بقلم : محمد حبوشة
لأنه عاش خفيف الروح، رشيق الجملة الكوميديا، ملك الإفيه، صانع السخرية اللاذعة التي تنفجر من قلب التراجيديا بطاقة هائلة من الضحك الذي يشرح القلب ويبعث على البهجة والسرور، فقد آثر أن يغادرنا مبتسما حتى آخر نفس، وفي هذه المناسبة: نادر جدا أن تجد له صورة لا تعلوها ابتسامة عذبة مرسومة بخطوط ناعمة على وجه بشوش يعكس صفاء وشفافية الروح ، لذا اختار له القدر سبحانه أن يرحل عن دنيانا في وقت مناسب، فلم يرحل في نهاية رمضان كي ينكد علينا بعد أن شارك في إعلاناته بخفة ظله المعهودة، ولا خلال أيام العيد ونحن ننعم بسعادة الفطر المبارك، بل فارقنا في موعد ننعم فيه برياح التحدي والتصدي لقيود (كورونا التي أصابته في مقتل)، ونحن أيضا نودع الأحزان مع آخر شهداء غزة في الأراضي المحتلة.
تمتع الراحل سمير غانم بروح محبة للضحك، وبرع في تجسيد الشخصيات الكوميديا التي صارت علامات بارزة في المسرح والسينما والتليفزيون من خلال أعمال ماتزال راسخة في الذاكرة المصرية والعربية، حتى صار (سلطان الارتجال في الكوميديا)، فلاشك أن الكوميديا لها دور فى صميم حياتنا النفسية والاجتماعية، فنحن نريد أن نضحك حتى نخفف عن أنفسنا بالكوميديا، والضحك عند (سمير غانم) إضافة إلى هذا ظاهرة اجتماعية فى أغلب شأن ، فنحن لا نضحك ضحكاً مفرطاً حينما نكون وحدنا، وإذا حدث هذا فإننا نضحك بدافع تخيلنا للنكتة التى شاركنا فى الضحك عليها شخص آخر أو أشخاص آخرون.
إذا يبدو الضحك فى جوهره لدى سمير غانم بالفعل ظاهرة اجتماعية، ولعل شيئاً من هذا المكان فى ذهن صمويل جونسون حين قال: (اختلف الناس فى الطريقة التى يعبرون بها عن حكمتهم، ولكنهم اتفقوا على الطريقة التى يضحكون بها) والضحك، فوق هذا وذاك ابتهاج بالحياة، أو كما عبر عنه (فولستاف)، ذلك الضاحك طيب القلب فى قوله لجمهوره: (تحبون الدنيا؟، إذن لأستخدمن فنى فى إقناعكم بأنها هكذا فعلا)، وهذا كان منهاجا عاش على هديه سمير غانم بحيث كان يستخدم فنه في إقناعنا بأن الحياة جميلة، خاصة إذا كانت مقرونة بابتسامة رائقة أو موقف كوميدي يستطيع أن ينتزع الضحك النابع من القلب.
الفكاهة تسلية مجانية
في كتابه (فلسفة الفكاهة)، يرى جوناثان ميلر: أن الفكاهة هى تسلية مجانية للعقل تريحنا من سلسلة الأفكار الروتينية، وتخفف من استبدادها بنا، وتمنعنا من أن نصبح أسرى لها، لقد كتب الكثير من الكتاب والصحفيين عن الضحك باعتباره مقابلاً للنسيان، كما فعل ميلان كونديرا، فالإنسان يضحك أحياناً ليتجاوز مآسيه الشخصية أو العامة، وليس بالضرورة لأنه سعيد أو مستمتع، من هنا يتبنى الناس بشكل عام في منتدياتهم واجتماعاتهم مقولات محرضة على الضحك والفكاهة أو داعية له، فيقولون (ما دام الإنسان لا يمكنه أن يقهر الدنيا كما تقهره، إذن فليضحك عليها).
