كتب : مروان محمد
10 حلقات فقط من الإثارة والتشويق في مسلسل (DNA)، والذي تضمن قصة غريبة من نوعها ومثيرة للجدل، وهو عمل مستوحى من قصة حقيقية مؤثرة ومشّوقة تحاكي قضايا اجتماعيّة شائكة مطروحة بكل جرأة ضمن توليفة مميزة، لعل أبرزما فيها ذلك الأداء الذكي جدا للفنان اللباني (عمار شلق) الذي جسد دور المحقق (وليد) ، والذي أضاف إلى الدور كثير من الإتقان، بعد أن نجح في تركيب كل شخصية يلعب بطولتها مؤخرا في مسلسل من هذا النوع البوليسي، وهو دور ربما أتقنه سابقاً في مسلسل (كلام على ورق).
في مباراة قوية من نوع الأداء الصعب بين كل من (عمار شلق ودانيلا رحمة ومعتصم النهار)، بالإضافة إلى براعة (ساشا دحدوح، وسام سعد، روز الخولي، تامار أفاكيان) دارت الأحداث التي جاءت سريعة بفضل كتابة متقنة للسورية صاحبة الخبرة الدرامية الطويلة (ريم حنا)، والمخرج المخضرم (المثني صبح)، والذي استطاع التحكم في فريق العمل، خاصة بـ (شلق) المحقق الذي سعى بحنكة وذكاء حاد كي يفكك خيوط الجريمة، وقد بدا ذلك المحقق بشكل غير تقليدي، بل إنه طور دوره بخبرته وشخصيته المعروفة.
العمل كما قلنا من قبل مقتبس من قصة حقيقية، تدور أحداثه حول شخص (كريم) الذي قام بعمليات احتيال في مختلف دول العالم، ويؤدي الشخصية (معتصم النهار)، ثم تبدأ التحقيقات في محاولة لإلقاء القبض عليه، ويلعب (عمار شلق) دور المحقق أما مساعد المحقق فيؤدي دوره وسام سعد الشهير بشخصية (أبو طلال)، وتؤدي (دانيلا رحمة) دور (آية) المضطربة نفسيا، لكنها تعشق الحرية والانطلاق.
ولقد لاحظت تطورأداء (دانيلا رحمة) في تجسيد شخصية (آية) من خلال تقديمها لدور جديد له أبعاد وتعقيدات كثيرة، فالشخصية جريئة، ويبدو أنها بدأت بالتحضير لها قبل فترة، حيث على ما يبدو قد قرأت عن حالتها وسألت الأشخاص الذين يعرفون عنها لكي تقدمها بشكل أفضل، وربما كان هذا نهجها كممثلة مع كل جديد لها في الدراما حيث تزداد المسؤولية وكذلك خوفها تجاه اسمها ومهنتها.
(رحمة) تمكنت هذه السنة من لفت الأنظار إليها بقوة من خلال الثنائية الناجحة التي قدمتها مع قيس الشيخ نجيب، في مسلسل (أولاد آدم) للمخرج الليث حجو، ومن ثم فقد رأى الكثيرون أنها تطورت أداء وتمثيلاً وقدمت أفضل أدوارها وأهمها خلال مسيرتها الفنية القصيرة التي تضم 5 أعمال، فمن المعروف أن اسمها لمع في مسلسل (تانجو) وترسّخ أكثر في مسلسلي (الكاتب) و(العودة)، وخلعت جلدها في (أولاد آدم)، وأطلت كممثلة جديدة بأدائها المتطوّر العفوي والطبيعي، ولكن يبدو أن أن المثنى صبح أعاد اكتشافها من جديد في مسلسل (DNA) ليقدمها بشكل مختلف.
المسلسل الذي نال إعجاب العديد من المتابعين، الذين عبروا عن ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ بحدث يلفه الغموض، عندما تعرض (كريم الحفار)، أو معتصم النهار، بمستوى أداء أقل من العادي في الحقيقة، حيث أنه لم يتفاعل مع الشخصية على النحو المطلوب، بل بدا باردا في أدائه على عكس دوره في مسلسل (مافي) حيث تمتع بقدر من السخونة على الرغم من طول حلقاته، وحتى محاولة اغتيال من جهات مجهولة لم يتكمن من إتقانها جيدا رغم أنه لا يذكر أي معلومات عن الجريمة أو عن نفسه أمام المحقق، وهو ما كان يصنع فرصة للعب بخياله على النحو المطلوب كممثل أصبح له باع طويل في الأداء الدرامي بشتى أنواعه.
كان لدى معتصم النهار فرصة ذهبية في هذا الدور، حيث يقدم شخصية مختلفة عن كل الشخصيات التي قدمتها سابقا، فـ (كريم) رجل وصولي وانتهازي ونصاب، لكنه مذنب وضحية في الوقت نفسه جراء ما تعرض له من أمور دفعته لاتخاذ خيارات معينة، كما أنه تتوفر فيه موصفات الأداء الجيد، حيث أنه شاب غامض في تصرفاته وفي حياته ووراءه ألف حكاية وحكاية، ويواجه قدرا جديدا وضع نفسه فيه عن طريق المصادفة، قد يكون (النهار) قد أراد التعامل مع شخصية (كريم أو سجعان) بطريقة مختلفة بحيث ألا يتراجع عما وضع نفسه فيه، بل اعتبر أن ما يمر به، لعبة صمم لابد أن يلعبها حتى النهاية، ليخرج منها غالبا، لكنه خرج منها مغلوبا للأسف.
