قناة مصر الإخبارية .. حلم هل يتحقق؟!
بقلم : على عبد الرحمن
من أهم وظائف الإعلام هى الأخبار حيث يسعى الإعلام وراء مصادر الأخبار وأماكن حدوثها ويسارع في نقلها وتحليل ماورائها لإشباع فضول المشاهد في أن يعرف، وتعد الأخبار ماده جاذبه للمشاهدين خاصة في أوقات الأزمات والطوارئ، كما أن القنوات والشبكات الإخباريه من أكثر الوسائل مشاهدة وتأثيرا في تشكيل الرأي العام، ولذلك تقف وراء هذه النوعيه من وسائل الإعلام الدول أو المؤسسات التابعه لها، وهناك وسائل محلية وأخري قومية وثالثه عابرة للبحار دوليه مثل الـ BBC البريطانية، وقناة 24 الفرنسية، وروسيا اليوم، والحرة الأمريكيه، والعربيه والحدث السعوديتين، والجزيرة القطرية، وسكاي نيوز عربية الإمارتية، علاوة علي شبكات الـ CNN Fox news، والـ DW، وCctv الصينيه.
ومنذ دخول البث التليفزيوني مصر في بداية الستينات والسعي وراء تقديم خدمة إخباريه متواصل، ولما تزايد آثر هذه القنوات في تشكيل وتحريك الرأي العام حاولت مصر مرارا في إيجاد خدمة إخباريه جاذبة فعمليات التطوير العديدة التي تم تنفيذها في الإعلام الرسمي شملت تطوير الخدمات الإخبارية المقدمة عبر نشرتي السادسة والتاسعة، وتم إنشاء (مركز أخبار مصر)، ولكن ذلك لم يكن على مستوي موقع ومكانة وحجم مصر في صناعة الأحداث دوليا، فكانت فكرة إنشاء قناة (النيل للأخبار)، التي أنفق عليها مايقرب من عشرين مليون جنيه في بداية التسعينات، وجرت عليها محاولات تجويد وتطوير عديدة ومكلفة أيضا دون بلوغ الهدف المأمول؟!.
ثم جاءت (قناة On) الإخباريه في الإعلام شبه الرسمي، وأيضا جاورت أختها (النيل للأخبار) في عدم بلوغ الهدف، ثم جاءت المحاوله الثالثة في ExtraNews التابعه لشبكة cbc المحسوبه علي الاعلام شبه الرسمي، واصطفت هي الأخرى بجوار شقيقاتها من قنوات الفشل الإخباريه، وتزامن مع كل ذلك إطلاق برامج إخبارية، وخدمات شرائط الأخبار وإطلاق المواقع الإخبارية دون تقديم مستوى خدمة إخبارية يلائم طموح مصر وحجمها ودورها في صناعة الأحداث الإقليمية والدولية، وأصبح كثير من مواطنينا يحصلون على حاجتهم الإخباريه من القنوات الإخباريه الإقليميه والدولية، ورغم توافر الكوادر والمعدات والأموال والأحداث والحاجه إلى وسيلة إخبارية مصريه أصبح حديث (قناة مصر الإخبارية) حديثا مكررا في كل أزمة ومناسبة من أجل عبور المأزق فقط!، واصبح لدول المنطقه التي كنا أسبق منها بكثير في عمليات البث والإنتاج قنوات إخبارية ذات محتوي وجماهيرية ومازلنا نحن نصارع في سبيل تحقيق حلم سهل المنال!.
وأخيرا وكالعاده أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إطلاق قناة إخبارية في منتصف العام 2022، وكأن لم يكن للشركه قناة إخباريه قائمه بالفعل وهى Extra، والتي أنفق عليها 120 مليون جنيه مصري!، فإذا أضفنا الي هذه التكلفه الـ 20 مليون المنفقه علي إطلاق (النيل للأخبار) ومثلهم نفقات التطوير المتكررة يصل إجمالي تكلفة ما تم إنفاقه علي تقديم خدمة إخباريه مصرية 160 مليون جنيه، إضافة إلأى نفقات البرامج والمواقع وشرائط الأخبار، متناسيا نفقات المحطات الإذاعية والصحف التابعة للدولة والشركة المتحده!، ومع امتلاك ماسبيرو لـ 21 قناة، وامتلاك المتحدة أربع شبكات وهى الـ on، وdmc والحياه، والـ cbc، وقناتي دريم والعاصمة.
ألم يكن من الأجدر تطوير القنوات الإخباريه القائمة؟ أو تخصيص قناة من القنوات المتشابهه الحاليه لبث خدمات الأخبار؟.. ذلك لأن التخطيط لقناة إخبارية جديد يستلزم ملايين الجنيهات في التخطيط والبراند والمعدات والكوادر وحملات الإطلاق والإنتاح الإخباري والوثائقي وشراء الأرشيف اللازم للقناة الجديدة سيدخلنا في تكلفة تتراوح مابين 150 – 200 مليون جنيه، وإذا ماتذكرنا خسائر الإعلام الرسمي وشبه الرسمي يعد هذا القرار قد جانبه الصواب!، ولنعتبر القرار ملائما فهل تم تشكيل إدارة محتوي لهذه القناة؟، وهل تم وضع سياسة تحريرية لها، وهل تم تحديد أحدث معدات البث العصرية وشبكة المراسلين والمكاتب؟، وهل فكر أحد في محتوى الإنتاج الإخباري والوثائقي المنشود؟، وأيضا مكونات الأرشيف المكتبي اللازم لإطلاق هذه القناه؟، وهل تحدد مستوي المنافسه مع القنوات المحيطه والعالمية ومراسلي ومكاتب القناه في دول العالم؟، وماهو مصير القنوات الإخباريه الحاليه؟، ثم لما تكرر فشل الحلم وعدم ملائمة الخدمات الإخباريه المقدمة؟، ولماذا تأخرت مصر كثيرا في هذا المجال؟، وما نصيب أفريقيا ودول حوض النيل من هذه الخدمات والوثائقيات؟، أم أن الحلم سصبح مثل سابقيه: مؤتمرا وفرقعة ثم سبات عميق.
ياسادة (قناة مصر الإخبارية) أمر هام بالتأكيد لكن تأخر جدا حدوثه، وكوادرنا تملأ المنطقه بخبراتها وأحداثنا تغذي أية قناة، ونحن مؤثرون في صناعة أحداث المنطقة والعالم، ونحن أحد اهم صناعها واحد أهم مصادرها، وأرشيفنا زاخر ومعداتنا صالحة ومراسلونا والمكاتب سهل توفيرهم، فدعونا نتعامل مع الأمر على أنه استراتيجي واجب، ليس عبورا لأزمة ولا إنقاذا لماء وجه ولا تمريرا لمأزق.. إنها مصر،مصدر أحداث المنطقة وصانعة أحداثها، فلايصح أن تستقي أخبارها ممن كنا روادهم في هذا المجال، ولنأخد الموضوع بجديه ومهنيه تنتج وسيلة إخبارية جاذبه تنافس وتجذب، لا تفشل ولا يهرب منها مشاهد!.
حمي الله مصرنا وألهم رجال إعلامها وعيا وتقديرا وصوابا ومهنية وغيرة وتنافس وتفوق في مجال الإعلام وإنتاجه، والدراما ومضمونها، والأخبار ومحتواها..وللحديث بقايا قادمة..