وهذا كان حال الراحل الفنان الكوميدي الكبير (سمير غانم) الذي لم يستطع أن يقهر الدنيا فقرر أن يحيل مواقف كثيرة في الحياة إلى مواقف ضاحكة، معتمدا في ذلك على فن الارتجال، الذي يعد ابتكار آني للنكتة والإفيه والموقف الباعث على الضحك، هو ابن اللحظة التي لم تكن من قبل ولن تكون من بعد، وهو شكل من أشكال المسرح الحي حيث تتكون الحبكة والشخصيات والحوار على الفور، ويتطلب التحسين قدرا كبيرا من الإبداع والعمل الجماعي والممارسة، ولكنه يصبح أحد أكثر أشكال المسرح إمتاعا عندما يتم إجراؤه جيدًا في صورة ارتجالاته المبهرة والمبهجة في الوقت ذاته.
يملك قدرة ذكية
وسمير غانم المعروف بسلطان الارتجال في الكوميديا، يملك القدرة الذكية على التقاط الحادث الاجتماعي الذي يشغل الرأى العام وهذا يعد أهم عناصر مسرح الارتجال الناجح، حيث تجذب مثل تلك الأحداث جمهور العرض، ومن ثم يتم تحويل جزء من اهتمام الجمهور من مجريات الحدث ذاته إلى مجريات العرض المسرحي، والارتجال عند (غانم) هو إبداع نص مسرحي بدون الرجوع إلى النص برمته أو التقيد بكل مدوناته، أي يتحول مخيال الممثل عنده إلى منبع للوجدان الطبيعي ومصدر للأفكار التي تقدم على الخشبة المسرحية بطريقة تلقائية عفوية، فغالبا ما يسمح الممثل آنذاك لخياله بأن يجنح في الآفاق، وبالتالي يطلق عنان ذاكرته ومخيلته الإبداعية في الأجواء التخييلية لكي تنساب الأفكار الكامنة في الشعور واللاشعور، وتنصهر التجارب الذاتية والموضوعية في قالب فني درامي إبداعي عفوي وفوري.
يستخدم سمير غانم، في ارتجالاته عبر كثير من أعماله – خاصة المسرحية منها – تقنية تتعلق باللعب الدرامي، حيث يؤدي أشياء مرتجلة، أي لم تكن مهيأة بشكل مسبق، ويقوم بابتكارها داخل الفعل المسرحي، وهنا تبرز لديه عدة درجات في الارتجال: ابتكار نص انطلاقا من شبكة معروفة بدقة (كما هو الشأن بالنسبة للكوميديا دي لارتي)، واللعب الدرامي انطلاقا من موضوع أو أمر، وابتكار حركي ولفظي دون الاستناد إلى نموذج ومخالفة كل التقاليد أو القواعد (غروتوفسكي، المسرح الحي)، والتحطيم اللفظي والبحث عن لغة جسدية جديدة (أرتو).
وعلى أية حال، فإن الارتجال المسرحي عند (سمير غانم) يقوم على الموهبة، والصقل، والكفاءة، والحرية، والعفوية، والتلقائية ، والإبداع الفوري، وإعطاء الأهمية الكبرى للمخيلة والخيال والتخييل في تقديم الفرجة الدرامية وتركيبها مشهديا، كما يقوم الارتجال عنده على الإضافات الشخصية، والاستكشاف الذاتي، كما ينبني على الجديد، واللامتوقع، والخروج عن السائد والمألوف، وتكسير بنية التقليد، والبحث عن نص أو فضاء أو تشخيص أو إخراج أو تأثيث سينوغرافي يتسم بالجدة والابتكار، ويكون ارتجال (غانم) هنا على صعيد الأفكار، والإخراج، والحوار، والمنولوجات، والحركات، والإيماءات، والرقصات، والأغاني، والتداريب التسخينية والميزانسينية، والتأثيث السينوغرافي…إلخ.
مهارات الارتجال العفوية
تبلورت مهارات الارتجال العفوية عند (سمير غانم) مع الزمن، وتراكمت لديه على شكل خبرات في التمثيل سمحت بالتوصل إلى تقنيات عالية المستوي لأداء منمط له قواعده الحركية، ومع أن الجزء الارتجالي في أداء الممثل في الكوميديا (ديلارتي) كان يبدو عنده، وكأنه وليد اللحظة ولم يتم التحضير له مسبقا، فإن واقع الأمر عكس ذلك لأن بنية الكوميديا (ديلارتي) على طريقة (غانم) قائمة على مفهوم النمط ذي الملامح المعروفة مسبقا، وهى لا تتطلب منه سوى أن يقوم بتنويعات على الدور وعلى المواقف التي تتطلبها (الكانفاه) من مفردات النسيج المتعلق بشغل الإبرة المحددة في خطوطها العريضة، أي أن الهامش الارتجالي في أدائه كممثل كوميدي هو تقنية محضرة يمتلكها الممثل بدرايته أو بتراكم خبرته.