على عكس دانييلا رحمة التي كانت تشجع متابعيها على متابعة العمل من خلال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تفاعلت كثيرا مع شخصية (آية) حتى أنها فتحت حوار جدليا طوال فترة عرض الحلقات وظلت تحدثت عن الدور بقولها: أجسد شخصية (آية) وهى شابة محبة للحياة وعاشقة للحرية، وأضافت: إنها غير متزنة ربما بسبب ما مرت به من ظروف في الماضي، وما سيرافقها لاحقا لوقت طويل، حتى لحظة مواجهتها لكل الحقائق، وتابعت: تمر (آية) بظروف صعبة ودقيقة، لكنها تتعامل معها بذكاء ودهاء وحنكة وأسلوب محيّر، وهذا كله حفز الجمهور أكثر على متابعة المشاهدة.
وفي الحقيقة فإن كل حلقة من الحلقات العشرة تحتوي على أكثر من (ماستر سين)، لكني أردت التوقف أمام مشهد في الحلقة السابعة برع في أدائه النجم اللبناني (عمار شلق) بدور المحقق (وليد)، حيث استطاع أن يحبس أنفاس كل من (آية – دانيلا رحمة) و (كريم أو سجعان – معتصم النهار) حين دخل عليهما فجأة في قسم البوليس التابع له، بينما يحاول (كريم) عبثا أن يتحاور مع (آية) المصدومة فيه من كثرة الشكاوى ضده من جانب مجموعة من النساء اللاتي قلن في التحقيقات أنه استولى على نقود كثيرة من بعضهن.
كريم للمحقق : أنا فيني أعرف إني ليش إحنا هاون؟
المحقق : ولا شيئ .. بس يجيي ريان ويسقط حقكم ما بيعود في داعي تبقوا هاون لأنه مسئولية .. بس يخذي العين عنه موسع نشاطاتك على مساحة الوطن.
آية : بس مافي شيئ عمله مش قانوني.
المحقق بخبث شديد : صرت باعرف عنك إنه دايما فيه جواب ذكي .. واوو!
كريم : طيب فينا نفل؟
المحقق : ما بعرف إذا انتبهتي إن الـ 11 أو 12 مدام اللي كانوا هاون ولا واحدة منهم ذكرت اسم كريم الحفار؟
آية : إيش هو يعني؟ ، شو كل واحد عم يظهر معها بدو يذكر اسمه الحقيقي؟
المحقق لآية : بالنسبة لإليك مش معقول ما يكون كريم الحفار.
آية توجه كلامها بحدة للمحقق : انت شو بدك منا .. لأمتى بدك ضل تلاحقنا .. لوقت اللي اختفي (خينا) ما تركتنا .. لهلا اتركنا، شو بدك؟
المحقق يرد ببرود : ولاشيئ المسألة مش شخصية، ثم يتوجه لكريم : لك فينا ناخد منك (سامبل) كرما لنعمل فحص DNA ؟
آيه بعد تنهيدة : رجعنا للـ DNA .. كم مرة بدي أقولكم ما آني عاوزها فحص لأعرف إن هو خيي؟.
المحقق بنظرة عجب واندهاش : أوكي .. أوكي!!
كريم : طيب خلينا نمشي هلا وبعدين نحكي بالموضوع .. ثم أضاف : انته مو مفروض تهتم باللي خطفوه؟
المحقق: أووووه بس اللي خطفوه كانوا قالوا ان اسمك (سجعان) ، وهاون نرجع لنفس المشكلة، ثم يوجه كلامه لآية : كريم الحفار وين؟، أنا عندي نظرية بالموضوع .. أنا باعرف انه منه أخوكم بس ليش قبلتوا فيه بدون ما تعملوا فحص الـ DNA .. طلع معي إنه كريم الحفار مات .. لا مش صح بالغلط ..المهم ان كريم الحفار مانو عايش .. ما باعرف انه حدا منكم إله علاقة بالموضوع ؟
آية : شو قصدك؟
المحقق بعد برهة من التفكير: يمكن لأنه حياتك مليانة مشاكل.
بنبرة حزن ترد آية : كانت مليانة مشاكل.
المحقق في استفزار لآية : مش ممكن تكوني مثلا انتي قتلتيه بالغلط خلينا نقول؟
آية : نظرية حلوة .. صار فينا نمشي؟
المحقق : شو بس يجيي ريان ويسقط حقه .. أنا حاتعبك معي أهه.
آية : أنا لتعرف متل ما انت بتعرف مافي شيئ بين ايديك .. بس فيك تفكر مثل ما بدك تفكر .. بس مش يعني انه هاي الحقيقة.
المحقق : الحقيقة بتخلي عندي الإشي بتصير كتير شخصية .. هذا اللي آخر همي ..بس مش مسئوليتي.
كريم : نظريتك حلوة .. بس وين الدليل؟
بوجه مبتسم في ريبة يرد المحقق : هيا دا حكي ضباط برافوا عليك
تقف آية في وجه كريم في نهاية المشهد وتسأله : أن منهم كمان (تقصد الـ 11 أو 12 مدام)؟ ..فيدير كريم وجهه إلى الناحية الأخرى قائلا : أكيد لأ!!.