(ورا الشبابيك).. كتبت ولحنت لمدحت صالح وغناها تامر حسني وإليسا
كتب: أحمد السماحي
من أجمل الأغنيات التى قدمت في الأفلام فى السنوات الأخيرة أغنية (ورا الشبابيك) كلمات الشاعر (محمد جمعه)، ألحان (أحمد محي)، توزيع (يحيي يوسف)، والتى قدمت في فيلم (تصبح على خير)، تأليف وإخراج (محمد سامي)، بطولة (تامر حسني، نور، درة، مي عمر)، هذه الأغنية كتبت ولحنت في البداية لمطرب آخر غير (تامر حسني)، لكن النصيب والحظ كانا وراء غناء (تامر) لها.
تعالوا بنا نسمع حكاية أغنية (ورا الشبابيك)من مؤلفها الشاعر الغنائي (محمد جمعه) الذي يمتلك كلمة مختلفة، وبساطة في التعبير عن العواطف، بساطة لا تعرف الصخب ولا التعقيد، ولا الفلسفة، ولا النفاق ولا التقعر، ولا الابتذال، فإحساسه دائما صادق، والمعنى واضح في عقله، والكلمة عالية على لسانه.
إنتاجه الغنائي قليل، لكنه مشهور، ومحفور فى الذاكرة والوجدان، وصامد ضد التلوث الغنائي، وهبوب رياح المهرجانات الغنائية، لا تجد فى كلماته شكوى وآنين وهجر وصد وحب مريض، لكن تجد كلماته تترفع عن كل هذا، وتحمل مفردات الحياة التى يعيشها بكل حب ولهفة وشوق وأمل، ودموع وفراق، يكتب لكي يمتع نفسه قبل أن يمتع الآخرين، والله كريم!.
حكاية أغنية (ورا الشبابيك)
عن حكاية أغنية (ورا الشبابيك) يقول محمد جمعه لـ (شهريار النجوم) : تربطني بالمخرج (أحمد عبدالله صالح) صداقة وطيدة، وأثناء عمله فى أحد الأفلام طلب مني أغنية، فرحبت على الفور، وكتبت له أغنية (ورا الشبابيك) كهدية مني له، ولم أكتف بهذا فقلت له يومها سيلحنها لك (أحمد محيي) بالمجان، وسيغنيها (مدحت صالح) أيضا بالمجان،.و
لم يصدق (أحمد عبدالله صالح) نفسه، لكن ما وعدت به حدث، فقد لحن (أحمد محيي) الأغنية، وحجزنا الاستديو ليضع (مدحت صالح) صوته على الأغنية، لكن قبل يوم واحد من تسجيل (مدحت) للأغنية، اتصل به أحد المسئولين في شركة الإنتاج من وراء ظهرنا.
وطلب منه التنازل عن حقوق (اليوتيوب) المادية لأغنية (ورا الشبابيك)، فغضب (مدحت صالح) واتصل بي وقال لي: يرضيك كده يا جمعه ؟! فقلت له: لا يرضيني، خلاص يا مدحت لا تغني الأغنية، طالما أصحاب الشركة لم يقدروا ما فعلناه لهم أنا وأنت وأحمد محيي!.
وبالفعل لم نسجل الأغنية، ومرت الأيام، وبعد أسابيع من هذه الواقعة كنت في لبنان ففوجئت باتصال هاتفي من صديقي الملحن (أحمد محيي) يقول لي : أنه يريد أغنية مني تشبه أغنية (عين شمس) التى كتبتها للمطرب (تامر حسني)، لأنه قابله هو والمخرج (محمد سامي)، وطلبا منه أغنية لفيلمهما الجديد (تصبح على خير).
فقلت له أعطيهما أغنية (ورا الشبابيك) التى كان سيغنيها (مدحت صالح)، فوجدت (محيي) يقول لي : (بتتكلم جد! يا عم دي أغنية هيد)، فصحت فيه بعصبية قائلا: أسمع الكلام يا أحمد، أرسل لهما أغنية (ورا الشبابيك) فورا، ونظرا لطيبة (أحمد محيي) وأدبه، لم يغضب من عصبيتي، وبالفعل أرسل الأغنية؟.
وبعد ساعة واحدة فوجئت بتليفون من (تامر حسني) يهنئني على كلمات الأغنية الرائعة، وقال لي: والله يا (جمعه) أنا لو بعتلك سيناريو الفيلم وقرأته (مكنتش) كتبت كلمات الأغنية بالشكل المبهر اللي أنت كتبت به (ورا الشبابيك)، وأعطى التليفون لـ (محمد سامي) الذي قال لي بعد السلامات والتحيات: أنت كاتب فى (الكوبليه) الثاني: (جوانا كمان حاجات، بتكسر في مرايات)، و(تامر) فى الفيلم بيكسر في مرايات، فشكرا لك يا (جمعه) على هذه الكلمات الرائعة.
(ورا الشبابيك) بين (تامر حسني وإليسا)
وبالفعل قدمت أغنية (ورا الشبابيك) في الفيلم كديو بين (تامر حسني وإليسا) وحققت نجاحا كبيرا مع الناس، وأرقام مشاهدة كبيرة على موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب) وصلت لحوالي 40 مليون مشاهدة، وتقول كلمات الأغنية :
من ورا الشابيك، بنداري دموع عنينا
وتجري دموعنا برضه، وتمسحهم ايدينا
ونقرب من حاجات، ونهرب من حاجات
ونبين حاجات، وجراحنا مداريه
ونلبس الوشوش، نزود الرتوش
عشان بقا ما يشوفوش الناس جوانا ايه
ونجري كتير يا دنيا، كتير كتير
وتحفظنا الشوارع، من كتر المشاوير
ونرجع كل يوم، ويجي تاني يوم
نغير الوشوش، بس بنفس الهدوم
جوانا كمان حاجات، بتكسر في مرايات
وتمشينا ساعات، في طريق طويل بجد
وبتلخبط عيون، وبتزغلل عيون
وبتغمي العيون، في طريق لنهايته سد
ونجري كتير يا دنيا، كتير كتير
وتحفظنا الشوارع، من كتر المشاوير