ولأجل كا مامضى يكفى أن تسمع اسم (سمير غانم) وصوته أو ترى صورته لتستدعى مخزون الضحك ورصيد الكوميديا المستقر فى وجدان أجيال على مدار أكثر من 60 عاما، على امتداد تاريخه الفنى الطويل، فقد كان (غانم) مختلفا، وذكيا طوال الوقت، بحيث قدم فنا لا يشبه غيره، وتربع منذ بدايته على عرش الكوميديا منذ كون مع صديقيه الضيف أحمد وجورج سيدهم، أشهر وأنجح فرقة كوميدية (ثلاثى أضواء المسرح) فى الستينيات، فكانت الورقة الرابحة فى كل الأعمال الفنية التى شاركت فيها وقدمت أعمالا سينمائية ومسرحية واسكتشات كوميدية حققت نجاحا منقطع النظير.
القمة التي اعتلاها
لم يتنازل سمير غانم عن القمة التي اعتلاها بعدما انحلت فرقة الثلاثى بوفاة (الضيف أحمد)، بل استطاع أن يجد له مكانا راسخا على عرش الكوميديا بمئات الشخصيات التى قدمها، من خلال (فطوطة وميزو ومسعود والكابتن جودة وبهلول فى إسطنبول، وفارس وبنى خيبان، وجحا) وغيرها، والتي نسج منها شخصيات لمدرسة كوميدية خاصة به وحده، ومن هنا فقد استقر من خلالها فى وجدان الملايين الذين حفظوا إفيهاته، وعشقوا فنه وينتظرون دائما ما سيفاجئهم به لأنهم يوقنون دائما أنه يستطيع أن ينتزع الضحكات والبسمات بطريقته المتفردة وأسلوبه الخاص، وقد تمكن بالفعل من خلال مشواره الفنى الطويل أن يفاجئنا طوال الوقت وألا يشبه أحداً في أن يجدد من نفسه دائما، وأن يكون نهرا يفيض دائما بالضحك وأن يسلك طريقا لم يسبقه إليه غيره، فوضع نفسه فى منطقة لا تقبل المقارنة أو التكرار.
ولد (سمير غانم) في عائلة تنحدر من (عرب الأطاولة ) بمحافظة أسيوط، لأب يدعى (يوسف) يعمل ضابطا للبوليس وأم تدعى (فتحية) سيدة منزل من طراز رفيع، فقد كانت تحمل قدرا هائلا من الحنو والحنان وحسن التدبير لأسرة كان عائلها بحكم وظيفته كضابط بوليس دائم التنقل بين محافظات الصعيد من الفيوم للمنيا لملوي لبني سويف وغيرها من مدن أخرى، حتى استقر به الحال في ضاحية الدقي بالجيزة، وكان سمير مدلالا جدا عنده أمه بحكم أنه أكبر أخواته (سوسن وسمية وسيد وحسام)، فقد تمتع بقدر من الحماية من جانب أمه التي كانت تخشى عليه من بطش أب صارم للغاية ويحرص دائما على زرع مفاهيم الالتزام داخل أبنائه.
بعد حصوله على الثانوية العامة دخل (سمير غانم) كلية الشرطة، و فيها بدأت موهبة التمثيل تتفجر، حيث كان يقلد زملائه والضابط وخاصة ضابط السرية الفنان (صلاح ذو الفقار) الذي كان معلما بالكلية، لكنه رسب أول وثاني سنة بالشرطة، وتم فصله من الكلية وخشي من ردة فعل الأب لكن والده تجاوز الموقف حرصا على مستقبله، وبدأ سمير تجاوز الأزمة ودشن حلما جديدا بكلية الزراعة جامعة الأسكندرية، حيث أصبح نجم الجامعة في التمثيل، ثم تعرف على جورج سيدهم الذي كان يدرس بجامعة القاهرة واتفقا على التمثيل سويا والتقيا بالضيف أحمد في ميدان رمسيس وهو يهم بركوب الأتوبيس وضماه للفرقة، وعمل الثلاثي معا فترة طويلة حتى رحل الضيف أحمد وجورج أقعده المرض، فبقي واحد فقط هو سلطان الارتجال في الكوميديا (سمير غانم).
