(الاختيار 2) يعيد أجواء أحداث رابعة العدوية الكئيبة
كتب : محمد حبوشة
أعادت الحلقة الأولى من مسلسل (الاختيار 2 – رجال الظل)، والتي جاءت تحت عنوان (حتى لاننسى) الأجواء الكئيبة لاعتصام (رابعة العدوية)، وقد بدا واضحا صوت الإرهابي (صفوت حجازي) وهو يلقي جديثا غاضبا تبدو فيه لغة التهديد والوعيد، فور إعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع تعطيل الدستور، وتولي المستشار عدلي منصور مقاليد الحكم في البلاد، على أن تجرى انتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما أثار حفيظة المعتصمين في رابعة العدوية في مدينة نصر، والنهضة بالجيزة، وعلى هذا الأساس تباينت ردود الفعل من جانب مغردين وعناصر من الكتائب الالكترونية الإخوانية على مشاهد رابعة حيث ذهبت بخيالها المريض إلى الادعاء بتلفيق أحداث رابعة من جانب صناع المسلسل، وانهالوا بكيل الاتهامات لشركتي (المتحدة للخدمات الإعلامية)، و (سينرجي) المنتجة للمسلسل.
وقد ظهر من خلال أحداث النصف الأول من الحلقة تفاصيل الاعتصام الذي عطل حياة المواطنين في مدينة نصر والجيزة، من خلال مشاهد حية من قلب الأحداث يظهر من خلالها بعض قادة الجماعة الإرهابية مثل (محمد البلتاجي) الذي بدا في حالة من التوتر والارتباك وعدم الثبات، وقد أظهرت المشاهد دور ضباط الأمن الوطني وعلى رأسهم (زكريا – كريم عبد العزيز) في حملات المداهمة واصطياد العناصر التي تورطت في عمليات تفجير استهدفت منطقة الحسين ومصر الجديدة يومي 13 و14 يوليو 2013، وذلك في تواز مع أحداث المواجهات التي اندلعت بالتزامن مع رابعة في منطقة شمال سيناء في العريش في حرب اشتركت فيها عناصر الشرطة بقيادة (يوسف الرفاعي – أحمد مكي) مع قوات الصاعقة بقيادة أحمد منسي الذي استشهد في كمين (البرص) كما هو معروف في تلك الأثناء.
صارت الأحداث بإيقاع سريع يجمع بين تفاعل عناصر الجماعة الإرهابية فور عزل محمد مرسي، وبدأت المواجهات المسلحة بين المعتصمين وعناصر الشرطة المدنية قبل بدء فض الاعتصام، وقد أظهر أداء فريق عمل المسلسل مشاهد الحقد الأعمى الذي بدا واضحا على القيادات العليا والوسطى للجماعة في محاولات إثارة حماس الشباب المغرر بهم، وقد أجاد (كريم عبد العزيز) في تحقيقه مع الإرهابي (محمد فراج) في مقر (جهاز الأمن الوطني) بشأن تورطه في تفجير عمارة بمصر الجديدة، حيث جاء رد فعل (فراج) في البداية يحمل قدرا من التحدي والثقة بأن رئيسه مرسي سوف يتدخل للإفراج عنه، في حين جاء رد فعل (كريم) حازما وفي إصرار على تنفيذ القانون بغض النظر من يحكم مصر في تلك اللحظة الفاصلة من عمر الوطن.
على الطرف الآخر من أحداث سيناء بدت شجاعة ضابط الشرطة (أحمد مكي) في تعامله مع الخلايا الإرهابية من خلال مفارقات مع أبناء سيناء الذين تغلغل الإرهابيون بينهم سواء بعلم من جانبهم أو عدم إدراك خطورة أفعالهم المشينة، وقد بدا مكي رشيقا يتمتع بقدر من الشجاعة والإقدام ويلازمه (أحمد فهمي) في عمليات المواجهة سواء عبر المساكن أو في ساحات المواجهة الشرسة يوم 14 يوليو 2013، حيث تحولت شمال سيناء إلى ساحة للغضب والقتال الشرس من جانب عناصر الجماعة الإرهابية التي انخرطت في شكل تنظيمات تحت مسميات مختلفة، وذلك انطلاقا من تهديداتهم المسبقة في اعتصام رابعة عندما لوحوا بأنه مصر كلها ستتحول إلى حمامات دم في حالة عدم عودة مرسي وفض الاعتصام بالقوة.
والملاحظ أنه قد سبقت حملات الهجوم على المسلسل من جانب الكتائب الإلكترونية الإخوانية على مواقع التواصل الاجتماعي في صورة حملات مغرضة حيث شن مغردون حملة ضد الممثل أحمد مكي، بعدما تقرر أنه سيقوم بدور ضابط شرطة يشارك في أحداث فض (ميدان رابعة) في المسلسل، ليتصدر، في 2 فبراير الماضي، وسم (#مكي_عميل_العسكر) قائمة الأكثر تداولاً على موقع (تويتر)، فضلا عن موضوع المسلسل الذي يتناول أحداثا وقعت عقب ما سموه (الانقلاب العسكري) في يوليو عام 2013، ومن بينها مذبحة فض اعتصامي ميداني (رابعة والنهضة) في 14 أغسطس عام 2013 على حد زعمهم.
جدير بالذكر أن مسلسل (الاختيار 2) من تأليف هاني سرحان، وإخراج بيتر ميمي، ومن من بطولة كريم عبد العزيز، وأحمد مكي، وإياد نصار، أحمد فهمي أسماء أبو اليزيد، إنجي المقدم، محمد علاء، مراد مكرم، محمد فراج وغيرهم بلإضافة إلى النجم خالد النبوي كضيف شرف.