“عتريس على الشاشة”
بقلم : محمد شمروخ
“شيء من الخوف، نهر الحب، الزوجة الثانية، رد قلبي، بين القصرين، غروب وشروق”، وغيرها من الأفلام التى ارتبطت بجلسات الأسرة أمام التلفزيون منذ عهد الأبيض والأسود وله ذكريات مع كل الأجيال التى أدركت ذلك العهد ومازالت قادرة على جذب العيون والقلوب وتجري جملها الشهيرة على ألسنتنا، عبر وإفيهات وأمثلة ومداعبات.
فمالك إذا رأيتها على شاشات قنوات تليفزيون الدولة الرسمي الأولى والثانية والفضائية المصرية والإقليميات، تراك تتهمها بالجمود بأنها مازالت تعيد وتزيد ولا تريد أن تتطور ولا ترغب في أن تتغير ثم تنزل باللعنات على القائمين عليها حاليا وتلصق بهم كل التهم والنقائص.
أما بقى لما تشوف نفس الفيلم على قناة من القنوات الجديدة التى أكلت الجو وانهالت عليها الإعلانات ويتسابق إليها الإعلاميون، فحينئذ سوف تحن إلى الأيام الماضية وتترحم على أيام الأصالة والاحترام في الزمن الجميل!.
يا أخي مع إنه هو هو الفيلم بأبطاله بقصته بمخرجه بباباغنوجه، وكل حاجة زي ما هى، لم يتغير أمامك الآن عندما تراها سوى لوجو القناة وانفعالات سعادتك والثابت الوحيد هو الفيلم أما سعادتك وكذلك تليفزيون سعادتك وريموت سعادتك، فالموقف حسب اللوجو الذي تشاهد تحته المواد المبثوثة عبر الشاشات!
لكن أنا عاذرك لأن التلفزيون المصري يلتزم بقواعد مهنية في الضبط والربط وتحترم عقلية المشاهد ولا تعمد للإثارة ولا شغل الوقت بقضايا تافهة ومتكررة لما زهقنا، وكفاية أن قنوات التلفزيون الأصلي لا تترك الشاشة لشخص واحد 4 ساعات غير الفواصل وهو نازل رغي رغي رغي، يتحدث في الدين والسياسة والفن والعلاقات الأسرية والتاريخ والجغرافيا وميكي ماوس.
وسعادتك قاعد قدامه محضر جهاز قياس السكر وحبوب الضغط وتلعن وتسب وتتشال وتتهبد بطول عدد الساعات التى يقضيها السيد الإعلامي وانت تروح وترجع على القناة بين الفواصل لمتابعته مع إنك لا تحبه ولا تطيقه، لكن تفكر تتفرج على برامج التلفزيون المصري؟!
طبعا لا!!
لأنك لا يمكن ترى على شاشته مثل تلك البرامج ولا إعلامييها الذين لا تكف عن ممارسة هواية حرق دمك أمامهم ضاربين بكل قواعد العمل الإعلامي عرض الحائط!.
لكن تجرب تهوب ناحية القناة الأولى ولا التانية.. ياالله… بس فالح تسأل فين أيام أوسكار واخترنالك وفن البالية والمسرح العالمي والموسيقى العربية والعالم يغنى وسهراتنا مع الأفلام الأجنبية من أيام خالتك “جريتا جاربو” وعمك الحج تشارلز برونسون ولا الأيام المفتوحة وفيلم العصر وإعلانات ريري وعالم الحيوان ونشرة ستة ومسلسل سبعة ونادي السينما والعلم والإيمان ومسابقات نجوى إبراهيم وفريال صالح وابتسامة فريدة الزمر وشياكة سلمى الشماع ووقار سهير الأتربي.
نقول ايه ولا إيه ولا إيه؟!
طبعا سيادتك تنفعل أو تبتسم ساخرا وتتحسر على أيام الأصالة والمعاصرة وتسأل سؤالا عويصا: هو التلفزيون المصري حافظ على هذا المستوى؟!
ثم تتبعه بسؤالين أعوص:
هل لديه من الكوادر ما ينافس به القنوات الأخرى؟!
هل توجد عقليات تنتج مواد على مستوى المنافسة؟!
لكن اسمح لى سيادتك أرد على أسئلتك العويصة بأسئلة أكثر عواصة: هل القنوات التى تتابعها سعادتك وهى سبب سخطك على التلفزيون المصري تقدم مثل ما سبق وفي مستواه؟!
طيب نصفه؟!
تلته؟!
ربعه؟!
ولا أي نسبة.. جميع المسلسلات أو معظمها التى تراها وتتابعها مرة واتنين وتلاتة وعشرة والأفلام هى من الزمن الذي تراه جامدا متخلفا على شاشة التلفزيون المصرى
أما الكوادر: فمازال هناك كنوز في الإعداد والإخراج والتصوير والتقديم .. لكن تحالف عليهم الجميع وتنمروا بهم وتجاهلوهم وتركوهم نهبا للأزمات والعقد البكتيرية في الإدارات العنكبوتية التى تفسد كل شيء.
لكن هل ملأت القنوات الخاصة الفراغ المفروض على قنوات ماسبيرو؟!
أي نعم ملأته ولكن بالتشويش وسقط الكلام أو بالدراما المسروقة بغباء مكشوف يفضح مصادرها الأصلية!.
هل قدموا دراما أو برامج على مستويات ما كان يقدمه التلفزيون وحتى عهد قريب؟!
الإجابة لا
ولماذا لا.. جاوب أنت يا فالح!!!