منه بابنها خالد الحلفاوي الذي أصبح مخرجاً فيما بعد.
بدأت الفنانة القديرة فردوس عبد الحميد مسيرتها الفنية على خشبة المسرح وذلك في مسرحية (حبيبتي شامينا) والتي تم عرضها في عام 1972، ورغم أن البداية من المسرح إلا أن المخرج الكبير كمال الشيخ قدّمها في أول أفلامها
(على من نطلق الرصاص) مع الفنانة سعاد حسني في عام 1975، وبعدها بعامين قدّمت مسلسل (الغربة)، وفي عام 1977 حصلت على أول فرصة لها في البطولة المطلقة، من خلال مسلسل (حكاية ميزو)، وشاركها البطولة الكوميديان الكبير الراحل سمير غانم، وحقق المسلسل نجاحا كبيرا، من خلال تقديمها شخصية (نفيسة عبد ربه)، لكنها في عام 1978 عادت لتحصل على دور صغير في فيلم (البؤساء) وتوالت أعمالها بعد ذلك لتقدم في السينما عدة أفلام أخرى.
كوكب الشرق
توالت أعمالها الفنية، حيث تألقت في دور كوكب الشرق أم كلثوم، كما قدمت دور متميز في مسلسل (أنا وأنت وبابا في المشمش) مع الفنان القدير الراحل حسن عابدين، ومن أهم مسلسلاتها: (أبنائي الأعزاء شكراً – 1979، ليلة القبض على فاطمة – 1982، الزير سالم – 1984، مذكرات زوج – 1990، النوة – 1991، وما زال النيل يجري – 1992، أبو حنيفة النعمان – 1997، العائلة والناس – 2000، في مهب الريح – 2009، ثورة الغضب – 2013، ومن أبرز أفلامها : (البؤساء – 1978، وتمضي الأيام – 1980، الطوق والأسورة – 1986، ناصر 56 – 1996، غنيوة للطير- في عام 2007.
الشخصية المثالية الجادة المدافعة عن الحق والأخلاق والخير، ميزت أغلب أعمال النجمة الكبيرة (فردوس عبد الحميد)، التي بدأت مشوارها الفني في منتصف السبعينيات، وحصلت على البطولات في الثمانينيات، لكن التسعينيات أيضاً شكلت مجدها الدرامي، واستمر عطاءها مع أجيال مختلفة، ولطالما عكست ووثقت بأدائها عبر الأعمال السينمائية والدرامية في مصر، الواقع أو التاريخ السياسي والاجتماعي، حيث كشفت فردوس عبد الحميد في مسلسل (ليلة القبض على فاطمة) عن حقبة الانفتاح الاقتصادي في مصر في السبعينيات، وما نتج عن هذا الإنفتاح من آثار اقتصادية واجتماعية، وقد التزمت بحدود وضعتها لنفسها منذ بدايتها في السينما والدراما، كرفض أداء أي مشهد يتضمن قبلة، وتسبب لها هذا الخيار بمواقف محرج مع واحد منها مع المخرج محمد خان والنجم السينمائي أحمد زكي في بداياته.
أثرت الحياة الدرامية
قدمت الفنانة الكبيرة فردوس عبدالحميد العديد من الشخصيات، التى أثرت بها الساحة الفنية طوال حياتها، ومن أبرزها (مازال النيل يجري، وأنا وانت وبابا في المشمش، حكايات ميزو، ليالي الحلمية) وغيرها من الأعمال الدرامية التي تخلدها في سجل الدراما المصرية الحديثة والمعاصرة، لكن يظل مسلسلي (ليلة القبض على فاطمة والنوة) هما أقرب الأدوار إلى قلبها، بل تعتبرها قريبة إلى شخصيتها للغاية، وكذلك دورها فى مسلسل (الأسطورة) مع محمد رمضان، والذي مثلت فيه شخصية أمها الحقيقية رحمة الله عليها، وتقمصت شخصيتها على وجه الدقة، وكان (الأسطورة) سببًا فى عودة الفنانة فردوس عبد الحميد مجددًا إلى الدراما التليفزيونية التى تغيبت عنها 3 سنوات، وأوضحت فردوس أن دورها لم يكن بسيطًا، إنما تضمن مشاعر وأحاسيس الأم التى لا يهدأ بالها إلا إذا اطمأنت على أبنائها من ناحية حياة الشخصية والمهنية أيضًا.
وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التي وجهت لمسلسل (نسل الأغراب) في رمضان 2021 واتهام صناعه بالمبالغة، فإن الفنانة فردوس عبدالحميد، أو (الحاجة نجاة) تبقى إحدى العلامات المضيئة فى هذا العمل الدرامى، حيث قدمت عزفا منفردا فى تجسيد شخصية (الأم القعيدة) التى لا حول لها ولا قوة، والتى ربت ابنا وحيدا تربية حسنة، وزرعت فيه الأخلاق الحميدة، فحصدت ما زرعته، وقد بدت براعة فردوس هنا في خليها عن المكياج، وملأت التجاعيد وجهها، وعبرت بعيونها، فنالت إعجاب واستحسان الجمهور والنقاد معا، ليستعيدوا أهم أعمالها، خاصة فيما يتعلق بالمسلسلات التى حققت فيها نجاحا كبيرا، أهلها لتكون واحدة من أهم من النجمات اللاتي تربعن على عرش الدراما التليفزيونية لسنوات طويلة.