ثلاثي أضواء المسرح
بعد تفكك فرقة (ثلاثي أضواء المسرح) اتجه سمير غانم إلى المسرح، حيث أدى بعض الأدوار الصغيرة في المسرحيات مثل دور (شحرم الشحبراوي) في مسرحية (مين جوز مين) وشارك في مسرحية (براغيت)، وكان من أهم المسرحيات التي قدمها في فترة الستينات مسرحية (تركة جدو) عام 1965 إلى جانب حسن مصطفى والضيف أحمد ومسرحية (فندق الأشغال الشاقة) عام 1969 بمشاركة جورج سيدهم وإخراج نور الدمرداش، أما أهم مسرحياته في السبعينات فكانت (كل واحد له عفريت) بالاشتراك مع هالة فاخر وجورج سيدهم عام 1970، كما قدم في العام نفسه مسرحية (الراجل اللي جوز مراته) من إخراج الضيف أحمد.
في عام 1973 شارك (سمير غانم) في مسرحية (جوليو ورومييت) مع الفنانة الكبيرة (بوسي) وفي العام الذي تلاه شارك في مسرحية (من أجل حفنة نساء) مع أحمد راتب ونجاح الموجي، كما شارك في عام 1975 في مسرحية (منطقة ممنوعة) من إخراج شاكر خضير، وفي عام 1978 شارك بدور (سميع اللميع) في مسرحية (الأستاذ مزيكا)، وتابع سمير غانم أعماله على صعيد المسرح في فترة الثمانينات على الرغم من كونه أكثر تركيزاً على السينما، ففي عام 1980 قدم مسرحية (فخ السعادة الزوجية) إلى جانب زوجته دلال عبد العزيز، وفي عام 1981 شارك في مسرحية (أهلاً دكتور)، من إخراج حسن عبد السلام وأدى دور (متولي) في مسرحية (الانفجار الجميل) عام 1983.
وفي فترة نضجه الفني وشهرته الواسعة أدى دور (جحا) في مسرحية (جحا يحكم المدينة) عام 1985 إلى جانب أحمد راتب وفي العام الذي تلاه شارك بدور أحمد (التوت) في مسرحية (موعد مع الوزير)، وشارك في مسرحية (فارس وبني خيبان) عام 1987 أيضا مع دلال عبد العزيز ومصطفى رزق، ويبقى من أهم أعماله على المسرح في فترة التسعينات مسرحية (المستخبي) عام 1991 إلى جانب طلعت زكريا ومسرحية (صفقة بمليون دولار) عام 1992، مع سوسن بدر وعزة كمال، كما شارك في عام 1993 في مسرحية (أنا والنظام وهواك)، من تأليف عبد الرحمن شوقي، كما أدى دور (بهلول) في مسرحية (بهلول في إستنبول) عام 1995 وقدم مسرحية (أنا ومراتي ومونيكا) عام 1998.
أما أهم مسرحياته في الألفية الثالثة فتبرز لنا مسرحية (دو ري مي فاصوليا) عام 2001 ومسرحية (خلوصي حارس خصوصي) عام 2005، وفي عام 2006 قدم مسرحية (ترا لم لم)، و(مراتي زعيمة عصابة) عام 2008 بمشاركة نهال عنبر وريكو، وفي نفس السنة قدم مسرحية (سيبوني أغني) مع طلعت زكريا وشعبان عبد الرحيم.
