كتب : أحمد السماحي
كانت تربطني بالنجم الكبير الراحل (عزت العلايلي) علاقة صداقة مبنية على الثقافة والاحترام، خاصة فى السنوات الأخيرة، وكنت أرسل له بصفة منتظمة ما أكتبه على (الواتس) ونناقش ما كتبته آخرها منذ أسبوع عندما كتب عنه مبدعنا الكبير (ثروت الخرباوي)، واتصل يشكرني، ثم اتصل بأستاذنا (الخرباوي) يحييه على ما كتبه عنه في مقاله الأسبوعي في (شهريار النجوم).
ونظرا لعشقي للغناء، فكان يدندن لي عندما يتصل بي، وفى إحدى المرات كان صافي الذهن رائق المزاج فقال لي تعرف أنني بدأت حياتي عاشقا للغناء وتحديدا لعمنا المعلم (محمود شكوكو)، وأضاف: الفن تكون لدي منذ الصغر، وقد تربيت على مسرحيات (يوسف وهبي) و(نجيب الريحاني)، وأذكر أنه عندما كنت في سن الثامنة، اصطحبني والدي إلى المسرح القومي، وشاهدت معه واحدة من مسرحيات (يوسف وهبي)، وقد فتنت بها، وما أن خرجنا من المسرح حتى تداعت في ذهني خشبة المسرح وتصفيق الجمهور، ومن بعدها اصطحبني والدي إلى مسرح الريحاني، وحاولت أن أجلس في الصفوف الأمامية، إلا أنني منعت لأن تلك الكراسي كانت محجوزة للوزراء، حينها لم أكن أعرف ما هو الوزير، ولكن بعد أن مرت الأيام، عرفت أن قيمة الفنان عالية جدا، لدرجة أن الوزراء يأتون لمتابعة ما يقدمه من فن.
وتابع : شعرت آنذاك أن تجربة الفن أخذت تستهويني، ولذلك كنت أجمع أبناء الحي في بيتنا، وأقدم لهم بعض المونولوجات التي كان (شكوكو) يقدمها وأحفظها عن ظهر قلب، ومن خلال هذه التجارب البسيطة، استشعر والدي عشقي للفن، وبحسب توجيهاته، كان لا بد أن أصقل موهبتي بالدراسة من خلال معهد الفنون المسرحية، وبالفعل بعد أن كبرت دخلت إلى المعهد وتفوقت فيه.
أما الغناء فظل هوايتي المفضلة التى أدندن بها طول الوقت، وأدندن لأصدقائي في الرحلات، وقد عشقت الموسيقار العبقري (بليغ حمدي) على المستوى الإنساني والفني، وشهدت على زواجه من السيدة (ورده)، ولقد غنيت فى العديد من الأعمال الفنية مثل مسرحية (ملك الشحاتين)، وأوبريت (عريس وعروسة)، وفي فيلم (دسوقي أفندي في المصيف)، وقد عرضت علي بعض شركات الإنتاج أن تنتج لي ألبوم غنائي، وبعد تحمسي للفكرة، لكني تراجعت عن تنفيذها وفضلت أن يظل الغناء على هامش حياتي الفنية.