* الهدف الأساسي من فيلمي (تأشيرة خروج) هو عرض جزءاً بسيطاً مما يعيشه المجتمع الفلسطيني عامة، والشعب الغزاوي خاصة
* واجهت صعوبات عديدة في تصوير الفيلم حيث تم التصوير في ظل الحظر بسبب فيروس كورونا، وصعوبة إيجاد الدعم المادي، وغيرها
* فيلم (تأشيرة خروج) هو أول فيلم فى العالم العربي يتم تصويره (أون لاين)
* أحلم أن يصل صوت الحق والمقهورين والمعاناة التى يعيشها أطفال فلسطين منذ سنوات إلى العالم
كتب : أحمد السماحي
عندما يلتقي طموح الشباب بالإصرار يولد الهدف وعندما يمتزج الحلم بالعمل يشرق الابداع فالموهبة طفل صغير يولد فى وجدان إنسان ليتحول مع الزمن إلى ينبوع لا ينضب من العطاء ، هكذا فهم المخرج الفلسطيني الشاب (محمد خميس) الفن قبل أن يقرر ولوج أبوابه ورغم ادراكه لخطورة ما يقدم عليه إلا أن الهدف ظل بالنسبة له يستحق المجازفة والتضحية والمثابرة من أجل تحقيقه، خاصة إذا كان هذا الهدف يتعلق ببلده فلسطين وقضيتها.
هذه الأيام يعيش (محمد خميس) حالة من السعادة الغامرة بعد حصول فيلمه الروائي الأول (تأشيرة خروج) الذي قام بإخراجه (أون لاين) منذ يومين على جائزة (world distribution award) في مهرجان التوزيع العالمي بلندن، وهى من الجوائز الهامة جدا.
المخرج الفلسطيني (محمد خميس) أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته الغامرة بهذه الجائزة خاصة أنها جائزة هامة جدا من مهرجان هام يقام سنويا، والأجمل حصوله عليها من خلال فيلمه الروائي الأول (تأشيرة خروج) بعد تقديمه لثلاث أفلام وثائقية اثنين منهم عن (المخيمات الفلسطينية في سوريا)، وواحد عن حياة (اللاجئين في السويد) التى يقيم فيها حاليا.
وأكد أن فكرة الفيلم جاءت من الواقع ومن أكثر من حادثة وقعت معه ومع غيره من أصدقائه المقربين، ففى أحد الأيام عرض له أحد أفلامه الوثائقية في غزة، ولم يستطع الحضور ليكون ضمن حضور العرض الخاص بسبب الحصار، رغم أنه يمتلك الجنسية السويدية.
وفى أحد الأيام كان فى حوار مع فريق عمل الفيلم، وحكى المنفذ والمشرف على الفيلم حادثة حقيقية وقعت لطفل مات قبل أن تصل التأشيرة له لخارج (غزة) لكي يتم علاجه فى الخارج، من هنا بدأت فكرة الفيلم عن الصعوبات الكثيرة التى يقابلها الأطفال والكبار من أهلنا في غزة خاصة وفلسطين عامة.
وعن موضوع فيلمه (تأشيرة خروج) قال : تناول الفيلم قصة عائلة فلسطينية تعيش في قطاع غزة، ويتعرضون لعدة مواقف تعكس واقعهم المعيشي، والحرمان من الكثير من حقوقهم الأساسية كحرمان الطفل (محمد وأخته أمل) من الدراسة لوضعهم الصعب، حيث تترك (أمل) المدرسة من أجل أن تعتني بعائلتها، بعد استشهاد أمها بقذيفة من الحرب الأخيرة على (غزة) بسبب العدوان الإسرائيلي عليها، ويترك (محمد) المدرسة رغما عنه لمساعدة والده في عمله كمزارع.
ويقف الأب عاجزا ليس لديه حيلة في منح أطفاله حقوقهم التعليمية، والنفسية، والصحية، وكانت أكبر مشكله واجهت الأب، كيفية تلقي ابنه الطفل (محمد) العلاج اللازم، حيث لا يسمح وضع بلاده له بالخروج من (غزة) للعلاج، وكأن العدو الإسرائيلي يرمونهم تحت الأنقاض وهم على قيد الحياة.