سينما الستينيات والسبعينيات
وتزامناً مع أعماله في المسرح التفت سمير غانم إلى السينما والأفلام التي بدأت رحلته فيها منذ ستينات وسبعينات القرن المنصرم في بعض الأدوار الصغيرة والتي قدم معظمها ضمن فرقة (ثلاثي أضواء المسرح)، مثل فيلم (المشاغبون – 1965) والذي كان من بطولة رشدي أباظة ونجوى فؤاد، كما أدى في العام نفسه دور صغير في فيلم (المغامرون الثلاثة) بطولة سعاد حسني وأحمد رمزي وفيلم (السراب) عام 1970 من بطولة نور الشريف، وتوالت الأدوار الصغيرة عليه في تلك الفترة وأخذت تكبر فيلماً تلو الآخر، ففي عام 1974 شارك في بطولة الفيلم الرومانسي (الأحضان الدافئة) إلى جانب زبيدة ثروت وسمير صبري.
شارك (سمير غانم) عام 1975 في بطولة فلم (بنت واسمها محمود) إلى جانب سمير صبري وهالة فاخر، وفي عام 1976 شارك في بطولة فيلم (عندما يسقط الجسد) بمشاركة محمود ياسين وناهد شريف، وظهر في العام نفسه في عدة أفلام أخرى منها (حب على شاطئ ميامي)، وفيلم (فيفا زلاطا) إلى جانب فؤاد المهندس وجمال إسماعيل وأدى دور (الدكتور سمير) في فيلم (عالم عيال عيال)، ولعب دور (خيري) في (الحب على شاطئ ميامي)، من بطولة شمس البارودي وحسن يوسف وحلّ ضيف شرف في يفلم (نبتدي منين الحكاية) بطولة مصطفى فهمي وسعيد صالح.
ويعتبر من أهم الأدوار التي قدمها (غانم) في فترة السبعينات دور (صلاح) في فيلم (البنت الحلوة الكدابة – 1977) مع محمود عبد العزيز وسعيد صالح، كما قدم دور (عزت) في فيلم (البعض يذهب للمأذون مرتين) إلى جانب عادل إمام ونور الشريف – 1978، و في نفس العام أدى دوراً مهما في فيلم (أولاد الحلال)، كما أدى دور (طلبة) في فيلم (قصة الحي الغربي – 1979) إلى جانب سعيد صالح وسهير زكي، وابتدأ (سمير) ثمانينات القرن الماضي بفيلم (سنوات الانتقام) تحديدا عام 1980 من إخراج أحمد يحيى وبطولة سعيد صالح ويونس شلبي، وفي نفس السنة قدم دور البطولة إلى جانب كل من رشدي أباظة وعادل إمام في فيلم (أذكياء لكن أغبياء)، وأدى دور (أحمد) في (البنات عايزة إيه) بمشاركة محمود عبد العزيز.
في عام 1982 شارك (سمير غانم) في فيلم (السفاحين) إلى جانب يسرا وأمينة رزق ونور الشريف، وفي العام نفسه أدى دور (حسن) في (حسن بيه الغلبان)، من إخراج هنري بركات، وفي عام 1983 أدى دور (ثابت) في فيلم (إنهم يسرقون الأرانب) بالاشتراك مع لبلبة ويحيى الفخراني، وفي العام نفسه أدى دور البطولة في فيلم (الجواز للجدعان) إلى جانب سهير الباروني وإيمان، ودور (غريب) في (غريب ولد عجيب)، ودور (وحيد فهمي) في (أنا مش حرامية)، وفي عام 1984 أدى دور البطولة في الفيلم الكوميدي (القناص) من تأليف وإخراج يس إسماعيل يس، كما أدى في العام نفسه دور(فتحي) في الفيلم الكوميدي (كله تمام)، من اخراج أحمد ثروت، وقدم فوازير فطوطة (المعلومات العامة) مع سحر رامي.
شارك الكبار والشباب
دخل عام 1985 بدور البطولة إلى جانب يونس شلبي وسعيد صالح في فيلم (محطة الأنس)، كما أدى دور (ناجي عبد التواب) في فيلم (لست مجرماً)، من إخراج وصفي درويش وعاطف السيسي، وأيضا أدى في العام نفسه دور البطولة في عدة أفلام من (الفول صديقي) بجوار مديحة كامل و(الرجل الذي عطس) مع ليلى علوي وشهيرة، وفيلم (رمضان فوق البركان)، واختتم عام 1985 بدور (أدهم) في فيلم (أيام التحدي) بمشاركة فريد شوقي وليلى علوي.
