والله زمان يارمضان
بقلم : علي عبد الرحمن
يهل علينا شهر الله الفضيل (رمضان) بعد أقل من شهر عربي .. كل عام وحضراتكم ومصر ومحبيها والأمة الإسلامية بخير وكل شعوب الأرض بفضل الله.
كان رمضان لسنوات طويلة مهرجانا للمنوعات والفوازير المسموعة والمرئية وكانت آنذاك التقنيات محدوة والأموال شحيحة والشاشات قليلة أما المشاهدون فهم كثر، ويأتي رمضان هذا العام والقنيات فائقة والأموال طائلة والشاشات عديدة والمشاهدون أغلبهم ممتعضون، فلا منوعات مبهرة جاذبة فقد ذهبت إلى شاشات لبنانية وسعودية وإماراتية وهم أشقاؤنا يسعون بمهنية واحتراف لتقديم كل جاذب وجديد ومتنوع ومفيد سيرا وراء تحديث وجودة المنتجات الاعلامية تمشيا مع ايقاع العصر ومتطلبات متلقي الخدمة وطبعا طبقا لرؤية وتخطيط وأهداف.
ويأتي رمضان أيضا والبرامج الدينية عصرية الإيقاع جاذبة الشكل لم تعد من مفردات خرائط البث لدينا كما أن البرامج الحوارية ذات المحتوي التثقيفي ذهبت حيث ذهبت المنوعات والفوازير ودراما الدين والتاريخ، وطبعا لن تشاهد دراما دعوة الإسلام وتاريخه ولا سير رواده ولا فتوحاته، فقد اختفي من عندنا المسلسل الديني بعد أن كنا رواده ومعه المسلسل التاريخي بعد أن كنا قلعته، وسارعت دولا وشاشات من حولنا لإنتاج وعرض دراما الدين والتاريخ بعد توظيف ذلك لخدمة أهداف وتطلعات هذه الدول والشاشات واختفت أيضا البرامج الثقافية وبرامج الفنون الرفيعه والتراث ومعهم الفيلم الوثائقي لتظهر أيضا على شاشات دول شقيقة.
واظن أننا سنذيع المسحراتي والآذانات من أرشيف الماضي رغم أن لدينا مساجد عريقه وأخري حديثة تصلح لأن ينقل منها الآذان برؤية إخراجية عصريه وبمعالم دينية مصرية تاريخية وحديثة، كما أن بمصر أحياءا ومناطق غاية في الجمال المعماري وأخري ذات عبق تاريخي، ولدينا بعض الأصوات لتقديم المسحراتي المصري العصري بعد أن ذهبت برامج اكتشاف المواهب إلى شاشات شقيقة أيضا.
ورغم أهمية هذه المواد الإعلاميه لدعم الثقافة والهوية والانتماء، إلا اننا سنتفوق في رمضان على كل شاشات الدنيا في برامج الطبخ وكأننا شعب ولد ليأكل وكأن شهر رمضان لايحض على الاقتصاد لنشعر بما يحسه المحتاج والفقير، ورغم أننا من أكثر شعوب الأرض استهلاكا للطعام والمحمول والنت والكهرباء والمياه وأكثر شعوب الأرض إنتاجا للمخلفات، إلا ان كل ذلك لم يثر شهية القائم علي عمليات الإنتاج والبث لدينا أن يضع ضمن خططه – إن وجدت – إنتاجا للتوعية والترشيد وضبط سلوك البشر وسيدخل علينا رمضان بعشرات المسلسلات مابين حب وهجر وأكشن وخلافه.
أما التثقيف عبر المنوعات والمسابقات والتوعية الدينية الجاذبة وتنوع المواد الاعلامية والمسلسل الديني أو التاريخي وحتي أغاني الشهر ومسحراته وآذاناته فكلها من أرشيف الماضي حتي نتحسر علي ماكنا فيه إعلاميا انتاجا،وبثا،وتوزيعا،وريادة رغم قلة وندرة أدوات الابداع آنذاك.
فهل يمكن أن نلحق بالركب الرمضاني برامجيا ووثائقيا إن كان الوقت وخطط انتاجنا قد أهملت كالعادة كل جيد ومفيد ومبهر ومطلوب جريا وراء ماتعودوا عليه من محتوي لاهي ومضمون متكرر وأشكال متشابهة؟، أم هل يلفت نظر أولياء أمور إعلامنا وعقولنا أن كل الأبسطة تم سحبها؟، أم ينتظرون هروب بقية مشاهدينا إلى الشاشات الشقيقة؟، أم ترانا نبث أرشيفا ليكون شعارنا: والله زمان يارمضان .. زمن الريادة والتنوير ودعم الهوية وبسط القوه الناعمة وتجسيد التاريخ وضخ رسائل عبر دراما الدين إلى معظم شعوب الأرض.
لنا الله ولمصرنا الحب كله ولمواطنينا شاشات وإنتاج وإبداع الأشقاء، وكل وحضراتكم بالف خير.. رمضان كريم.