(رامز .. والترفيه)
بقلم : على عبد الرحمن
بعيدا عن أخلاقيات مايقدمه رامز سنويا وبغض النظر عن الخداع للضيوف – إن وجد -، وتناسيا للأخطار التي يتعرض لها الضيوف، واعتراضا علي إضحاك المشاهدين علي معاناة الضيوف، وتعحبا من غيبة المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام ولوائحه ولجانه وتنظيمه لكل ذلك، فإن رامز هو الأعلي مشاهدة بتقارير نسب المشاهدة، وهو الأغلي سعرا في تسعيرة الإعلانات، ولهذه الجماهيريه اقتنص المستشار تركي آل الشيخ هذه الفرصة للبرنامج الأعلي مشاهدة في التسويق لبلده المملكه العربية السعودية، وذلك باعتباره رئيسا للهيئة العامة للترفيه بالمملكة.
تلك الهيئه هى المسئوله عن نشر أماكن الترفيه والتنزه بالمملكة إضافة إلي أنها رائدة إدخال منتجات الفن والإعلام من حفلات غنائية وعروض مسرحية ودور عرض وأفلام سينمائية وكذا البرامج والمسلسلات وكافة فنون التسليه والتثقيف بعد هذا الانفتاح الإعلامي والفني في المملكة، كجزء من رؤية 2030 التي يتبناها ولي العهد محمد بن سلمان لتحويل المملكة من دولة نفطية الي دولة متعدده الموارد والوجهات.
وللحقيقه منذ أن تولي تركي آل الشيخ هذه المهمة وهو يجتهد بنفسه للتأسيس لهذه المهمة فنيا وإعلاميا وتسويقيا لبلده في مجهود محمود له، وقد نفذ مسبقا عدة لقاءات وندوات ودعوات لرموز الفن المصري، ومنهم من تعاقد علي حفلات ومنهم من تعاقد علي عروض مسرحية ومنهم من تعاقد على أعمال درامية وسينمائية، وقد يكون الرجل ينفذ مدينة الإنتاج في بلاده ومهرجانات فنيه وإعلامية وأكاديميات ومعاهد للفنون والإعلام، وقد يكتسح الرجل مستقبلا سوق الفن والميديا، خاصة مع غياب دولا مهمة في هذا المجال مثل سوريا ولبنان ومصر أيضا.
والغريب أن أهل الميديا والفن في مصر لم يسارعوا في ريادة التأسيس لهذه المرحلة في المملكة فلا تقدموا بلوائح ونظم فنية وإعلامية ولا أنشأوا لهم أكاديميات أو معاهد فنية أو إعلامية ولا وقعوا بروتوكولات لإقامة الحفلات ولا إنتاج المسلسلات والأفلام والمسرحيات وكأن الأمر لايعنيهم، وسارع أهل الفن والميديا في سوريا ولبنان وباكستان بتقديم كل ماهو مطلوب للطفرة الاعلامية والفنية مع غياب المجلس الأعلي للاعلام وشركات الإنتاج المحتكره للسوق المصري، وكذا أكاديمية الفنون والنقابات الإعلامية والفنية حتي أصبح مشهد الإنتاج الفني والإعلامي السعودي خليطا من بعض العرب والآسيويين، وخبرات الغرب في مجال دور العرض والإنتاج السينمائي، ومواقع وأدوات الترفيه والتسلية، ولم يحاسب أحد أحدا علي هذه الفرص الضائعه من مساحات القوة الناعمة المصرية، وبدلا من أن العمل وطني مصري سعودي أصبحت هروله شخصيه لكل من يريد العمل مع الهيئه العامة للترفيه تاركين الوطن سمعة ورياده وقوة ناعمة وراء مايدخل في حساباتهم الشخصية أو مايتلقونه من هدايا ثمين.
نعود إلي رامز وهيئة الترفيه والدعاية والتسويق للمملكة ومعالمها الحديثة أماكن وأجيال وإعلاميين وكوادر وللهيئه الوليدة، فما بال هيئاتنا العريقه!!، ألم يفكر المسئولين عن(الهيئة الوطنية للإعلام)، أو (الشركه المتحد للخدمات الإعلامية) رائدة الإنتاج الإعلامي والفني في مصر، أو هيئة تنشيط السياحه أو هيئات تسويق مصر، ألم يفكروا أصلا في استغلال هذا العمل أو غيره من برامج او مسلسلات أو أفلام أو مسرحيات ناجحة جماهيريا، أو يقدموا فكرة منتقاة تسوق لمصرنا آثارها، معالمها العتيقه، أماكنها الحديثة كأبراج العلمين، كهوف الصحاري، أنفاق القناه، معالم العين السخنه، ربوع شرم والغردقة، جبال سيناء،جنبات الوادي الجديد، و و والكثير من معالم مصر قديمها وحديثها؟.
ألم يخطر ذلك ببالهم، ألم تذهب إلى ذلك ميزانياتها الضخمة؟، ألم يتحرك داخلهم حس وطني غيور، أو فكر تسويقي جسور، وماذا لو أن إنتاجا برامجيا تم تصويره تسويقا لمعالم مصر الحديثة، أو أن برنامج مسابقات تجول في بقاع أم الدنيا الساحرة، أو أن حفلات وعروض أقيمت داخل أجمل التجمعات العمرانيه المصريه الحديثة، وأين القطاع الخاص أيضا من التسويق لمصر.. إن ميزانيه هذا الكم من أغاني وإعلانات رمضان وهذا الحشد من النجوم اللذين صنعتهم مصر لو كان تم توظيفها في التسويق لمصر (مواقعا، وبشرا، وانجازا) لكان خيرا لمصر وأهلها (سمعة، وسياحة، واستثمارا، وتسويقا).
يا أهل العقد والحزم وأهل التقرير والتنفيذ: مصر بحاجة إلي براند جديد غير الجمل والفتاه السمراء باليشمك، براند مثل سنغافورة وماليزيا وتركيا والأرجنتين، وغيرهم من دول العالم الناظرة لمستقبلها، نحن بحاجة إلي هيئه عليا لتسويق مصر حتي لو تضم داخلها هيئات ومجالس الإعلام والفن والثقافة والسياحة والتخطيط والتعاون الدولي، مصر بحاجه إلي هيئه من المبدعين الغيورين على سمعة ومكانة وقيمة وقامة وإنجازات مصر الجديدة.
هيئه تراقب تجارب الدول وبرانداتها وتحصر مميزات مصر النسبية وكل جديد جاذب وتخطط لحملة تسويق عالميه وتنفذ بدقة ولا تقدم إلا كل مبهر جذاب، وتختار أشهر الوسائل الإعلامية وأشهر الأعمال الفنية والإعلامية، وتقدم فكرا جديدا مبتكرا لتسويق ام الدنيا عبر براند جديد، بإنجازاتها العملاقة، بخرائط استثمارها الواعدة.. إنها مصر أم الدنيا الجميلة من لم يرها لم ير شيئا جميلا أبدا.. حمي الله وطننا.. وتحيا دوما مصر.. ورمضان كريم.