واختصر عام 1986 في ثلاثة أفلام حيث أدى دور (عمر) في فيلم الدراما (حل يرضي جميع الأطراف)، من إخراج علوية زكي، وتأليف إحسان كمال، كما أدى دور المهندس (عادل) في فيلم (فقراء ولكن سعداء) إلى جانب سعيد صالح، وشارك في بطولة فيلم (احترس عصابة النساء) مع إلهام شاهين وسوسن بدر، ومن إخراج وتأليف محمد أباظة، وبدأ عام1987 بدور (أبو الوفا) في فيلم (عبقري على ورقة دمغة)، كما قدم في العام نفسه فيلمين آخرين، حيث شارك سعيد صالح وصابرين في بطولة فلم (العرضحالجي في قضية نصب)، كما أدى دور (عادل) في فيلم يخلط بين الدراما والكوميديلا بعنوان (المنحوس) من تأليف عاطف بشاي.
وشارك (سمير غانم) في عام 1988 بأربعة أفلام تنوعت أدواره فيها، حيث أدى دور (عنتر) صاحب ورشة الموبيليا في فيلم (الجدعان الثلاثة)، ودور (زيكو) في فيلم (أرباب سوابق)، كما شارك في بطولة فيلم (رحلة المشاغبين) إلى جانب دلال عبد العزيز، كما شاركها البطولة في الفيلم الموسيقى الاستعراضي (طير في السما)، وفي عام 1989 شارك في فيلمين فقط، هما (عريس في اليانصيب، وليس لعصابتنا فرع آخر)، وتابع سمير غانم رحلته الفنية في التسعينات بمزيد من الابداعات والادوار التي حملت الطابع الكوميدي حيث شارك في عام 1990 في ستة أفلام كانت بدايتها دور رستم في فيلم الجريمة الكوميدي (اقتل مراتي ولك تحياتي)، بالاشتراك مع يوسف داوود وأشرف عبد الباقي.
كما شارك سعيد صالح ويونس شلبي في بطولة فيلم الجريمة الكوميدي (الأغبياء الثلاثة)، وأدى دور (سمير عبد القوي) في فيلم (ثلاثة على واحد)، من إخراج وتأليف يس إسماعيل يس، كما شارك شويكار ودلال عبد العزيز في بطولة فلم (النصاب والكلب)، من إخراج وسيناريو عادل صادق، وشارك في بطولة فيلمي (الأهطل، والمطب)، وفي عام1991 ظهر في ثلاثة أفلام، حيث أدى دور (عصمت) في فيلم (مجرم رغم أنفه)، وشارك وحيد سيف وسميرة صدقي في فيلم (الكابتن وصل)، واختتم العام بدور (خلف أحمد أبو حسين) في فيلم (الغشيم).
في عام 1992 شارك (غانم) في بطولة فيلمين حيث أدى دور (دياب) في فيلم (الراقصة والحانوتي )، كما أدى البطولة في الفيلم الكوميدي (استقالة جابر) مع عايدة رياض ودينا، وفي العام الذي تلاه شارك دلال عبد العزيز ويونس شلبي في فيلم (الرجال في خطر)، كما شارك نورا في بطولة فيلم (الهاربان) من تأليف أبو أسامة إسماعيل، واختصر عام 1994 بمشاركته في فيلم (سرقوا أم علي) مع هاني رمزي وتأليف وإخراج أحمد النحاس، أما آخر أعماله السينمائية في التسعينات، فهي دور (هنداوي) في فلم (السلاحف) عام1996 مع صلاح عبدالله وإخراج سعيد مرزوق.