آرائها السياسية
فردوس كأغلب الفنانين في مصر، تظل طوال الوقت تعبر عن آرائها السياسية وتشارك في الأحداث المفصلية من عمر هذا الوطن، وهى قد نزلت الى ميدان التحرير عام 2011 في الانتفاضة الشعبية على عهد الرئيس حسني مبارك، لكنها تراجعت عن مواقفها ووصفت ما جرى بـ (الخديعة)، وتتذكر مشهد وفاة جمال عبد الناصر وأثر هذه الواقعة في الشارع وعلى والدها الذي انفصلت قرنية عينه بعد شيوع خبر الوفاة، وتقول (كأنه كان في كل بيت عزاء)، كما تستعيد مشهد هزيمة عام 1967 على الناس وفي منزلها.
وفي ذات اهتمامها بالشأن السياسي، أعربت الفنانة فردوس عبدالحميد عن استيائها من وضع المرأة في ظل الحكم الإخواني، ووصفته بالوضع الظالم، حيث قالت فردوس: (هناك موقف معاد ضدها ويتم النظر إليها على أنها آلة للجنس فقط وهذا واضح من برامج المشايخ على القنوات الدينية، لذلك أتمنى خلال الأيام القادمة تقديم السيرة الذاتية لعالمة الذرة المصرية سميرة موسى لأوجه من خلالها رسالة للنظام الحالي، وأقول له المرأة المصرية لن تعود للخلف وأن سميرة موسى بعقلها وثقافتها وعلمها استطاعت أن تصل إلى مرتبة راقية وقدمت صورة مشرفة للمرأة المصرية وهذا كان منذ أكثر من 50 سنة)، وأوضحت أنها لا ترفض الحجاب، لافته إلى أنها قد تفكر في ارتدائه في حالة واحدة أوضحتها قائلة: (لا أرفض الحجاب بل أحترمه جدًا لكن الذى أرفضه هو أن يكون شخصا أو تيارا ما يملى إرادته على لكي ارتدى الحجاب وعندما آخذ قرار ارتدائه يكون برغبتى الشخصية وليس إجبارًا.
جدير بالذكر أن فردوس عبد الحميد لم يتم تكريمها في أي مهرجان سينمائي أو مسرحي أو حتى تظاهرة درامية خاصة بالمسلسلات التليفزيوني حتى الآن، ولم تحصل طوال حياتها الفنية الغنية سوى على قلادة العنقاء الذهبية الدولية في مهرجان العنقاء الذهبية الدولي وذلك في عام 2008، وانضمت إلى لجنة تحكيم المنبر الذهبي الرابع بقازان في أكتوبر عام 2008.
أشهر أقوالها:
** أسوأ ميزة فيّ هى المواجهة وعدم إخفاء مشاعري الحقيقية تجاه الغير، وقد أكسبتني أناساً كثيرين وخسّرتني أناساً أكثر.
** أكره العبارات التي تكرّس عدم الثقة بالآخرين مثل: (اتق شر من أحسنت إليه)، في المقابل أحب قيم الخير والعدل والجمال وأبذل جهدي للحصول عليها.
** تعلمت من أمي الكبرياء وعزة النفس فقد كانت شخصية في منتهى الطيبة ولديها إحساس إنساني راق على رغم أنها نالت قدراً ضئيلاً من التعليم.
** أنا لا أحب ألف ولا أدور وليس على رأسى بطحة، فأنا صريحة وجريئة لدرجة الصدمة، وآرائى واضحة ولدى من الشجاعة ما أقول ما بداخلى لأى شخص.
** لا أحب التملق، ولا أضع رأسى فى الرمال مثل النعامة، وعندما أشعر أن الشخص الذى أمامى أحمق يقف ذهنى عن التفكير تماما فلا أجادله.
** أنا بطبعى لا أقف عند الأخطاء التى أخطأتها فى حياتي، وهناك أخطاء نابعة من شخصيتي، وهى أننى حادة للغاية فى بعض المواقف، وخسرت العديد من البشر بسبب أسلوبى الحاد، ولكن مع مرور الأيام والنضج أصبح أسلوبى أرقى من ذى قبل فأنا كنت (مدب).
** المسلسلات التركية خالية من الإبداع والناس مقبلة عليها بسبب حالة الاكتئاب التى أصابتنا، خاصة وبعد مشاهدة الفضائيات لذلك يبحث المشاهد عبر شىء مختلف عن الواقع المرير الذى يعيش فيه وبمرور الوقت سيمل منها وتنتهى، خاصة أن شركات الإنتاج التركية تحاول أن تجذب الفضائيات للأعمال التركية بتقليل أثمانها وهذا لن يستمر طويلًا.
تحية تقدير واحترام
وفي النهاية لابد من تحية تقدير واحترام للفنانة القديرة والمثقفة ثقافة رفيعة إلى حد أنها كانت سببا في قربها من قضايا الوطن على المستوى السياسي والاجتماعي، وهى التي جسدت هموم المرأة المصرية ومشاكل المجتمع في كثير من الأعمال التي تتسم بالجرأة والتمرد على كل ما هو تقليدي في حياة نساء مصر، التي تعتبرهن من أقوى نساء العالم بما ضربوه من أمثلة في التضحية من أجل أزواجهم وعائلاتهم، ومن فوق كل ذلك التضحية بالأبناء في معركة الوجود الحالية في ظل الحرب الشرسة ضد قوى الإرهاب والعنف .. متع الله بالصحة والعافية (فردوس عبد الحميد) التي عاشت (راهبة في محراب الفن الدرامي)، ونتمنى أن تكون نبراسا لأجيالنا الحالية من النجمات الجدد في الذود عن الشهرة وجبروت النجومية الهشة التي لاتقوم أسس فنية مثل تلك التي سارت عليها ضيفتنا في هذا الأسبوع من خلال باب (بروفايل).