وأضاف (خميس) : ولأننا نعيش في بلدٍ كهذا لا يحق لنا الخروج منه إلا بالموت، قررنا أن نعرض لكم قصةً حقيقية تحدث لكلاِ منا وكل منا يرويها بأساليبٍ مختلفة، وطرقٍ عديدة، وتنوع ذلك يكون حسب قدر كل منا، الفيلم تأليف الكاتبة (إيناس الحجة)، وإنتاج وإشراف (مالك رجب)، وشارك في التمثيل (حامد حسونه، ملك الزعيم، محمد رجب) والكثير من الشخصيات الثانوية، الذين أدوا دورهم على أكمل وجه، وساعدوا في إخراج هذا العمل بشكلٍ رائع وبجهودهم المتواضعة.
وأكد المخرج الشاب: أن الهدف الأساسي من قصة الفيلم هو عرض جزءاً بسيطاً مما يعيشه المجتمع الفلسطيني عامة، والشعب الغزاوي خاصة، محاولين تسليط الضوء بشكلٍ قوي وواضح على قضيتهم، وقضية حصارهم من الطرفين المصري والاسرائيلي التي حرمتهم من الكثير، والكثير مما يستحقونه.
وعن الرسالة التى يريد الفيلم إيصالها قال: هى صرخة للعالم ليرى ما يحدث فى أهالينا وأطفالنا الفلسطينيين، وما نعرضه فى هذا الفيلم جزءا بسيطا وقليلٌ جداً لما يتعرضرن له من انتهاكاتٍ ضد الإنسانية، ألا يكفي أن حصتهم من العلاج الآمن، والعيش الكريم مفقود!!، ولأول مرة نستخدم أسلوباً جريئاً مستفزاً لنعبر به عن جزءاً بسيطاً مما نعيشه أونتسائله.
وأكد صاحب (تأشيرة خروج): أنه واجه صعوبات عديدة في تصوير الفيلم حيث تم التصوير في ظل الحظر بسبب فيروس كورونا، وصعوبة إيجاد الدعم المادي في ظل هذه الظروف، وصعوبة التواصل الاجتماعي على مستوى المواجهه بين الأعضاء الأساسية للفيلم، فتم تصوير وإخراج هذا العمل عن طريق مكالمات (السوشال ميديا) وذلك لتشتت العاملين في الفيلم في بلاد مختلفة، كما تعرض المخرج المنفذ للعديد من المشاكل مع طاقم العمل لديه، وتعطل العمل بسبب الكثير من الأشخاص من خارج نطاق العمل.
وأشار خميس : في حال وصلت القصة بين أياديكم وأمام أعينكم ستجدون أنه بلحظةٍ سريعة غير متوقعة أن بين الحياة والموت نفسٍ واحد!!، وأن الأمل تحول إلى ألم فى لحظة واحدة !!، وأن كثير من الفلسطنيين أدركوا أن بين العزة والذلة خيطٌ واحد يُدعى حصار!!، وأن بين الجنة و النار، بين السيء و الجيد، بين الأمان والخوف، ورقةً واحدة تُسمى (تأشيرة خروج).
وصرح المخرج الفلسطيني أن فيلمه (تأشيرة خروج) هو أول فيلم فى العالم العربي يتم تصويره (أون لاين)، لأنه لا يستطيع الدخول إلى (غزة) مكان أحداث الفيلم بسبب الحصار، وأن لديه خطة لاستمرار فكرة (أون لاين) فى عمل جديد قادم، إذا لم تتحسن الظروف.
وعن أحلامه كمخرج شاب قال : أحلم أن يصل صوت الحق والمقهورين والمعاناة التى يعيشها أطفال فلسطين منذ سنوات إلى العالم، وأن تصل رسالتي الفنية والإنسانية إلى مكانها الصحيح، وأن أقف يوما ما على خشبة مسرح مهرجان (كان السينمائي) لاستلام جائزة عن أحد أعمالي.