أعماله في الألفية الجديدة
أما أعماله السينمائية في الألفية الثالثة، فقد كانت قليلة بسبب تحوله للدراما التلفزيونية ومن أهم أعماله في هذه الفترة الفيلم الكوميدي (بهاريز) إلى جانب عبير صبري وسيد زيان وإخراج شريف حمودة عام 2000، كما أدى دور الدكتور (جمعة الورداني) إلى جانب مصطفى قمر وإدوارد في فلم (مفيش فايدة) عام 2008، كما شارك في العام نفسه في فيلم (على جنب يا أسطى)، من بطولة أشرف عبد الباقي وآسر ياسين وحلّ ضيفاً في فيلمي (هاتولي راجل)، من بطولة أحمد الفيشاوي وإيمي سمير غانم، و(تتح) بطولة محمد سعد وهياتم عام 2013، وفي العام الذي تلاه شارك في فيلم (الحرب العالمية الثالثة)، كما شارك حمادة هلال وميرفت أمين في بطولة فيلم (حماتي بتحبني)، وفي عام 2016 شارك في فيلم (المشخصاتي)، تأليف وبطولة تامر عبد المنعم الذي تناول الأوضاع المصرية عقب ثورة 25 يناير بشكل كوميدي.
وكان للمسلسلات التي شارك فيها نصيبا كبيرا في إثراء الفن المصري والعربي، سواء بدور بطولة أو كضيف شرف والتي طغى عليها الأداء الكوميدي ومن أهم المسلسلات التي شارك فيها في سبعينات القرن الماضي مسلسل (كيف تخسر مليون جنيه) إلى جانب عادل إمام وحسن حسني عام 1978، كما شارك صفاء أبو السعود وجورج سيدهم في بطولة مسلسل (ضيوف مزعجين جداً) عام 1979 وخلال فترة الثمانينات شارك سمير غانم في ثمان مسلسلات كان أولها عام 1980 حيث أدى دور (كابتن شريف) في مسلسل (بطل الدوري)، وشارك في عام 1983 في مسلسل (الصياد والحب) إلى جانب إسعاد يونس وأحمد بدير، كما أدى دور (صلاح) في مسلسل (رجل شريف جداً) عام 1984.
وفي العام نفسه أدى دور (طلعت) في مسلسل (دعوني أعيش)، ومن أهم أعماله التلفزيونية الأخرى خلال فترة الثمانينات مسلسل (البحث عن السعادة) عام 1985 و(الكابتن جوده) عام 1986 ومسلسل (أنا وأنت والزمن طويل) عام 1989، ومن أهم المسلسلات التي قدمها خلال فترة التسعينات مسلسل (مغامرات زكي الناضح) من إخراج محمد أباظة وتأليف فيصل ندا عام 1990، كما أدى دور (سعيد) في مسلسل (دقات الساعة) في العام نفسه بمشاركة إسعاد يونس، وفي عام 1992 أدى دور (شهريار) في (حكايات ألف ليلة وليلة)، وفي العام الذي تلاه أدى دور (د. عنتر) في مسلسل (الأزواج الطيبين)، ودور (أيوب) في مسلسل (حكايات مستر أيوب ومسز عنايات) عام 1996.
دور فرحات الوطواط
في 1997 شارك (سمير) في ثلاث مسلسلات وهى (مرفوع مؤقتاً من الخدمة) بدور (عباس يار) و مسلسل (عوضين وإمبراطورية عين)، كما أدى دور (هيصه) في مسلسل (السيد هيصه)، واختتم التسعينات بمسلسل (أحلام مؤجلة)، أما فترة الألفية الثالثة فقد شهدت تركيزاً على المسلسلات من قبل (سمير غانم) بشكل أكبر من التركيز على الأفلام والمسرحيات، وكان أولها مسلسل (قط وفار وفايف ستار) عام 2000 من إخراج إبراهيم الشقنقري، كما أدى دور فرحات الوطواط في مسلسل (إنسى يلي فات يا فرحات) عام 2002.
وأدى دور صوتي في مسلسل الرسوم المتحركة (عائلة أستاذ أمين) إلى جانب زوجته دلال عبد العزيز وابنتيه دنيا وإيمي عام 2005، كما شارك بدور (عبد الحميد) في سيت كوم (عبد الحميد أكاديمي)، وفي العام الذي تلاه أدى دور (نجاتي) في مسلسل (مطعم تشي توتو)، وأدى دور البطولة في المسلسل الاجتماعي الكوميدي (معكم على الهواء هايم عبد الدايم” عام 2008، وشارك نفس العام بسيت كوم الرسوم المتحركة (راسين في الحلال)، وفي 2009 أدى دور نجيب الريحاني في مسلسل إسماعيل يس (أبو ضحكة جنان)، كما شارك سوسن ميخائيل وانتصار الشراح في بطولة سيت كوم (سمير وعيلته الكتير)، كما شارك في سيت كوم (حواكة بوت) في العام نفسه، وفي عام 2011 شارك في المسلسل الكوميدي (الزناتي مجاهد)، من بطولة سامح حسين وهناء الشوربجي، كما شارك في العام نفسه في ثلاث مسلسلات أخرى وهى (جوز ماما مين) في جزئه الثاني.
