المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها.
كتب : أحمد السماحي
رحل عن حياتنا يوم الخميس الماضي 11 فبراير المطرب (على حميدة) عن عمر يناهز الـ 73 عاما بعد بعد صراع مع المرض، حيث توفي في مستشفى مرسى مطروح، بعدما تم نقله إثر تدهور حالته، وبعد أن صارع خلال السنوات الماضية ورما في الرئتين، وحصوة في المرارة، أدت إلى مضاعفات صحية في القولون، وأشار في لقاء تليفزيوني، أنه لم يعد يقدر على التكاليف المادية لعلاجه.
(حميده) الذي اشتهر بأغنية (لولاكي)، يعد أحد أشهر المطربين المصريين في فترة الثمانينيات والتسعينيات، وقدم عدة ألبومات غنائية كان أشهرها هو الألبوم الذى حمل أغنية (لولاكي)، والذى حقق نجاحا كاسحا في الشارع المصري والعربي، وحصد مبيعات ضخمة، ومن المفارقات أنه لا يوجد إحصائية لما وزعه، لكن المؤكد أنه تخطى المليون نسخة، وكان من الطبيعي أن تتجه إليه عيون منتجين السينما فقدم فيلمين هما (مولد نجم) عام 1991، و(لولاكي) عام 1993، بعد هذا الألبوم قدم عدة ألبومات غنائية هى (ناديلي، كوني لي، نن العين، خان العشرة، احكي لي)، لكنها جميعا لم تحقق نجاح ألبومه الأول، بعدها اختفى تدريجيا عن الساحة الفنية فجأة، ليعود في عام 2011 بشكل تدريجي، و يبدأ في الظهور في برامج تلفزيونية.
هذا الأسبوع في باب (محذوفات الأغاني) سنتوقف عند الأغنية التى كانت (نور ونار) على مطرب مرسى مطروح الشهير وهى (لولاكي) كلمات الشاعر الراحل (عزت الجندي) وألحان (سامي الحفناوي) وتوزيع (حميد الشاعري).
المطرب الراحل (على حميدة) حكى فى أحد البرامج التليفزيونية ظروف صنع هذه الأغنية فقال: هذه الأغنية كانت جزءا من مقطوعة شعر كانت ضمن برنامج إذاعى كتبه (عزت الجندي) بعنوان (بكرة يبتدى النهار)، وكانت عبارة عن ملحمة وطنية فى حب مصر، وحينما استمع حميد الشاعري موزع الأغنية للحن (سامي الحفناوي) المولود من رحم الفولكلور البدوي طلب (حميد) من الكاتب تعديل الكلمات بما يتناسب مع لونه الغنائي، ونفذ للأغنية توزيعا صاخبا اعتمد فيها على التنغيم الصوتي مع صوت السقفة الشهيرة في الخلفية.
وطرح الألبوم يوم ١٤ يوليو سنة ١٩٨٨، الساعة التاسعة صباحا، وبعد ساعتين من طرحه نزلت الشارع وجدت مصر كلها مشغلة الألبوم.
وكانت شركة الإنتاج قد طبعت ١٠٠ ألف نسخة للجمهور، وبعد نفاذ هذه الطبعة من السوق تم طبع مليون ألبوم من الشركة، وتوالت المبيعات الكبيرة، ولم أتخيل هذا النجاح الكبير الذى رأيته فى أعين الناس وفرحتهم بأغنية (لولاكى).
تقول كلمات الأغنية كاملة:
لولاكي يا مصر ما غنيت ولا حبيت
ولا دقيت على إيدي تلت وشمات
لولاكي ما غنيت، ولا هزت الأنغام كياني
لولاكي ما مشيت خطوة، ولا رديت مكاني
ما إنتى اللى قلبى عليه، ما خلانى رقدت الليل يا مصر
انت الهوا والشوق، والعشق والمعشوق
ليكي انا غنيت يا سمره
انا ليا غيرك مين وانت الضيا والعين
………………………………………………………………………………………..
وهذه كلمات الأغنية بعد التعديل الذي طلبه (حميد الشاعري) من الشاعر (عزت الجندي):
لولاكي، لولا، لولا، لولاكي ما حبيت
لولاكي، لولا، لولا، لولاكي ما غنيت
لا الشمس تطلع لا لا، بدر السما غالي
لا القلب يعشق لا لا لا
لا القلب يعشق ليا عزيز غالي
انتي الهوا والشوق والعشق والمعشوق
ليكي أنا غنيت، ليكي أنا غنيت
لولاكي، لولا، لولا
لا البحر يجري لالالا، همس الكلام حالي
لا الروح تهوى لالالا، غير العذاب حالي
أنا ليا غيرك مين، وانت الضيا والعين
ليكي انا غنيت ليكي انا غنيت
لولاكي، لولا، لولا لولاكي