كتب : أحمد السماحي
هذا الأسبوع رحل عن حياتنا المطرب الكبير (ماهر العطار) الذي أسعدنا بصوته المميز، القادر على نشر الفرح والبهجة والسعادة من خلال أغنيات ظلت جسرا حيا من المشاعر الرقيقة العابرة لقارات على جناح الحب والسهد والقرب والبعاد، ورغم مشواره الفني المليئ بكل ما هو جميل، إلا أننا لم نكن نجد أي من أغنياته أو أفلامه على قنواتنا الفضائية والتليفزيونية والإذاعية المختلفة فى السنوات الأخيرة، والباعث على الأسى والألم أنه إذا دعتك نفسك للمغامرة وقلبت بالريموت كونترول فإنك لن تجد ضالتك المنشودة، وإذا حاولت تدور بمؤشر الراديو على أي محطة من محطات الإذاعة المصرية لتسمع واحدة من أغنياته فربما تكون إذناك سعيدة الحظ في لحظة عفوية لتسمتع بالمصادفة إلى (إفرش منديلك على الرملة، أو بلغوه، أو داب قلبي، أو مين يأمنلك مين)، وهى في النهاية تظل نقطة في بحار ومحيطات النغم الأصيل.
هذا الأسبوع ووفاء منا لـ مطربنا الجميل قررنا أن نتوقف عند واحد من أشهر ألبوماته الذي أنتجته له شركة (صوت القاهرة) تحت عنوان (سهرة) مع (ماهر العطار).
يتضمن الألبوم ست أغنيات لحن ثلاثة منهم الملحن الكبير (محمد الموجي) صاحب البصمة الواضحة في مشوار مطربنا الكبير والذي أعطاه أغنيته الأولى (بلغوه)، وفى ألبومنا اليوم لحن (الموجي) ثلاث أغنيات هى (دوبوني الغمزتين) تأليف عبدالسلام أمين، (سندباد) كلمات مجدي نجيب، (داب قلبي) أشعار محمد حلاوة، كما لحن له الموسيقار بليغ حمدي أغنية (على فين) كلمات سيد مرسي.
ويحتوى الألبوم أيضا أغنية من ألحان رؤف ذهني وكلمات عبدالسلام أمين بعنوان (اسمعوا)، أما (إبراهيم رأفت) فلحن له من كلمات لملوم الباسل أغنية (على ورق الورد).
عندما تسمع أغنيات هذا الألبوم لابد أن تترحم على زمن جميل مضى كان مليئا بالفن والابداع والقيمة والكلمة الحلوة الراقية والنغمة الشرقية الشجية العذبة، وصوت يعلن بكل ثقة رجولته، وليس صوتا مخنثا أو ناعما يغني بصوت أنثوي كلمات عاطفية مستهلكة!
ودعونا الآن نتوقف عند واحدة من أغنيات الألبوم والتى كانت تسمى أغنية شعبية ونقارنها بكلمات الأغنية الشعبية الراهنة.
دوّبوني الغمزتين، اللّي فوق الوردتين
لمّا يضحك لي يا عيني
بآنسى نفسي رحت فين
اللّي صحّ الشّوق في قلبي، همّا دول
و اللّي قال لعنيّا حِبّي، همّا دول
و اللّي نسّاني قرايبي، همّا دول
همّا دول اللّي سابوني
و آشتروا حيرتي و باعوني، همّا دول
و بهواهم غرّقوني و دوّبوني
آضحكوا لي مرّة وحدة
بآنسى نفسي رحت فين
فين فين، دوّبوني دوّبوني
لمّا طال الشّوق عليّا
وآشتكيت بدموع عينيّا
قلبي قال لّي نعمل إيه
نعمل إيه و آنسوّي إيه
انشغلت يا قلبي ليه
وإنت مش قادر عليه
روح يا شوق، إفرض جناحك
وإنت يا قلبي فْ جراحك
روح معاه و قولي فين
اللّي له ع الوردتين غمزتين
دوّبوني دوّبوني