وفي المسلسل السوري (صايعين وضايعين) من بطولة أيمن رضا وعبد المنعم عمايري أدى دور السفير المصري، وحل ضيفاً في مسلسل (الكبير أوي) في جزئه الثاني، وفي عام 2012 شارك يسرا وصبا مبارك في بطولة مسلسل (شربات لوز)، كما شارك في العام نفسه في مسلسل (الخفافيش)، وفي عام 2013 أدى إلى جانب دينا وعلا غانم بطولة مسلسل (قشطة وعسل)، وفي 2014 شارك في مسلسل (الكبير أوي) في جزئه الرابع من بطولة أحمد مكي ودنيا سمير غانم، كما أدى دور (أبو طالب) في مسلسل (دلع البنات) من بطولة مي عز الدين.
مع نيللي وشريهان
وفي 2015 أدى دور الحلواني في مسلسل (لهفة) من بطولة دنيا سمير غانم كما أدى دور (سمير) في مسلسل (يوميات زوجة مفروشة أوي) في أجزائه الأربعة إلى جانب داليا البحيري، وحل ضيفاً في مسلسل (نيللي وشريهان) من بطولة دنيا وإيمي سمير غانم عام 2016، وفي العام الذي تلاه شارك في بطولة مسلسل (في اللا لا لاند)، وفي 2018 حل أيضا ضيفاً في مسلسل (عوالم خفية) من بطولة عادل إمام، وأدى دور (فايق) في مسلسل (عزمي وأشجان)، من بطولة حسن الرداد وإيمي سمير غانم، وفي 2019 شارك بأدوار متعددة في مسلسل (بدل الحدوتة تلاتة) من بطولة دنيا سمير غانم وأدى دور (زكي طفطف) في المسلسل الكوميدي الخيالي (سوبر ميرو) إلى جانب إيمي سمير غانم.
وفى مرحلة جديدة من مراحل المفاجأة والنجاح أبهر (سمورة) جمهوره حين قدم فوازير (فطوطة بداية) من عام 1982، ولمدة 3 سنوات، فكانت الفوازير تحديا جديدا اجتازه بنجاح مبهر، رغم أنها لم تكن المرة الأولى التى يقدم فيها الفوازير، حيث قدم مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح عام 1967 أول فوازير عربية، وكانت خليطاً بين الدراما والاستعراض 1967، لكن كان التحدى الأكبر فى الثمانينيات حيث أن فوازير (فطوطة) التى قدمها سمير غانم جاءت بعد نجاح استمر لسنوات قدمتها خلالها الفنانة نيللى الفوازير، ولكن استطاع (غانم) أن يقدم الفوازير بشكل مختلف وبأسلوبه الساحر، وأن يخلق من شخصية (فطوطة) حالة نجاح جديدة ومستمرة ومختلفة ومبهرة، لتصبح هذه الشخصية أحد أيقونات شهر رمضان، واستغل المنتجون نجاح الشخصية لتقديم أعمال فنية جديدة تحمل اسم فطوطة، ومنها مسلسل الكرتون (فطوطة وتيتا مظبوطة)، كما قدم في التسعينيات وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية من عام 1992 وحتى 1994 فوازير (المتزوجون في التاريخ، والمضحكون، وأهل المغنى).
تحية تقدير واحترام على رحلة (سمير غانم) الطويلة في فن الكوميديا التي أبهجنا من خلال أعمال ستظل راسخة في وجدان المصريين والعرب .. رحم الله سمير غانم الذي ترك لنا زادا كوميديا لا ينفد في مسيرة الفن المصري والعربي.